|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() برنامج دروس رمضان المبارك مرشد الحيالي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن شهر رمضان المبارك الكريم فرصة جيدة للواعظ في أن يوطد علاقته بالمدعوين، ويستثمر وجوده المؤثر في المسجد، ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، ويكون له الدور الأمثل في انتشال المسلمين، وخاصة الجدد، مما هم فيه من قيود المعصية، وأغلال الرذيلة؛ ليصبحوا - بحسن دعوته، وطيب كلامه، وجميل خُلقه - أداة صالحة في خدمة الفرد والمجتمع، وتحسن علاقتهم بالآخرين؛ ولذا لا بد للواعظ أن يكون له برنامج في الدعوة يتدرج بالمدعوين، ويرتقي بهم نحو محبة الطاعة، والبُعد عن أسباب المعصية، وهذا درس بعنوان: (الاستعداد لشهر رمضان)، يمكن للواعظ أن ينسج على منواله، أو يسلك على مثاله، ويؤلف على شكله، وينبغي قبل ذلك ملاحظة ما يلي في دروس رمضان المبارك: 1 - أن يراعي فيها بساطة الأسلوب، وسهولة العبارة، وجمال العرض، وقوة الحجة. 2 - الاعتماد على النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، والاعتماد على ما صح من الأحاديث الشريفة، والراجح من أقوال أهل العلم في مسائل أحكام الصيام، وخاصة ما لا يضر الصائمَ فعلُه مثلاً. 3 - أن تكون الدروس تتعلق بالشهر الفضيل؛ ليتعلق قلب المسلم بالعمل الصالح، ويحبه، وليتحلى بجميل الصفات، وكريم الأخلاق، وأن يراعي فيها الواعظ التدرج والارتقاء بالمدعوين، كما سبق بيانه، فيبدأ في العشر الأول ببيان مزايا وخصائص الشهر الفضيل، وفضل الدعاء والذِّكر وتلاوة القرآن، وبيان مسائل في أحكام الصيام دون الدخول في الفروع والاختلاف، وفي العشر الوسطى يتم الحديثُ عن الفضائل والآداب، والحث على التحلي بها، والترهيب من أضدادها، وبيان منزلة حفظ اللسان والجوارح، وثمار التقوى، وفي العشر الأواخر بيان فضل القيام، والأعمال التي تدخل الجنة، ومنزلة التوبة، والتطرق إلى زكاة الفطر وآداب العيد. 4 - أن يذكر في نهاية كل درس ما خلص إليه من فوائد وفرائد؛ لتعلق في ذهن المستمع. 5 - يستحسن أن تكون دروس رمضان بعد صلاة العصر، وأن تكون الموعظة قصيرة لا تتجاوز في المقدار الزمني 10 دقائق، إلا إذا دعت الحاجة، واقتضت الضرورة، ولْيَبتعد عن رفع الصوت في الدرس؛ فإن ذلك مكانه الخطبة، وكذا ترتيل الآيات كهيئة التجويد؛ فمكانه الصلاة. نموذج درس: (الاستعداد لشهر رمضان المبارك): الحمد لله الذي منَّ علينا بقدوم رمضان، وجعلنا من أهل الدِّين والإيمان، والصلاة والسلام على المبعوث بالرحمة للإنس والجان، وعلى آله وصحبه والتابعين، أهل البِر والإحسان، وبعد: فيقول سبحانه في كتابه الكريم: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى في محكم التنزيل: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]. عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حُرم)). وإن رمضان موسم من مواسم الطاعة والخيرات، بدءًا بنزول القرآن الكريم فيه على النبي المختار عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فرض الله صيامه على جميع المكلفين، إلا من قام فيه مانع شرعي من مرض أو سفر، فيجوز له الإفطار وقضاء ما أفطر، ونحوه. وقد خص الله هذا الشهر الكريم بنزول القرآن على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان:3]، ومن خصائص الشهر الكريم أن الله جعله سببًا للمغفرة والرضوان، وأضافه إلى نفسه العلية إضافةَ تكريم وتشريف فقال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّةٌ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ، والذي نفس محمدٍ بيده، لَخُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)). وفي رمضان تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، إيذانًا باستقبال التائبين الطائعين، ودخولهم من أوسع أبواب التوبة؛ ففي الحديث: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها بابٌ، وينادي منادٍ: يا باغي الخير، أقبِلْ، ويا باغي الشر، أقصِرْ، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلةٍ)). فحري بنا - أيها الإخوة - أن نغتم تلك الفرصة الثمينة في قيام ليله وصيام نهاره، والتقرب إلى الله بالطاعات، وكف جوارح الجسد عن المحرمات؛ لنسعد بجنة عرضها الأرض والسموات. الفوائد (المستفاد من الدرس): • الاستعداد لرمضان يكون بالعبادة والطاعة، والعمل الصالح، وكل عمل صالح مبرور. • في رمضان تفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وللصائمين جزاء عظيم بدخول الجنة من باب الريان. اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان، وتوفَّنا على الإيمان والإحسان، وصلى الله على نبيه محمد وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |