|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() معنى اسم الرفيق الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ: 1- أَنَّ اللهَ تعالى موصوفٌ بالرِّفقِ، وهو مِن صفاتِهِ، إمَّا صفةُ ذاتٍ أو صفةُ فعلٍ، وقد نقلَ إجماعَ الأُمَّةِ على ذلك الإمامُ أبو يَعلى الفرَّاءُ، وقال: "لأَنَّهم يقولون: يا رفيقُ ارفُقْ بنا في أحكامِك"[15]. 2- ورِفْقُه سبحانه وتعالى بعبادِه يَظهرُ في رأفتهِ ورحمتهِ بهم شرعًا وقَدَرًا، وهو ما لا يُحصَى ولا يُعدُّ[16]. 3- ومِنْ رفقِه سُبْحَانَهُ بعبادِه إمهالُه للعُصاةِ منهم لِيتُوبوا إليه، ولو شاءَ لَعاجَلَهم بالعقوبةِ، لكنَّه رفقَ بهم وتأنَّي، ليَحصُلَ لهم ما فيه سعادتُهم في الدُّنيا والآخرَةِ، فله الحمدُ حمدًا كثيرًا طيِّبًا كما يُحبُّ ويرضَى[17]. 4- وهو سبحانه وتعالى رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وأهلَهُ، ويُعطي عليه ما لا يُعطي على العُنفِ، قِيلَ: مِنَ الثَّوابِ، وقيل: يَتأتَّى معه مِنَ الأمورِ ما لا يَتَأَتَّى مع ضِدِّهِ[18]. وقد حَثَّ الرسولُ صلى الله عليه وسلم على استعمالهِ حتى مَعَ الأعداءِ أحيانًا، وقد بوَّبَ الإمامُ البخاري في صحيحِه: (بابُ الرِّفقِ في الأمرِ كلِّه)، وأَوردَ فيه حديثَ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: دَخَلَ رهطٌ مِن اليهودِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّامُ عليكم، قالتْ عائشة: فَفَهِمْتُها فقلتُ: وعليكم السَّامُ واللعنةُ، قالتْ: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَولم تسمعْ ما قالوا؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ"[19]. وعنها أيضًا رضي الله عنها، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الرِّفقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ"[20]. وعن جرير بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُحْرَمِ الرفقَ يُحْرمِ الخَيرَ"[21]. قال القرطبيُّ: فينبغي لكلِّ مسلمٍ أَنْ يكونَ رفيقًا في أمورِه، وجميعِ أحوالهِ، غيرَ عَجِلٍ فيها، فإِنَّ العَجَلَةَ مِنَ الشيطانِ، ولا تُفَارقُهُ الخيبةُ والخُسْرانُ، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبدِ القَيْسِ: "إنَّ فِيكَ لخَصْلَتَيْنِ يُحبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ"[22]. [1] أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 113). [2] أحمد في المسند (6/ 206) (25748)، وصححه الألباني من حديث أنس؛ انظر: صحيح الجامع (5654). [3] أخرجه أبو داود في كتاب الترجُّل، باب في الخِضاب (4/ 86) (4207)، وانظر: صحيح أبي داود (2/ 792) (3544)، والطبيب لم يدخل مع الأسماء الحسنى للتقييد الذي وَرَد بَعده، وهو قوله: "طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا" فحسن الاسم على ما قيِّد به. [4] لسان العرب (10/ 118)، وتهذيب اللغة (9/ 109)، وكتاب العين (5/ 149)، والمغْرب للمطرزي (1/ 339). [5] انظر في تفسير الاسم: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (1/ 556). [6] الترمذي في صِفة القيامة والرقائق والورَع (4/ 667) (2516)، وانظر: صحيح الجامع (7957). [7] مسلم في الحجِّ، باب يقول إذا ركب إلى سفر الحجِّ وغيره (2/ 978) (1342). [8] البخاري في الدَّعوات، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته (4/ 1613) (4173). [9] النهج الأسمى (3/ 8 - 13). [10] رواه مسلم في البِرِّ (4/ 2003 – 2004) مِن طريق عمرة بنت عبد الرحمن عنها. وله طريق أخرى مِن حديث عليِّ بن أبي طالب، وأنس، وأبي هريرة، وعبد الله بن مغفل رضي الله عنهم، انظرها في: إبطال التأويلات (2/ 467 – 468) للقاضي أبي يعلى بتحقيقنا (النجدي). [11] رواه البخاري في المغازي (8/ 136 – 138)، ومسلم (4/ 1722) بلفظ: "مع الرفيق الأعلى". قال الحافظ ابن حجر: "وزعَم بعضُ المغاربة أنه يحتمل أَنْ يُراد بالرفيق الأعلى الله عز وجل لأنه مِن أسمائِه" ثم ذكر حديثَ مسلمٍ السابقَ. قال: "والرفيق يحتمل أَنْ يكونَ صفةَ ذاتٍ كالحكيم، أو صفةَ فعلٍ"، قال: "ويحتمل أن يُرادَ به حضرةُ القُدسِ، ويحتمل أن يُرادَ به الجماعةُ المذكورون في آية النساء، ومعنى كونهم رفيقًا: تعاونُهم على طاعة الله، وارتفاقُ بعضهم ببعضٍ، وهذا الثالث هو المعتمدُ، وعليه اقتصر أكثرُ الشراحِ، وقد غلَّط الأزهريُّ القولَ الأولَ، ولا وجهَ لتغليطِه مِن الجهة التي غلَّطه بها وهو قوله: "مع الرفيق" أو "في الرفيق"، لأَنَّ تأويلَه على ما يليقُ بالله سائغٌ" اهـ. وفي اللسان (3/ 1696): "وقال شمرٌ في حديثِ عائشةَ: فوجدتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يثقلُ في حجري... قال أبو عدنان: قوله في الدعاء: "اللهم أَلحِقني بالرفيق الأعلى" سمعتُ أبا الفهد الباهلي يقول: إنه تبارك وتعالى رَفيقٌ وَفيق، فكأن معناه: أَلحِقني بالرفيق أي: بالله، يُقال: الله رفيق بعباده؛ مِن الرفق والرَّأفة، فهو فعيل بمعنى فاعل"، ثم ذكر قول أبي منصور الأزهري الذي أشار إليه الحافظ آنفًا. [12] الكتاب الأسنى (ورقة 429 أ، ب). [13] مسلم بشرح النووي (16/ 145-146)، وما قاله النووي هو الحقُّ الذي لا مِرْيَة فيه؛ فإن التفريقَ في الاحتجاجِ بالمتواترِ دون الآحادِ في العقيدةِ بدعةٌ اعتزاليةٌ لم يَعْرفْها سَلَفُ الأمَّةِ رضوان الله عليهم. [14] النونية بشرح أحمد بن عيسى (2/ 229). [15] إبطال التأويلات لأخبار الصفات (2/ 467). [16] انظر: مظاهر رحمته تعالى في: (الرحمن - الرحيم). [17] انظر الكلام على اسمه: (الحليم). [18] انظر: الفتح (10/ 449). [19] المصدر السابق، وانظر ما فيه مِن الفوائد الأخرى في: الاستئذان (11/ 43). [20] رواه مسلم في البِرِّ (4/ 2004). [21] المصدر السابق (4/ 2003). [22] رواه مسلم في الإيمان (1/ 49) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |