|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ (13) صلاح عباس فقير فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ (13) الكتاب: التَّفسير اللُّغويُّ للقرآن الكريم. المؤلف: د. مساعد بن سليمان بن ناصر الطَّيَّار. الناشر: دار ابن الجوزيِّ، 1422، ط 1. المصدران الرّابع والخامس من مصادر التّفسير اللُّغويّ مقدّمة: في الحلقات الماضية، تعرّفنا على ثلاثةٍ من (مصادر التّفسير اللّغويّ)، ألا وهي: كتب التّفسير، وكتب معاني القرآن، وكتب غريب القرآن، وفي هذه الحلقة سنتعرّف بإذن الله على المصدرين الرّابع والخامس، وهما على التوالي: كتبُ المعاجم اللّغويّة، و"كتب أخرى لها علاقة بالتفسير اللّغويّ". أولاً: كتب المعاجم اللغوية: مقدّمة عامّة في التعريف بالمعاجم اللّغويّة: يذكر الدكتور مساعد، أنّ المعاجم اللُّغويّة قسمان: "الأوّل: كتب اعتمدت على الموضوعات اللّغويّة، أي جمع الألفاظ اللّغويّة التي تتعلّق بموضوع واحد، ... ككتاب الأضداد، ... وكتاب الأنواء.. الثّاني: كتب اعتمدت على الحروف الهجائية، في ترتيب أبوابها... وهذا القسم هو الّذي ستكون الدراسة فيه، لأنه أكثر تعرّضاً لألفاظ القرآن من سابقه..." (ص388). قال: "وسأتحدث في هذا الشأن عن ثلاثة كتبٍ، من كتب المعاجم التي سارت في ترتيبها على الحروف". أولاً: كتاب العين: يذكر الدكتور مساعد، أنّ بعض العلماء قد شكّكوا في نسبة هذا الكتاب إلى الخليل بن أحمد، من رواية تلميذه اللّيث بن المظفر، ثمّ قال: "وبتصفّح الكتاب، ظهر لي ما يأتي: 1- أنّ فيه إبداعاً يُناسب عقل الخليل بن أحمد. (ص390) 2- أنّ الليث قد أدخل عليه تعليقات وسماعاتٍ سمعها من الأعراب، ... 3- أنّ هناك تعليقات أُدخلت على نصّ كتاب العين من غير اللّيث، ... ولهذا نجد في كتاب العين أسماء أشخاصٍ كانوا بعد الخليل بزمنٍ... ويبدو –والله أعلم- أنّ أصل الكتاب للخليل بن أحمد، وأنّ عليه زيادات" (ص391). ويتعجب الدكتور من "ناقدي كتاب العين، من معاصريه ومَن بعدهم، لم يُشيروا إلى إمامة كتاب العين في التَّصنيف على حروف المعجم، ..." ثم يقول: "ولما كان كتاب العين، معجماً يسير على الحروف، فإنّ منهجه في التفسير، له شبهٌ بكتب غريب القرآن، التي تذكر اللّفظ القرآنيّ، ثمّ تبيّن معناه". من صور تفسير ألفاظ القرآن في كتاب العين: "أولاً: بيان معنى اللفظة القرآنية، دون ذكر شاهدٍ عليها:" (ص392) ثانياً: الاستشهاد بالشِّعر على معنى اللّفظة القرآنيّة: ثالثاً: تفسير ألفاظٍ قرآنيّةٍ دون ذكر الآية: رابعاً: توجيه القراءات" (ص396). ثانياً: كتاب جمهرة اللّغة: "ألّف أبو بكر محمد بن الحسن بن دُريد كتابه، إملاءً... ومع تأخر زمنه فإنك لا تكاد تجد في كتابه نقلاً عن عالم لغة كوفيٍّ، ...، وقد يكون إهماله النقل عنهم سبباً من أسباب نقد معاصره نفطويه الكوفيّ وتلميذه الأزهريّ، قال الأزهريّ: "وممّن ألف في عصرنا، ووُسم بافتعال العربية (ص397) وتوليد الألفاظ التي ليس لها أصول، وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامهم: أبو بكر محمد بن الحسن دريد الأزدي... وتصفحت كتاب الجمهرة له، فلم أره دالاً على معرفةٍ ثاقبة، ..." وعلّق الدكتور في الهامش قائلاً: "وهذا الكلام فيه تحامل على ابن دُريد، وقد يكون الأزهريّ متأثرا بنقد شيخه نفطويه الكوفي، ونفطويه من أقران ابن دريد البصريّ" (ص398). ولا يختلف ابن دريد عن الخليل، من حيث صور التفسير في كتابه، ولك يقول الدكتور: "لقد برزت لي أثناء قراءة كتاب جمهرة اللغة ظاهرة تحرّز ابن دُريد في التّفسير، بل في نقل اللّغة كذلك"، فكان يُنهي نقله أو كلامه بعبارة: "والله أعلم بكتابه"، ويُكثِرُ من نسبة التفسير إلى غيره، ويتوقّف في أحيانٍ أخرى عن الإدلاء بشيءٍ! ثم يقول الدكتور مساعد: "ولا يخفى على من يقرأ كتب ابن دريد، ما كان لأبي حاتم (ص407) السجستاني من منزلةٍ وأثرٍ عليه، وقد كان مُكثراً من النقل عنه، والاعتماد عليه، وجائز أن يكون تأثّر به في هذا التورع في التفسير والله أعلم" (ص408). ثالثاً: كتاب تهذيب اللُّغة: "ألّف أبو منصور محمد بن أحمد الأزهريّ كتابه ... بعد بلوغه سبعين سنةً، كما يُفهم من قوله: "وكنت منذ تعاطيتُ هذا الفنّ في حداثتي، إلى أن بلغت السبعين، مولعاً بالبحث عن المعاني والاستقصاء فيها، وأخذها من مظانّها، وإحكام الكُتب التي تأتّى لي سماعها من أهل الثّبت والأمانة" قال: "وممّا يتميّز به هذا الكتاب عن كتاب العين وكتاب جمهرة اللّغة، ما يأتي: 1- كثرة موادّه اللغوية وكثرة مراجعه... 2- أنّه أوسع ممن تقدّمه في عرض التّفسير... (ص410). قال: "وقد ظهر في كتابه، وهو معجم لغويّ في مفردات الألفاظ، ظهر اهتمامُه بالمعاني، فتراه يشرح الآية متعدّياً بذلك دلالة اللّفظ" (ص414). أمّا صور التفسير اللفظيِّ في كتابه، فقد جاءت على النحو التالي: 1- تفسير الألفاظ مع ذكر الشاهد. ...(ص416) 2- تفسير الألفاظ بدون ذكر الشاهد. ...(ص417) 3- توجيه القراءات... (ص419) أثر المعتقد في التفسير اللّغوي في كتاب تهذيب اللّغة: يقول في خلاصة كلامه تحت هذا العنوان: "وهذه الأمثلة وغيرها مما لم أنقله، تبيّن صحة معتقد الأزهريّ، وأنه كان على منهج السّلف، لذا لم تظهر عنده تلك الانحرافات التي تعتمد على سعة اللّغة، لإثبات صحّتها، والله الموفق." (ص429). ثانياً: كتب أخرى لها علاقة بالتّفسير اللُّغويّ: يذكر الدكتور الباحث أنّ العلوم الإسلاميّة، علوم مترابطة في البحث، يقول: "ولما كان الأمر كذلك، فإنك ستجد بعض الكتب، وإن كانت في الظاهر لا تمُتُّ إلى علم اللّغة العربيّة بصلةٍ واضحةٍ، ستجدها تتعرّض لمسائل في علم اللغة، ... سأذكر مثالاً لهذا الأمر، وهو كتاب "السيرة النبويّة" لابن هشام، وقد لاحظت فيه اهتمام مؤلفه بتفسير ألفاظ الآياتِ التي يوردها، وبذكر الشواهد(ص432) الشعرية لها، وقد أحصيتُ له أكثر من مائة مفردةٍ قرآنية، قام ببيان معناها، واستشهد لكثيرٍ منها بأشعار العرب" (ص433)، مستفيداً في ذلك من شيوخه البصريّين في اللّغة، وخاصّةً أبو عبيدة معمر بن المثنَّى. أما الكتب التي كُتبت في علومٍ أخرى، ولها علاقة بالتفسير، فهي: كتب غريب الحديث، كتب الاحتجاج بالقراءات، كتب شروح دواوين الشعر، كتب الأدب، قال: "وسأذكر أمثلةً من كتب هذه العلوم: أولاً: كتب غريب الحديث: قال: "وقد طُبع في هذا العلم، كتابُ أبي عبيد القاسم بن سلام، وكتاب ابن قتيبة، وكتاب إبراهيم الحربيّ، وكتاب الخطّابي، وغيرها." (ص435). ثانياً: كتب الاحتجاج للقراءات: "الاحتجاج للقراءة: تخريج ما جاء في القرآن، وبيان وجهه في كلام العرب، وقد يكون بيانَ طريقة أداء، أو تصريفِ كلمةٍ، أو إعرابٍ، أو بيان معنىً. والّذي يخص التفسير اللغويّ من علم الاحتجاج للقراءة، ما يتعلق ببيان المعنى، ويقع ذلك –في الغالب- حينما يرد في الآية قراءتان مختلفتان في النطق، ويكون لكلّ واحدةٍ منهما معنىً يخالف معنى القراءة الأخرى" (ص441). ثالثاً: شرح دواوين الشعر: قال: "لأنّ الشارح يعمد إلى ألفاظ شعر الشاعر، ويبين معانيها، ولو جمعت شروح هذه الألفاظ؛ لكوَّنت معجماً يُرادف المعاجم الموجودة". رابعاً: كتب الأدب: "تشتمل كتب الأدب، على عدة مصنفات، ككتب الأمالي، وكتب مجالس العلماء، وغيرها، وقد قمت بقراءة بعضٍ منها، ... ككتاب البيان والتبيين، .. والكامل في الأدب...، ومجالس ثعلب، والزاهر في معاني كلمات النّاس، لابن الأنباريّ، وأمالي أبي علي القالي، وغيرها" (ص448). بهذا نصل إلى ختام الكلام عن مصادر التفسير اللّغويّ، وفي الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، نتناول الباب الثَّالث والأخير من أبواب هذا الكتاب، ألا وهو "آثار التفسير اللّغوي وقواعده".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |