
16-07-2025, 03:55 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة :
|
|
الاستهزاء.. لماذا؟
الاستهزاء.. لماذا؟
- الاستهزاء والسخرية بالدين أو الدعاة من صفات غير المهتدين إلى دين الله القويم؛ وسبب هذا الاستهزاء هو الجهل وعدم الفهم، أو قد يكون العناد والكبر، أو حتى رغبة في تضليل الناس.
- لذا فإن الموقف المبدئي من هؤلاء، عدم محبتهم والبعد عنهم؛ وينبغي التنبيه دائمًا على أن الاستهزاء والسخرية بالدين والدعاة من الكفر بالله، وهو من صفات الكفار والمنافقين، قال -تعالى-: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (التوبة).
- والسخرية بأي من العبادات الشرعية معناه تنقص للدين، وعيب فيه، ومن ثم تنقص لمن شرعه، ولمن جاء به؛ فيكون ذلك من أصناف الردة عن الإسلام؛ ولهذا ذكر العلماء من نواقض الإسلام: الاستهزاء بالدين، أو بشيء منه، فإذا استهزأ بالصلاة وتنقصها، وقال: إنها عبث أو إنها لا قيمة لها ولا حاجة إليها، وإنها إضاعة للوقت، تُعد هذه ردة عن الإسلام.
- ونهى -تعالى- عن السخرية من الناس؛ فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ} (الحجرات:11) وتفيد الآية أن السخرية منافية لكمال الإيمان، ومعنى السخرية الاستهزاء بالخِلقة أو بالخُلق أو بالعمل، فلا يجوز أن نقول: هذا قصير أو هذا طويل، أو هذا عصبي المزاج أو نقلل من عمله..
- ولا يجوز الاستهزاء بما يبذله المسلم من أمواله بحسب حاله، فيلمزون المكثر منهم، بأن قصده بنفقته الرياء والسمعة، أما المقل الفقير فيقولون: إن اللّه غني عن صدقة هذا؛ لذا قال -تعالى-: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (التوبة:79).
- والباعث على السُّخْرِية واحتقار الناس إنما هو الكبرُ، وهو من أعظم خصال الشر، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حذر من هذا؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل الجَنَّةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبْر»؛ قال إبراهيم النخَعي: «إني لأرى الشيءَ ممَّا يُعاب، ما يمنعني من غيبتِه إلاَّ مخافة أن أُبتَلَى به».
- ويجب ألا نغفل عن أن ميزان الشرع للناس بحسب قربهم إلى الله وتقواهم، فقد مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ قَالُوا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَلَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَلَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَلَا يُسْتَمَعَ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا».
- وميزان التفاضل عند الله -تعالى- بالتقوى والعمل الصالح، قَالَ -تعالى-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات:13). فإن أكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا.
اعداد: سالم الناشي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|