نبوغ الشاعر الإلكتروني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334003 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-09-2022, 10:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي نبوغ الشاعر الإلكتروني

نبوغ الشاعر الإلكتروني


حسن الطويل









كيف كان يَنبُغُ الشاعر قديمًا؟

تُحدِّثنا كتبُ النقد وتاريخ الأدب القديمة عن ولادة الشاعر؛ فمِن هذه الكتب ما تَتبَّع أخبارَ الكَدِّ الذي يكدُّه الشُّعراء في سبيل تأهيل مَلَكة القول الشعري لديهم بالاستعانة بمَن سَبَقَهم إلى مِضْمار المعاني المخيَّلة.



وخير ما يعكِسُ صورة هذا الكَدِّ قصةُ ذلك الشاعر المبتدئ، الذي التمس ممن وثقَ في سَبْقه الشعري المشفوع بالإجادة أن يدُلَّه على "خارطة طريق"، تؤدِّي مَسالكُها الآمنة إلى التتويج في "مملكة الشعراء"، فاقترح عليه الشاعر الشيخُ أن يَحفَظَ ألفَ بيت من الشعر أولاً، ثُم يَعمِدَ إلى نسيانِ ما حَفظه ثانيًا، ثُم يُحاول قول الشعر ثالثًا.



هذه قصةٌ مشهورة تعكس ظاهرةً ثقافيَّة عربية قديمة؛ هي "صناعة الشاعر"، يمكن أن تضاف إليها على سبيل التكثيف مصطلحاتُ: الدُّربة، المران، الرياضة... وكلها مصطلحات تُلمِع إلى التجريب والجهد اللَّذَينِ صاحَبا وِلاداتٍ شعريَّةً شاقة.



وقد رُوي عن أحد الشعراء أنه رفضَ إقصاءَ بعض الأبيات الضعيفة من مدوَّنته الشعرية؛ لأنه لا يَقوى على قتل أحدِ أبنائه! فالأمر إذَن يتعلَّق بولادة تورِث لدى الشاعر ما يشبه غريزة الأمومة.



ولأن الشاعرَ ظاهرة ككل الظواهر التي تأبى الخضوعَ كليًّا لسيطرة الإدراك، تحدِّثنا كتب النقد وتاريخِ الأدب القديمةُ نفسُها عن شعراء أوجدَتهم الصدفةُ، أو كان نبوغُهم شبيهًا بظهور الرسل والأنبياء في أقوامهم؛ تدبيرًا من عزيز حكيم.



ففي الثقافة الجاهليَّة - تحديدًا - كثيرًا ما استقبلت قبيلة من القبائل صباحَها بخبَر نبوغِ شاعرٍ فيها، فيَشرعُ رجالُها ونساؤها في التحضير للاحتفالات الباذخة، وتأتي القبائل الأخرى؛ لتقديم واجب التهنئة.



مثلُ هذا الظهور المفاجئ للشاعر يفسِّره النُّقاد العرب القُدامى بمعجم أسطوري، نجد فيه: الإلهام، شيطان الشعر، وادي عبقر، الوحي الشعري...



غير أن الشاعرَيْن - المصنوع والملهَم معًا - ينتشران بالرواية لا غير، يُقْبِلُ عليهما الرُّواة - وهم رجالٌ عارفون بالشعر - مأسورون يُريدون تدوينَ أشعارهم الجميلة في أفُقِ تمكين عامة الناس منها.



هذا عن الشاعر العربي القديم، فماذا يمكننا أن نقول عن نبوغ الشاعر وانتشاره في لحظتنا الإبداعية الراهنة؟ قد يسهلُ الحسم في أمر الانتشار؛ لأن مَواقع التواصل الاجتماعيِّ الإلكترونيةَ هي الملجأ الأول للشعراء الناشئين، وفي أَرْوَقتها يُحاط ما يكتبونه من شعرٍ بالإعجاب والإشادة.



والشاعر الآن هو من يدعم القدرةَ على الكتابة بقدرةٍ على استقطاب الناس إليه إلكترونيًّا، إنه مَن يكتب الشعر فتنهال عليه "إعجابات" يمكن قياسُها بدقة الإحصاء، ويَتلقَّى التعليقات الكثيرة، فلا يغادر صفحتَه الاجتماعية يَشكر المهنِّئين على أرواحهم الجميلة، ويتأمل الكلماتِ النقديةَ، مُشيدًا بعمقها وذكائها.



هكذا ينتشر الشاعر الآن، ويصل إلى المشاركة في الملتقَيات، ثم يحصل على الجوائز، أو هكذا يَصنع نبوغَه في وضعيَّات التواصل الاجتماعي الإلكترونية.



وما يستحق التساؤل هنا هو تحوُّلُ مواقع التواصل الاجتماعي من أداةِ تواصل إلى أرض خصبة يَنبت فيها الشعر؛ فمواقعُ التواصل هذه تقومُ في الأصل بتسريع الفعل في الزمن؛ أي: توفِّر لمرتاديها فرصةً لمواكبة الحياة مواكَبةً تواصلية مكثَّفة، كما تسمح بإحداث مجموعات تواصلية، تضمُّ أفرادًا متباعدين مَكانيًّا... باختصار شديد: التواصلُ في الإنترنت مقاومة لزمنٍ يضيق بأفعال الناس، وتباعد الأفراد عن بعضهم البعض.



أما الشعر فبالرُّجوع إلى ما قيل عن تلقِّيه خاصة، سنقرأ كلامًا عن التأني ووجوب التأمل؛ فقارئ الشعر يغوصُ في المعاني ويمارس التأويل، وينتقل من صورة المعنى إلى معنى المعنى، ويفهم الرموز والإشارات، ومختلِفَ أشكال الإيحاء ضمن طبقات من المعاني.




إن الشعر بهذه الصورة - التي تؤكِّدها كثيرٌ من الشعريات عبر التاريخ - يقيم علاقة خاصة مع الزمن، أساسُها إبطاء الفعل وإيغاله في العمق، والمقصودُ هنا بالفعل فعلُ القراءة الجمالي.



وبعبارة أخرى: قراءةُ الشعر وقفةٌ في الزمن، تتأمَّل وجودًا مثقلاً بالأفعال والمواقف، والعواطف والصراعات، وتحاول التفاعل مع الإحساس بالغموض وهباء المعنى، ووجود الإنسان الإشكالي عامة.



فهل ينبغُ الشاعر الإلكترونيُّ في زمن غيرِ زمن الشعر؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]