|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() حقيقة النور ونعمة الكهرباء مراد باخريصة يقول الله سبحانه في كتابه العظيم ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾. إن من نعم الله سبحانه وتعالى علينا أن جعل لنا نوراً نهتدي به في الظلمات فلولا هذا النور لما استطعنا الرؤية فإن الإنسان لن يستطيع أن يرى شيئاً إذا فقد النور وحل به الظلام يقول الله ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ ويقول سبحانه ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴾. لقد ذكر الله سبحانه وتعالى النور في كتابه العظيم على معنيين فمرة يذكر النور ويريد به النور الظاهر الذي يُرى بعين البصر ومرة يذكر النور ويريد به النور المعنوي الذي يرى بعين البصيرة قال تعالى: ﴿ الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ﴾ ويقول ﴿ كتاب أنزلناه إليك لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور ﴾ ويقول ﴿ فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ﴾ ويقول ﴿ واتبعوا النور الذي أُنزل معه ﴾ وأما عن النور الظاهر المحسوس فإن الله سبحانه وتعالى يقول ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ﴾ ﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل " اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن... " رواه مسلم . فهما نوران عظيمان نور حسي ونور معنوي والنور المعنوي أجل وأكبر وأعظم من النور الحسي فكل أمة فقدت نور الوحي فهي أمة ميتة وكل قلب فقد نور الإيمان فهو قلب ميت وكل أرض لم تشرق عليها شمس الرسالة فهي أرض ميتة وفي المقابل كل أمة تمسكت بنور الوحي فهي أمة حية وكل قلب لامس نور الإيمان فهو قلب حي وكل أرض طلعت عليها شمس الرسالة فهي أرض حية قال تعالى "وأشرقت الأرضُ بنور ربِّها" ويقول ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ ويقول جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾. فمن أراد الحصول على النور الرباني النور الإلهي النور الحقيقي فليستمده وليطلبه من الله جل جلاله وعز كماله يقول الله سبحانه ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾. ومن أعظم الأسباب التي نتحصل بها على هذا النور الرباني تقوى الله سبحانه وتعالى والإيمان الحقيقي به سبحانه يقول الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾. إن هذا النور الرباني هو الذي ينفع المسلم في حياته فينور له الطريق ويكشف له الحقائق ويبصر له الأمور كما سمعتم في الآية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾ وهو الذي ينفع المسلم في ظلمة القبر إذا أوسد الثرى ووضع في التراب وهو الذي ينفع المسلم يوم القيامة يوم الظلمة ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾. فالسعيد منا من أمده الله بنوره وأعطاه من نوره ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾. الخطبة الثانية كان الحديث في الخطبة الأولى عن النور المعنوي ونريد في هذه الخطبة أن نتحدث عن النور الحسي المتمثل في الأجسام النيرة. إن من النعم التي منّ الله بها علينا في هذا العصر نعمة الكهرباء هذه النعمة التي تساهلنا في شكرها بل ربما لم نشكر الله سبحانه وتعالى عليها فسلبنا الله إياها فتعطلت مصالحنا وتعثرت أعمالنا وضاقت علينا أنفسنا واستوحشت ليالينا وضاقت علينا الأرض بما رحبت ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها. لقد أصبح الناس فجأة بلا كهرباء ثم جاء الخبر الذي نزل على الآذان كالصاعقة يقول " محطات الكهرباء أو مولدات الكهرباء احترقت " ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل احترقت وباحتراقها احترق الأمل عند الناس وتغيرت الصورة التي رسمها المسئولون في هذه البلاد عن هذه الخدمة وأصبح الناس يتساءلون لماذا احترقت ؟ وكيف احترقت بهذه البساطة والسهولة ؟ ومن أهملها حتى احترقت وهل سيمر حريقها دون مساءلة أو عقاب. وبعدما احترقت تساءل الناس متى ستنتهي هذه المشكلة وتحسم هذه القضية وأين الاحتياطات اللازمة لمثل هذا الحدث المفاجئ؟. ومن لأنين المرضى وبكاء الأطفال وآهات العجائز والكبار وصرخات الأسر التي لا تملك سوى الجلوس تحت البيوت أو في الطرقات أو الجلوس على ضوء الشموع والفوانيس التي تزيد الجو الحار حرارة ومن للطلاب الذين قضوا امتحاناتهم على ضوء هذه الشموع؟!. فعلى المسئولين أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يحسموا هذه المشكلة بصدق وجدية وأن يرى الناس منهم الأفعال التي تشاهدها الأبصار لا الأقوال التي تسمعها الآذان وأن يبينوا للناس حقيقة ما حصل لهذه المحطات أو المولدات وأن ينتهوا عن الزيادات التي زيدت مؤخراً في الفواتير. هذا جزء من المسئولية التي يجب عليهم أن يقوموا بها نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلادنا الفتن والمخاطر.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |