تعظيم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 16957 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2021, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي تعظيم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

تعظيم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
الشيخ حسين شعبان وهدان


الحمد لله الذي أرسل نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ﴿ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب 45 - 46]، نحمده على شرف الاصطفاء وكريم العناية والاجتباء، ونسأله المعونة والفضل إنه كان سميعاً بصيراً.

يا سيدي يا رسول الله:
لغةُ الكلامِ كما رأيتَ على فَمي
خَجْلَى ولولا الحُبُّ لمْ أتَكَلمِ

يا مظهرَ التوحيدِ حسْبي أَنني
أَحَدُ الشُّدَاةِ الهَائِمينَ الحُوَّمِ

ما حيلةُ الشُّعراءِ ذابَ غناؤهم
رهباً لدى هذا الجمال الأعظم

إن الذي سوّاكَ في قُرآنه
وفَّاكَ وصْفاً بالثَّناءِ الأَعْظَمِ

صلى عليه الله نوراً هادياً
متعبداً في غاره لم يسأمِ

إقرأ وربُّكَ ملهمٌ سبحانه
قد علمَ الإنسانَ ما لمْ يعلَمِ


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، رب العالمين وإله المتقين ورازق الخلق أجمعين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، رحمة الله للعالمين وناشر لواء الدين وأول الغر المحجلين.
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن منزلةَ نبينا الكريمِ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أعلى المنازل فيما خلق الله بشراً سويّاً، إذ اصطفاه في عداد الأنبياء ثم اصطفاه في أولى العزم ثم اصطفاه ليكون خاتم الأنبياء وإمام المرسلين.

فلا بد من استصحاب التقدير والتعظيم والإجلال من غير إخلالٍ حين ذكره صلى الله عليه وسلم أو الحديث عنه، لأنهُ مِنَّةُ الله عز وجل على المؤمنين قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [آل عمران من الآية: 164]، فيا لبشرانا برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بالمؤمنين رؤفاً رحيماً.

ومن آيات التميز التي قد حازها سيدُ الأنام صلى الله عليه وسلم حتى قبل مولده، قول الله تعالى له: ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ [الشعراء: 219]، وفي تفسير ذلك قال ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما: [في هذه الآية: يعني تقلبه من صلب نَبيٍّ إلى صُلْبِ نَبيٍّ، حتى أخرجه نبياً] (الإمام ابن كثير / تفسير القرآن العظيم ص170 ج3 بتحقيق سامي محمد سلامة ط2 1999م دار طيبة للنشر والتوزيع)، [وقال ابن الكلبي: كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أمٍّ، فما وجدت فيهنَّ سِفاحاً ولا شيئاً مما كان عليه الجاهلية] (القاضي عياض / الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص123 ج1 بتحقيق عامر الجزار ط1 2004م / دار الحديث / القاهرة).

تعظيمُ اللهِ تعالى قَدْرَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:
وأساس تعظيمنا ومعرفة قدر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم هو تعظيم الله تعالى له وإفراده صلى الله عليه وسلم بحالاتٍ متميزةٍ من التكريم الإلهي، ومنها:
أن الله تعالى لم يذكر اسم نبيه صلى الله عليه وسلم مجرداً كسائر أفراد البشر بل أقرنه بالرسالة أو النبوة، قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40]، وحينما كان ينادي عليه فقد كان الوصف هو النبوة قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 64]، بعد أن ذكر القرآن الكريم الأنبياء بأسمائهم دون إقران الوصف بالنبوة أو الرسالة.

بل أمر الله تعالى جموع المؤمنين أن لا يجعلوا نداءهم لسيدنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كسائر الناس فيما بينهم، فقال تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا... ﴾ [النور من الآية: 63]، وفي بيان ذلك نقل الإمام ابن كثيرٍ رحمه الله تعالى: [قال الضحاك، عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك إعظامًا لنبيه صلوات الله وسلامه عليه فقالوا: يا رسول الله، يا نبي الله.. وهكذا، قال مجاهد وسعيد بن جُبَير وقتادة: أمر الله أن يُهاب نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يُبَجَّل وأن يعظَّم وأن يُسَوَّد، وقال مقاتل: لا تُسَمّوه إذا دَعَوتموه: يا محمد، ولا تقولوا: يا بن عبد الله، ولكن شَرّفوه فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله] (تفسير القرآن العظيم ص88:89 ج3 "سابق")، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 8- 9]، وينقل الإمام السيوطي عن قتادة قال: ["وتعزروه" قال: تنصروه "وتوقروه" قال: أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه] (الإمام عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي / الدر المنثور في التأويل بالمأثور – نسخة مدمجة على موقع روح الإسلام).

ومن ملامح الأدب في تعظيم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إقرانه بالسيادة كلما ذُكِرَ اسمه، فإذا كان الله تعالى قد وصف نبيه الحصور يحيي عليه السلام بالسيادة فهي أوجب لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم، أوَكلما تكلم الناس عن أسيادهم أجزنا لهم ذلك ومنعناه مع سيد الأنام صلى الله عليه وسلم؟!، كيف ذلك وقد سجل القرآن الكريم والسنة المطهرة نعت السيادة للأكارم وأهل المغارم؟ ففي موقف العزيز في جوف الفتنة لنبي الله يوسف عليه السلام نجد أن القرآن الكريم ينعته بالسيادة فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ﴾ [يوسف من الآية: 25]، وقد أجاز القرآن منطق المعذبين في النار وقد أطلقوا وصف السيادة على من أضلوهم، قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾ [الأحزاب: 67]، قال الله تعالى: ﴿ ... أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران من الآية: 39]، ووصف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين بالسيادة فكيف بمقامه الأسنى صلى الله عليه وسلم القائل: [الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبابِ أهلِ الجنةِ ] (سنن الترمذي 3768 وقال حسنٌ صحيحٌ وابن حبان في المقاصد الحسنة 225 بسندٍ صحيحٍ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله تعالى عنه)، وفي موقفٍ آخر نجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يصف سعداً رضي الله عنه بالسيادة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: [ لما نزلت بنو قريظةَ على حكمِ سعدٍ، هو ابنُ معاذٍ، بعثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكان قريبًا منه فجاء على حمارٍ، فلما دنا قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدِكم. فجاء فجلس إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال له: إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك. قال: فإني أحكُمُ أن تقتلَ المقاتِلَةُ، وأن تسبى الذُّرِّيَّةُ، قال: لقد حكمت فيهم بحكمِ الملِكِ ] (صحيح البخاري 3043)، وقد أكد رسولنا الكريم جدارة وصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة حين قال: [ أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فَخْرَ، وبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ ولا فَخْرَ، وما من نبيٍّ يَوْمَئِذٍ، آدمُ فَمَن سِوَاهُ إلا تَحْتَ لِوَائِي، وأنا أَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنه الأرضُ ولا فَخْرَ... ] (سنن الترمذي 3143 وقال: حسنٌ صحيحٌ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [ أُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومًا بلحمٍ. فَرُفِعَ إليه الذِّراعُ وكانت تُعْجِبُه. فنَهس منها نَهسةً فقال أنَا سيدُ الناسِ يومَ القيامةِ. وهل تَدْرُونَ بما ذاك؟ يَجمعُ اللهُ يومَ القيامةِ الأَوَّلِينَ والآخِرينَ في صَعيدٍ واحِدٍ. فيُسْمِعُهُم الداعِي وينفذهم البصر...] (صحيح مسلم 194)، والتعبير صريحٌ بوصف السيادة وهي قليلةٌ عليه صلى الله عليه وسلم إذا وُزِنَتْ بموازين الناس، وكيف نسيغ لأنفسنا وصف الأمراء والنبلاء والمقَدَّمِينَ من صفوة المجتمعات بالسيادة وحينما نتكلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نوفيه حقه؟!، إن ذلك من الإجحاف.

وإن من أجلى صور التعظيم لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم أن نتكلم عنه بموازين الفضل والتميز الإلهي كما ميزه الله تعالى وكما ميز نفسه صلى الله عليه وسلم في مقام السيادة.

ومن ملامح التعظيم الإلهي لقدر سيد الأنام صلى الله عليه وسلم توقير الله تعالى له من كيد اليهود ومغالطتهم البغيضة، وعبثاً وزوراً طفقوا على وصفه صلى الله عليه وسلم بالرعونة، وحاشاه، قال الله تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾ [النساء من الآية: 46]، وللكلام في تفسيره منحىً آخر كما أورد الشوكاني في تفسيره: [أن هذا اللفظ كان بلسان اليهود سَبّاً، قيل إنه في لغتهم بمعنى اسمع لا سمعت؛ وقيل غير ذلك، فلما سمعوا المسلمين يقولون للنبيّ صلى الله عليه وسلم راعنا؛ طلباً منه أن يراعيهم من المراعاة، اغتنموا الفرصة، وكانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم كذلك مظهرين أنهم يريدون المعنى العربي، مبطنين أنهم يقصدون السبَّ الذي هو: معنى هذا اللفظ في لغتهم... ثم أمرهم الله بأن يخاطبوا النبيّ صلى الله عليه وسلم بما لا يحتمل النقص، ولا يصلح للتعريض، فقال: ﴿ وَقُولُوا انْظُرْنَا ﴾ أي: أقبل علينا، وانظر إلينا، فهو، من باب الحذف والإيصال] (محمد بن علي الشوكاني / فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير – نسخة مدمجة على موقع روح الإسلام).

تعظيم الصحابة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
وكان أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يعرفون قدره العظيم ولا يتخطون أدراجَ الأدب في معاملتهم له بفطرتهم الطيبة النقية لأنهم خيرُ الأزمان وأوفى الأجيال أدباً، وإلى هذه المواقف الناطقة بالدليل الساطع على ذلك:
يقول عروة بن مسعودٍ - وكان على غير الإسلام - حين وجهته قريش عام القضية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى: [... أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها... ] (صحيح ابن حبان 4792 عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم).

وإذا تكلم صلى الله عليه وسلم أطرق جلساؤه كما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: [... وسكت الناسُ كأنَّ على رؤوسهمُ الطيرُ...] (صحيح البخاري 2842).

وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه في سياقة الموت وهو يروي هذه المشاهد: [... وما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا أجلَّ في عيني مِنْه، وما كنْتُ أُطيقُ أنْ أملَأَ عيني منه؛ إجلالًا له. ولو سُئِلْتُ أنْ أصِفَه ما أطقْتُ؛ لأنِّي لم أكنْ أملَأُ عيني مِنْه، ولو مُتُّ على تلك الحالِ لَرَجوتُ أنْ أكونَ مِن أهلِ الجنَّةِ...] (صحيح مسلم 121).

وأم حبيبة رضي الله عنها تعظم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم [ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه، فقال: يا بنية؟ ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس، ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر ](ابن هشام /السيرة النبوية ص397 ج2 ط1 1995م بتحقيق جمال ثابت وآخرين - دار الحديث - القاهرة).

[يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرةٌ إلا في يدِ رَجُلٍ.

أذنتْ قريش لعثمان بن عفانٍ رضي الله تعالى عنه بالطواف بالبيت فأبى وقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به النبي صلى الله عليه وسلم.

قال البراء بن عازب رضي الله عنه: لقد هممتُ أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمر فأؤخره سنين من هيبته ](الشفا بتعريف حقوق المصطفى 287 -288"سابق").

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: [ إنَّ أبوابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانت تُقرَعُ بالأظافيرِ ] (الألباني في صحيح الأدب المفرد 824).

لما نزل قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات:2]، خاف الصحابة الكرام على أنفسهم أن يقعوا في نواهي هذه الآية ومنهم ثابت بن قيس إذ كان جهوري الصوت، ويذكر الطبري في تفسيره: [لما نزلت هذه الآية: "﴿ لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ ﴾" قال: قعد ثابت في الطريق يبكي، قال: فمرّ به عاصم بن عديّ من بني العَجلان، فقال: ما يُبكيك يا ثابت؟ قال: لهذه الآية، أتخوّف أن تكون نزلت فيّ، وأنا صيت رفيع الصوت قال: فمضى عاصم بن عديّ إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، قال: وغلبه البكاء، قال: فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أَبيّ ابن سلول، فقال لها: إذا دخلتُ بيت فرسي، فشدّي على الضبة بمسمار، فضربته بمسمار حتى إذا خرج عطفه وقال: لا أخرج حتى يتوفاني الله، أو يرضى عني رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ; قال: وأتى عاصم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبره خبره، فقال: اذْهَبْ فادْعُهُ لي، فجاء عاصم إلى المكان فلم يجده فجاء إلى أهله، فوجده في بيت الفرس، فقال له: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعوك فقال: اكسر الضَّبة، فخرجا فأتيا نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يُبكِيكَ يا ثابِتُ؟ فقال: أنا صيت، وأتخوّف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ "لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ" فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تَرْضَى أنْ تَعيش حَمِيدًا وَتُقْتَلَ شَهِيدًا وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ؟ فقال: رضيت ببُشرى الله ورسوله، لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله، فأنزل الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3] (الإمام محمد بن جرير الطبري/ ص278 ج12 ط1 بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر 2000م دار الرسالة).

وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فله في ضبط هذا الأدب شأن الطائعين سِراعاً لله رب العالمين، فعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: [ أنَّ الأقرَعَ بنَ حابسٍ قدِمَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ استعملهُ على قومِهِ، فقالَ عمرُ: لا تَستعمِلهُ يا رسولَ اللَّهِ، فتَكَلَّما عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حتَّى ارتفعت أصواتُهُما، فقالَ أبو بَكْرٍ لعُمرَ: ما أردتَ إلَّا خلافي، فقالَ عمرُ: ما أردتُ خلافَكَ قالَ: فنزلَت هذِهِ الآيةَ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2] فَكانَ عمرُ بعدَ ذلِكَ إذا تَكَلَّمَ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لم يسمَعْ كلامَهُ حتَّى يَستفهِمَهُ ] (الألباني في صحيح الترمذي 3266).

ومن حفظ مقام التعظيم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مناداته عليه الصلاة والسلام بصوتٍ مرتفعٍ ولو من خارج بيته من الآداب المستهجنة، فعن الأقرع بن حابس رضي الله عنه أنه: [ أنَّهُ أتى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: يا محمَّدُ اخرُج إلينا فلم يُجبْهُ، فقالَ: يا محمَّدُ: إنَّ مدحي زينٌ وإنَّ ذمِّي شَينٌ فقالَ: ذاكَ اللَّهُ، فأنزلَ اللَّهُ: "إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ" ] (السيوطي في الدر المنثور 13 /535 وقال: إسناده صحيحٌ).

وفي سياقٍ مشابهٍ لإرساء هذا الأدب فقد ورد أيضاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: [ جاء بنو تميم إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بشاعرهم وخطيبهم فنادوا على الباب اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين قال فسمعهما رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فخرج إليهم وهو يقول إنما ذاكم الله الَّذي مدحه زين وشتمه شين... ] (النخشبي في تخريج الجنائيات 2:/1106 وقال:غريبٌ مرسلٌ).

تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته:
وذلك أمرٌ لازم كما كان في حياته الشريفة صلى الله عليه وسلم، عند ذكره وتلاوة حديثه والكلام عن سنته أو سماع اسمه أو سيرته أو عند معاملة آله أو عترته أو صحابته.

وذكر القاضي عياض في "الشفا" [أن أبا جعفر المنصور - أمير المؤمنين - ناظر مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فغن الله تعالى أدب به قوماً فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]، ومدح به قوماً فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3]، وذم به قوماً فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحجرات: 4]، وإن حرمته حياً كحرمته ميتاً، فاستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبد الله أأستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ولم تصرف عنه وجهك وخو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلتى لاله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء من الآية 64]] (القاضي عياض /الشفا ص 289 "سابق").

تعظيم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم:
وقد حافظ العلماء وأهل المحابر والمنابر على مقام سيدنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في تعاملهم مع سنته الشريفة حال الرواية أو الشرح والإفهام - وذلك أدبٌ عظيمٌ [قال مطرف: كان إذا أتى الناس مالكاً خرجت إليهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ: تريدون الحديث أو المسائل؟ فإن قالوا: المسائل خرج إليهم، وإن قالوا: الحديث دخل مغتسله، واغتسل، وتطيب، ولبس ثيابا جددا، ولبس ساجه، وتعمم، ووضع على رأسه رداء، وتلقى له منصة، فيخرج فيجلس عليها، وعليه الخشوع، ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وقال غيره: ولم يكن يجلس على تلك المنصة إلا إذا حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقيل لمالك في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدث به إلا عن طهارة متمكناً.

وكان يكره أن يحدث في الطريق، أو وهو قائم، أو مستعجل. وقال: أحب أن أفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم... وكان الأعمش إذا حدث، وهو على غير وضوء تيمم، وقال عبد الله بن المبارك: كنت عند مالك، وهو يحدثنا، فلدغته عقرب ست عشرة مرة، وهو يتغير لونه، ويصفر، ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من المجلس، وتفرق الناس عنه قلت له: يا أبا عبد الله، لقد رأيت اليوم منك عجبا. قال: نعم، لدغتني عقرب ست عشرة مرة، وأنا صابر في جميع ذلك، وإنما صبرت إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن عمرو بن ميمونٍ قال: اختلفت إلى ابن مسعودٍ رضي الله عنه سنة فما سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علاه كرب ويتحدر العرق من جبينه وينربد وجهه وقد تغرغرت عيناه وانتفخت أوداجه ](الشفا ص291"سابق" بانتقاءٍ).

والحال الغالبة على المتقين عند ذكر ختام الأنبياء وأمير المرسلين هو التوقير والخشوع والسكون في الحركة وبيان الإجلال والهيبة كأنه صلى الله عليه وسلم شاخصٌ أمام ناظر من ذُكِرَ عنده.

وفي الختام:
فقد تواترت إعلانات التكريم الإلهي لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم بميزان الشريعة الغراء لنقف منه على ضرورة استصحاب الأدب والتقدير الدائم لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي نال أعلى مراتب الوصل مع مولاه فهو حبيب الله وخليله، فعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أبرَأُ إلى كلِّ خليلٍ مِن خِلِّه ولو كُنْتُ متَّخِذًا خليلًا لاتَّخَذْتُ أبا بكرٍ خليلًا ولكِنْ وُدُّ إخاءٍ وإيمانٍ وإنَّ صاحبَكم خليلُ اللهِ" (صحيح ابن حبان 6855).

وهو الذي فاز بآيات التكريم من رب العالمين حتى في اختيار الأسماء له ولمن أحاط به في بيئته الكريمة فوالده عبد الله "عبوديةٌ لله" وأمه آمنة بنت وهب "أمنٌ وهبةٌ" وقابلته الشفاء والدة عبد الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه وحاضنته أم أيمن البركة "يمنٌ وبركةٌ" ومرضعته حليمة السعدية "حلمٌ وسعادةٌ واسمه "محمدٌ" ليحمده أهل الأرض كما حمده أهل السماء.

ألا فلنحمل أمانة الأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعاملنا مع سيرته وسنته وأن يكون ذكرنا له مصحوباً بقواعد الدين الصافية المحفوظةِ من دَخَلِ الغلاةِ والجفاةِ.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك ورسولك سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين وارزقنا مزيد حبه والتمسك بسنته إلى يوم لقياك يا أرحم الراحمين.
والحمد لله في المبدأ والمنتهى.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.49 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]