|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() إشكالية القيم بين الثقافة والعلم. الحسان شهيد. هذه الأمثلة وغيرها كثير يبين مدى تغلغل الحس المادي في الثقافة القيمية للإنسان، بل إن حضارة النقود المعاصرة" اعتبرت كل شيء سلعة مثل الأرض والماء والهواء والحياة والعواطف، والمعتقدات وحقوق الإنسان، والحرية والحب والثقافة"[14]. المطلب السادس: القيم والسلطة: أو القيم بين السلطة والحرية يحمل مصطلح العولمة إشارات قوية في اشتقاقه اللغوي لدلالات القوة والسلطة، كلها تشي بالإكراه في تغيير العالم قهرا وقسرا وفق نمط متعين ومحفوظ، ويظهر ذلك الاتجاه إلى جانب السلطة المذكورة، في اعتماد سلط قانونية وسياسية تروم فرض واقع جديد قد يصطدم مع الخصوصيات الثقافية للشعوب المختلفة وتدوس على مجموعة من القيم الأساسية الممانعة الدلالات المبشر بها. قيم الحرية: لقد أصبح الغرب يسخر كل الآليات القانونية بمؤسساتها المختلفة والترسانة العسكرية لاحتلال أراضي الغير والإيغال فيها دمارا وخرابا باسم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، والعدالة وغيرها من القيم بالإضافة إلى هذا الاستغلال البشع لتلك القيم، فقد تم استعارة التدخل الأجنبي من قبل منظمات أهلية مدنية للتخلص من الحكم السائد طلبا للحريات والديموقراطية مقابل امتيازات موعودة لتلك الدول كما حدث في العراق مثلا وأفغانستان وما يحدث ابتزازا اليوم في السودان. قيم العدل: سبقت الإشارة ضمن قوة الإعلام وسلطه في القدرة على تحويل الضحية جلادا اعتمادا على الكذب والتدليس وسلب الحقوق من الناس، وتغيير موقع الجلاد إلى صورة الضحية المعتدى عليها لتبرير كل أفعالها غير المشروعة ضد خصومها، إن هذا التدليل في التقويم مساس بقيمة العدل وامتهان لكرامة العدل، وكيل بمكاييل مختلفة وفق أهواء الناس، كما أن في ذلك استغلال بشع لقيم نبيلة إما للتدخل في شؤون الدول أو لاحتلالها بحجة ظلم الناس، أو لتبرير الاحتلالات الدولية كما هو الشأن في فلسطين. أو لاعتقال الناس ومحاكمتهم دون وجه حق كما حدث بمعتقلات العار بكوانتانامو وغيرها بحجة العدالة الدولية. قيم الحقوق الإنسانية: يوظف الغرب في بسط مشروعه كل المؤسسات الدولية القانونية كصندوق النقد الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية الأخرى، وذلك بالتواضع على رزنامة من القوانين كالالتزامات الخاصة بحقوق الطفل وحقوق المرأة وغير ذلك،وفي هذا الشأن يقول محمد عمارة"وإذا نحن شئنا أن نضرب الأمثال في إشارات موجزة، على نماذج لعولمة منظومة القيم الغربية، والثقافة العربية، ونمط الحياة الأمريكي، من خلال صياغة هذه المنظومة في مواثيق يتم عولمتها باسم الأمم المتحدة وعبر مؤتمرات دولية تعقد تحت علم المنظمة الدولية..فإن وثيقة -برنامج عمل مؤتمر السكان والتنمية- الذي عقد بالقاهرة في 5-15-سبتمبر سنة 1994، تكفي هذه الوثيقة وزيادة، لتجسيد معنى عولمة القيم وفرضها على مختلف الأمم و الشعوب والدول والحضارات والمعتقدات والثقافات"[15]، وقد أحدثت هذه المواثيق شرخا كبيرا في النسيج الاجتماعي لبعض الدول مثل ما وقع في المغرب بسبب الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية التي كادت أن تؤدي إلى حرب أهلية، لتعارضها الصريح مع مجموعة من القيم الثقافية والدينية بالمغرب. خاتمة اجتهدت هذه الورقة قدر الإمكان في دق ناقوس الخطر الذي بات يهدد القيم الإنسانية في علاقتها مع الإنسان المعاصر دون شعور منه ودون إعارة اهتمام، من خلال تدافعه مع التقنيات العلمية والمنتجات التي خلفها البحث العلمي، فكانت أولى مطالبها تحقيق النظر في القيم باعتبارها مناطات للتثاقف الحضاري ومحوره، وثانيها البحث في القيم الإنسانية بين الثقافة والعولمة، وثالثها حصرتها في وثاقة القيم والعلم بتحليل تلك الوثاقة من حيث القيم بين الخصوصية الإنسانية والتقنية العلمية، ورابعها حول القيم والإعلام، أي تأرجح القيم الإنسانية بين الهوية والصورة، وخامسها حددته في الكلام عن القيم والمال، أي صورة القيم بين المجتمع والخصخصة، وآخر تلك المطالب عالج علاقة القيم بالسلطة بمعنى موقع القيم بين السلطة والحرية. ----------------------------------------- * أستاذ زائر بكلية المتعددة التخصصات، الناظور، جامعة محمد الأول، وجدة [1] انظر المقولة مع القصة كاملة لغزوة القادسية في الدمشقي، إسماعيل ابن كثير، البداية والنهاية، خرج أحاديثه محمد بيومي، عبد الله المنشاوي، محمد رضوان مهنا، الدار الذهبية، القاهرة، مصر، 7/38. [2] لاتوش، سيرج، تغريب العالم، ترجمة خليل كلفت، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1، 1999، ص64 [3] المنجرة، المهدي، قيمة القيم، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ط2، 2002، ص77،78 [4] رزنيك،ديفيد ب، أخلاقيات العلم، سلسلة علم المعرفة، عدد 316، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، يونيو 2005، ص249 [5] المرابط، مصطفى، هزيمة الانسان أو الولادة الثقافية للإنسان المعاصر، العلم والثقافة أية علاقة؟، ملتقى فكري لمجموعة بحث في العلم والثقافة، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1998، ص37. [6] أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الطهارة، باب الطهور للوضوء، الحديث رقم11. [7] انظر ابن رشد، أبو الوليد محمد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط3، 1428/2007، 1/34. [8] انظر ابن رشد، أبو الوليد محمد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط3، 1428/2007، 2/427 [9] المحيا، مساعد بن عبد الله، القيم في المسلسلات التلفازية، دار العاصمة، الرياض، السعودية، ط1، 1413، ص302/303. [10] غيلان، أحمد ، وسائل الإعلام، الواقع والتحديات، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، مكتبة الطالب، ط1، 1424/2003، ص35 [11] هورست، أفهيلد، اقتصاد يغدق فقرا،ترجمة عدنان عباس علي، سلسلة علم المعرفة، عدد 335، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، يناير 2007،ص285 [12] المرابط، مصطفى، ويسألونك عن التنمية، مجلة المنعطف،وجدة، المغرب، عدد مزدوج 23،24، 1425/2004، ص13. [13] هيلد، فيرجينيا، أخلاق العناية، ترجمة ميشال حنا متياس، سلسلة علم المعرفة، عدد 356، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، أكتوبر 2008،ص15 [14] بوفرة، عبد الكريم، حرب القيم، قراءة في الخطاب الإعلامي الغربي، منشورات المجلس العلمي بوجدة، المغرب، العمدة في الطبع، ط1، ص117. [15] عمارة، محمد، مستقبلنا بين العالمية والإسلامية والعولمة الغربية، مجلة المسلم المعاصر، القاهرة مصر، ع104، س26، محرم-صفر-ربيع الأول،1423/أبريل مايو يونيو2002، ص18.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |