تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118752 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40184 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366965 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 25-02-2025, 04:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله


تفسير "محاسن التأويل"
محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ فصلت
المجلد الرابع عشر
صـ 5181 الى صـ 5190
الحلقة (531)








القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : الآيات 69 الى 72]
ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون (69) الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون (70) إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون (71) في الحميم ثم في النار يسجرون (72)
ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون أي عن الرشد إلى الغي الذين كذبوا بالكتاب أي بكتاب الله، وهو القرآن وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم أي الماء الحار. قال المهايمي: لدفعهم برد اليقين من دلائل الكتاب والسنة ثم في النار يسجرون أي يحرقون. قال المهايمي: لإحراقهم الأدلة العقلية والنقلية.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : الآيات 73 الى 74]
ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون (73) من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين (74)
ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا أي غابوا فلم نعرف مكانهم. وهذا قبل أن يقرنوا معهم. أو ضلالهم استعارة لعدم نفعها لها.
فحضورهم كالعدم بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا أي ما كنا مشركين. وكذبوا
لحيرتهم واضطرابهم. أو بمعنى: تبين لنا أنا لم نكن نعبد شيئا. قال القاشاني:
لاطلاعهم على أن ما عبدوه وضيعوا أعمارهم في عبادته، ليس بشيء، فضلا عن إغنائه عنهم شيئا كذلك يضل الله الكافرين أي أهل الكفر به، عنه وعن رحمته، فلا يخفف عنهم العذاب.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : آية 75]
ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون (75)
ذلكم أي العذاب بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون أي بسبب فرحكم في الدنيا، بغير ما أذن الله لكم به، من الباطل والمعاصي، وبمرحكم فيها. و (المرح) هو الأشر والبطر والخيلاء. وبين (الفرح) و (المرح) تجنيس بديع.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : آية 76]
ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين (76)
ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين أي منزل المتعظمين عن الإيمان والتوحيد، جهنم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : آية 77]
فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون (77)
فاصبر إن وعد الله حق أي فاصبر على جدال هؤلاء المتكبرين في آيات الله، وعلى تكذيبهم، فإن وعد الله إياك بالظفر عليهم، حق ثابت فإما نرينك بعض الذي نعدهم أي من العذاب والنقمة أو نتوفينك أي قبل أن يحل بهم ما يحل فإلينا يرجعون أي فنحكم بينهم بالحق، وهو الخلود في النار، لمناسبة نفوسهم الكدرة الظلمانية، البعيدة عن الحق، واستحكام ملكات رذائلهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : آية 78]
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون (78)
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك أي لتقف على ما وفينا لهم من وعد النصر إياهم في الدنيا ومنهم من لم نقصص عليك أي لمكان الطول. مع أن في نبئهم ما يشاكل نبأ المذكورين. والشيء يعتبر بشكله وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله أي بأمره. وهذا رد لمقترحهم وتعنتهم في طلب ما قص عنهم من آية وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا [الإسراء: 90] الآية، بأن الإتيان بذلك مرده مشيئة الله تعالى وإرادته به. وقد شاء أن تكون الآية العظمى تنزيله، الأكبر من كل آية، والأعظم من كل خارقة. فهو خير الآيات وأحسنها وأقوم المعجزات وأمتنها. كما قال تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها [البقرة: 106] ، وقال تعالى: أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب [العنكبوت: 51] ، فإذا جاء أمر الله أي عند عدم الإيمان بالآية المقترحة، بعد إتيانها قضي بالحق أي من المؤاخذة، بعد تقرير الحجة المقترحة لهم وخسر هنالك المبطلون أي في دعواهم الشريك، وافترائهم الكذب.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : الآيات 79 الى 82]
الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون (79) ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون (80) ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون (81) أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (82)
الله أي الذي لا تصلح الألوهية إلا له الذي جعل لكم الأنعام أي مسخرة لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع من الجلود والأوبار والأصواف ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم أي بالمسافرة عليها وعليها وعلى الفلك أي في طريق البحر تحملون ويريكم آياته أي دلائله الدالة على فرط رحمته وكمال قدرته فأي آيات الله تنكرون أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض أي من الحصون والقصور والمباني والعدد والعدد فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون أي مما لا يدفع به العذاب الأرضي ولا السماوي.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة غافر (40) : الآيات 83 الى 85]
فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن (83) فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين (84) فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون (85)
فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم أي الخالي عن نور الهداية والوحي، ورضوا بها عن قبول هداية الرسل ومعارفهم. واستهزءوا برسلهم لاستصغارهم بما جاءوا به، في جنب ما عندهم من العلم الوهمي وحاق بهم أي من عذاب الله ما كانوا به يستهزؤن أي جزاؤه فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده أي مضت في خلقه، أن لا يقبل توبة ولا إيمانا في تلك الحال وخسر هنالك الكافرون
أي وهلك، عند مجيء بأسه تعالى، الكافرون بربهم الجاحدون توحيد خالقهم. ففاتتهم سعادة الأبد، والعيش الرغد. نسأله تعالى المعافاة من غضبه وعقابه، والموافاة مع زمرة أحبابه. آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة فصلت (حم السجدة)
سميت بها لاشتمالها على آية سجدة. تدل على بطلان عبادة المظاهر بالكلية. وأن الله يستحق بذاته أجل العبادات. وهذا من أعظم مقاصد القرآن. قاله المهايمي. وهي مكية. وآيها أربع وخمسون.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (41) : الآيات 1 الى 2]
بسم الله الرحمن الرحيم
حم (1) تنزيل من الرحمن الرحيم (2)
حم تنزيل من الرحمن الرحيم قال أبو السعود: إن جعل (حم) اسما للسورة، فهو إما خبر مبتدأ محذوف، وهو الأظهر، أو مبتدأ خبره تنزيل وهو على الأول خبر بعد خبر. وخبر لمبتدأ محذوف، إن جعل مسرودا على نمط التعديد.
وقوله تعالى: من الرحمن الرحيم متعلق به، مؤكد لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية، بالفخامة الإضافية. أو خبر آخر. أو تنزيل مبتدأ لتخصصه بالصفة، خبره.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (41) : آية 3]
كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3)
كتاب وهو على الوجوه الأول بدل منه، أو خبر آخر، أو خبر لمحذوف.
ونسبة التنزيل إلى الرحمن الرحيم، للإيذان بأنه مدار للمصالح الدينية والدنيوية، واقع بمقتضى الرحمة الربانية، حسبما ينبئ عنه قوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [الأنبياء: 107] ، فصلت آياته أي بينت بالاشتمال على جميع المطالب الدينية، مع الدلائل العقلية قرآنا عربيا أي بلسان عربي يتيسر فيه من جميع الفوائد ما لا يتيسر في غيره. وانتصاب قرآنا على المدح، أو الحالية من كتاب لتخصصه بالصفة، أو من آياته لقوم يعلمون أي مقداره ومعانيه. أو لأهل العلم والنظر.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (41) : آية 4]
بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4)
بشيرا أي للعاملين به، الناظرين فيه، والمستخرجين منه، بالنعيم المقيم ونذيرا أي للمعرضين عنه بخلود الأبد في نار جهنم فأعرض أكثرهم أي أكثر
هؤلاء القوم، الذين أنزل هذا القرآن بشيرا ونذيرا لهم، فلم يتدبروه فهم لا يسمعون أي لا يصنعون له، عتوا واستكبارا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (41) : آية 5]
وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون (5)
وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه أي أغطية متكاثفة، لا يصل إليها شيء مما تدعونا إليه، من التوحيد وتصديق ما في هذا القرآن من الأمر والنهي والوعد والوعيد وفي آذاننا وقر أي صمم، لا نسمع ذلك، استثقالا له وكراهية ومن بيننا وبينك حجاب أي فلا تواصل ولا تلاقي على ما ندعي إليه فاعمل أي على ما تدعو إليه، وانصب له إننا عاملون أي على ما ألفينا عليه آباءنا.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (41) : الآيات 6 الى 8]
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين (6) الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون (7) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون (8)
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه أي بالتوحيد وإخلاص العبادة، من غير انحراف إلى الباطل والسبل المتفرقة واستغفروه أي بالتوبة من الشرك وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة أي لا يزكون أنفسهم.
بطاعة الله، أو لا ينفقون من أموالهم زكاتها. وهذا ما رجحه ابن جرير، ذهابا إلى أن ذلك هو الأشهر من معنى الزكاة. لا سيما مع ضميمة الإيتاء. وفيه إشارة إلى أن من أخص صفات الكفار هو منع الزكاة، ليحذر المؤمنون من ارتكابه. وعن قتادة: إن الزكاة قنطرة الإسلام. فمن قطعها نجا، ومن تخلف عنها هلك. قال ابن جرير: وقد كان أهل الردة، بعد نبي الله، قالوا: أما الصلاة فنصلي. وأما الزكاة، فو الله! لا تغصب أموالنا. قال فقال أبو بكر: والله! لا أفرق بين شيء جمع الله بينه. والله! لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله، لقاتلناهم عليه وهم بالآخرة أي بإحيائهم بعد مماتهم للمجازاة هم كافرون إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون أي عليهم. أو غير منقوص. أو غير منقطع. أو غير محسوب.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (41) : الآيات 9 الى 10]
قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين (10)
قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين أي في مقدارهما. وعلمهم بصلة الموصول، إما لما تلقوه خلفا عن سلف، فاستفاض بينهم. أو لما سمعوه من الكتب السالفة، كالتوراة، فأذعنت بذلك نفوسهم، حتى صار معهودا لها وتجعلون له أندادا أي أكفاء ولم يكن له كفوا أحد ذلك أي الذي خلق الأرض في يومين رب العالمين وجعل فيها رواسي أي جبالا ثوابت من فوقها وبارك فيها أي أكثر خيرها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين أي مستوية بالامتزاج والاعتدال، للطالبين للأقوات والمعايش. أي قدرها لهم، أو لمن سأل عن مبلغ الأجل الذي خلق الله فيه الأرض، وجعل فيها الرواسي والبركة، وتقدير الأقوات. فحده، كما أخبر تعالى، أنه أربعة أيام.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة فصلت (41) : آية 11]
ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11)
ثم استوى إلى السماء أي قصد إلى إيجادها. و (ثم) للتفاوت بين الخلقين في الإحكام وعدمه، واختلافهما في الجهة والجوهر، لا للتراخي في الزمان، إذ لا زمان هناك. قاله القاشاني.
وقال ابن جرير: أي ثم ارتفع إلى السماء، أي بلا تكليف ولا تمثيل وهي دخان قال القاشاني: أي جوهر لطيف بخلاف الجواهر الكثيفة الثقيلة الأرضية.
وقال القاضي: (دخان) أمر ظلماني. ولعله أراد به مادتها. أو الأجزاء المصغرة التي ركبت منها. وأصله للرازي حيث قال: لما خلق تعالى الأجزاء التي لا تتجزأ، فقبل أن خلق فيها كيفية الضوء، كانت مظلمة عديمة النور، ثم لما ركبها وجعلها سموات وكواكب وشمسا وقمرا، وأحدث صفة الضوء فيها، فحينئذ صارت مستنيرة. فثبت أن تلك الأجزاء، حين قصد الله تعالى أن يخلق منها السماوات والشمس والقمر،
كانت مظلمة. فصح تسميتها بالدخان. لأنه لا معنى للدخان إلا أجزاء متفرقة، غير متواصلة، عديمة النور. ثم قال: فهذا ما خطر بالبال في تفسير الدخان. والله أعلم بحقيقة الحال. انتهى.
وقال بعض علماء الفلك في تفسير هذه الآية وهي دخان: أي ذرات، أي غازت أي سديم. ثم تجاذبت كما يجتمع السحاب فصارت كتلة واحدة. مصداقا لقوله تعالى أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا [الأنبياء:
30] . أي كتلة واحدة. فدارت ثم تقطعت وتفصلت بالقوة الدافعة، فتكونت الأرض والسماوات، تصديقا لقوله تعالى: ففتقناهما أي فصلناهما، فصارتا كرات من الماء في يومين. أي ألفي سنة. لقوله تعالى: وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون [الحج: 47] ، وفي هذا الوقت كان عرشه على الماء. أي كان ملكه وسلطانه على الماء، والله أعلم. انتهى والله أعلم فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين قال القاشاني: أي تعلق أمره وإرادته بإيجادهما، فوجدتا في الحال معا. كالمأمور المطيع، إذا ورد عليه أمر الآمر المطاع لم يلبث في امتثاله. وهو من باب التمثيل. إذ لا قول ثمة. انتهى.
وقال ابن جرير: أي قال الله جل ثناؤه للسماء والأرض: جيئا بما خلقت فيكما. أما أنت يا سماء، فأطلعي ما خلقت فيك من الشمس والقمر والنجوم. وأما أنت يا أرض فأخرجي ما خلقت فيك من الأشجار والثمار والنبات. وتشققي عن الأنهار قالتا أتينا طائعين أي جئنا بما أحدثت فينا من خلقك، مستجيبين لأمرك، لا نعصي أمرك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 1,921.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,919.71 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.09%)]