خطبة في الرضا بالقدر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 581 - عددالزوار : 304611 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 37662 )           »          هل الخلافة وسيلة أم غاية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من مائدة السيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1511 )           »          من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 466 - عددالزوار : 141362 )           »          كثرة أسماء القرآن وأوصافه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2021, 03:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,113
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة في الرضا بالقدر

خطبة في الرضا بالقدر

سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكفى بالله وليًّا ونصيرًا.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله إلى جميع الثقلين بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

اللهم صلِّ وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله فقد فاز المتقون، واعتمدوا على ربكم في كل ما به تتصرفون، واعلموا أن كل شيء بقضاءٍ قدره مَن يقول للشيء كن فيكون.

ألا وإن الاعتقاد في القضاء والقدر أحد أصول الإيمان، وبتحقيقه يتحقق للعبد الربح، ويَسلَم من الخُسران، فإن هذا الاعتقاد إذا وقَر في القلوب نشِط العاملون في أعمالهم، ورقَّاهم إلى مدارج الكمال في كل أحوالهم.


فمَن آمَن حقَّ الإيمان بالله، وعَلِمَ أن كل شيء بقدره وقضائه، ثبت الله قلبه للرضا والتسليم وهداه، ومن استعان بالله معتمدًا بقلبه عليه أعانه، ومن لجأ إليه واحتمى بحماه، حماه وعصمه وصانه، ومن تحمَّل في سبيله الأثقال والمشاق، سهلها عليه وهوَّنها، ومن قصد نحوه صادقًا، كفاه كلَّ مؤنة، وزيَّن في قلبه مسالك الخير وحسَّنها.

كيف يرهب الخلق في رضا الخالق مَن يعلم أن الأجل محتوم؟ وكيف يخشى الفقر فيما ينفق من ماله في الخير من تيقَّن أن الرزق مقسوم؟ كيف لا يطمئن إلى كفاية الله ورِزقه مَن يعلم أن الله تكفل بأرزاق الخليقة؟

كيف لا يثق بوعد مَن قال: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾[سبأ: 39] وهو الذي بيده خزائن الملك على الحقيقة، كيف يتسخط العبد المصائب والمكاره والله هو الذي قدرها؟

كيف لا يحتسب له ثوابها ويرجو ذخرَها مَن يعلم أن الله هو الذي أجراها ودبَّرها! ألا وإن الإيمان بقضاء الله وقدره يوجب الطمأنينة إلى الله في كل الحالات، ويُسهل على العبد اقتحام الصعاب والأهوال الملمات.

قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسـأل الله، وإذا استعنت فاستعنْ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ، لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفَّت الصحف، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)[1].

﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[التغابن: 11].
بارَك الله لي ولكم فيالقرآن العظيم.
"الفواكه الشهية في الخطب المنبرية"




[1] الترمذي/ صفة القيامة والرقائق والورع (2516)، أحمد (1/308).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]