خطبة: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 45 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1194 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل البطاطس المحشية باللحمة المفرومة.. سهلة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          4 خطوات لتنفيذ المكياج التركى موضة 2025.. هتبقى شبه "توركان سوراى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          طريقة عمل كيك الحرنكش.. مشبعة وطعمها حلو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نباتات وزهور يمكن وضعها في مطبخك للتخلص من الروائح المزعجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          لو خلص ومش عارفة تعملى إيه.. 6 خطوات لعمل الفاونديشن في البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          6 نصائح لحماية الطفل من الاعتداء البدنى والتحرش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-05-2022, 09:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}

خطبة: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}
د. عبدالعزيز حمود التويجري

الخطبة الأولى
الحمد لله ذي العزة والجلال، غافر الذنب وقابل التوب شديد المحال، وأشهد أن لا إله إلا الله أولًا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20].

لقد أكمل الله لنا الدين، وأتم علينا النعمة: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، قال الإمام البخاري رحمه الله: "فإذا ترك شيئًا من الكمال فهو ناقص".

رمضان رسخ في أذهاننا أن الإسلام ليس مقصورًا على المسجد والسجادة، بل هو مهيمن على العمل والسوق والسياحة:
ولواء الإسلام في كل أرض
خافق يحمي به الخافقان


ما أجمل تورع المسلم وهو يسأل عن قطرة العين في الصيام! لكن الأجمل أن تحفظ هذه العين عن النظر إلى ما حرم الله، وما أبهى وجه المرأة وهو ينهمر بكاءً في القنوت! لكن الأبهى أن يكسوه الحياء بعد الصلاة، ويحفظ ويستر في الأسواق والمتنزهات.

لا يصح من مسلم أو مسلمة أن يكون في المسجد عبدًا لله وفي خارجه عبدًا لشهواته وهواه: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].

مشرع الإسلام الذي قال: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2] هو الشرع القائل: ((من غشنا فليس منا))، والقائل: ﴿ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي ﴾ [آل عمران: 43] هو القائل: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].

إن الفصل بين العبادة وبين شؤون الحياة هو هدف أعداء الدين، فهم ينشدون جيلًا يصلي في المسجد، ولا يجد حرجًا في الفواحش، جيلًا يصوم عن الطعام والشراب، لكنه لا يتورع عن الفسوق والعصيان، جيلًا يصلي ويصوم ويتقبل الربا والتبرج والاختلاط.

إنها سياسة سنها قوم شعيب؛ حينما قالوا له: ﴿ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ﴾ [هود: 87]، فهم يستنكرون أثر الصلاة في سلوكهم واقتصادهم ومعاملاتهم، وهو منطق دعاة الشهوات اليوم الذين يتساءلون في استنكار: ما للإسلام وسلوكنا الشخصي؟ ما للإسلام والعري؟ ما للإسلام وزي المرأة في الطريق؟ ما للإسلام وتناول كأس الخمر لإصلاح المزاج؟ ما للإسلام والقوامة؟ ما للدين وشؤون الأسرة؟

نتيجته حين ترى من يتحرج من الغرغرة في صيامه، ولا يبالي أن يلوك أعراض المسلمين بلسانه.

نتيجته حينما ترى المرأة قانتة في مسجدها، خاشعة في سجادتها، وإذا خرجت تبرجت، واختلطت بالرجال.

قوة الإيمان وصلاح الدين حصن من المزالق، وأمان من النكبات، وحرز من المهالك، وقوة في النائبات.

يُفترَى على الشريعة الغراء، ويُتَّهم حملتها، ويتقول على الله بلا علم؛ لأن متقولها لم يقتطع من وقته لسماع الحق الناصع بلا تشويش، ولم يدرك سر التشريع برضًا وتسليم.
إن لم يكن للعلم دين يقوده
تحرف عن مهج الهدى وتنكبا
إن لم يكن للمرء دين مسيطر
عليه تعدى طوره وترببا


﴿ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [الجاثية: 9].

أخذ الدين بقوة هو قبول لكل أوامره ونواهيه، وأحكامه وتشريعاته بانقياد تام، واستسلام كامل، من غير تردد ولا توقف، ولا تخبط ولا انتقاء: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208]، فمن لزم هذا الصراط ألبسه الله تاج العز، وأقامه مقام القوة، وأمده بالعون والتمكين.

وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات؛ فاستغفروه؛ إن ربنا لغفور شكور.

الخطبة الثانية
الحمد لله أحاط بكل شيء علمًا، وجعل لكل شيء قدرًا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فالصبر على الطاعات، والمجاهدة في الثبات عند التنازلات، واليقين بنصرة الحق وقت الشدائد والأزمات رمز البقاء، وبشرى بورد الحوض مع المصطفى؛ دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار؛ فقال لهم: ((إنكم ستلقون بعدي أثرةً شديدةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض))؛ [متفق عليه].
الحق أبلج والمنجاة عن كثب
والأمر لله والعقبى لمن صلحا
يا ويح نفس توانت عن مراشدها
وطرفها في عنان الغي قد جمحا
ترجو الخلاص ولم تنهج مسالكها
من باع رشدًا بغيٍّ قلما ربحا


من أراد محبة الله فليلزم فرائضه، ومن أراد قربه فليلذ بجنابه، ولا يضعف عن دعائه، منافذ القربات عديدة؛ ((فاستقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن... الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)).

هذه مقومات النجاح لمن أرادها، وبراهين الفوز لمن تمسك بها؛ ((فمن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)).

بلغنا الله وإياكم منازل الأبرار، بجوار النبي المختار، ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55].

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.13 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]