تَمَامُ الصِّيَامِ وَكَمَـالُه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4871 - عددالزوار : 1855223 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4438 - عددالزوار : 1194122 )           »          اذكر الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإنتصار على الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الإقبال على الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 65 )           »          الخطاب فى القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 103 - عددالزوار : 64759 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 2294 )           »          إصلاح ذات البين.. مهمة.. وإنجاز عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2023, 01:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي تَمَامُ الصِّيَامِ وَكَمَـالُه

تَمَامُ الصِّيَامِ وَكَمَـالُه

للشيخ عبدالرزاق البدر



إنَّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، وصفيُّه وخليله ، وأمينه على وحيه ، ومبلِّغ الناس شرعَه ، ما ترك خيراً إلا دلَّ الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذَّرها منه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى ، وراقبوه جلَّ في علاه مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه .

وتقوى الله جل وعلا : عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله ، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله .

أيها المؤمنون عباد الله : إنَّ الصيام فرصةٌ عظيمة لتنقية القلوب وتصفيتها من أدرانها وكُدوراتها ، وفرصةٌ ثمينة لصقل النفوس بترقيتها إلى المقامات العالية والمنازل الرفيعة والزكاء والصفاء والنقاء ؛ وذلكم - عباد الله - إذا تمكن الصائم من تحقيق صيامه وتتميمه ، فليس كل صيامٍ يثمر ، بل إنما الذي يثمر التتميم والتكميل ، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام فيما رواه الحاكم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ)) .

نعم عباد الله !! إن للصيام تماماً وكمالا ، وبهذا التمام والكمال تترقى النفوس وتتزكى وتتهذب بالأخلاق الفاضلة والآداب الكاملة ، وهذا -عباد الله - ما يفسِّر لنا أن بعضنا قد لا يرى على صيامه أثراً في زكاء نفسه وصفاء قلبه وصلاح حاله ، وما ذلكم عباد الله إلا لتفريطٍ منه بتكميل الصيام وتتميمه .

أيها المؤمنون عباد الله : إنها فرصةٌ عظيمةٌ لنا مع هذه الشعيرة العظيمة والعبادة الجليلة لنترقى في الكمالات العالية والآداب الرفيعة والأخلاق النبيلة ، فرصةٌ لنا - عباد الله - لنُرقِّي نفوسنا ولنزكي ألسنتنا ولنُصلح أعمالنا .

إنَّ الصيام - عباد الله - حقاً إنما هو صيامٌ بالجوارح عن الآثام ، وصيامٌ باللسان عن الغيبة والنميمة وسيء الكلام ، وصيامٌ بالبطن عن الطعام والشراب ، وصيامٌ بالقلب بتنقيته من الغل والحقد والأضغان ونحو ذلك ، وصيامٌ بالفرج بالبُعد به عن الرفث ؛ فهذا جماع الصيام - عباد الله - الذي يتحقق به كمال الأثر وتمام الثمرة .

أيها المؤمنون عباد الله : إنَّ الصيام فرصةٌ لنا لمداواة نفوسنا ومعالجة قلوبنا وإصلاح ألسنتنا ، وما أحوجنا ثم ما أحوجنا لننتهز فرصة الصيام لإصلاح ذلك منَّا ، قال الله تبارك وتعالى في صفات عباده المؤمنين المتمِّمين لإيمانهم المكمِّلين لطاعتهم لربهم جل في علاه : ï´؟ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ï´¾ [الحشر:10] ؛ فنَعَتَهم سبحانه بصفتين عظيمتين وخصلتين كريمتين ؛ الأولى تتعلق بالقلب ، والثانية تتعلق باللسان .

أما ما يتعلق بالقلب ففي قوله : ï´؟ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ï´¾ ؛ نعم أيها المؤمنون مطلوبٌ من المؤمن أن ينقِّيَ قلبه وأن يصفِّيَ فؤاده وأن يزيل ما فيه من غلٍّ وأحقادٍ وأضغان ، وإذا ما ترقى إلى هذا المستوى العالي كانت له بذلك أجراً عظيماً وثواباً جزيلاً وإن قلَّت أعماله وقلَّت طاعاته .

قال سفيان ابن دينار : سألت أبا بِشْرٍ عن أعمال من قبلنا ؟ قال : « إنهم كانوا يعملون قليلاً ويُؤجرون كثيرا » ، قلت ولم ذاك ؟! قال : «لسلامة صدورهم» .

نعم أيها المؤمنون !! إنَّ لسلامة الصدر ونقاء القلب وزكاء الفؤاد أثراً عظيماً في ثواب الأعمال وعِظم الأجر على الطاعات عند الله تبارك وتعالى .

وأما الأمر الثاني عباد الله : فهو سلامة اللسان ؛ وإليه الإشارة بقول الله تبارك وتعالى : ï´؟ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ï´¾ أي ليس في ألسنتهم إلا الكلمات الطيبات والأقوال السديدات والنصح والدعاء ، وليس في قلوبهم إلا المحبة والمودة والنصح ، ليس فيها غلّ أو حقد أو ضغائن وسخائم ونحو ذلك .

أيها المؤمنون عباد الله : ما أحوجنا إلى هذا الزكاء والنقاء متمِّمين بذلك صيامنا ومكمِّلين طاعتنا لربنا تبارك وتعالى .

وإنا لنسأل الله عز وجل - جل في علاه - أن يصلح قلوبنا ، وأن يصلح ألسنتنا ، وأن يزكي صدورنا ، وأن يصلح شأننا كله ، وأن لا يكِلَنا إلى أنفسنا طرفة عين .

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله حمد الشاكرين ، وأثني عليه ثناء الذاكرين ، لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى ، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلمُ أن ربه يسمعُه ويراه .

أيها المؤمنون عباد الله : إنَّ شهر رمضان جزءٌ من عمُرنا الذي يسألنا الله تبارك وتعالى عنه يوم القيامة ، بل هو جزءٌ ثمينٌ من العمر ، بل هو أثمن العمر ؛ لأنَّ شهر رمضان خير الشهور وأفضلها وفيه ليلةٌ هي خير الليالي وأعلاها شأنا ، إنها ليلةٌ واحدة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كما جاء بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أيها المؤمنون عباد الله : فلنغْنم شهرنا العظيم وموسمنا الكريم وقد بلَغْنا نصف الشهر ، ولنتقِ الله عزَّ وجل فيما بقي منه ، ولنستغفر الله جلَّ وعلا على ما كان منَّا من تقصيرٍ أو تفريط ، ولنسأله تبارك وتعالى المعونة والسداد والتوفيق والعون على كل خير .

ونسأل الله عز وجل أن يغنِّمنا أجمعين خيرات هذا الشهر وبركاته ، وأن يغنِّمنا أجمعين ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر ، وأن يصلح لنا شأننا كله وأن لا يكِلنا إلى أنفسنا طرفة عين .

وصلُّوا وسلِّموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : ï´؟ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ï´¾ [الأحزاب:56] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا)) .

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد . وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذلَّ الشرك والمشركين ودمِّر أعداء الدين ، واحمي حوزة الدين يا رب العامين . اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك وأعِنه على طاعتك يا حي يا قيوم . اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم انصرهم في أرض الشام وفي كل مكان ، اللهم كن لهم ناصراً ومعينا وحافظاً ومؤيدا ، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، واحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين . اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم . اللهم من أرادنا أو أراد أمننا وإيماننا وإسلامنا وسلامتنا بسوء فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره ، واجعل تدميره تدبيره ، واقتله بسلاحه يا رب العالمين .

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت . ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

عباد الله اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.12 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]