|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه وعلى اصحابه الكرام التعريف بالنبي والرسول والفرق بينهما المطلب الأول تعريف النبي النبي – في لغة العرب – مشتق من النبأ وهو الخبر قال تعالى : ( عمَّ يتساءلون – عن النبإِ العظيم ) [ النبأ : 1-2 ] . وإنّما سمّي النبيُّ نبيّاً لأنه مُخْبرٌ مُخْبَر فهو مُخْبَر ، أي : أنَّ الله أخبره ، وأوحى إليه ( قالت من أنبأك هذا قال نَبَّأَنِيَ العليم الخبير ) [ التحريم : 3 ] وهو مُخْبرٌ عن الله تعالى أمره ووحيه ( نَبِّئْ عبادي أنّي أنا الغفور الرَّحيم ) [ الحجر : 49 ] ( وَنَبِّئْهُمْ عن ضيف إبراهيم ) [ الحجر : 51 ] . وقيل : النبوة مشتقة من النَّبْوَة وهي ما ارتفع من الأرض وتطلق العرب لفظ النبيّ على علم من أعلام الأرض التي يهتدى بها والمناسبة بين لفظ النبي والمعنى اللغوي أنَّ النبيَّ ذو رفعة وقدر عظيم في الدنيا والآخرة فالأنبياء هم أشرف الخلق وهم الأعلام التي يهتدي بها الناس فتصلح دنياهم وأخراهم المطلب الثاني تعريف الرسول (2) الإرسال في اللغة التوجيهفإذا بعثت شخصاً في مهمة فهو رسولك قال تعالى حاكياً قول ملكة سبأ : ( وإني مرسلة إليهم بهديَّةٍ فناظرة بم يرجع المرسلون ) [ النمل : 35 ] وقد يريدون بالرسول ذلك الشخص الذي يتابع أخبار الذي بعثه أخذاً من قول العرب : " جاءت الإبلُ رَسَلاً " أي : متتابعة . وعلى ذلك فالرُّسل إنّما سمّوا بذلك لأنَّهم وُجّهوا من قبل الله تعالى : ( ثُمَّ أرسلنا رسلنا تتراً ) [ المؤمنون : 44 ] وهم مبعوثون برسالة معينة مُكلَّفون بحملها وتبليغها ومتابعتها . المطلب الثالث الفرق بين الرسول والنبى لا يصحُّ قول من ذهب إلى أنه لا فرق بين الرسول والنبيّ ويدلُّ على بطلان هذا القول ما ورد في عدة الأنبياء والرسل فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ عدة الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألف نبي وعدَّة الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً (3) ويدلّ على الفرق أيضاً ما ورد في كتاب الله من عطف النبيِّ على الرسول ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلاَّ إذا تمنَّى ألقى الشَّيطان في أُمنيَّته ) [ الحج : 52 ] ووصف بعض رسله بالنبوة والرسالة مما يدُل على أن الرسالة أمر زائد على النبوة كقوله في حقِّ موسى عليه السلام : ( واذكر في الكتاب موسى إنَّه كان مخلصاً وكان رسولاً نبيَّاً ) [ مريم : 51 ] . والشائع عند العلماء أنَّ النبي أعم من الرسول فالرسول هو من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه والنبيُّ من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ وعلى ذلك فكلُّ رسول نبي وليس كل نبي رسولاً (4) . وهذا الذي ذكروه هنا بعيد لأمور : الأول : أن الله نصَّ على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله : ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي ... ) [ الحج: 52 ] فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبيّ البلاغ . الثاني : أنَّ ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس ثمَّ يموت هذا العلم بموته . الثالث : قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عباس : " عرضت عليَّ الأمم ، فجعل يمرُّ النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد " (5) . فدلّ هذا على أنَّ الأنبياء مأمورون بالبلاغ وأنَّهـم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم . والتعريف المختار أنَّ " الرسولَ مَنْ أُوحي إليه بشرع جديد والنبيَّ هو المبعوث لتقرير شرع من قبله " (6) . وقد " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبيٌّ خلفه نبيٌّ " . كما ثبت في الحديث (7) وأنبياء بني إسرائيل كلّهم مبعوثون بشريعة موسى : التوراة وكانوا مأمورين بإبلاغ قومهم وحي الله إليهم ( ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لَّهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألاَّ تقاتلوا ... ) [ البقرة : 246 ] فالنبي كما يظهر من الآية يُوحَى إليه شيء يوجب على قومه أمراً وهذا لا يكون إلا مع وجوب التبليغ . واعتبر في هذا بحال داود وسليمان وزكريا ويحي فهؤلاء جميعاً أنبياء وقد كانوا يقومون بسياسة بني إسرائيل والحكم بينهم وإبلاغهم الحق والله أعلم بالصواب . يتبع ان شاء الله تعالى (1) راجع في هذه المسألة : لسان العرب : 3/561 ، 573 ، بصائر ذوي التمييز : 5/14 ، لوامع الأنوار البهية : 1/49 ، 2/265 . (2) راجع في هذه المسألة : لسان العرب : (2/1166-1167 ) ، المصباح المنير : ص266 . (3) حديث صحيح رواه أحمد في مسنده حديث رقـم : (21546 ، 21552) طبعة الرسالة . (4) شرح العقيدة الطحاوية 167)، لوامع الأنوار البهية : (1/49)، وانظر كلام الشيخ ناصر الدين الألباني على أسانيده في سلسلة الصحيحة : 2668 . (5) رواه البخاري : 5752 ، ومسلم : 220 ، واللفظ للبخاري . (6) تفسير الآلوسي : (7/157) . (7) رواه البخاري عن أبي هريرة : 3455 .
__________________
![]() قال ابن عقيل رحمه الله: "إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم بلبيك على عرصات عرفات .ـ وإنما انظر على مواطأتهم أعداء الشريعه |
#2
|
||||
|
||||
![]() أهمية الإيمان بالرّسل المطلب الأول الإيمان بالأنبياء والرسل من أصول الإيمان الإيمان بالرسل أصل من أصول الإيمان قال تعالى : ( قل آمنَّا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وَالنَّبِيُّونَ من رَّبهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون ) [ آل عمران : 84 ] . ومن لم يؤمن بالرسل ضل ضلالاً بعيداً وخسر خسراناً مبيناً ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً ) [ النساء : 136 ] . المطلب الثاني الصلة بين الإيمان بالله والإيمان بالرسل والرسالات الذين يزعمون أنَّهم مؤمنون بالله ولكنّهم يكفرون بالرسل والكتب هؤلاء لا يقدرون الله حقَّ قدره ( وما قدروا الله حقَّ قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشرٍ من شيءٍ ) [ الأنعام : 91 ] فالذين يقدرون الله حقَّ قدره ويعلمون صفاته التي اتصف بها من العلم والحكمة والرحمة لا بدَّ أن يوقنوا بأنَّه أرسل الرسل وأنزل الكتب لأن هذا مقتضى صفاته ، فهو لم يخلق الخلق عبثاً ( أيحسب الإنسان أن يترك سُدًى ) [ القيامة : 36 ] . ومن كفر بالرسل وهو يزعم أنَّه يؤمن بالله فهو عند الله كافر لا ينفعه إيمانه قال تعالى : ( إنَّ الَّذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتَّخذوا بين ذلك سبيلاً – أولئك هم الكافرون حقّاً ) [النساء : 150-151] . فقد نصَّت الآية على كفر من زعم الإيمان بالله وكفر بالرسل ( ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ) يقول القرطبي في هذه الآية : " نصّ سبحانه على أنَّ التفريق بين الله ورسله كفر وإنَّما كان كفراً لأنَّ الله فرض على الناس أن يعبدوه بما شرعه على ألسنة الرسل فإذا جحدوا الرسل ردّوا عليهم شرائعهم ولم يقبلوها منهم فكانوا ممتنعين من التزام العبودية التي أُمروا بالتزامها فكان كجحد الصانع سبحانه وجحد الصانع كفر لما فيه من ترك التزام الطاعة والعبودية وكذلك التفريق بين الله ورسله " (1) . المطلب الثالث وجوب الإيمان بجميع الرسل الكفر برسول واحد كفر بجميع الرسل قال تعالى : ( كذَّبت قوم نوحٍ المرسلين ) [ الشعراء : 105 ] وقال : ( كذَّبت عاد المرسلين ) [ الشعراء : 123 ] وقال : ( كذَّبت ثمود المرسلين ) [ الشعراء : 141 ] وقال : ( كذَّبت قوم لوطٍ المرسلين ) [الشعراء : 160] ومن المعروف أنَّ كلَّ أمةٍ كذَّبت رسولها إلا أن التكذيب برسول واحد يعدّ تكذيباً بالرسل كلِّهم ذلك أنَّ الرسل حملة رسالة واحدة ودعاة دين واحد، ومرس لهم واحد فهم وحدة ، يبشر المتقدم منهم بالمتأخر ويصدق المتأخر المتقدم . ومن هنا كان الإيمان ببعض الرسل والكفر ببعض كفراً بهم جميعاً وقد وسم الله من هذا حاله بالكفر ( إنَّ الَّذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتَّخذوا بين ذلك سبيلاً – أولئك هم الكافرون حقّاً ) [ النساء : 150-151 ] وقد أمرنا الله بعدم التفريق بين الرسل والإيمان بهم جميعاً ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي النبيُّون من رَّبهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون ) [ البقرة : 136 ] ومن سار على هذا النهج فقد اهتدى ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) [ البقرة : 137 ] والذي يخالفه فقد ضلَّ وغوى ( وَّإن تولَّوا فإنَّما هم في شقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وهو السَّميع العليم ) [ البقرة : 137 ] . وقد مدح الله رسول هذه الأمة والمؤمنين الذين تابعوه لإيمانهم بالرسل كلهم ولعدم تفريقهم بينهم قال تعالى : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من رَّبه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رُّسله ) [ البقرة : 285 ] . ووعد الله الذين لم يفرقوا بين الرسل بالمثوبة والأجر الكريم ( والَّذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحدٍ منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رَّحيماً ) [ النساء : 152 ] . وقد ذم الله أهل الكتاب لإيمانهم ببعض الرسل وكفرهم ببعض ( وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وَرَاءهُ وهو الحقُّ مصدقاً لما معهم ) [البقرة : 91] . فاليهود لا يؤمنون بعيسى ولا بمحمد والنصارى لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم . (1)تفسير القرطبي: (6/5) . يتبع ان شاء الله تعالى
__________________
![]() قال ابن عقيل رحمه الله: "إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم بلبيك على عرصات عرفات .ـ وإنما انظر على مواطأتهم أعداء الشريعه |
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيكم ووفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه |
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته جزاك ربي عنا خير الجزاء على هذاالطرح الطيب جعله ربي في ميزان حسناتك باذنه تعالى بارك الله لك كل التقديروالاحترام
__________________
حبيبي يارسول الله ادعي الله أن يفرج عني وعن جميع المسلمين سبحان الله يافارج الهم وياكاشف الغم فرج همي ويسر أمري وأرحم ضعفي وقلة من حيلتي وأرزقني من حيث لا احتسب يارب العالمين ![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |