|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() صفات المنافقين د. باسم عامر وبعد.. قال الله تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) أخبر الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن خطر النفاق والمنافقين، فمن أخطر الأمراض التي تهدد الأمة مرض النفاق، فالمنافق ظاهره شيء، وباطنه شيء آخر، فيصعب بذلك التعامل معه، لذلك حذرنا الله تعالى منهم في آيات كثيرة، بل وصفهم بأنهم العدو، فقال تعالى: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) وقد جاء في القرآن الكريم ذكر أوصاف المنافقين، لكي نحذر منهم، ونحذر ممن يتصف بصفاتهم، فبين الله جل وعلا مَن هم المنافقون، في آيات وسور كثيرة، بل قال ابن القيم: كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم، أي في المنافقين عباد الله، من صفات المنافقين أنهم يظنون هزيمة المؤمنين وانحسار هذا الدين، فهم يظنون أن الله تعالى لن ينصر رسوله والمؤمنين، وأن هذا الدين لن يظهر ولن ينتصر، بل يتراجع وينحسر، قال تعالى: (بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا)، هكذا يظنون دائمًا بالمؤمنين، خصوصاً عندما تقوى شوكة أهل الباطل، وتترجح كفتهم، لكن الله تعالى خيَّب ظنهم، وبين أن دين الله ظاهر ومنصور ولو بعد حين، فقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ومن صفات المنافقين السخرية بالمؤمنين، والاستهزاء بالدين، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ)، فيصفون المؤمنين بالسفه لإيمانهم بالله ورسوله، ويستهزؤون بدينهم وشعائرهم، ولا يتركون مجلسًا أو مناسبة إلا وتكلموا فيه بألسنتهم وكتبوا بأقلامهم، مستهزئين بالمؤمنين، وبأحكام هذا الدين، قال تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) ومن صفاتهم: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، قال جل وعلا: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، فأقوال المنافقين وأفعالهم ضد كل خير، ومع كل شر، فنجدهم يسخِّرون حياتهم لكي يحاربوا المعروف، وينشروا المنكر، ولا نجد بابًا من أبواب الخير إلا سعوا في صد الناس عنه وتنفيرهم منه، قال تعالى عنهم: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ)، وقال تعالى عنهم عندما أرادوا صد المؤمنين عن الجهاد مع رسول الله: (وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) ومن صفاتهم: أنهم يظهرون الإصلاح مع فسادِهم، فالمنافقون ليسوا بأهل للإصلاح، لأنهم يسْعَون في إفساد أخْلاق النَّاس بدعوتِهم للانْحِلال والإباحية والرذيلة، بدعْوى التحرُّر والتقدم وغير ذلك من الشعارات، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ) عباد الله، هذه بعض صفات المنافقين التي ذكرها الله جل وعلا في القرآن الكريم، والحديث عنهم يطول، وصفاتهم وأوصافهم أكثر من ذلك بكثير، يكفي أننا أشرنا إلى بعضها، وحذرنا من هذه الفئة وشرها، فلا يخلو زمان إلا ونجد هؤلاء ينخرون في الإسلام، ويطعنون فيه، ويشككون في ثوابته، وينفرون الناس منه أقول قولي هذا... الخطبة الثانية وبعد: من أعظم ما يعين على التخلص من هذا الداء، داء النفاق، الإخلاص لله جل وعلا، ومجاهدة النفس على ذلك، فالمخلص أبعد الناس عن النفاق، وأكثر الناس خوفاً من النفاق، فهو يرجو رحمة الله ويخاف عذابه فلا بد للمؤمن أن يجاهد قلبه، لكي يكون من المخلصين، فالنفاق لا يجد له مكاناً في قلوب المخلصين ومما يعين كذلك على التخلص من النفاق، الدعاء، دعاء الله تعالى أن يطهر القلب من النفاق، وأن يبعد عنه هذا الداء، فالمؤمن إذا دعا الله تعالى والتجأ إليه وسأله أن يجنبه النفاق، كان حرياً أن يجيب الله دعوته، وأن يبعد عنه هذا المرض الخطير ومن أسباب التخلص منه كذلك، معرفة ما أعد الله عز وجل للمنافقين من العذاب الأليم والنكال العظيم، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}. هذا وصلوا على الحبيب.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين... اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت... اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح، اللهم يا مقلب القلوب، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة... عباد الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |