|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عيد الفطر 1437هـ عبدالغني حوبة الخطبة الأولى الحمد لله العزيز الحميد، المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، تفضل علينا برمضان شهر القرآن المجيد، وأكرمنا بأنوار عيد الفطر السعيد، ونسأله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالجنة والمزيد، والصلاة والسلام على أفضل من صام وقام، ودعا إلى التوحيد ، فأنقذ الله به العبيد، اللهم صل على عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم من ذوي التسديد. أما بعد: أيها الإخوة الكرام: ها هو فجر العيد قد لاح، وأقبلت علينا مواسم الأفراح، وقد تقاصر دوننا الزمان، وطويت صفحة رمضان، فاسمع - يا رعاك الله- لما قاله المصطفى العدنان: (للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)، فهذه فرحتكم الأولى يا إخوان، فاستبشروا برضى الرحمان، ودخول الجنان من باب الريان. الأعياد تعمق أواصر الأخوة في المجتمع المسلم الفاضل، فتذوب من خلالها العصبيات وتغشى الرحمة المنازل، وتقال العثرات والزلات الأوائل، فكونوا كذلك فو الله إن زينة العاقل التغافل. الأعياد فرصة للوحدة والتناصر، وهي ميدان العفو والتغافر، وعنوان التلاقي والتواصل والتزاور، بها إبعاد شبح الضغائن والأحقاد والتنافر. فهنيئا للمسلمين بأعيادهم، فهي سر تقدمهم واجتهادهم، فالأعياد روح و ميلاد، وتراحم وتواد، وهدى ورشاد، فيا لها من مواسم للمجتمعات، تكثر فيها المسرات والابتسامات والتهاني والتبريكات، ويجتمع المسلمون في أيامها على الكعك والحلويات مع الأهل والأصحاب والقرابات. أيها المسلمون: العبادات نوعان؛ شعائرية كالصلاة والزكاة والصيام و تعاملية كالأخلاق و آداب الالتزام، ومن أعظم الواجبات الشرعية صلة الأرحام، التي هي الإحسان إلى الأقارب سواء أكان من النسب من جهة الأم أو الأب، وهم المعنيون بقوله تعالى: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 75]، ويدخل ضمن الأقارب الأصهار، فينبغي الإحسان إليهم والعطف عليهم، وقد أمر ربنا - تبارك وتعالى - بإعطاء الأقارب حقوقهم، قال تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ﴾ [الإسراء: 26] ، وحذر سبحانه وتعالى من تضييع هذه الحقوق فقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1] أي إياكم أن تقطعوها، فإن في ذلك فسادا عظيما يحل بكم. أيها المؤمنون: أول ما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بأن (يعبد الله وتكسر الأوثان ويوصل الأرحام بالبر والصلة ) رواه الحاكم. أول شيء تكلم به النبي حينما قدم المدينة فقال: (يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي وبن ماجة وأحمد. لما نزل قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214] دعا النبي قريشا فاجتمعت وقال لهم (أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها). وربط النبي -صلى الله عليه وسلم- بين صلة الرحم والإيمان تنبيها على أهميته فقال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه). وواصل الرحم يستمر على الصلة وإن قطعت، قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من قطعت رحمه وصلها). إن صلة الرحم سبب في حفظ الله للعبد، ووصله بالبر والألطاف: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله) صلة الرحم من أسباب البركة في الرزق والعمر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه). وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار) رواه البخاري. صلة الرحم من أفضل الأخلاق، قال النبي لعقبة بن عامر أفلا أخبرك بأفضل أخلاق الدنيا والآخرة؟ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، و تعفو عمن ظلمك). أيها الفضلاء: صلة الرحم تكون بأمور متعددة منها الزيارة، والإهداء، والسؤال، وتفقد أحوال الأرحام، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، واستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم أفراحهم ومواساتهم في أحزانهم وأتراحهم، وتكون صلتهم بسلامة الصدر نحوهم، وكذا بدعوتهم إلى الخير، ونهيهم عن الشر. ألم تصف خديجة - رضي الله عنها - محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بقولها: (كلا والله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق). ألم يصف ابن الدغنة - سيد القارة- أبا بكر بقوله: (مثلك لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف). لقد تحدث مسطح بن أثاثة في حادثة الإفك، وكان أحد أقرباء أبي بكر الفقراء، وبعد أن نزلت تبرئة عائشة - رضي الله عنها- قال الصديق: لا أنفعه أبدًا، فأنزل الله قوله: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]. فتفاعل أبو بكر مع الآية وقال: « بلى أحب أن يغفر الله لي، والله لا أنزعها منه أبدا». أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيـــم. الخطبة الثانية الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على المصطفى، وعلى أله وصحبه أهل الوفا. وبعد: أيها الإخوة الكرام: أوصيكم ونفسي بتقوى الملك العلام، قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: 18]. خل الذنوب صغيرها وكبريها فهو التقى. واصنع كماش فوق أرض الشك يحذر ما يرى. لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى. إياكم وقطيعة الأرحام، فإنها من أمهات العقوق وكبائر الآثام، وهي تحجب عن دخول الجنة بسلام. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ![]() اعلموا أن قطيعة الرحم سبب للعنة، والخروج من النعمة، قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]. لابد لنا أن نتعرف على أسباب قطيعة الرحم التي نذكر منها: الجهل بعواقب القطيعة، ضعف التقوى والصلة بالله، التكاثر المادي وبطر الغنى، الانقطاع الطويل الذي يتسبب في الوحشة والعتاب الشديد مما ينفر الأقارب من بعضهم البعض. إخوتاه: في هذا العيد السعيد: ابتهجوا، وابتسموا، روحوا على أنفسكم. في هذا اليوم الفريد: تزاوروا، تصافحوا، وسعوا على أهلكم وذويكم، فربكم يثيبكم ويعطيكم، والجنة تناديكم. تقبل الله منا ومنكم، عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |