|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا فواز بن علي بن عباس السليماني قال الله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ [الأنفال:9]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ـ في قصة الاستسقاء ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا))؛ رواه البخاري برقم (968)، ومسلم (897). وعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبه أمر قال: (يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحدٍ من خلقك)؛ رواه الترمذي برقم (2454)، والبيهقي في «الشعب» (761)[1]. وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق، يؤذي المؤمنين، فقال أبو بكر الصديق: قوموا بنا لنستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يُستغاث بي، وإنما يستغاث بالله)[2]. فعُلم ممَّا تقدم أن الاستغاثة بغير الله بما لا يَقدِر عليه إلا الله، شركٌ أكبر بإجماع المسلمين[3]. فصلٌ: في ذكر بعض ألفاظ الاستغاثة الشركية: من صِيغ الاستغاثة الشركية: القول في النوازل وحلول الشدائد، ونحوها: يا رسول الله، يا خمسة، يا بن علون، يا باهوت، يا حسين، يا عباس، يا عيدروس، يا جيلاني، وغيرهم ممن يُدعى من دون الله عز وجل، علمًا بأن المستغيث بغير الله بما لا يقدر عليه إلا الله، يعلم علمًا يقينًا أن المستغَاثَ به لا يخلو من أحد الأحوال؛ إمَّا ميتًا، أو عاجزًا أو غائبًا، ونحو ذلك، والله أعلم. فصلٌ الاستغاثة باعتبار الممستغيثُ والمستغَاثُ به على ثلاثة أقسام: الأول: استغاثة مشروعة وتكون بالله أو بصفاته تبارك وتعالى: ودليل هذا القسم ما سبق من الأدلة، ولا غنى لنا عن إغاثة الله لنا طرفة عين. الثاني: استغاثة جائزة وتكون بالمخلوق بثلاثة شروط: الأول: أن يكون فيما يقدر عليه المخلوق. الثاني: أن يكون المستغَاثُ به حيًّا. الثالث: أن يكون المستغاثُ به حاضرًا حال الاستغاثةِ، قادر على إغاثة من استغاث به. الثالث: استغاثة بالمخلوق ممنوعة: وهي نوعان: الأول: الاستغاثة بالصالحين من أنبياء ومرسلين، وعلماء ونحوهم من أموات المسلمين، وذلك بأن يُستغاث بهم، أو بأحدهم في شفاء مريضٍ، أو تفريج كربةٍ، ونحو ذلك، وهذا شركٌ أكبر؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴾ [النمل: 80]. الثاني:الاستغاثة بالأحياء العاجزين، ولا فرق بين أن يكونوا غائبين أو حاضرين، ما داموا عاجزين، كالطلب منهم تفريج الكربات ونحوها. قال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في «قرة عيون الموحدين» (ص83): كُل ما قُصد به غير الله مما لا يَقدر عليه إلا الله، كدعوة الأموات والغائبين، فهو من الشرك الذي لا يغفره الله، والأدلة على ذلك من القرآن والسنة أكثر من أن تُحصر؛ اهـ[4]. [1] صحيحٌ: راجع: «الصحيحة» برقم (227)، والله أعلم. [2] عزاه بعضهم إلى «المعجم الكبير» وبعد البحث لم أجده في «المعجم»، ولا في غيره، وكل من ذكره، إنما ينقل عن الهيثمي قوله في «مجمع الزوائد» (10/ 246): رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير ابن لهيعة، وهو حسن الحديث؛ اهـ، وقد ادعا بعضهم تصحيح العلامة الألباني له، وهو وهم، والله أعلم، وقد جاء عن عبادة رضي الله عنه بلفظ: (إنه لا يُقام لي، إنما يقام لله تبارك وتعالى)؛ رواه أحمد برقم (22758)، وغيره، وهو من طريق ابن لهيعة أيضًا، وأكثر أهل الحديث على تضعيف أحاديثه، على جلالة قدره في الدين. وقال في «التمهيد شرح كتاب التوحيد» (1/ 258): أَعلَّ بعض العلماء هذا الحديث بأن في إسناده ابن لهيعة، وحاله معروف، لكن إيراد أئمة الحديث للأحاديث التي قد يكون في إسنادها بعض مقال في مثل هذا المقام: لا بأس به، بل فعلهم هذا صواب، إذا كان ما في الحديث من المعنى قد عضدته الأدلة من القرآن ومن السنة، كما في هذا الحديث: فإن قوله صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يُستغاث بي إنما يُستغاث بالله»، قد دلت عليه الآيات التي سلفت. وهذا الذي درج عليه صنيع الراسخين في العلم من أهل الحديث، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - في معرض كلام له في «الفتاوى» - قال: أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول، بل إما في تأييده يعني في تأييد ذلك الأصل، أو في فرع من الفروع. وهذا هو صنيع الشيخ أيضًا في هذا الكتاب؛ أي: كتاب التوحيد، فإنه يستدل بأحاديث هي من جهة المعنى الذي اشتملت عليه صحيحة كما سبق إيضاحه. وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث مستدلًّا به في رده على البكري المعروف بكتاب: «الاستغاثة الكبرى»، أو «الرد على البكري»، وقال: إن هذا الحديث هو معنى ما جاء في النصوص، فقوله صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يستغاث بي)؛ يعني: لا تستغيثوا بي، وإنما استغيثوا بالله؛ لأن لفظ: «يستغاث» تقدمه نفي، والمراد منه النهي؛ اهـ. [3] راجع: «تلخيص كتاب الاستغاثة» (ص246)، و«القول السديد» (ص51)، والله أعلم. [4] راجع: «معجم التوحيد» (1/ 107).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |