|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() رسائل واتس أب (5) خيرية الحارثي (1) هذا الإيمان أساسه التسليم والإذعان لله - تبارك وتعالى - فالمؤمن الحق هو الذي أسلم لله ظاهرًا وباطنًا، وهذا الإسلام يستلزم منك أمورًا يَنبغي عليك أن تقوم بها، وهذه الأمور دلائل تدل على صدق عبوديتك لله عز وجل، وقد شاء الله عز وجل أن يَمتحِنَ أهل الإيمان، وأن يبتلي صبر أهل الإحسان؛ ليَميز الله الخبيث مِن الطيب، وليُظهر عز وجل صِدقَ الصادقين، ونفاق المنافقين، وأعظم أمرٍ يَظهر به إيمان المؤمن وتسليمه لله عز وجل وإذعانه لله إذا نزلت الفِتَن. (2) إذا أصبح الإنسان بين الدعاة، كلٌّ يَدعو إلى سبيل، وكلٌّ يَظن أنه دليلٌ ونعم الدليل، وأصبح الإنسان بين آراء متباينة، تعصف به الفتن، عندها يظهر إيمانه ويقينه وانقياده لله عز وجل؛ فاللهَ اللهَ في دِين آمنَّا به! الله الله في سنَّة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم سلَّمنا لها! أعطِ كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هواك، وإياك ثم إياك أن ينظر اللهُ إليك لحظة في الحياة وقد عبدتَ هواك؛ فإن الله عز وجل يقول: ï´؟ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ï´¾ [الجاثية: 23]. (3) حاجتنا إلى التفاؤل في زمن الفِتَن: التَّفاؤل: يعني انشراح القلب وتوقُّع الخير، وفوائده لا تُحصى؛ فهو يقوِّي العزم، ويبعَث على الجدِّ، ويُعِين على إِدراك الهدف، وهو يَجلب الطمأنينة وسكون النَّفس، وفيه اقتداء بسيد الخَلق القائل: ((سدِّدوا وقاربوا، وأبشروا))، والتفاؤل يُمكِّن الإِنسان مِنْ إِدارة أزمته بثقة وهدوء، فيَحصُل الفرج بعد الشِّدَّة، كما أَنه يُقوِّي الروابط بين الناس، فالمُتفائل يحبُّ مَن يُبشِّره ويستأنس به، وفيه إِحسان الظن بالله تعالى، وحسْن الظَّن مِنْ حُسْنِ العبادة. (4) عليك في زمن الفتن باتباع قول الله تعالى: ï´؟ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ï´¾ [الكهف: 28]؛ أي: شُغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا، ï´؟ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ï´¾؛ أي: أعماله وأفعاله سفهٌ وتفريط وضياع، ولا تكن مُطيعًا ولا محبًّا لطريقته، ولا تَغبطه بما هو فيه.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() مندوبو الإلهاء أ. محمود توفيق حسين بيننا مندوبونَ يعملون بحماسةٍ وبغيرِ أجر. يروِّجون لوسائل الإلهاء على اختلاف أنواعها. بين معارفهم وأصدقائهم وزملائهم وجيرانهم. كنوعٍ من التعبير عن الودِّ والرغبة في الإسعاد. وبعضهم يشتدُّ نشاطهِ في أيام رمضان عن بقية الأيام: • هناك مسلسل فظيع على قناة كذا بعد منتصف الليل لا يفوتكِ، إن رأيتِ حلقة ستواظبين على مشاهدته بقية الليالي. • هناك دورية رمضانية للكرة وقت التراويح في حي كذا، تعال وشاهد الفن على أصوله واللعب التلقائي الجميل غير المغرق في التكتيكات. • سأدلك على أجمل مقهى أُنسٍ تقضي فيه وقتك أنت والشلة طول الليل برمضان حتى السحور، جوّ وديكور وخدمة. • خذ هذه الرواية الضخمة لأحد نوابغ فن الرواية العالميين، لن تشعر بالوقت معها، اقرأ هذه الرائعة الكبيرة وتأكد أنها ستغيرك تمامًا. • جرب أن تصيد السمك في نهار رمضان معنا عند النهر، وبجوارك المذياع، وأتحداك أن تشعر ببطء مرور الوقت. • جئت بوقتك يا سعيد، فزورة رقمية معقدة أخذت مني ساعتين وما وصلت لحلها، حاول – الله يتقبل صيامك - معها بنباهتك. .. رمضان وقت ثمين، لا تكن فيه مندوبًا لإلهاء أحد. كن مندوبًا للخير فقط. دلَّ الناس على مكان للاعتكاف أو للإحسان أو وجهٍ من وجوه العمل الطيب. ولا تقل للناس أين يذهبون هذا المساء. دع عباد الله وناشئة الليل. ودع عنك من يصدك عن ناشئة الليل.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() سلْم لعباد الله أ. محمود توفيق حسين أن تكون سلساً في رمضان. ليِّناً يعرف ما عليه فعله، ويتجنب مضايقة من حوله، ويكفي الناس أدنى شرِّه. فيمر الشهر عليه وعلى ومن حوله ولم يكن فيه مستفزًا أو محبِطًا إلَّا فيما لا قبل له بدفعه. زوج مريح مع زوجته لا تشعر بأنها أُنهكتْ في فهمه وإرضائه ولم تنجح. زوجة مريحة مع زوجها لا يشعر بأنها تفتش عن النكد والغضب، ولا يشعر معها بأن البيت مأواه وسكن نفسه. أو ابن مريح مع والديه، أو موظف مريح مع مشرفه، أو جار مريح مع جاره. فلا تتسبب على الإطلاق في تنغيص صائم وإخراجه عن شعوره. ولا تؤدِّ إلى أن ينكث أحدهم عهده الذي عاهد عليه نفسه بحسن الخلق في رمضان. وأن تكون صانعَ سلامٍ حيثما حللت. حتى وأنت في السيارة وقد قررت أن تمتنع عن ضرب البوق بداعٍ وبغير داع. حتى وأنت تتبضع من السوق وقد قررت أن تكف عن عادتك في إرهاق البائع في التقليب والإرجاع والمساومة والإلحاح. حتى وأنت تمتنع عن المداعبة والمزاح في الحديث مع معارفك من ذلك الذي النوع يعيد ذكرى إساءة قديمة أو خصومة سابقة. حتى وأنت تمتنع عن جدل لا نفع فيه، وإن قالوا عنك تهرَّب وانسحب. وتشمل نفسك من ضمن من تشمل بهذا السلام وتلك السلاسة. فتعطل فيك ذاكرة المقت والألم. فلا تخلو بنفسك لتذكر كلمة ضايقتك من زوجتك أو أخيك أو صديقك أو أحد الموتى الذين لم تغفر لهم. وتتصدق على من حولك بابتسامة، وتعطي أملًا صادقًا لكل من شكا شكواه بجانبك. أن تنجح في أن تكون كذلك. توقيرًا للشهر الذي أنزل فيه القرآن: فقد تأدبت بأدب يليق بأهل هذا الشهر من أفاضل الصائمين. وأرحت نفسك مما تتخمك به الأيام العادية من الشحناء والغل واستنفار الديكة الذي ليس له داع. فيكون من ضمنِ ما فيه من رحمة: أنْ رحمتَ من حولك ورحمتَ نفسك.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() من الأخطاء الخطيرة في رمضان عدم الاحتساب واستصحاب نية خلال الصيام أو القيام خلال الصيام أو القيام عبدالله سليمان السكرمي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: • (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه). • و (مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه). • و (مَن قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه). تأمَّل قوله صلى الله عليه وسلم: (إيمانًا واحتسابًا)؛ لتعلم أنَّه ليس كلُّ من صام رمضان تُغفر ذنوبه، وليس كل من قام رمضان تُغفر ذنوبه، وليس كل مَن قام ليلة القدر تُغفر ذنوبه؛ إنَّما الصنف الرابح هم: مَن صاموا وقاموا إيمانًا واحتسابًا. ودعني أسألك أخي: هل أنت ممَّن يصوم إيمانًا واحتسابًا؟ هل أنت ممن يقوم إيمانًا واحتسابًا؟ أم تصوم كما يصوم الناس، وتُفطر كما يفطر الناس، وتقوم مع الناس تحرُّجًا من أن يفتقدك أصحابك في المسجد؟ وهل تعرف معنى (إيمانًا واحتسابًا)؟ قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضيَّة صومه، وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى"؛ انتهى. وأكثر الناس يصومون معتقدين فرضيَّة الصوم، ولكن - للأسف - القليل مَن يحتسب الأجرَ؛ بمعنى: أن يستصحب نيَّة معه خِلال النهار، وخلال الليل. فهل استحضرتَ أخي نيَّة أن تُغفر ذنوبك بصيام هذا اليوم؟ هل استحضرتَ نيَّة العِتق من النار في هذه الليلة؟ إنَّ من ينشغل بنيَّة كهذه أو غيرها، يظل طوال يومه وليله حريصًا على صيامه وقيامه؛ لأنَّه يريد مغفرةَ الذنوب، ويريد العتقَ من النار. ومثل هذا لن ينشغل بغِيبةٍ أو نميمة أو محادثات جانبية لا فائدة منها؛ لأنَّ همه أن تُغفر ذنوبه، وهمه أن تُعتق رقبته، والقلب منزعِج ومتشوِّف إلى هذا. ومن النوايا التي ينبغي الحرص عليها واحتسابها: التشوف لأن يتغمَّدك الله برحمته؛ فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لن يُدخل أحدًا عملُه الجنَّة)، قالُوا: ولا أنت يا رسُول الله؟ قال: (لا، ولا أنا، إلاَّ أن يتغمَّدني الله بفضلٍ ورحمةٍ). فإذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة إلاَّ أن يتغمَّده الله بفضل ورحمة، فكيف أنت؟! فعِش يومك كاملاً بهذا الاحتساب، وهذا التشوُّف، والجَأْ إلى ربِّك، واصدق في لجوئك إليه.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() ثلاثية: الناس والأكل والشبع! د. زيد بن محمد الرماني أجمل ما في كتاب شمس الدين محمد بن طولون الصالحي رحمه الله (دلالة الشكل على كمية الأكل): ما أورده عن مذاهب الناس في الأكل؛ حيث جعلها في عشرين قسمًا، بعضها صحيح وواقع، وبعضها تاريخي لم يعد له وجود، وبعضها غريب. قال ابن طولون رحمه الله: قال شيخنا أبو المحاسن - ابن المبرد الحنبلي -: وقد اختلف الناس في حد الأكل على مذاهب: جدية، وهزلية. المذهب الأول: الوارد عن رسول الله (لقيمات يُقيم بهنَّ الصُّلب). المذهب الثاني: الشِّبع حتى تكتفي النفس، ولا يقدر على الزيادة. المذهب الثالث: مذهب الرؤساء والأكابر. المذهب الرابع: مذهب الأمراء والأجناد. المذهب الخامس: مذهب الفقهاء. المذهب السادس: مذهب الصوفية. المذهب السابع: مذهب الفقراء. المذهب الثامن: مذهب المغاربة. المذهب التاسع: مذهب العوام. المذهب العاشر: مذهب البخل. المذهب الحادي عشر: مذهب الطفيليين. المذهب الثاني عشر: مذهب الأعراب. المذهب الثالث عشر: مذهب المنتجعين. المذهب الرابع عشر: مذهب الحشائين. المذهب الخامس عشر: مذهب المشائين. المذهب السادس عشر: مذهب الشرهين. المذهب السابع عشر: مذهب المسرفين. المذهب الثامن عشر: مذهب البطرانين. المذهب التاسع عشر: مذهب اليساريين. المذهب العشرون: مذهب الجزارين. وتجدر الإشارة إلى أن الأكل الكثير يكون من أمور: 1 - احتراق وشدة حرارة مزاج. 2 - صحة معدة وحسن هضم. 3 - اتساع محل وموضع الغذاء. 4 - ترك التسمية على الطعام والشراب. 5 - تقدم جوع، فإن من يجوع يأكل. 6 - تقدم مرض، فإنه يحصل للبدن فيه خلو من الأكل، فإذا عُوفِي أكل. ولا شك أن كثرة الأكل تورث التخم والريح الغليظة في البدن، ولا سيما في المعدة والأعضاء الباطنة، وتورث السدد، وتُحدث السِّمَن والترهُّل، وكثرة البلغم والكسل، والنوم والبلادة. جاء في كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي، قيل لبعضهم: ما حدُّ الشِّبع؟ قال: أن يُحشى حتى يُخشى. وقديمًا قيل: مَنْ أكل كثيرًا شرب كثيرًا، ومن شرب كثيرًا نام كثيرًا، ومَنْ نام كثيرًا فاته خيرٌ كثير. وفي كتاب (الاكتساب في الرزق المستطاب) لمحمد الحسن الشيباني رحمه الله تفصيل وبيان؛ حيث قال ابن الحسن رحمه الله: ثم السرف في الطعام أنواع، فمن ذلك الأكل فوق الشبع؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه، فإن كان لا بد فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس)، وقال عليه السلام: (يكفي ابن آدم لقيمات يُقمن صُلبه)، ولا منفعة في الأكل فوق الشبع، بل فيه مضرة، فيكون ذلك بمنزلة إلقاء الطعام في مزبلة أو شرًّا منه، ولأن ما يزيد على مقدار حاجته من الطعام فيه حق غيره، فهو في تناوُله جان على حق الغير، وذلك حرام، ولأن الأكل فوق الشبع ربما يُمرضه، فيكون ذلك كجراحته نفسه، إلا أن بعض المتأخرين رحمهم الله استثنى من ذلك حالة إذا كان له غرض صحيح إلى الأكل فوق الشبع، فحينئذ لا بأس بذلك، بأن يأتيه ضيفه يخجل، وكذا إذا أراد أن يصوم من الغد، فلا بأس بأن يتناول بالليل فوق الشبع؛ ليتقوى على الصوم بالنهار، ولذا قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: وما جاء في كراهة الشبع فمحمولٌ على المداومة عليه؛ لأنه يُقسي القلب، ويُنسي أمر المحتاجين. وما أحرى كل مسلم ومسلمة أن يتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بالتسمية قبل الأكل والأكل باليمين، والأكل مما يلي الآكل، ولعق الأصابع للبركة، والأكل بثلاث أصابع، ولعق القصعة، وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح الأذى عنها، وأن يكون الأكل ثلاثًا: ثُلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للتنفس؛ كما صح عن رسول الهدى عليه الصلاة والسلام: (فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه). وقد قال بعض الأطباء: إن الناس لو عمِلوا بهذا الحديث، لم يَسقَم أحد!
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() متفرقات عن رمضان أ. د. مصطفى مسلم 1 - لله مواسم في العبادات؛ كالصوم، والحج. 2 - مضاعفة الثواب للأعمال: الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف. • مضاعفة الثواب للأعمال في الأماكن؛ مسجد مكة، مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى. • مضاعَفة الثواب للأعمال في الأزمنة؛ كشَهرِ رمضان، ليلة القدر، يوم عرَفة، العشر من ذي الحجَّة، وكل ذلك لتعويض هذه الأمَّة عن قِصَر أعمارِها. 3 - الاستِبشار باستِقباله والتهنئة بقدومه: • رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُبشِّر أصحابه، فيقول: ((أتاكم رمضان، شهر مُبارَك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلَق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردة الشياطين، لله تعالى فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حرم))؛ رواه النسائي. • ومِن دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان)). 4 - عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صام رمضان وأتبعه ستًّا مِن شوَّال، كان كصوم الدهر)). 5 - رمضان مدرسة للصبر، وفيه ترسيخ للعادات الحسنة واجتثاث للعادات السيئة. 6 - الالتزام بآداب الصوم، ومنها: • ترك المِراء والجدلِ، والسبِّ والغيبةِ. • حضور القلب. • الأجر العظيم على صيامه، والوعيد الشديد على التفريط فيه.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() فيك النصر تجلى يا رمضان أ. سميرة بيطام لكم أسعَدُ بقدومك، وقد تعوَّدْتُ بين جنبات أيامك نصرًا، وتفوُّقًا، وفرجًا، وخلاصًا من أزمات عديدة؛ فعبر حلولك - بأيامك الملاح - يدور في نفسي حوارٌ عن نوع الحدث الجديد الذي سأعيشه في أيامك المباركة، فكانت لي - أنا شخصيًّا - لقطات ثمينة جدًّا، تركتْ بصماتها على ذاكرتي، ولا يمكنني نسيانها، بل بالعكس عند كلِّ قدوم لك أسترجِعُ ما كنت فيه من نصر؛ لانفراج أزمة من الأزمات، أو لتحوُّل محنة إلى مِنْحة؛ لأستخلِصَ هذا العام حكمةً أبديَّةً أنك - فعلاً - شهرُ الانتصارات والتألُّق إلى العُلا. فإن كان للمسلمين تفوُّقٌ ونجاح في مهمات عديدة في مسيرة الجهاد، فهذا دليل على أنك كنت الفرصة والخلاص والسبيل للتتويج الأكيد بالنصر المظفَّر بعد مكابدات عديدة مع أعوان الشيطان وأعداء الدين، ولك أيها القارئ أن تتفحَّص التاريخ الإسلامي لتستشفَّ منه عبرًا وحكمًا، فستكتشف أمورًا عجيبة كانت تحدُثُ في هذا الشهر الفضيل، على المقابل من وجود محاولات للحاقدين على ديننا الحنيف، الذين يترصَّدون بالمسلمين وبالإسلام لبثِّ البَلْبلة والفتنة، ومحاولة تجريد المعتنق لدينه من كلِّ صفات الانتماء، أرقى صفات بثَّتْها فينا عقيدة سمحة، محاولين بذلك زرع أمور دخيلة لم تكن للمسلمين، لا في ترتيبات دينهم، ولا في ميولات أرواحهم الطاهرة التي تستنشِقُ عَبَقَ الإيمان مسكًا من بين صفحات القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة. فالأمثلة عديدة وكثيرة، منها: دخول سليم العثماني دمشق دون مقاومة، فقد تمَّ حصار دمشق لمدة 12 يومًا؛ كما سجل في شهر رمضان انتصار العثمانيين على الصفويِّين في معركة شماهي، وخسر الصفويون في هذه المعركة 15 ألف قتيل، كما تم في شهرك أيضًا انتصار المسلمين في معركة البويب في العراق، وما الانتصار الرائع في معركة بدر إلا دليلٌ قاطع على أنك يا رمضانُ تمثِّل منحةً للمسلمين؛ لينتقلوا من مرحلة الضعفِ إلى مدارج القوة التي تزيد في قوتهم وتوحِّدُهم، وبالتالي تغيِّرهم من حال الذلِّ إلى حال العزة، وبفرحة ليست تعمُّ الأفواه فقط، وإنما تنبعث من الروح والعينين لينسجِمَ الفرح بغير حدود. ما أحلاك يا شهرَ الرحمة والبركة! صدقًا ما أحلاك وما أغناك! رمضان فيك النصر تجلَّى ببوادر الانعتاق من قيود النفس لأنك كنت فرصةً للجامِها بلجام التقوى وقوة العزيمة. إن الجهاد الأكبر تلوح قواعده في الكفِّ عن الأكل والشرب وكل ما كان في الإفطار مباحًا، وبغير قيود - إلا ما نصَّ عليه الشرع القويم - وعليه أتوق لأن أصف الفضل في شهرك كالرهام المتساقط رذاذًا من عطر مزكَّى كله نفحات إيمانية، وعزيمة أكيدة في العودة والاقتراب من الله أكثرَ فأكثر، وبصمودِ الواعين بضرورة الخوف والخشية ممن أمرنا بأن نأتيَ ما أراده لنا من خير، والامتناع عما كان لنا شرًّا ومشقة، وقد كان ذلك واضحًا في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184]، إنها الرحمة الإلهية في الرِّفْق بالمريض، ومَن حال بينه وبين الصيام عارضٌ من العوارض كالسفر، لك الحمد يا رب على نعمك التي لا تُعدُّ ولا تحصى، ولنا في كل سجود تذلُّلٌ ودمع ينهمر؛ لأنك يا رب خلقت كلَّ شيء بقدر، وقد جعلت لنا فرصًا ومناسبات لنستغلَّها فيما ينفعنا في ديننا ودنيانا وأخرانا، فكان شهر رمضان إحدى الهدايا الجميلة والمُفرحة بفيض الخير الذي يحملُه بين جوانحه، وقد أضيئت له فوانيس الكون ترحابًا بقدومه، حللتَ سهلاً ونزلت أهلاً يا رمضان، وأبقى أحتفظ في قلبي بإحساس لا يفارقني وأنا أستقبل فيك يا رمضان فرصةً ثمينة لتجديد إيماني ولوعة فكري؛ فيزداد الحب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، ولكل ما للإسلام ينتمي، ويزداد أيضًا الإكثار من الطاعات، وتصحيح الزلاَّت والأخطاء، إنها رحمات من عند الله تهلُّ علينا ونحن في أوْجِ الضعف والتوتر مما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي من تغيُّرات بدَّدَتْ ملامحَ التكافل والتآزر فيما بين المسلمين، وما هي من شيم الأتقياء والأطهار، لكنها فتن آخر الزمان، التي نسأل العلي القدير في هذا الشهر المبارك أن يجفف منابع إراقة الدماء، ويُضمِّد جراح المتألمين لفراق الأحباب والأصدقاء والأبناء، وأن يوحِّد صفوف المسلمين، ويقوي عزيمة الحفاظ على أمانة ثقيلة أودعها الرسول الكريم فينا، أمانة السير على نهجه السديد، والتحلي بمكارم الأخلاق مهما اشتدت عواصف التفرقة. صدقًا فيك تجلَّى النصر يا رمضان، وأقولها حبًّا في أن نستغل كل أوقاتك فيما يرضي الله عز وجل، رمضان، أنت الضيف، والخير، والرحمة، والتوبة، وأنت - بالنسبة لي - عنوان الانتصار بعد تجارب أوهنت فيَّ الفكرة والرأي والإرادة، ولكنك الفرصة التي تأتي محمَّلة بثمار الصبر لصاحبها، من صامك حقَّ الصيام، ورتل فيك القرآن بتدبر وتركيز. رمضان، أنت لي فانوس النصر الأكيد، وأكيد لغيري من المؤمنين والمؤمنات. اللهم تقبَّل منا الصيام والقيام، واغفر لنا وارحمنا، وأحسن خاتمتنا، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على حبيبي محمد وعلى آله وصحبه، ومَن تبعه إلى يوم الدين.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() ليالي رمضان.. الجد والهزل الشيخ طه محمد الساكت عن مالك، بلغه أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم، وإن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيدٌ، فإنما الناس مبتلًى ومعافًى؛ فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية". إنه لمن الاستخفاف بالمروءة، والاستهانة بالكرامة: إفراط المرء في اللَّغْو والضحك، وإضاعة الوقت في سفاسف الأمور ومحقرات النوادر والأقاصيص، وإنه لخُلقٌ سخيف قد عمَّ كثيرًا من طوائف لا ترعى للكرامة حرمةً، ولا للوقت ذمة، ولا للمجالس حقًّا، وأسخفُ من السُّخْفِ أن يكون ذلك الهراءُ من القول والفعل في موسم الخيرات، وميقات البر والبركات، وميدان السباق لقوم يعقلون، في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس، وبينات من الهدى والفرقان. مر الحسنُ بقوم يضحكون في شهر رمضان، فقال: يا قوم، إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه، يتسابقون فيه إلى رحمته، فسبق أقوام ففازوا، وتخلَّف أقوام فخابوا، فالعجب من الضاحك اللاهي في يوم فاز فيه السابقون، وخاب فيه المتخلِّفون، أمَا والله لو كُشِفَ الغطاء، لشَغلَ محسنًا إحسانُه، ومسيئًا إساءتُه. ولست أقصد أن يعمر المرء أوقاته كلَّها بالجد والنشاط، فإن للقلوب مللاً، وللنفوس سآمة، وللأرواح آلامًا، إذا عرتْ كانت الحياة ثقيلةً مريرةً أشدَّ ما تكون محتاجة إلى دعابة تُسرِّي عنها الهمَّ، وتكشف الغمَّ، غير أنه لا ينبغي أن يطغى المزاحُ فيخرج عن حدِّه، وإلا انقلب شرًّا ووبالاً، وما مثلُ الفُكاهة والمزحِ إلا كمثل الملح للطعام، والدواء للسقام، قال سعيد بن العاص لابنه: اقتَصِدْ في مزحِك؛ فإن الإفراط فيه يَفضُّ عنك المؤانسين، ويُوحِشُ منك المصاحبين. وإننا لنرى في الشمائل المحمدية أنه صلى الله عليه وسلم كان يمزحُ ويَقتصِدُ في المزاح، ولا يقول إلا حقًّا، وإليك بعضَ الشواهد في هذا الباب؛ عسى أن تكون نبراسًا منيرًا، وعلمًا هاديًا لمن فرَّط وغلا فانقبض صدره، وكثُرُ همُّه، فلم يجد له فرجًا، ولمن اشتَطَّ وأسرف فخسر وقته وكرامته ثم لم يجدْ منهما عوضًا. جاء في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُخالِطُنا حتى يقول لأخ لي صغير: ((يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْرُ؟)) (والنُّغَيْرُ طائر صغير أحمر المنقار)، وفي الشمائل أنه صلى الله عليه وسلم قال لأنس: ((يا ذا الأذنين)) يمازحه، وأن رجلاً جاء يستحمله فقال له صلى الله عليه وسلم: ((إني حاملُك على ولد الناقة؟))، فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وهل تلد الإبلَ إلا النُّوقُ؟))، وفي الشمائل أيضًا أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، وكان يُهدِي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هَديَّةً من البادية، فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن زاهرًا باديتُنا، ونحن حاضروه))، وكان يحبه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يومًا وهو يبيع متاعَه، فاحتضنه من خلفه - وهو لا يبصره - فقال: من هذا؟ أرسلني، فالتفت فعرف النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرَفَه، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن يشتري هذا العبد؟))، فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدُني كاسدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكن عندَ الله لست بكاسدٍ))، أو قال: ((أنت عند الله غالٍ)). وهذا مسلم يروي في صحيحه عن حنظلة بن ربيع، قال: لَقِيني أبو بكر رضي الله عنه فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ فقلت: نافَقَ حنظلة! قال: سبحان الله! ما تقول؟ قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكِّرُنا بالجنة والنار كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عنده عافسْنا (لاعبنا) الأزواجَ والأولاد والضَّيْعات (المعايش)؛ نسينا كثيرًا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: نافق حنظلةُ يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما ذاك؟))، قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكِّرُنا بالنار والجنة كأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضَّيْعاتِ؛ نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، أن لو تدومون على ما تكونون عليه عندي وفي الذِّكر، لصافحتكم الملائكة على فُرُشِكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلةُ، ساعة وساعة)) ثلاث مرات. ففي هذه الأحاديث أدلة واضحة على جواز المزاح والملاطفة في حدود الأدب والاعتدال، فعسى أن يثوب قوم إلى رشدهم، ويهتدوا بهدي نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، في حسن أدبه، وكرم شمائله، وجميل معاملته؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() جروحك التي تلعقها أ. محمود توفيق حسين فكرتَ في الامتناع عن كذا وكذا في رمضان..مشاهدة المسلسلات، مشاهدة الكرة، قراءة الكتب المسلية، التدخين، وضع الماكياج، النظر إلى النساء. نوايا حميدة بغير شك ولكن هل قررت أن تمتنع عن اليأس في رمضان؟ أن تمتنع عن اجترار همومك القديمة؟ وعن لعق جروحك المزمنة؟ هل قررت أنه ليس من المناسب أن تظل تكرر في نفسك خلال أيام رمضان ما كنت تكرر في أيامك العادية؟ لن أحصل على عمل مناسب في القريب العاجل مشاكلنا الزوجية دوامة لن تنتهي لن أجد أحدًا يفهمني أبدًا وسأظل للأبد أكلم نفسي سيأتي العيد بغير بسمة بغير نزهة بغير كلمة طيبة من ضيق إلى ضيق.. ولن أجرب مثل الناس أن يتوفر لي شيء في مستنقع الحياة الصعبة الله لا يريدني، ولو أرادني ليسر لي الوقت للصلاة والقيام كمن أحبهم ورضي عنهم..! اعلمْ أنك كمن ورد مع الناس على نهر فحق له الاغتسال ليجدد نشاطه ويتخلص من أدرانه وينعش جسده ويتخلص من رائحة عرقه. وعابرو السبيل لا يفوِّتون فرصة المرور على نهر في الطريق الصعب الطويل المرهق بدون اغتسال. ونحن عابرو سبيل وأغلب أيامنا صعبة ورمضان نهرٌ.. واليأس جنابة الروح فاغتسلْ وتقبَّل ما مرَّ بك وأقبل على الحياة التي أنعم الله عليك بها بقدر من الجد والتفاؤل وأحسن الظنَّ بربك.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() (30) رسالة قصيرة في شهر رمضان فيصل بن سعود الحليبي بسم الله الرحمن الرحيم (1) نتعلم في رمضان: أن نحافظ على صلواتنا في أوقاتها كما نحافظ على صومنا في وقته، تأمَّل اقتران شأن الخشوع في الصلاة مع الصوم في صفات المؤمن، {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} [الأحزاب:35]. (2) نتعلم في رمضان: كيف ندير أوقاتنا بكل دقة؛ فشربة ماء واحدة بعد دخول وقت الفجر تفسد الصوم، {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة:187]. (3) نتعلم في رمضان: أن نسمو بأهدافنا، فليس الهدف من الصيام الجوع والعطش؛ وإنما ليكون المؤمن تقيًا يفعل ما يأمره الله وينتهي عما نهاه عنه، وتلكم التقوى، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [البقرة:183]. (4) نتعلم في رمضان: أننا نستطيع أن نمسك جوارحنا عن الحرام تعبَّدًا لله تعالى، كما استطعنا أن نمسك أفواهنا عن الشراب والطعام تعبَّدًا له سبحانه، قال ﷺ: «مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ» (رواه البخاري). (5) نتعلم في رمضان: ألا نغش، بل نتذكر أن الله مطلع علينا دائمًا، ولولا هذا الإحسان لأكلنا وشربنا في حال اختفائنا عن أعين من حولنا، والإحسان هو: «أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ» (رواه البخاري). (6) نتعلم في رمضان: تعظيم النعمة، فانظر توقان النفس إليها حال الصيام، والاحتفاء بها عند الإفطار؛ لشدة الحاجة إليها، وإن من تعظيمها: الحفاظ عليها، وعدم امتهانها، وشكر الله عليها، {يَابَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} [الأعراف:31]. (7) نتعلم في رمضان: الفرح، فنفرح بكل نعمة أنعم بها الله علينا، فرح الشاكرين لنعمه، ومن أعظمها: نعمة الهداية، فهي تفرحك فرحتين: في الدنيا مِرَارَاً، وحين تلقى الله تعالى أبدًا، قال صلى الله عليه وسلم: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ» (رواه البخاري). (8) نتعلم في رمضان: الصبر على تحقيق الأمنيات الجميلة، فلا مانع أن يترك المرء بعض ملذاته ليحقق ملذات أبقى وأكمل، فيصوم فيغفر الله له، ويترك الملهيات ليحقق النجاح والفلاح، تأمَّل ما جعل الله من أثر على صوم يوم واحد فقط، قال صلى الله عليه وسلم: «من صامَ يومًا في سبيلِ اللهِ زحزحَ اللَّهُ وجْهَهُ عنِ النَّارِ بذلِكَ اليومِ سبعينَ خريفًا» (رواه النسائي وصححه الألباني). (9) نتعلم في رمضان: كيف نضبط انفعالاتنا تجاه كل شيء يثيرها، فالمرء بوقاره أكثر حكمة وهيبة وسلامة، قال النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «وإذا كان يومُ صَومِ أحَدِكم فلا يَرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّهَ أحدٌ أو قاتَلَه فلْيقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ» (متفق عليه). (10) نتعلم في رمضان: أن ننمي شعورنا بالآخرين، فنفرح معهم في لحظات الفرح كما يحصل ذلك لحظة تفطير الصائمين ولو كانوا أهلك وذريتك، ونواسيهم لحظات الشدة، كما تشعرنا به لحظات العطش والجوع، فنمد لهم يد العون والمساعدة، فإن ذاتك ترتقي حينما تنضم بمشاعرك إلى مشاعر الآخرين، «تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى» (رواه البخاري). (11) نتعلم في رمضان: التيسير والتخفيف ما لم يكن فيهما تجاوز على حدود الله، ألا ترى أن في وسط آيات الصيام قال سبحانه: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185]، وفي الحديث: (ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ قَطُّ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه) (رواه البخاري). (12) نتعلم في رمضان: أن نوثِّق الصلة بالقرآن الكريم، كيف وقد أنزله الله فيه فقال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، فماذا لو كنَّا طيلة السنة مع القرآن كما نكون معه في رمضان!! [البقرة:185]. (13) نتعلم في رمضان: أن نتدرب على قيام الليل؛ ليكون لنا منه نصيب في كل ليلة، فما أجمل التهجد بين يدي الرحمن؛ ابتغاء المغفرة والرضوان، قال صلى الله عليه وسلم ![]() (14) نتعلم في رمضان: كيف تُبْسطُ الأيدي بالعطاء، فلأنَّ الله يضاعف فيه الحسنات، نضاعف نحن بذلنا وإحساننا، (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ) (رواه البخاري). (15) نتعلم في رمضان: أن نؤمل في الله آمالنا التي تليق بعظمته وكرمه، فهو يعطي على القليلِ الكثيرَ الذي لا يحصيه إلا هو سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به» (رواه البخاري)، فاعملوا وأخلصوا واتبعوا وأملوا وأبشروا. (16) نتعلم في رمضان: أن الله قريب يجيب دعواتنا الصالحة مهما كانت حاجاتنا، فمن بين آيات الصيام قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]. (17) نتعلم في رمضان: أن نفوسنا إلى الخير أقرب، فقط تحتاج منا إلى مجاهدة على المعروف، فتُهدى بهدى الله تعالى، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} [العنكبوت:69]. (18) نتعلم في رمضان: أن نبادر إلى الفرص فلا نفوّتها؛ فإنها قد لا تعود، تأمَّل كيف وصف الله فرصة رمضان فقال سبحانه: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة:184]. (19) نتعلم في رمضان: أن نحب لأحبابنا ما نحبه لأنفسنا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر يوقظ أهله للعبادة، (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ...أَيْقَظَ أَهْلَهُ) (رواه البخاري ومسلم). (20) نتعلم في رمضان: أن القيام بين يدي الله حياة للقلوب، تأمل قول عائشة رضي الله عنها: كَانَ رسُول اللَّهِ ﷺ: (إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ أَحْيا اللَّيْلَ) (متفقٌ عَلَيهِ). (21) نتعلم في رمضان: أن بعض الأعمال ولو كانت قليلة، إلا أن نفعها عظيم، تأمل ليلة القدر، فهي مع كونها ليلة واحدة إلا إنها خير من ألف شهر، {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر} [القدر:3]. (22) نتعلم في رمضان: أن لدينا قوة هائلة من الصبر على طاعة الله تعالى حينما تتوكل النفوس على الله، وترجو ما عنده، وينضم بعضها إلى بعض لتشكل حزمة قوية من التعاون على المصابرة على العبادة، حتى لا يشعر أحدنا بالغربة فيتعب، تأمل كيف تصوم شهرًا كاملاً، وتقوم عددًا من الركعات، حينما كنت لا تفعل ذلك قبل رمضان! (23) نتعلم في رمضان: أن نقضي ما في ذممنا من حقوق لله ولخلقه متى ما قدرنا على ذلك، تدبرها في قوله سبحانه: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184]. (24) نتعلم في رمضان: أنه لا مانع أن يزيد المؤمن من إقباله على الطاعات في مواسم مضاعفة الحسنات، وهذا لا يدل على ضعفه في غيرها، بل يدل على فطنته وعلمه، (فلقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ) (رواه مسلم). (25) نتعلم في رمضان: ألا نيأس من روح الله أن نفوز بجنته، فنجدد التوبة إليه سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لله عتقاءَ في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوةٌ مستجابة»، أي: في رمضان، رواه أحمد وهو صحيح، اللهم اجعلنا منهم. (26) نتعلم في رمضان: أن اجتماع الكلمة نعمة، وأن فرقتها فتنة، تأمَّل كيف تجتمع الصفوف في القيام في رمضان، وكيف تأتلف النفوس على موائد الإفطار والسحور، قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ» (رواه النسائي وصححه الألباني). (27) نتعلم في رمضان: العفو عن الناس، ففي دعاء ليلة القدر: (اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي) رواه الترمذي وحسّنه، وكما نحب أن يعفو الله عنا، فلنعف عن خلقه، قال سبحانه: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور:22]، اللهم إني عفوت عن خلقك فاغفر لي واعف عني. (28) نتعلم في رمضان: أن المؤمن إذا وفَّقه الله للطاعة تجده بين رجاء قبولها، وخوف ردها، فلا يعجب بعمله، ولا يقنط من رحمة ربه، تأملها في قوله سبحانه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر:9]. (29) نتعلم في رمضان: أن النفس بحاجة إلى تزكية دورية، تتطهر فيها من اللغو والرفث، تأمَّله في حكمة زكاة الفطر، (فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ) رواه أبو داود بإسناد حسن. (30) نتعلم في رمضان: أن المؤمن إذا وفقه الله لإتمام الصيام، فإن عليه أن يذكر الله بالتكبير والشكر، ويفرح بعيده فرح الطيبين بفضل الله، قال سبحانه: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]. تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |