|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() اقتراب الأجل وانقضاء العمر فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالموت نهاية كل حي, قال الله عز وجل: ( كل نفس ذائقة الموت ) [آل عمران:185] والإنسان لا يعلم متي يموت, وأين يموت, قال الله: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) [لقمان:34] ويخصُّ الله عز وجل من شاء من عباده, فينبهم إلى دنو أجلهم, وقُربِ موتهم, كما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: أول ما أُعلم النبي صلى الله عليه وسلم من انقضاء عُمُره باقتراب أجله بنزول سورة: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) [النصر:1] فإن المراد من هذه السورة أنك يا محمد إذا فتح الله عليك البلاد ودخل الناس في دينك الذي دعوتهم إليه أفواجاً, فقد اقترب أجلك فتهيأ للقائنا بالتحميد والاستغفار فإنه قد حصل منك مقصود ما أُمرت به من أداء الرسالة والتبليغ وما عندنا خير لك من الدنيا فاستعد للنقلة إلينا" وعن مسروق عن عائشة عن فاطمة رضي الله عنهم أجمعين, قالت: أسرَّ إليّ النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقران كلّ سنةٍ, وإنه عارضني العام مرتين, ولا أراه إلا حضر أجلي.[متفق عليه] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: قوله عليه الصلاة والسلام: (ولا أراه إلا حضر أجلي ) وذلك لأنه لما عارضه مرتين خلاف العادة, فكأنه علية الصلاة والسلام فهم أن هذه آخر سنة كالمُودِّع له, ومن فوائد الحديث: فراسة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: ( إن جبريل كان يعارضني بالقران كلّ سنةٍ مرة, وإنه عارضني العام مرتين, ولا أُراهُ إلا حضر أجلي) وكان الأمر كذلك, فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تُوفي قبل تمام السنة. وقد حج صلى الله عليه وسلم, وقال للناس: (خذوا عنِّي مناسككم, فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ) [أخرجه مسلم] فقال الصحابة رضي الله عنهم: هذه حجة الوداع, ثم رجع إلى المدينة وقبل وصولها إليها وقال ![]() وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى قتلى أحد, فصلى عليهم بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات.[متفق عليه] وبعض الناس قد يشعر بدنو أجله, ومن النذر على اقتراب الأجل وانقضاء العمر, ما يلي: * الإصابة بالأمراض الفتاكة, كالطواعين, ولو كان الإنسان شاباً, فقد ذكر في سيرة الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه, أنه أُصيب بالطاعون الذي وقع في الشام, وهو ابن ثلاث وثلاثون سنة, وشعر بقرب موته, فأخبر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, فعن أنس بن مالك رضي الله عنه, أن نبي الله صلى الله عليه وسلم, ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل, قال: ( يا معاذ!) قال: لبيك رسول الله وسعديك! قال: لبيك رسول الله وسعديك! قال: ( يا معاذ) قال: لبيك رسول الله وسعديك, قال: ( ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار ) قال: يا رسول الله! أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا ؟ قال: (إذا يتكلوا ) فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً.[متفق عليه]قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وفي الحديث من الفوائد: فهم الصحابة: فإن معاذ بن جبل رضي الله عنه, لما خاف الموت, ورأى أن أجله قد قرُب أخبر به. * التقدم في العمر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعمار أُمَّتي ما بين الستين والسبعين، وأقلُّهم من يجوز ذلك) [ أخرجه الترمذي, وقال: هذا حديث غريب حسن] وقال عليه الصلاة والسلام: (أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة) [أخرجه البخاري]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والمعنى أنه لم يَبْقَ له اعتذار, وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنَّة لانقضاء الأجل. * ضعف البدن والقوى, قال عمرو بن عبسة رضي الله عنه: لقد كبرت سنِّي, ورقَّ عظمي, واقترب أجلي [أخرجه مسلم] وقال الإمام الذهبي في كتابه الجيد النافع "سير أعلام النبلاء" في ترجمة عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعاً عن مسند الإمام أحمد: لم يحرر ترتيب المسند,...فلعل الله يقيض لهذا الديوان العظيم من يرتبه ويهذبه ويحذف ما كرر فيه...ولولا أني قد عجزت عن ذلك لضعف البصر, وعدم النية, وقرب الرحيل لعملت في ذلك والحافظ أحمد بن علي بن محمد ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ( 852هـ) أُصيب بمرض وعمره ( 79) سنة, وأصبح ضعيف الحركة, وكان إذا أُخبر بما يدلُّ على صحته, يقول: أما أنا فلا أراني إلا في تناقص, وما أظنّ الأجل إلا قد قرب, ثم ينشد ثاء الثلاثين مني أوهنت بدني فكيف حالي بعد ثاء الثمانيا توفي رحمه في عامه الذي مرض فيه, تغمده الله بواسع رحمته. * موت الأقران وظهور الشيب, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه الجيد النافع: "لطائف المعارف": من لم يُنذره باقتراب أجله وحي, أنذره الشيب, وأنذره سلبُ الموت لأقرانه. كفى مُؤذناً باقتراب الأجل شباب تـولى وشـيب نـزل وموت اللذات وهل بعدهُ بقاء يُــؤمـلــهُ مـن عـقـل * الرؤيا, فقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة, فذكر النبي صلى الله عليه وسلم, وذكر أبا بكر, وقال : رأيت رؤيا لا أراها إلا حضور أجلي, رأيت كأن ديكاً نقرني ثلاث نقرات, وإني لأراه إلا حضور أجلي.[أخرجه مسلم] وعند أحمد في المسند, فقصصتها على أسماء بنت عُميس, امرأة أبي بكر رضي الله عنهما, فقالت : يقتلك رجل من العجم. وعند أبي شيبة في المصنف, فلم يلبث إلا ثلاثاً حتى قتله عبدالمغيرة أبو لؤلؤة. وعن جابر رضي الله عنه, قال: لما حضر أُحد دعاني أبي من الليل, فقال: ما أُراني إلا مقتولاً في أول من يُقتلُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, وإني لا أتركُ بعدي أعزَّ عليَّ منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن عليَّ ديناً فاقضِ, واستوصِ بأخواتكَ خيراً, فأصبحنا, فكان أول قتيل.[الحديث أخرجه البخاري] قال سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: علم عبدالله بن عمرو بن حزام رضي الله عنه أنه سيُقتل, لأنه رأى رؤيا دلَّته على أنه مقتول مع من يقتل, ولهذا أوصى ابنه جابراً بما أوصى, رضي الله عنه وأرضاه. وقال الشيخ محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري عن جده الشيخ عبدالعزيز (أبو حبيب) رحمه الله : نجد من المناسب قبل الحديث عن وفاته التعرض لما حدث قبلها مما رآه رحمه الله...فقد رأى رحمه الله في المنام أن أناساً من أصحابه الذين توفوا قبله قد أعطوه أوراقاً خضراء فأول ذلك بوفاته. ثم تكررت الرؤيا عليه بأن أناساً ممن توفوا قبله من أصحابه يدعونهم إليهم. وكان رحمه الله قد أحسّ باقتراب أجله, فقد اشترى بيتاً...وقال : لن أسكن فيه, يشير بذلك إلى دنو أجله. وكان رحمه الله قبل ذلك قد اشترى أغطية ولحفاً لأهله, وقال لأهله ممازحاً : حتى لا تقولوا مات ولم يشتر لنا أغطية ولحفاً. وبعد حلول شهر رمضان سافر إلى مكة لأداء مناسك العمرة, وقد أحس بالمرض...ثم عاد إلى الرياض...وتوفي بتاريخ 17 رمضان عام 1387هـ وعلم الإنسان بقرب أجله, قد يكون منحة له, وقد يكون محنة عليه, قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: فإن قال قائل: وهل علم الإنسان بالعلامات على قرب أجله تدلُّ على فضله ؟ نقول: إن انتفع بذلك فهو منحة, وإن لم ينتفع فهو محنة, لأنه ليس كل من علم بقرب أجله تصلح حاله, بل ربما يعتريه من الجزع والتسخط ما يجعله يرتدُّ والعياذ بالله...لكن إذا وفق الإنسان وانتفع بهذا فهو من نعمة الله عليه" ولذا فينبغي على الإنسان عندما يُحسُّ بدنو أجله, وقُرب موته, أن يتهيأ للرحيل, وذلك بالتوبة إلى الله, والاجتهاد في الطاعة, وكثرة الاستغفار, قال ابن عباس رضي الله عنه : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) [النصر:1] نُعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسهُ, فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة. قال الشيخ محمد بن موسى الموسى مدير مكتب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: لقد لحظت على سماحة الشيخ في أيامه الأخيرة, ملحوظات عجيبة غريبة منها: 1-أنه منذ شهر رمضان كان كأنه يستعد لفراق الدنيا, حيث كان يكثر من ترداد كلمات معينة كقوله: الله يحسن لنا الختام, الله يتوب علينا, ويميتنا على الإسلام 2- أنه قد أوفى كل ما يتعلق بذمته. 3- أنه قد سامح كل من لديه حق لسماحته, من ديوان أو غير ذلك. وختاماً فلا تغفل عن الموت, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:فعجباً لمن يغفل عنه, مع أنه لا بدَّ له منه, والموجب للغفلة طول الأمل. كلُّنا في غفـلة والمـوتُ يـغـدو ويـروحُ لبني الدنيا من الموت غبوق وصـبوحُ سيصير المـرءُ يوماً جسداً ما فيـه روحُ بين عيني كُـلِّ حيّ علـمُ المـوتِ يلـوحُ نُح على نفسك يا مسكينُ إن كنت تنوحُ لتموتن ولو عمـــرت ما عُـــمر نـوحُ اللهم أحسن خاتمتنا, وتوفنا وأنت راضي عنا.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا المصدر: leoNews رحمة سراج الدين ومع حلول شهر رمضان، قامت بعض الصحف الإيطالية باستعراض مفهوم شهر رمضان لدى المسلمين، مع إرفاق بعض المرئيات لمسلمي إيطاليا في شهر رمضان، فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة "ليونيوز" الإلكترونية على موقعها مقالًا تحت اسم: "رمضان 2014: قواعد ومعاني دينية". وبدءًا من ليلة السبت ويوم الأحد الماضيين، بدأ شهر رمضان، ذلك الشهر الذي يقوم فيه المسلمون بالصيام وأداء الصلاة والتوبة إلى الله. وفي الأصل، شهر رمضان - ذلك الشهر الساخن - هو شهر صيفي - كما هو واضح من اسمه - ولكن عندما اعتمد نظام التقويم القمري ذو الاثني عشر شهرًا، أصبح موعد شهر رمضان يختلف من سنة لسنة؛ حيث إن البداية الفعلية لذلك الشهر تعتمد على حسابات فلكية معقدة، ولكن ببساطة نستطيع أن نقول: إنه يعتمد على رؤية بداية الهلال، ومدته: شهر واحد فقط؛ لذا سينتهي رمضان ذلك العام في يوم السابع والعشرين من يوليو عند بداية ظهور هلال القمر الجديد. ثم واصلت صحيفة: "ليونيوز" على موقعها الإلكتروني شرحها مفهوم شهر رمضان لدى المسلمين، قائلة: ويُعد شهر رمضان وقتًا مهمًّا للغاية بالنسبة للمسلمين، سواء في داخل بلادهم وخارجها؛ فهو الوقت الذي يكرسون فيه أنفسهم للقيام بالمزيد من الأعمال الخيرية، والتعبد، والتواصل مع بعضهم البعض. وفي رمضان، يحتفل المسلمون بذكرى نزول الآيات الأولى من القرآن الكريم على "محمد" بواسطة الملاك "جبرائيل"، وإرسال جبريل لإبلاغ النبي بالسور القرآنية الجديدة. وطوال شهر رمضان، من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، يمتنع المسلمون عن تناول الطعام؛ حيث إن الصوم يمثل لهم واحدًا من أركان الإسلام الخمسة؛ كالشهادة والحج إلى مكة والصلاة اليومية، والجدير بالذكر أيضًا أنهم لا يمتنعون عن الطعام فقط - خلال فترة الصيام - ولكنهم يمتنعون أيضًا عن أي سلوك به شهوة؛ مثل تعاطي التبغ، أو الاتصال الجنسي. تقرير مصور لعدد من مسلمي إيطاليا، وهم يجتمعون للإفطار، ثم الصلاة، ثم مشاهدة مباراة كأس العالم وتشجيع اللاعبين والفرق المسلمة، وأورد التقرير أن عدد مسلمي إيطاليا الملتزمين بأداء فرائض دينهم يقرب من مليون وسبعة آلاف مسلم. ثم استأنفت صحيفة "ليونيوز" الإلكترونية على صفحتها شرح مفهوم شهر رمضان لدى المسلمين، قائلة: وقبل الفجر يتناول المسلمون وجبة خفيفة تسمى: "السحور"، وبعد غروب الشمس ينهي المسلمون صيامهم بتناول وجبة تسمى: "الإفطار"، ثم بعد ذلك يقومون بصلاة تسمى: "التراويح" - وهي صلاة يقومون بها في رمضان فقط - ويُعفى من صيام شهر رمضان النساء الحوامل والمرضعات والأطفال والمصابون بالأمراض المزمنة, ويقومون بدلًا من ذلك بإعطاء صداقات للمحتاجين، بغض النظر عن دين أو معتقد هؤلاء المحتاجين. وينتهي شهر رمضان - عند المسلمين - بالاحتفال بعيد يُسمى: "بعيد الفطر"، وهو عيد قصير المدة للاحتفال بانتهاء شهر رمضان. وأهمية شهر رمضان للمسلم الملتزم بأداء فرائض دينه مثل أهمية فترة "الصوم الكبير" بالنسبة للمسيحين الملتزمين، حيث إنه شهر من التضحية بالشهوات الجسدية والسمو الروحي المتمثلة في التعبد والصلاة، وقد تم تفسير الأهمية الروحية للصوم من قبل العديد من علماء الدين، والتفسير الأكثر شيوعًا يرى أن الصوم يُعلِّم المرء الانضباط الذاتي, والانتماء للمجتمع, والصبر، ومحبة الله. وتقول التفسيرات المختلفة أيضًا: إن الصوم وعدم ممارسة الجنس هو نوع من التذكرة باحتياجات الفقراء، وتشجيع المسلمين - الملتزمين بأداء فرائض دينهم - بدفع الزكاة: ضريبة قرآنية تُدفع للفقراء. وفي إيطاليا، يبلغ عدد المسلمين الذين يقومون بصيام شهر رمضان ما يقارب مليونًا وسبعة آلاف مسلم، ومعظمهم من المهاجرين وأبنائهم، الذين يكون وجودهم - في بعض المدن - واضحًا جدًّا؛ لاجتماعهم كل ليلة لتناول وجبة الإفطار معًا. النص الإيطالي: Ramadan 2014: le origini ed il significato religioso della pratica Tra sabato e domenica è cominciato il Ramadan, il “mese caldo“, ossia il periodo che i musulmani dedicano al digiuno, alla preghiera e alla purificazione. In origine, il mese di Ramadan si svolgeva, come suggerisce suo nome, in un mese estivo, ma quando lo stesso Maometto adottò un calendario puramente lunare di dodici mesi, la sua cadenza varia di anno in anno. L’inizio vero e proprio dipende da complessi cal ![]() E’ questo un momento incredibilmente speciale per i musulmani, in patria e all’estero, un periodo in cui dedicarsi alla carità, alla contemplazione e alla comunità. Quello che si celebra con il Ramadan è lacommemorazione del momento in cui Allah rivelò a Maometto i primi versi del Corano attraverso l’arcangelo Gabriele, inviato sulla terra per dettare le sure al profeta. Per l’intero mese del Ramadan, dall’alba al tramonto, i musulmani si astengono dal consumo di cibo: il digiuno rappresenta infatti uno dei cinque pilastri dell’Islam come la professione di fede, l’elemosina, il pellegrinaggio alla Mecca e la preghiera quotidiana, ma oltre che dal cibo, durante il giorno regola vuole che ci si astenga anche da qualsiasi comportamento considerato impuro, come l’uso del tabacco o i rapporti sessuali. Prima dell’alba si consuma un pasto frugale detto suhur, mentre dopo il tramonto si rompe il digiuno (iftar) e si prega, recitando anche la tarawih, una preghiera che viene celebrata solo in occasione del Ramadan. Sono esonerati dal digiuno le donne in gravidanza o che allattano, i bambini e i malati cronici, che vengono invece chiamati ad atti di carità verso i bisognosi, indipendentemente dalla loro religione o entnia. Al termine del Ramadan, si celebra infine l’Id al-Fitr, la festa di rottura del digiuno detta anche la “pic ![]() Il significato del Ramadan per il musulmano praticante è assimilabile a quello che la Quaresima simboleggia per i cristiani praticanti: un mese di sacrifici per il corpo e di elevazione spirituale nella meditazione e nella preghiera. Il significato spirituale del digiuno è stato analizzato da molti teologi e la teoria più apprezzata sostiene che il digiuno insegni all’uomo il dono di autodisciplina, l’appartenenza a una comunità, la pazienza e l’amore per Dio. Una diversa interpretazione sostiene invece che l’astinenza sessuale e il digiuno ricordi i disagi dei poveri, invogliando i praticanti a pagare la zakat, l’imposta coranica verso i bisognosi. In Italia i musulmani che aderiranno al Ramadan saranno circa un milione e 700mila, soprattutto immigrati e i loro figli. In alcune città, dove più accentuata è la loro presenza, si riuniscono ogni sera per l’iftar.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر (21) أ. محمود توفيق حسين عندما يقتربُ رمضان من نهايته وتكون قد تعبَّدتَ فيه على نحوٍ أرضاك على نفسك ويجتمع معك أصحابك للاتفاقِ على قضاء يومَين في الشاليه وهم يتغامزون ويتضاحكون وقد انتووا فعلَ ما اعتادوا عليه من مجونٍ وشرب وأنت تبتسم متحفظًا مراعاةً للشهر وقد نويت في نفسك أن تلهو معهم في لهوهم؛ لا تفكِّر في أن ساعةَ قلبك قد حانت، وساعةَ ربك أوشكَت على الانتهاء بل فكِّر في أن ساعةَ القلب في المرح البريء، لا فيما حرَّم اللهُ لا تفكِّر بأنك لا تخوض معَهم تعظيماً للشهر بل فكِّر في أن مَن أحبَّ الشهرَ وعظَّمهُ لا يتحرَّق في وداعهِ للمعاصي. عيدُكَ كماءِ السماءِ طاهر
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() رمضان وتربية النفس د. ياسر حسين محمود الله -تعالى- أرحم الراحمين، شرع للناس أكمل الشرائع التي تهذب نفوسهم وتصلح قلوبهم، وتجعلهم يتذكرون حقيقة رغباتهم، وأنها جُعلت فيهم لكي تكون مُعِيْنة لهم على الوصول إلى الغايات المطلوبة، وشرع لهم الله -تعالى- ترك الفضول مِن كل هذه الشهوات؛ حتى لا يَشغل الإنسان نفسه بغير حاجته وقدر كفايته، ولو أن الناس رغبوا في ذلك لما شقوا في دنياهم، ولما تنافسوا عليها، واهتموا باكتنازها؛ وهل يأكل الغني الذي جمع الملايين أكثر مِن ملء معدته؟! ولو زاد لكان ذلك تخمة مضرة عليه، وكذلك في الملابس، وفي الأموال، وفي كل الشهوات. أكمل الشرائع ولذلك نقول: إن الله -تعالى- شرع لنا أكمل الشرائع التي تجعلنا نتحكم في شهواتنا، ونوجهها وليس هي التي توجهنا، فكان صيام شهر رمضان جامعًا لكل خصال الخير في تهذيب النفس، وقد ذكر أهل العلم في مسالك التهذيب أنه لابد أن يتخلص الإنسان مِن فضول الطعام والشراب، وفضول الكلام، والخلطة، ومِن فضول المال، ومِن فضول الشهوة الجنسية، ومِن فضول المنام؛ فهذه ستة أشياء، انشغال الإنسان بها يجعله يضيع عمره فيما لا فائدة فيه. التحكم في الشهوات وفي رمضان شرع الله لنا أن نتحكم في كل هذه الشهوات؛ فأنتَ لستَ تأكل حين تجوع، بل لكَ وقت محدد تمنع نفسك فيه، وتهذبها وتحكمها، وهذا يجعلها طيعة منقادة لأمر الله-تعالى-؛ ولهذا يسهل على الإنسان في رمضان -وعمومًا أثناء الصيام- مِن العبادات والطاعات ما لا يقدر عليه في غيره؛ فييسر الله له غض بصره، وكف أذنه، وحبس لسانه، والقيام كما يسَّر له الصيام. شأن عجيب شأن عجيب حقـًّا! لأن النفس تريد أن تنال رغباتها، والعاقل يريد أن يحكمها ويكون هو الملِك عليها، فإن الناس مع نفوسهم على مراتب، وأحوال القلوب مع النفوس الأمارة بالسوء، الراغبة في الشهوات على درجات متفاوتة، فمِن الناس مَن ملَك قلبُه نفسَه فصار هو الذي يتحكم فيها ويقهرها، وبعد حين مِن الحبس والتحكم فيها أزال ما بها مِن ضرر، وصار الحبس لها إصلاحًا، وصار منعها مِن رغباتها تهذيبًا، فصارت وزير صدق لذلك الملِك، ولابد أن يبدأ الأمر بذلك، ولا يمكن أن تكون النفس الإنسانية مِن البداية مطيعة منقادة، محبة للطاعة، كارهة للمعصية، بل بدايتها أمارة بالسوء، متكاسلة عن الطاعة، مائلة إلى المعصية والشهوة؛ فذلك القلب الذي غلب النفس يستطيع بعد حين أن يعلمها ويهذبها حتى تمتلئ إيمانًا، بدلاً مِن أنه يرغم نفسه على قيام الليل، وصيام النهار، والإنفاق. فبعد تهذيبها يجدها هي السباقة إلى هذه الأعمال الصالحات، وعندما يأتيها الوسواس الخناس، ويقول لها: «انظري إلى هذه الصورة المحرمة، أو اسمعي إلى هذه الأغنية والموسيقى»، فتقول: «أعوذ بالله!»؛ فصارت هذه النفس مطمئنة إلى ذكر الله، وأسعد شيء عندها هو الشوق إلى الله، والتعبد والتقرب إليه -سبحانه-، كما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه بقوله: «وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ» (رواه النسائي، وصححه الألباني). صراع مع النفس وهناك مِن الناس مَن هو مع نفسه في صراع وفي معركة، قلبه الذي هو محل العلم والإيمان يغلب أحيانًا وينتصر، ويصبح هو صاحب الكلمة، وأحياناً تغلبه النفس؛ فمرة يطيع ومرة يعصي، فهو مع نفسه في صراع دائم، يغلبها مرة وتغلبه مرة. من غلبته نفسه وهناك مِن الناس مَن غلبتهم نفوسهم، فغلبت القلب وأسرَته وألقته في السجن، فيظل متحسرًا على ما يرى ويعلم، ولا يستطيع إنفاذ هذا الأمر في أرجاء المملكة، القلب الذي هو محل العلم والإيمان أصبح أسيرًا في السجن، ولذلك قالوا: «المأسور مَن أسره هواه، وحبس قلبه عن الله»، وإذا تمكَّنت الدنيا مِن قلبه سجنت الإيمان، فصار مجرد شيء في القلب، لا يستطيع أن يخرج، ولا أن يسيطر على الجوارح، يعلم أن هذه الأشياء محرمات، وينهى الجوارح عنها، ولكن الجوارح لا تطيعه، فالنفس الأمارة بالسوء تأمر وتنهى وتتحكم في المملكة، فتستجيب لها الجوارح، وهذا العبد يرى نفسه ويعلم أنه مقصِّر، ويرتكب منكرًا ومعصية، ومع ذلك هو عاجز قد أدمن المعاصي، فهو إذا قلتَ له: اتقِ الله، يقول لك: لا أستطيع أن أترك هذه المعصية، ونفسه تغلبه دائمًا! انتكاس القلب ثم مع طول الحبس ينقلب الحال مِن أنه كان يقاوم ويعرف الحق مِن الباطل، وكان -رغم أسره- رافضًا للهزيمة، يصبح بعد ذلك عنده المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، انتكس القلب، فصار كما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قلبَ المنافق «أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ» (رواه مسلم)، صار لا يرى الحق حقـًّا ولا الباطل باطلاً، بل انقلب الأمر إلى أن صار ما تأمر به النفس هو الحق، وهذا هو الخطر الحقيقي؛ لأن الانتكاس ليس بأن يرى الحق حقـًّا ولو عجز عنه، فإنه يوشك أن تنهض همته إليه يومًا، ولكن إذا رآه باطلاً، إذا رأى أن الالتزام بالدين هو منكر مِن المنكرات، وأن القراءة في المصحف وكتب العلم كل ذلك ضرر، فماذا عساه أن يفعل؟! هذا هو الضلال المبين حقـًّا، هذه قلوب قد انتكست؛ فصارت ترى الحق باطلاً والباطل حقـًّا. فرصة عظيمة فهذه فرصة عظيمة شرعها الله في رمضان لكي نتحكم في نفوسنا، ولو سأل كل واحد نفسه: أين أنتَ مِن هذه الطبقات؟ هل أنت ممن تحكم في نفسه الأمارة بالسوء؟ هل وجدت لذة العبادة؟ أم ما زلت تُكره نفسك عليها؟ أم أنك في الحقيقة إذا قمتَ ليلة لم تقم عشرًا؟! وإذا صمتَ يومًا لم تصم شهرًا؟! فهكذا تغلبك نفسك دائمًا على ذلك، فلا تنفق شيئًا في مرضاة الله، ولا تتعب بدنك في العمل لله تعلمًا وتعليمًا ودعوة وعبادة لله، وهكذا كل واحد منا بالتأكيد عرف نفسه في أي المراتب هو؟ ومَن الغالب في المعركة؟ فرصة للانتصار على النفس وأنتَ مقبل على فرصة عظيمة حتى تنتصر على نفسك، وتتحكم في هذه الشهوات كلها، شرع الله لنا الصيام الذي هو أنفع أنواع التهذيب، أن تمتنع مِن طلوع الفجر إلى غروب الشمس مِن الطعام والشراب والشهوة، وأحل الله لنا ذلك فيما بيْن المغرب إلى طلوع الفجر الصادق، وهذه هي الوسطية المطلوبة التي فقدها الرهبان الذين كانوا على الرهبانية المبتدعة، كما وصف لله -تعالى-: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} (الحديد:27)، حرَّموا على أنفسهم ما أحلَّ الله؛ ولذا قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (المائدة:87). والحقيقة أن الوسطية أمر مطلوب، أما أن يأكل الإنسان كلما جاع، ويشرب كلما عطش، ولا يتحكم في نفسه طول السَّنة؛ فهذا أمر مذموم، ولا شك أنه سوف تغلبه نفسه. وقد شرع الله لنا القيام لترك فضول المنام، فلم يكن مِن عادته - صلى الله عليه وسلم - أن يحيي الليل كله دون أن ينام جزءًا منه طول السَّنة إلا في العشر الأواخر مِن رمضان، وذلك السهر خير أنواع السهر وأوسطه؛ إذ لا يغلب على الإنسان فلا ينام بالكلية فيحصل له الخلل في فكره وشعوره؛ ولذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» (متفق عليه). ولم يحرم الجماع بالكلية، ولكن حدد له وقتًا معينًا، وجعل الإنسان هو الذي يتحكم فيه، وفرض كفارة غليظة مشددة على مَن جامع عمدًا في نهار رمضان، بأن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينًا؛ فهذا التشديد حتى يستطيع التحكم في نفسه. ترك فضول الكلام وشرع لنا ترك فضول الكلام الذي لا حاجة إليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ» (رواه البخاري ومسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» (رواه مسلم). (يَرْفُثْ): لا يقول الرفث، وهو الفاحش مِن القول. (يَصْخَبْ): لا يصيح. (وَلَا يَجْهَلْ): لا يقول الكلام السفيه الجاهل. التحفظ مِن الغيبة والنميمة وشرع لنا مزيد التحفظ مِن الغيبة والنميمة، والزور، قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» (رواه البخاري)؛ ولذا فارتكاب الكبائر أثناء نهار رمضان يذهب بأجر الصيام، ويجعل الصوم غير مقبول؛ لأن الصوم شرع لتحقيق التقوى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ} (البقرة:183)، فإذا ارتكب الكبائر أثناء صومه كان ذلك دلالة على أن صومه ليس هو الصوم المشروع؛ ولذا كان بلا ثواب وكان غير مقبول، ولم يكن لله حاجة في أن يَدع طعامه وشرابه. إفطار القلب ومَن يترك الصلاة مثلاً أو مَن تخرج متبرجة في نهار رمضان، أو مَن يسب ويلعن؛ فهذا مفطر بقلبه وإن لم يكن مفطرًا بفمه وبطنه، ولا ثواب له، وصومه غير مقبول، وإن كان يسقط عنه الفريضة ولا يؤمر بالإعادة؛ إلا أنه لا ثواب فيه، وإن جاع وعطش «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، فعليك أن تكون منتبهًا لصومك، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ» (رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني)، فإذا كنتَ تحفظ لسانك في سائر الأوقات؛ فليكن حفظك له في رمضان أشد. ترك فضول المخالطة وكذلك ترك فضول المخالطة: فالغرض مِن خلطة الناس تحصيل ما ينفع الخلق، فالخلطة مع أصحاب اللعب واللهو مِن أعظم الضرر، فهؤلاء يجر بعضهم بعضًا إلى المنكرات والفواحش مِن الإدمان والسرقة، والزنا، والتدخين، وخلطة الصالحين خير خلطة، وهي تقلل مِن الاختلاط بأهل الفساد، وقد أصبح الاختلاط في زماننا له مفهوم أوسع منه في الزمن الماضي، فقد صارت الخلطة مِن خلال وسائل الإعلام ولو كان في حجرة مغلقة «مِن المذياع والتلفزيون، وغيرهما»؛ فحاول أن تكون على مقاطعة تامة لوسائل الإفساد في رمضان، لتكون مهتمًّا بشغل نفسك بطاعة الله وبصحبة الصالحين، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، كما قال ربنا في العبد الخطاء الذي جلس مع الصالحين لحاجةٍ وهو ليس منهم، قال الله -تعالى-: «وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ»، فمجرد وجودك في المساجد مع أهل البر والتقوى والصلاح يعد مِن أسباب السعادة والمغفرة، وحذار أن تجعل المساجد سبيلاً إلى الخلطة المحرمة مِن الرياء والسمعة، وطلب الوجاهة والمنزلة بيْن الناس، فهذا هو الخطر على إخواننا، وإنما تخالِط مَن يذكرك بالله، وتذكره بالله.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() لا اله الا الله
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() رمضان وتربية الإنسان الكامل هل نستطيع جني ثماره؛ لتكون زادًا لأعمارنا كلها؟ سيد أحمد فتح الله الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. وبعد: فنَحن على مشارف الوَداع، تلاقينا مع الشهر الكريم، وعانقنا فيه الهدى، ورَجَونا من الله العفو، وأخذتْنا حرارةُ الدُّعاء وتلاوة الذِّكر، راقبْنا فيه رَبَّنا، فتحققتْ في أنفسنا - كلٌّ على قدر إخلاصه - تقوى الله - عزَّ وجلَّ - ومَحَّصتنا بفضل الله مدرسةُ الصيام، التي هي بحقٍّ مدرسة صناعة الإنسان الكامل، وتربية الأخلاق الشاملة، التي سعى إلى تَحقيقها في النفس البشرية علماءُ النفس، وعلماء التربية، وفلاسفة كل العصور. هل يُمكن أن تستمر معنا حالةُ رمضان إلى ما بعد رمضان، الذي أوشك على الرحيل، هل نَحفظ مقامه وهو المعلم الفذ، والأستاذ الأعز، الذي لو فقهنا، لكان منا تلامذة له في مدرسة الإنسان الكامل. أولاً: من الإنسان الكامل؟ هو عند فيلسوف مثل "كانت": الشخصُ الذي يكون سلوكه قابلاً لأن يُؤخَذ مبدأ إنسانِيًّا عامًّا، وعند (نيتشه): الإنسانُ الخارق الذي يعمل على تطوير ذاتِه؛ حَتَّى يصيرَ بالعقل والقوة قادرًا على التحكُّم في الأشياء. لَم تتمكن - لعَمْر الحق - أيَّةُ مدرسة من مدارس التربية، ولا علم النفس، ولا الفلسفات المختلفة - من أن تخرج لنا الإنسانَ الكامل المزعوم، ولا أزعم أنَّ المسلمين استطاعوا في عصورهم الأخيرة أنْ يُخرجوا نموذجًا يقترب من الإنسان الكامل، الذي أرى مدرسة الصيام رافدًا من أهم روافد انطلاقه وشُموخه، وروعة أخلاقه. ذلك لأنَّنا نؤدي العباداتِ في مُجملها طقوسًا حركية، لا ندرك معها بُعْدَها الرُّوحي، وأثرَها الأخلاقي، لكن تأمل معي - رعاك الله - رَوْعَة الأخلاق التي يُمكن أن يربيها فينا الصيام، وتأمَّل الثمار التي يُمكن أن نجنيها من رمضان؛ بل إنِّي لأجزم أنَّ مَن تأمَّلها، وتَمثلها، وعاش وفقًا لها، فهو الإنسان الأقرب إلى الكمال بحول الله، ولا غروَ أن يكونَ إمامُنا وحبيبنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أكملَ شخص عرفه تاريخُ البشرية؛ لأَنَّه - عليه الصلاة والسلام - لَم يعرف الفصام الذي نعيشه بين العبادة وأثرها، وعاش الصيام روحًا ووجدانًا قبل أن يكون صيام البطن والشهوة، فكان أسرعَ بالخير من الريح المرسلة. ما الذي تبثه فينا مدرسة الصيام؟ أول ما يتبادر: إشعارُ العبد برقابة الله - جل وعلا - هبْ أنَّ مُسلمًا في نَهار رمضان يجلس وحْدَه في غرفة، أو في قصر، أو يسير في فلاة، لا يراه أحد، ولا يراقبه مُراقب، لماذا لا يُقدِم على تناوُل الطعام الشهي على جوعه، ولماذا لا يَمد يده؛ ليروِيَ ظمأه بالماء القراح؟ ما الذي يَمنعه من ذلك؟ إنَّه الشعور بأنَّ الله يراه، أليس هذا هو الإحسانَ الذي هو أعلى من درجة الإيمان؟ وعبر القرآن عن هذا الأثر للصيام قائلاً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، كلٌّ مِنَّا ينال قسطًا ما من رقابة الله في رمضان فعلاً لا قولاً، قسطًا من التقوى، من الإحسان، يَجب أن ينميه وينفخ فيه لرمضان وما بعد رمضان؛ كي يكون خُلقًا ملازمًا تكتمل به شخصية المسلم. لقد رَبَّى الصيامُ فينا رقابةَ الله، حتى لو كُنَّا في مأمن من أنظارِ الخلائق جميعًا، فنحن نسلك سلوك المراقب لمولاه، بالله علينا لو أخذنا هذا الخُلق بعيدًا واستثمرْنا آثاره، أيكذب الكاذب، أو يسرق السارق، أو يرتشي المرتشي، أو يُرابي المرابي، أو يعق العاقُّ، أو يفسد المفسِد بين الناس، في رمضان أو في غير رمضان؟ هذا الخلق الجليل يمكن أن يحل وحْدَه مآسِيَ تعيشها اليومَ الأمةُ الإسلامية؛ من خيانة، وسرقة، ولُصوصِيَّة، وكذب، حتى إنَّ الكذب صار خلقًا يكذب معه الكثيرون بلا مُبرر، رمضان - لو فقهنا - يُعلمنا رقابةَ الله، وعندئذٍ نسلك مع أخلاقِ رمضان سلوكًا يصح مبدأ عامًّا على ما يرى "كانت" وغيره، وليسوا حجةً لنا، لكننا نعرض أشواقهم التي يلبِّيها الإسلام الفذ. وثانيًا: هناك الإرادة الصلبة التي يُربيها فينا الصيام، فلا نَخضع للشهوات، ولا نسقط أمامَ سُلطان العادات؛ بل ننتصر على أنفسنا، وعلى شَهواتنا، ونقمع رغائبنا؛ ابتغاءَ مَرضاة ربِّنا، أمَّة تَمتنع عن الطعام والشراب والشهوات من مَطلع الفجر إلى مَغيب الشمس، هي أمة مُريدة لا تضعُف، عزيمتها ماضية لا تلين، معدنها نقي متين، قدراتها الذاتية هائلة؛ لأنَّها لا تضعف أمامَ أحد، فلو أنَّنا نَمَّيْنا في أنفسنا هذا الخُلق الكريم من أخلاق مدرسة الصيام، لكنَّا سادةَ الدنيا، كما كنا ذات يوم؛ لذلك حكى أحدُ الدُّعاة عن شاب إسباني لا يعرف الإسلامَ، سأله مرة عن معنى الصيام الإسلامي، فشرحه له، فما كان منه إلاَّ أنْ علق قائلاً: "إن كنتم تصومون بهذه الحال، فلماذا أنتم متخلفون؟"، فَهِمَ الشاب بالمنطق الإنساني العام أنَّ أمةً تربَّت فيها الإرادة في مدرسة الصيام، لا يُمكن إلا أن تكون صاحبة الباع الأكبر في التقدُّم، فما التقدمُ إلا وضع الهدف، والتخطيط له، وبذْل الجهد لتحقيقه، وكل ذلك لا يكون إنْ لَم تكن الإرادة التي يربِّيها فينا الصيام أفضل تربية. ويرتبط برمضان أيضًا الصبر، وما أجمله من خُلق يرفع صاحبه، ويُحقِّق له النصر! كما جاء في الحديث الشريف من تعاليم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "واعلم أنَّ النصرَ مع الصبر، وأنَّ الفرجَ مع الكرب، وأنَّ مع العُسر يسرًا"، أمَّةُ الصبر تستطيع إنْ شاءت أن تنتصرَ على أمراضها الداخلية، وكيْد الأعداء لها؛ ليتبدل الضعف قوة، والذلُّ رفعةً، والتخلف تقدمًا، أليس الطيش والرعونة شيئًا كريهًا يعالجه الصيام بتعويد الصبر، لماذا كثرت المشكلات، وكثرت حالات الطلاق في بلادنا، وصراع الأقرباء والغرباء على فُتَاتِ الدنيا؟ لماذا كثر القتل والكيد؟ لأَنَّ الصبرَ لَم يعُد خلقًا، كم يعالج الصبر الرمضاني من أدوائنا؟ كم تكتمل الشخصية الإنسانية بالصوم؟ وانظر إلى عِفَّة اللسان، كما علمنا الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الشريف الصحيح: ((الصوم جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يفسق، فإن سابَّه أحد، فليقل: إنِّي صائم))، بالله، كم يقدح في الإنسان البذاء والسباب واللسان السليط! الصيام يحل لنا هذا بجملة واحدة، ثم كم تحل لنا عِفَّة اللسان من مُشكلاتٍ طوقتْنا بالإيذاء في مُؤسساتنا وشوارعنا وأسواقنا، وكم تكتمل الشخصية الإنسانية بعفة اللسان، لو طبِّقت في مناحي الحياة المختلفة؟ وانظر إلى انتصارِ النَّفس على هوى الشح؛ ((من فطَّر صائمًا، فله مثل أجره، غَيْرَ أنَّه لا ينقص من أجر الصائم شيء))، ما هذه الروعة الناصعة في حمل الأنفس حملاً على تعود الكرم؟! إنَّها المدرسة الإلهية الرمضانية، انتصر على شحك، أرفد إخوانك بكرمك، لن تَخسر شيئًا؛ ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ [سبأ: 39]، لا ينقص المال، بل يزداد الثواب، وتكمل الشخصية الإسلامية الفذة ببركات رمضان، انظر إلى الفارق الهائل بين شخصية البخيل واحتقار الناس لها، وبين احترام الكريم بين من يعرفه ومن لا يعرفه، صحيح أنَّنا لا نصدر في أعمالنا من أجل البشر، ولكن من بركات العمل لله أنَّك تعلو في أعين عبادِه أيضًا، وإن لم تسعَ إلى ذلك، هل هناك مدرسة أزالتْ معايبَ النفس، وغرست في أعماقها الفضائل مثل مدرسة رمضان؟ قِسْ على ذلك التكافُلَ الاجتماعي من إخراج زكاة المال، أو على الأقل زكاة الفطر، وما تغرسه من تعوُّد على الإنفاق، حتى الفقير الذي لا يَملك إلاَّ قوتَ يومٍ وليلة يُخرج صدقةَ الفطر، في منظومةٍ تربوية وسلوكية هائلة الأثر، لو أنَّ المسلمين كانوا يفقهون، هذا التكافل الفريد يبيد الأحقادَ، ويقتل الإحن، ويصنع أمة الخير في تكافُلها، ورعاية القوي للضَّعيف، وحدب الغني على الفقير، يا لَهَا من روعة. ولا تنسَ الإشراقَ الوجداني بتلاوة الذِّكر، وصلاة القيام، والدعاء، وليلة القَدْر، وتَهافُت الأرواح إلى نفحات الفَتَّاح وبركاته وإتحافاته، أمة اكتملتْ خصالها الوجدانية والبَدنِيَّة والسلوكية عبادةً، وإنفاقًا، وتكافلاً، ومَحبة، وخضوعًا لله الواحد الأحد، هذا الكمال، فهل يُمكن أن نتخذَ خصالَ رمضان دستورًا لحياة الأمة، هي أمة الاصطفاء، ومع ذلك لا تدرك معاني الاصطفاء، هي أمة الكمال ويَجب أن تكتملَ الدائرة في الحال والمآل - إن شاء الله تعالى. إنسان اكتملت خصاله وسلوكياته لاكتمالِ مُعتقداته، وجَمال عباداته، تَحقَّق برَغْم أنف (كانت، ونيتشه)، وبرغم أنف أهل الضلال ممن قالوا ولم يبلغوا شيئًا، تَحقق بالصوم الإنسانُ الكامل، أو سَمِّه الخارقَ، أو (السوبر مان)، سَمِّه ما شئت، إنَّه ابنُ الإسلام، إنه أنت أيها المسلم. تحقق الكمال في شخصك - أيها المسلم - فافرح بما عند ربك؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، عليك أن تعي دروسَ الصيام في مدرسة رمضان، وخُذ أخلاق رمضان بشدة وعَضَّ عليها، لا تفرِّط فيها بعد ذلك أبدًا، أنت مراقب لربك، تعزم على الخير، وتُحققه بإرادتك بحول الله، تصبر على الضرِّ من أيِّ لون؛ ابتغاءَ وجه الله، تَعفُّ لسانَك عمَّا يُسيء، تنفق بكرم في سبيل الله، تتكافل مع الفقير والمسكين، أنت الإنسان الكامل، أنت حبيبي في الله، أنت المسلم، شكرًا لخالقنا أن جعل لنا رمضان. اللهم أعدْه على أُمَّةِ حبيبك محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعوامًا عديدة، وآجالاً سعيدة، وفَقِّهنا في دروسه، وورثنا أخلاقَه، واجعلنا من عتقائه من النار، وارزقنا بركةَ ليلة القَدْر، وتقبل طاعات المسلمين أجمعين، والحمدُ لله أولاً وآخرًا.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر (22) أ. محمود توفيق حسين عندما يقتربُ رمضان من نهايته وتجهزين أقراص العَجوة وترصينها في قفصٍ وقد بانَ على وجهكِ الحزن استعداداً الزيارة قبرِ أبيك كعادتك السنوية في زيارته أول أيام العيد حيث توزعين الأقراص هناك لجيرةِ المقابر الفُقراء لا تفكِّري بأنها صلةُ رحم بل فكِّري في أن صلة الأرحام تتسعُ لها الأرض في غير المقابر ويتسع لها العالم كله لا تفكِّري بأنه قد جرَت العادة بزيارة الموتى يومَ العيد بل فكِّري في أنه تخصيصٌ لم يأتِ به الشرع لا تفكِّري في أن الأمر من افتكار الموتى والوفاء لهم بل فكري في أنه لن يصِلَ الميت دموعُ العائلة بل يصلهُ دعاءُ الصالحين من أولاده. عيدك كماء السماء مُفرح
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() أخلِصْ وأحسن فيما بقي ليغفر اللهُ ما مضى وصال تقة والتوبة تجُبُّ ما قبلها.. وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها.. قد كان التقصير - ولا محالة - فيما مضى من أيام، لكن ترانا سنقف على الأطلال نبكيها، وعلى الميت نسقي قبره حسرة ودموعًا؟ ترانا سنقف عند بداية الطريق ونعتذر لأنفسنا ونعذرها على الضعف وقلَّة الحيلة وتلبُّسها بالتفريط؟ ترانا سنقف عند محاسبة النفس على التقصير، وعلى إخلاف الوعد، ونشتغل بتقريعها وفقط بتقريعها، فنجمع على التسويف بطالة واستغراقًا في اللحظة الحاضرة؟ أم أننا سنحاول الاستفادةَ من "اللحظة الماضية" واستغلال "اللحظة الحاضرة" من أجل نظرة متَّزنة للتخطيط للمستقبل؟ وسنعد ربَّنا - على ما نحن عليه من تسويف وغفلة - بالعمل الدَّؤوب وعدم تفويت فرصة العتق والنجاة؟ فنصدق الدعاء له سبحانه أن يأخذ بأيدينا وألا يؤاخذنا بضعفِنا وتقصيرنا.. ونستمد ممَّن عبادُه سوانا كثيرٌ ولا ربَّ لنا إلا هو سبحانه، توفيقه وهدايته وإعانته على النفس المتمنعة الجموح؟! لم يبقَ الكثير، إنما هي أيام وليالٍ لنعانق ليلة العتق والعفو؛ فاللهم لا تحرِمْنا عفوك وفضلك وشهود مِنَّتك..
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر (24) أ. محمود توفيق حسين عندما يقتربُ رمضان من نهايته وتبدأُ في الأعداد لخطة الترويحِ عن أطفالك حسبَ تفضيلاتهم وهم مجتمعون حولك.. يشعرون بالدلال، ويتمسَّحون بك ضع في حسبانك أيضاً فسحةً وهديةً لطفلٍ يتيم أو خُذ أطفالك معكَ مرةً لدار الأيتام لتعلِّمهم الإحسان لا تفكِّر بأن وجوهَ البائسين تذهب بالفرح بل فكِّر في أن إسعادهم يضع في القلب فرحاً من نوعٍ آخر.. لا يَعلمهُ إلا مَن ذاقه لا تفكِّر بأن أولادك سيسعَدون باللعب مع أطفالٍ من مستواهم بل فكِّر في أن زيارةً كهذه ستُشعرهم بما هُم فيه من نِعمَة. عيدك كماءِ السماء.. مِعطاء
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() رمضان ولى.. فماذا بعد؟! أبو أنس عبدالوهاب عمارة الحمد لله جلت حكمته فيما شرع، وعظمت رحمته فيما قضى وقدر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه، ولا معقب له في حكمه، ولا راد لقضائه، يفعل ما يشاء بحكمته، ويحكم ما يريد بعزته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا ومعلمنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ما ترك من شيء يقربنا من الله والجنة إلا ووضحه لنا وفصله تفصيلاً، وما ترك من شيء يقربنا من النار ويبعدنا عن الله إلا ونهانا عنه، وحذرنا تحذيرا. فهو البشير النذير وهو السراج المنير، اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، عدد ما أحاط به علمك، وخط به قلمك، وأحصاه كتابك، وارض اللهم عن سادتنا: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض اللهم عنا معهم أجمعين. وبعد: معاشر المسلمين، انتهى رمضان. أتصدقون؟! أم أنكم مثلي تتعجبون؟! ولكن هذه طبيعة الأيام، وسنة الله في كونه. يقول الشاعر أبو البقاء الرندي: لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ ![]() فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ ![]() هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ ![]() مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ ![]() وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ ![]() وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ ![]() يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ ![]() إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ ![]() لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ ![]() إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ ![]() بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان وها نحن نودعه وقلوبنا مملوءة بالشوق والحنين وعيوننا مملوءة بالدموع ولا ندري هل لنا معه عودة. قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن. وكيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع!! رمضان مسابقة في سوق الرحمة والغفران والعتق من النيران سوق انتصب ثم انفض ربح فيه الرابحون الصائمون القائمون الذاكرون السابقون بالخيرات، وخسر فيه الغافلون والساهون اللاهون. فهنيئاً لمن صابر وصبر وصلى لله وشكر، هنيئاً لمن تلا كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، وناجاه واستغفره بالأسحار، هنيئاً لمن رجاه ودعاه مستحضراً قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، معاشر الصائمين القائمين الشاكرين الذاكرين المكبرين، إخوتاه يا من صمتم وقمتم، وخشعتم ودعوتم، هنيئا لكم، هنيئا لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه، هنيئا لمن قام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه، هنيئا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه، هنيئاً لمن فطَّر فيه صائماً وأطعم جائعاً وأعطى سائلاً، هنيئاً لمن أحسن إلى يتيم وأدخل الفرحة إلى قلب أسير وأحيى كبد مسكين، هنيئاً لمن أتم فريضته وختم عبادته، هنيئاً لمن تقبله الله في رمضان. روى أن عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ماذا فات من فاته الخير في رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان. أحبابي: ها قد عدنا إلى حياتنا كما كانت قبل رمضان، فكيف سيكون حالنا بعد رمضان؟ هل سنواظب على عبادتنا الرمضانية أم على بعضٍ منها؟ أم سنحيل أيامنا صحراء مجدبة وأرضاً قاحلة من العبادة والصلة الوثيقة بالله تعالى؟ وهل سنجعل ليالينا وقلوبنا وأرواحنا مظلمة تفتقر إلى نور الطاعة والعبادة. يتبع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |