الشعر الغرناطي وثيقة تاريخية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024220 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301477 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119103 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40243 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367090 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-09-2022, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي الشعر الغرناطي وثيقة تاريخية

الشعر الغرناطي وثيقة تاريخية
السعيد الدريوش




لئن كان الشعر العربيُّ منذ بزوغه في الصحراء العربية تصويرًا فنيًّا بديعًا، يَستمد مقوِّماته الجمالية من أسُس البلاغة الجميلة، وجواهر الألفاظ الصَّقيلة - فقد أضحى في حدائقِ غَرناطة الأندلسية وثيقةٌ تاريخية تَزخر بالأحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية، بل أصبح المصدرَ الوحيد والأوحدَ لمعرفة فترة تاريخيَّة مهمة من تاريخ المسلمين بالأندلس؛ على اعتبار أنَّها مرحلةٌ تاريخية مهمة سكتَت عنها كتب التاريخ العربية؛ نظرًا لحالة الالتباس والغموض التي عانَت منها، أو نتيجةً لفقدان العديد من الكتب والمصادر الأندلسية التي تحدَّثَت عنها وعالجَتْها، خصوصًا مع سقوط غَرناطة آخرِ مَعاقل المسلمين وما تعرَّضَت له الآثار الإسلامية المادية والفكرية من طمسٍ وعبَث؛ بُغيةَ وأدِ ما تبقى من الصَّرح الحضاري الإسلامي في الأندلس.

وبالفعل ساهمَت هذه الدواوين الشعرية الأندلسية في إضاءة جوانبَ مظلمة من تاريخنا المنسي، كاشفةً عن حقائقَ تاريخية هامة، ومساهِمة في تعميق البحث على المستوى التاريخي بخاصة، وبالتأمل في النِّتاج الشعري الغَرناطي نجده كشفًا جديدًا أثرى الخِزانة الأندلسية ببُروز شعراء مُجيدين جدُد، انضافوا إلى قائمةِ سابِقيهم ممن بصَموا على عُمق الإبداع وغزارة الإنتاج، ويتقدم هؤلاء الشعراءَ الملكُ الشاعرُ يوسف الثالث الذي خلَّف ديوانًا شِعريًّا طرَق فيه جميعَ الأغراض الشعرية، وحقَّقه الدكتور عبدالله كنون[1]، يَليه ديوان وزيرِه وشاعره المدَّاح أبي الحسين بن فُرْكون، بتحقيق الدكتور محمد بنشريفة[2].

إذًا ما هي أهمُّ المضامين التاريخية المبثوثة في شِعرهما؟ وكيف ساهَمت هذه الحقائق التاريخية في تعزيز التراث الإسلامي بالأندلس؟
1 - القيمة الوثائقية في شعر الملك الشاعر يوسف الثالث[3]:
لم تكن هذه الفترة التاريخية المتأخِّرة من تاريخ الأندلس سوى تقليدٍ أدبي متوارَث، بل ترديدٍ لأصداءِ الماضي وأحداثِه، سواءٌ على المستوى الفنِّي أو الوثائقي التاريخي؛ فقد كان رائدُ البلاغة الأندلسية ذو الوزارتين لسانُ الدين بن الخطيب سبَّاقًا إلى تضمين شعره أحداثًا تاريخية نوعية لم تُشِر إليها مصادرُ التاريخ المغربي والأندلسي، حين أشار في قصيدته اللاميَّة الطويلة المؤلَّفة من مِائتي بيت والمسمَّاة (المنح الغريب في الفَتح القريب) إلى حدثٍ تاريخيٍّ بارز؛ يقول لسان الدين بن الخطيب [الكامل]:
والرُّوم لاسترجاعِ حقِّك شمَّرَت ♦♦♦ هذا هو النَّصر المُعَمُّ المُخْوَلُ[4]

هذا البيت علَّق عليه شيخ المحققين المغاربة وعميدُهم الدكتور عبدالهادي التازي رحمه الله بقوله: "أمام سكوت مصادرِ التاريخ المغربي والأندلسي عن الذين ساعَدوا السلطان الغنيَّ بالله على العودة إلى عرشه، نُلاحظ أهمية هذا البيت الذي ينصُّ نصًّا على أن الروم كانوا بتَنسيقٍ مع المغاربة وراءَ ذلك، والإشارة إلى بيدرو الملقب بالقاسي الذي هيَّأ الجو وأعد قطعًا من الأسطول لذلك، وتدل عبارة "المعم المخول" على أنه نصرٌ تضافرَت عليه جهودُ المغاربة: أبناء عَمِّ الملك النصري وجهود القُشتاليِّين أبناء خال الملك المذكور..."[5].

إذًا مِن خلال ما سبق نُدرك أهمية الشعر في توثيق الأحداث التاريخية، وإبراز ما أفَلَ مِن محطَّات حاسمةٍ في سماء الحضارة الإسلامية في الأندلس؛ لذلك لم يُفوِّت الشعراء الغَرناطيون على اختلاف مَراتبهم فرصةَ تسطيرها في شعرهم؛ ربما خوفًا من ضياع الحقائق، أو لجَعلِها خالدةً جليَّة بعد زوالهم، تَشهد على ماضيهم، وما قدَّموه في سبيل نُصرة الإسلام على العدوَّة النصرانية.

وها هو الملك الشاعر يوسف الثالث يُساهم بدوره في تقييد أحداثٍ سياسية كبرى في شعره، جاعلاً من ديوانه وثيقةً تاريخية تَزخر بوصف جلِّ المعارك السياسية التي خاضها، إضافةً إلى انتصاراته الخالدة، ولحظات سَجنِه العصيبة بعد أن استولى أخوه محمَّد السابع على الحكم.

وهذه بعضُ الأحداث التاريخية في شعره:
أ - تحرير جبل طارق:
وقد ورد في شعر يوسف الثالث تحت اسم (جبل الفتح)، ونستشفُّ من خلال التقديم النثريِّ للقصيدة السَّنةَ التي تم فيها الفتح والتحرير بعد التغلُّب على جيش المرينيين؛ يقول الملك الشاعر: "من منظومنا على أثر استفتاحنا جبَل الفتح في أول شهر جُمادى الثانية عام سبعة عشر وثمانمائة"، [الكامل]:
في المُلحِدين عداتنا لنجازِ
حيث الحقيقةُ لم تدنْ بمَجازِ

عنَّا الكتائبُ دائمًا إنجادُها
مُتضافرُ الإغراءِ بالإيعازِ

ولنا المَنابرُ أصدرَت دعَواتِها
بعوارفِ الإعلاءِ والإعزازِ

خُطباؤها أهلاً بهم قد أعلَنوا
ببلاغةِ الإطنابِ والإيجازِ

وطَريقُنا الأهدَى لحلَّة طارقٍ
لم يَدْر إلاَّ عَزْمة الإجهازِ

ومَعادنا الأرضَى مِن استِفتاحِه
قد زانَ حلَّةَ فخرِه بطِرازِ

وزهَى المركَّب والبسيط بأنْ زَكا
عَملُ المقيمِ الرَّحلِ والمجتازِ

وبِبذلِنا الآلافَ بحث نِضارها
لم يتَّخذ سببًا إلى الإكنازِ

في نُصرَةِ الإسلام قد جُدْنا بها
ليُثيبَنا ربُّ العُلى ويُجازي[6]


فمِن خلال هذه القصيدة الشعرية، يُبرز الملكُ الشاعرُ العواملَ التي تضافرَت لديه ومكَّنَته من هذا "النَّصر؛ وهي: الجيش القوي، والدعوة المستجابة، والعزيمة الثابتة، والبَذل الوفير"[7].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.73 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.13%)]