|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
قال الأوزاعي: قال لي الحكيم: يا أبا عمرو وما تنكر من هذا الولي؟ والاه، ثم ابتلاه فصبر، وأعطاه فشكر؟ والله لو أن ما حنت عليه أقطار الجبال، وضحكت عنه أصداف البحار، وأتى عليه الليل والنهار، أعطاه الله أدنى خلق من خلقه، ما نقص ذلك من ملكه شيئا قال الوليد: قال لي الأوزاعي: ما زلت أحب أهل البلاء منذ حدثني الحكيم بهذا الحديث[19]. المجال الثاني شكر الوالدين: إن شكر الوالدين فريضة من أعظم فرائض الدين، وفرض لازم متعين على جميع المسلمين، وقد أجمع العلماء على أن بر الوالدين وشكرَهما من أعظم فرائض الدين، ومن أفضل عبادات المسلمين. يقول تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]. وتأملوا معي هذا الأمر الإلهي: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14]، لأن الإنسان عندما لا يقدر قيمة الأبوين ولا يشعر بحنانهما وما بذلاه في تربيته، فلا يمكن أن يشكر الناس ولا يشكر الله تعالى. الواقع التطبيقي لهذا المجال: قصة: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب: رضي الله عنه فقال له: إن لي أمَّا بلغ بها الكِبَرُ أنها لا تقضي حاجتَها إلا وظهري لها مطيَّة، وأُوضِّئُها وأصرف وجهي عنها، فهل أديت حقها؟، قال: لا.، قال: أوليس قد حملتها على ظهري، وحبست عليها نفسي؟، قال: إنها كانت تصنع بك ذلك وهي ترجو حياتك، وأنت تصنع بها ذلك وتتمنَّى فراقها[20]. عبرة: يحكى أن أحد الصالحين توفي والده فأخذ على عاتقه سد ديون والده، فانهمرت عليه الناس فدفع للجميع كل ما ادعوه حتى افتقر وباع منزله، فسافر في البحار هو وزوجته وأولاده فتحطمت السفينة ونزل كل واحد منهم في مكان، ثم سمع الرجل البار هاتفا يقول: إن الله رزقك كنزا في موضع كذا وكذا برا بوالديك، فأصبح من الأغنياء وجمع حوله الناس في تلك الجزيرة يخدمهم فقصده الناس من كل مكان حتى كان من الذي قصدوه أولاده وزوجته فسبحان من جمعهم وفرقهم ثم جمعهم. المجال الثالث شكر الزوجة لزوجها: إن معظم المشاكل الزوجية التي تنتهي بالطلاق تكون ذات أسباب تافهة جداً، ويقول الباحثون إن حياتك الزوجية تكون سعيدة وهانئة بمجرد أن تمارس الشكر لزوجتك وتشعرها بامتنانك لها... وتؤكد دراسة جديدة للبروفسور Todd Kashdan في جامعة George Mason أن النساء اللواتي يشكرن أزواجهن يكنّ أكثر سعادة ويعشن عمراً أطول! وتؤكد الدراسة أن النساء أكثر قدرة على التعبير من الرجال، وأكثر قدرة على منح مشاعر الامتنان. وتقول الدراسة التي نشرت في مجلة الشخصية Personality أن المرأة يمكن أن تعيش حياة هانئة ومطمئنة بمجرد أن تقدم الشكر لزوجها. سبحان الله، رسولنا الكريم لم يترك هذا الأمر جانباً بل نبَّه عليه قبل 1400 سنة، فقد اعتبر النبي الكريم أن شكر المرأة لزوجها عبادة لله تعالى، وأن الله لا ينظر للمرأة التي تنكر الجميل، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) [السلسلة الصحيحة للألباني]. تصوروا أن كلمات بسيطة تقولها لزوجتك كل يوم تشكرها وتشعرها بقيمة عملها وتقدر لها مجهودها في البيت وفي تربية الأولاد، هذه الكلمات قد تكون سبباً في درء الكثير من المشاكل وجلب الكثير من السعادة... إنها قوة الشكر![21]. الواقع التطبيقي لهذا المجال: كانت ((البرمكية)) جاريه مثلها، تباع وتشتري، فاشتراها المعتمد ابن عباد ملك المغرب فأعتقها وجعلها ملكة، وحين رأت الجواري يلعبن في الطين حنت لماضيها، فاشتهت أن تلعب في الطين مثلهن فأمر أن يوضع لها طيب لا يحصى على شكل طين، فخاضت فيه ولعبت فكانت اذا غضبت منه قالت:" إني لم أر منك خيراً قط" فيبتسم ويقول لها: ولا يـوم الطين؟!!! فتخجل!..[22]. المجال الرابع شكر من أسدى اليك معروفا: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال -صلى الله عليه وسلم-: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)[23]. (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) قال القاضي: وهذا إما لأن شكره تعالى إنما يتم بمطاوعته وامتثال أمره وأن مما أمر به شكر الناس الذين هم وسائط في إيصال نعم الله إليه، فمن لم يطاوعه فيه لم يكن مؤديا شكر نعمه، أو لأن من أخل بشكر من أسدى نعمة من الناس مع ما يرى من حرصه على حب الثناء والشكر على النعماء وتأذيه بالإعراض والكفران كان أولى بأن يتهاون في شكر من يستوي عنده الشكر والكفران[24]. قال بعض العارفين: لو علم الشيطان أن طريقاً توصل إلى الله أفضل من الشكر لوقف فيها ألا تراه قال: ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 17] ولم يقل لا تجد أكثرهم صابرين أو نحوه[25]. وقال أبو حاتم: الواجب على من أُسدى إليه معروف أن يشكره بأفضل منه أو مثله لأن الإفضال على المعروف في الشكر لا يقوم مقام ابتدائه وإن قل، فمن لم يجد فليثن عليه فإن الثناء عند العدم يقوم مقام الشكر للمعروف وما استغنى أحد عن شكر الناس. وقال أيضا: الحر لا يكفر النعمة ولا يتسخط المصيبة، بل عند النعم يشكر وعند المصائب يصبر، ومن لم يكن لقليل المعروف عنده وقع أوشك أن لا يشكر الكثير منه، والنعم لا تستجلب زيادتها ولا تدفع الآفات عنها إلا بالشكر لله جل وعلا ولمن أسداها إليه. عن الحكم بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له "[26] وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال المهاجرون: يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله ما رأينا قوما أحسن بذلا لكثير ولا أحسن مواساة في قليل منهم ولقد كفونا المؤنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (أليس تثنون عليهم به، وتدعون لهم، قالوا بلى قال فذاك بذاك)[27]. قال الطيبي رحمه الله: يعني إذ حملوا المشقة والتعب على أنفسهم وأشركونا في الراحة والمهنأ فقد أحرزوا المثوبات فكيف نجازيهم؟ فأجاب لا. أي ليس الأمر كما زعمتم إذا أثنيتم عليهم شكرا لصنيعهم ودمتم عليه فقد جازيتموهم[28]. الواقع التطبيقي لهذا المجال: مر سعيد بن العاص بدار رجل بالمدينة فاستسقى فسقوه، ثم مر بعد ذلك بالدار ومناد ينادي عليها فيمن يزيد قال لمولاه: سل لم تباع هذه؟ فرجع إليه فقال: على صاحبها دين، قال: ارجع إلى الدار فرجع فوجد صاحبها جالسا وغريمه معه، فقال: لم تبيع دارك؟ قال: لهذا على أربعة آلاف دينار، فنزل وتحدث معهما وبعث غلامه فأتاه ببدرة فدفع إلى الغريم أربعة آلاف ودفع الباقي إلى صاحب الدار وركب ومضى[29]. ♦ وعن أبي عيسى قال: كان إبراهيم بن أدهم إذا صنع إليه أحد معروفا حرص على أن يكافئه أو يتفضل عليه، قال أبو عيسى: فلقيني وأنا على حمار وأنا أريد بيت المقدس وقد اشترى بأربعة دوانيق تفاحا وسفرجلا وخوخا وفاكهة، فقال: يا أبا عيسى أحب أن تحمل هذا، قال وإذا عجوز يهودية في كوخ لها، فقال: أحب أن توصل هذا إليها فإنني مررت وأنا ممس فبيتتني عندها فأحب أن أكافئها على ذلك[30]. ♦ ومر عمر بن هبيرة - لما انصرف في طريقه - فسمع امرأة من قيس تقول: لا والذي ينجي عمر بن هبيرة، فقال: يا غلام أعطها ما معك وأعلمها أني قد نجوت[31]. ♦ وعن إبراهيم بن محمد قال: خرجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت فقال لي: تذكر هل بقى أحد أغفلناه؟ قلت لا، قال بلى رجل لقيني فسلم على سلاما جميلا صفته كذا وكذا اكتب له عشرة دنانير[32]. [1] الكليات للكفوي (523). [2] التوقيف على مهمات التعاريف (206- 207). [3] مدارج السالكين (2/ 244) لابن القيم. [4] أخرجه ابن أبى الدنيا في فضيلة الشكر (1/ 62، رقم 82)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 102، رقم 4419). قال العجلوني (1/ 354): رواه أحمد، والطبراني. [5] صحيح البخاري رقم (3464) ومسلم رقم (2964). [6] تفسير الطبري-ط الرسالة-ت أحمد شاكر (17/ 316). [7] أخرجه أحمد (6/ 115) والبخاري (6/ 169). ومسلم (8/ 141). [8] مدارج السالكين (2/ 242). [9] ربيع الأبرار (4 / 318). [10] ربيع الأبرار (4 / 324). [11] تفسير ابن كثير (4 / 398). [12] كتاب الشكر ص (11). [13] تفسير ابن كثير (2 / 110). [14] تفسير الطبري - تحقيق محمد شاكر (7 / 236). [15] مختصر منهاج القاصدين ص (76). [16] أخرجه ابن أبى شيبة (5/ 138، رقم 24499)، وأحمد (3/ 100، رقم 11992)، وهناد في الزهد (2/ 399، رقم 775)، ومسلم (4/ 2095، رقم 2734). [17] أخرجه أحمد (3/ 439، رقم 15670)، وأبو داود (4/ 42، رقم 4023)، والترمذي (5/ 508، رقم 3458). [18] تفسير الطبري- (20/ 369). [19] الصبر والثواب عليه (ص: 100). [20] نزهة المجالس: 1/ 202. [21] موقع الدكتور عبد الدايم الكحيل للإعجاز العلمي. [22] نفح الطيب (1/ 440) موقع الألوكة المجلس العلمي. [23] أخرجه الترمذي (4/ 339 رقم 1954) وقال: حسن صحيح. وابن أبى الدنيا في قضاء الحوائج (ص 68، رقم 72). [24] تحفة الأحوذي (6/ 74). [25] فيض القدير (1/ 672). [26] سنن النسائي الكبرى- ترقيم شعيب (2/ 43) المعجم الكبير (3/ 218). [27] مسند البزار (13/ 349) سنن النسائي الكبرى- ترقيم شعيب (6/ 53). [28] تحفة الأحوذي؛ المباركفوري، ج (7)، ص (203). [29] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 264). [30] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 266). [31] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 268). [32] مكارم الأخلاق؛ لابن أبي الدنيا، ص (90 - 91).
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |