وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مدرسة رمضان ووحدة التوجه إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 2144 )           »          رمضان صفحة جديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          دستور النقد وتقويم الأفكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حتمية السنة النبوية وضمان استمرارها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 112 )           »          الحافظ ابن كثير الدمشقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من فضل الله ولطفه بعباده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          معارك حاسمة في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف تجعل من رمضان نقطة إنطلاق للتغيير وإلى الأبد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          العِبادة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 07-03-2023, 10:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(21)


العمرة في رمضان
الوقفة الحادية والعشرون: العمرة وفضلها.

العمرة كفارة

والعمرة كفارة، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة}.
فنص عليه الصلاة والسلام على أن العمرة كفارة لما قبلها من الذنوب، حتى العمرة الأخرى التي تليها، وهذا عام في كل عمرة سواء أكانت في رمضان أم في غيره.
العمرة في رمضان


أما العمرة في رمضان فلها شأن آخر، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـأم سنان -وهي امرأة من الأنصار لقيها النبي صلى الله عليه وسلم بعد حجة الوداع- فقال لها: {يا أم سنان، ما منعك أن تحجي معنا؟ قالت: يا رسول الله! أبو سنان -زوجها- له ناضحان -بعيران- حج على أحدهما والآخر نستقي عليه. -فاعتذرت من عدم حجها مع النبي صلى الله عليه وسلم، بعدم وجود الراحلة التي تقلها إلى بيت الله الحرام- فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا كان رمضان فاعتمري، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة. أو قال حجةً معي}.
وفي هذا من الفضل ما فيه، فإن ظاهر النص يدل على أن من اعتمر في رمضان يبتغي ما عند الله، كأنما حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقف معه بـعرفة، وبات معه بـمزدلفة، وأفاض معه إلى منى، وطاف وسعى معه، وهذا فضل عظيم لا يقدر قدره إلا الله جل وعلا.
ملاحظات في موضوع العمرة في رمضان
يلاحظ على سلوك الناس في موضوع العمرة في رمضان ملاحظ عديدة، منها:


الأولى: أن بعض الناس -خاصة من الموظفين- يأخذون ما يسمى بالإجازة الاضطرارية للذهاب إلى مكة، وهذا لا يجوز، فإن الإجازة الاضطرارية -في حسب أنظمة الموظفين- إنما تمنح للموظف في حالة اضطرار، مثل حالة وفاة لقريب، أو ما أشبه ذلك، أما أن يأخذها في أمر ليس بضرورة، مثل أن يأخذها ليعتمر فهذا ظاهره أنه محرم.
الملاحظة الثانية: أن كثيراً من الناس يسافرون بنساء دون محارم، فقد تسافر المرأة مع غير ذي محرم، ومما عمت به البلوى في هذا الزمن خاصة: أن كثيراً من الأسر يسافرون بخادمات عندهم وهن بدون محرم، فالخادمة جاءت من بلدها من أقصى الدنيا بدون محرم، وتسافر -أيضاً- إلى بيت الله الحرام، بدون محرم وهذا لا يجوز.
ولذلك قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: باب حج النساء ثم ساق فيه حديث ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها أحد إلا ومعها ذو محرم}.
فكل شيء يسمى سفر لا يجوز للمرأة أن تركبه إلا مع ذي محرم، هذا في الحالات العادية.
وقال رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إن امرأتي انطلقت حاجةً، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا -أي سفَّر زوجته للحج بدون محرم وذهب للجهاد- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {انطلق فحج مع امرأتك} اترك الجهاد، واذهب لتصحب امرأتك في حجها.
ثم ساق البخاري رحمه الله -أيضاً- حديث أبي سعيد الخدري، وهو في مسلم -أيضاً- أنه قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع كلمات فأعجبنني وآنقنني:
الأولى: {لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا مع ذي محرم}.
والثانية: {لا صوم في يومين يوم الفطر ويوم الأضحى}.
والثالثة: {لا صلاة بعد صلاتين بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس}.


والرابعة: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى}.
والشاهد في حديث أبي سعيد رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا مع ذي محرم} وجاء التقييد بيومين.
وفي حديث ابن عباس جاء مطلقاً: { لا تسافر المرأة} فكل ما سمي سفراً، ورخص للإنسان فيه برخصة السفر من القصر والفطر وغيرهما، فإنه لا يجوز للمرأة أن تركبه إلا ومعها ذو محرم. ولذلك فإن من الخطأ أن يسافر الإنسان بأجنبية عنه، سواء أكانت بنت عم له أم من الجيران أم كانت خادمةً عنده في بيته.
الملاحظة الثالثة: من الأخطاء التي يقع فيها الناس في موضوع العمرة: إهمالهم لأهليهم. فبعض الناس يسافرون ويتركون أولادهم؛ فقد يسافر الأب والأم، والأولاد بحكم أنهم يدرسون في المدرسة لا يذهبون، فيبقون نصف رمضان أو أكثر من ذلك في بلدهم، بدون رقابة عليهم، وقد يكونون من صغار السن، أو المراهقين، وممن يُخشى أن تحدث منهم الحوادث، وهذا من الخطأ يقول النبي: {كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول} فتذهب وتبتغي ما عند الله، وتضيع من ولاك الله أمرهم من الصبية ذكوراً وإناثاً، أو من الشباب المراهقين الذين لا تؤمن غوائلهم وأخطاؤهم، وقد يستفزهم الشيطان، وقد يستجرهم قرناء السوء إلى ما لا تحمد عقباه.
ويحدث الخطأ بصورة أخرى، وهي أن الكثير يسافرون بأهليهم إلى مكة، ثم يعتكف الأب في الحرم، أو يقضي غالب وقته في الحرم، ما بين قيام وصلاة ونوم، ويترك الحبل على الغارب لأولاده وبناته، ولذلك رأينا ورأى غيرنا في البيت العتيق، وفي المسجد الحرام، وفي أطهر بقعة على وجه الأرض، من مظاهر التبرج والتفسخ وتضييع البنات الشيء الذي يندى له الجبين وهي أمور محزنة.


والواقع أنني قد نبهت على هذا في أكثر من مناسبة؛ لكنني أرى ضرورة التركيز على هذا الأمر، لأنه قد عمت به البلوى في كثير من الأسر المعروفة، التي فيها دين وحياء ومراقبة، ومع ذلك تجدهم يسافرون ببناتهم ثم يتركونهن هناك بلا مراقبة.
والذي يجب على الأب والأم -إذا ذهبوا بأولادهم وبناتهم- أن يراقبوهم جيداً ويتابعوهم، فإذا كانون عاجزين عن ذلك فلا معنى لذهابهم بهم إلى الحرم، حيث يكون هناك مجالات كثيرة لاختلاط الرجال بالنساء، وخروج المرأة بكافة الحجج، فتخرج بحجة الذهاب للحرم، وتخرج للسوق أو لتأتي بالطعام، أو إلى الشقة، وتخرج إلى مناسبات عديدة.


فإذا كان الأب رجلاً يستطيع أن يحافظ على أولاده وبناته فحبذا، ولا شك أن في الذهاب بهم إلى هناك فائدة وتربية وخير، فهو بلد طيب مبارك ووقت طيب مبارك، تضاعف فيه الحسنات، فهذا أمر محمود، لكن إن كان عاجزاً عن رعايتهم وحياطتهم ومراقبتهم وضبط تصرفاتهم، فليبق حيث هو في بلده ولا داعي لأن يتسبب لنفسه ولغيره بالضرر العظيم.


الملاحظة الرابعة: من الملاحظات التي تلحظ في موضوع العمرة: أن كثيراً من الناس خاصة الأئمة، ومن يكونون مرابطين على الثغور في الأمر والنهي والتوجيه والإصلاح والإمامة والحديث؛ يتركون أعمالهم ويذهبون إلى هناك، حيث يعتمرون ويقيمون في العشر الأواخر.
ولا شك أن من كان مرتبطاً بإمامة أو حديث أو وعظ، أو وظيفة يحتاج إليها المسلمون؛ فإن الأولى في حقه -بل الأوجب عليه- أن يبقى حيث هو وفي ذلك من الخير ما فيه، فإن احتاج ذهب إلى العمرة على السيارة أو الطائرة يوماً أو يومين، ثم يعتمر ويدعو ثم يعود إلى محله الذي هو فيه.


فإنه من غير المناسب أن تخلو المساجد أو المرافق من الوعاظ والمرشدين والمحدثين والأئمة، وهذا يحدث في أفضل الأوقات وهى أوقات العشر، فإذا أحب الإنسان أن يعتمر ويدرك الفضيلة؛ فبإمكانه أن يذهب يوماً أو يومين فيعتمر ويعود إلى عملة، الذي كان فيه.



المضمضة المتكررة
السؤال: هل عليَّ حرج إن تمضمضت؛ وذلك لأنني مدرس أحتاج أن أتمضمض بعد كل درس؟

الجواب: لا حرج عليك.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 07-03-2023, 10:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(22)

وقفة مع الاعتكاف



الوقفة الثانية والعشرون حول الاعتكاف.
والاعتكاف هو لزوم مسجد بنية مخصوصة لطاعة الله تعالى، وهو مشروع مستحب مسنون باتفاق أهل العلم.
حكم الاعتكاف وإهمال الناس له

قال الإمام أحمد فيما رواه عنه أبو داود: لا أعلم أحداً من العلماء إلا قال إنه مسنون. يعني الاعتكاف.
وقد نقل عن الإمام مالك أنه قال: تأملت أمر الاعتكاف وما ورد فيه، وكيف أن المسلمين تركوه، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتركه، فرأيت أنهم إنما تركوه لمشقة ذلك عليهم -أي أن فيه مشقة- قال مالك: ولم أعلم عن أحداً من السلف أنه اعتكف إلا عن أبي بكر بن عبد الرحمن.
وما قاله الإمام مالك متعقب؛ فإنه نقل عن جماعات من السلف أنهم كانوا يعتكفون، ومن ذلك أمهات المؤمنين كما سوف يأتي.
ولذلك قال الزهري رحمه الله: عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل.
سر الاعتكاف


والاعتكاف فيه سر عظيم من أسرار العبادة، وذلك لأن المدار في حياة الإنسان وأعماله على القلب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: {ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله}.
وأكثر ما يفسد القلب هي الشواغل والملهيات التي تلهيه عن الإقبال على الله عز وجل؛ كالاشتغال بالطعام والشراب والشهوات، وفضول الكلام وفضول النوم وفضول الصحبة، وغير ذلك من الأمور الضارة التي تصرف القلب عن الإقبال على الله عز وجل، وتفرقه وتشتته حتى لا يكاد يلتم ويجتمع على عبادة أو طاعة.
سر الربط بين الصيام والاعتكاف



وشرع الله تعالى الصيام حتى يتخلص القلب ويتخفف من فضول الطعام والشراب والشهوة؛ لأن الإنسان في نهار رمضان يمتنع عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى غروب الشمس، وهذا امتناع معتدل ليس فيه ما في الأديان الأخرى والمذاهب الأرضية الباطلة من الغلو، كما يفعل بعضهم فيصومون شهراً كاملاً، وبعضهم يجورون على الجسد فيمنعونه الأكل والشراب والنوم والطعام على مدى أيام وربما شهور، وبعضهم قد يدفنونه في الأرض فيجورون على أجسادهم، فليس هذا في الإسلام بل فيه حِمية معتدلة، هذا بالنسبة للصيام.


ثم شرع الله تعالى الاعتكاف؛ حتى يتخلص الجسد والقلب من فضول صحبة الناس التي لا خير فيها، والتي قد تزيد فتصبح مثل ما إذا أصيب الإنسان بالتخمة من كثرة الطعام والشراب، ولذلك قال الشاعر:
عدوك في صديقك مستفاد فلا تستكثرن من الصحاب

فإن الداء أكثر ما تراه يكون من الطعام أو الشراب

فكما أن الإنسان إذا أكثر من الطعام والشراب أصيب بالتخمة، كذلك إذا أكثر من الصحبة والمجالسة والاختلاط بالناس أصيب بالتخمة من جراء ذلك، فمرض القلب واعتل، فكان الاعتكاف حِمية للقلب من كثرة الصحبة والاختلاط بالناس.
ثم فيه حِمية -أيضاً- من كثرة الكلام، لأن الإنسان غالباً ما يعتكف بمفرده، فيقبل على الله تعالى بالصيام والقيام وقراءة القرآن وما أشبه ذلك.
وكذلك فيه حِمية من كثرة النوم، فإن الإنسان إنما اعتكف ليعبد الله تعالى، ولم يعتكف حتى ينام في المسجد، فيكون في ذلك من الإقبال واجتماع القلب على الله تعالى ما ليس في غيره.
ولذلك استحب السلف الجمع بين الصيام والاعتكاف، حتى قال ابن القيم رحمه الله: إن جمهور السلف على أنه لا اعتكاف إلا بصوم.
بل صح هذا عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [[لا اعتكاف إلا بصوم]] فرأوا أن الاعتكاف لا يصح إلا بالصيام، وهذا مذهب جماعة من الأئمة؛ وذلك حتى يجمع للإنسان بين الصيام وبين الاعتكاف فيحصل فضائل هذا وفضائل ذاك.
وقال الإمام ابن القيم: إنه لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف إلا وهو صائم.


وهذا الذي قاله رحمه الله فيه بعض النظر كما سيأتي. فقد نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في شوال، ولم يثبت أنه كان صائماً في هذه الأيام التي اعتكفها، ولا أنه غير صائم، فالأمر على ذلك غير ظاهر.
ولكن الأصح أن يقال: يستحب للإنسان ألا يعتكف إلا بصيام.
هذه إشارة إلى بعض حكمة مشروعية الاعتكاف وجمع الصيام معه، كما هو مذهب جماهير السلف كما نقله ابن القيم، وثبت عن عمر وابن عباس وعائشة رضى الله عنهم، وبه قال مالك والأوزاعي والإمام أبو حنيفة، واختلف النقل في ذلك عن الإمام أحمد والشافعي.
إطلالة على النبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه


إذاً: النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف؛ ولذلك يجدر بنا أن نطل إطلالة سريعة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في معتكفه، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان يلتمس ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط من رمضان، فلما خرج الناس من معتكفهم قام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب بهم، وقال: {إني أريت ليلة القدر في العشر الأواخر، وإني أريت صبيحتها كأني أسجد على ماء وطين، فمن كان معتكفاً معي فليرجع إلى معتكفه }.
والحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري، فرجع الناس إلى معتكفهم -أي: اعتكفوا عشرة أيام أخرى، وهي العشر الأواخر من رمضان-.
قال أبو سعيد: وما نرى في السماء من قزعة حتى كان تلك الليلة، فجاءت سحابة فأمطرت، وكان سقف المسجد من جريد النخل، فسال سقف المسجد، قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد على ماء وطين، والتفت إلينا وإن أثر الطين على جبهته وأنفه -عليه الصلاة والسلام- فتحققت نبوءته صلى الله عليه وسلم بذلك، وتبين أن تلك الليلة كانت ليلة القدر، وكانت ليلة إحدى وعشرين، فاعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان، ثم حافظ بعد ذلك على الاعتكاف في العشر الأواخر، كما في الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده }.


وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف -أيضاً- عشرين يوماً، أي: اعتكف العشر الأوسط مع العشر الأواخر، وذلك لأسباب:
منها -والله تعالى أعلم-: أن جبريل عارضه القرآن في تلك السنة مرتين -كما سبق- فناسب أن يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم عشرين يوماً حتى يتمكن من معارضة جبريل بالقرآن كله مرتين.
ومنها: أن في ذلك مضاعفة العمل الصالح؛ حينما أحس عليه الصلاة والسلام بقرب أجله ودنو وفاته؛ ولهذا قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً [النصر:1-3] فالله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكثر من التسبيح والاستغفار في آخر عمره.
وهكذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم، يكثر من أن يقول في ركوعه، وسجوده: { سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي} يتأول القرآن عليه الصلاة والسلام، فاعتكف عشرين يوماً في السنة التي قبض فيها صلى الله عليه وسلم، لمناسبة قرب وفاته ليضاعف العمل الصالح.
وقد يكون من أسرار مضاعفة اعتكافه: أن يكون ذلك شكراً لله عز وجل على ما أنعم به عليه من هذه الأعمال الصالحة؛ من الجهاد والتعليم، والصيام والقيام وإنـزال القرآن، وغير ذلك من الأعمال التي امتن الله تبارك وتعالى بها عليه.


وكان عليه الصلاة والسلام يدخل معتكفه قبل غروب الشمس من الأيام التي يريد أن يعتكفها، فإذا أراد أن يعتكف العشر الأواسط -مثلاً- دخل المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة الحادي عشر، وإذا أراد أن يعتكف العشر الأواخر دخل قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين.

وذلك لأن العشر الأواخر تبدأ من غروب شمس يوم عشرين، أما ما ثبت عنه في الصحيح: { أنه صلى الله عليه وسلم صلى الفجر ثم دخل معتكفه } فإنما المقصود أنه دخل المكان الخاص في المسجد حيث كان يعتكف في غرفة، كما ورد أنه اعتكف في مكان خاص، -في قبة تركية كما جاء في بعض الروايات- فكان يدخل هذا المكان الخاص، وإلا فقد كان في المسجد منذ غروب الشمس.
ومن طريف ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في المعتكف ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج رأسه إليها وهي في المسجد، وهو في الغرفة فترجله، وتسرحه، وتغسله، وهو معتكف صلى الله عليه وسلم} وهي كانت حائضاً.
فكان صلى الله عليه وسلم يتكئ كما في مسند أحمد على باب غرفتها، ثم يخرج رأسه إليها فترجله، وهذا دليل على أن إخراج المعتكف بعض جسده لا يضر، وليس كإخراج الكل، فلو أن إنساناً حلف أنه لا يخرج من هذا المسجد فأخرج يده، أو رأسه، أو رجله فإنه لا يعد خارجاً.
ومثله المعتكف، لو أخرج يده أو رجله أو رأسه، فإن هذا لا يضر، وكذلك الحائض لو أدخلت يدها أو رجلها أو رأسها في المسجد لم يكن ذلك ممنوعاً ولا حرج عليها في ذلك؛ لأن هذا لا يعد دخولاً ولا خروجاً.


ومن فوائد هذا الحديث أن المعتكف لا حرج عليه من أن يتنظف، ويتطيب، ويغسل رأسه، ويسرحه، وينظفه، وهكذا فعل صلى الله عليه وسلم فإن هذا لا ينافي الاعتكاف.

ومن طريف ما وقع له صلى الله عليه وسلم وهو في معتكفه، {أنه خرج يوماً ليعتكف كما في صحيح البخاري فلما أن أراد أن يعتكف رأى صلى الله عليه وسلم الخيام منصوبةً في المسجد -أخبية منصوبة- هذا خباء حفصة، وهذا خباء عائشة، وهذا خباء زينب، فتعجب صلى الله عليه وسلم وترك الاعتكاف، وقال لأصحابه: آلبر أردْن بهذا؟! أي: هل تظنون أن ذلك من أجل البر، -لا- إنما فعلنه من أجل الغيرة وحرصاً على القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم}.
وذلك لأن عائشة استأذنت -أولاً- فأذن لها، ثم استأذنت حفصة فأذن لها، ثم فعلت زينب فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى هذه الأخبية منصوبة، وفيها ما فيها من تضييق المسجد، وفيها ما فيها من المنافسة، كره ذلك صلى الله عليه وسلم وأمر بهذه الأخبية فقوضت ثم ترك الاعتكاف صلى الله عليه وسلم، فلم يعتكف تلك السنة، فلما كان في شوال اعتكف عشرة أيام، والأظهر والله أعلم أنه اعتكف عشرة أيام من بعد يوم العيد أي: تبدأ من الثاني من شوال. هذا هو الأقرب، ويحتمل أنه اعتكف من يوم العيد، وإذا صح أنه اعتكف من يوم العيد فهذا دليل على أن الاعتكاف لا يشترط معه الصيام؛ لأن يوم العيد لا يصام؛ لكن لا يلزم أن يكون يوم العيد من ضمن أيام الاعتكاف.

ومن طرائف ما وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في معتكفه ما رواه الشيخان عن صفية { أنها جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في معتكفه ليلةً فجلست تتحدث معه ساعةً، ثم قامت تنقلب إلى بيتها، فقام معها صلى الله عليه وسلم ليقلبها -أي: ربما يؤنسها، أو يزيل وحشتها في الطريق- حتى إذا وكان عند باب المسجد أي عند باب أم سلمة، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا.


فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما أو على هنتكما، أرفقا إنها صفية.
فقالا: سبحان الله! يا رسول الله، وكبر ذلك عليهما، وفي رواية أنهما قالا: أو فيك نظن يا رسول الله، أو فيك يشك يا رسول الله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، -يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم يعني في عروق الإنسان إلى القلب كالدم- إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً } قال مسلم: شراً.
فمن شدة حرصه صلى الله عليه وسلم على صدق إيمان هذين الصحابيين الأنصاريين، وخشيته أن يزيغا بأن يلقي الشيطان في قلوبهما شراً، فيشكا فيكون ذلك كفراً، أو يشتغلا بدفع هذه الوسوسة رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا حاجة لذلك أصلاً، وأنه لا مانع من كشف الموضوع، فقال لهما: إنها صفية بنت حيي، وهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الحديث من الدروس الشيء الكثير؛ لكن لا أود أن أقف عندها؛ لأنها دروس خارج موضوع الاعتكاف، وخارج موضوع الصيام.
مكان الاعتكاف


ومما يتعلق بموضوع الاعتكاف أن بعض الباحثين ذهبوا إلى أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة؛ المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
والصواب أن الاعتكاف جائز في كل مسجد يصلى فيه، ويستحب أن يكون في المسجد الجامع؛ حتى لا يحتاج إلى الخروج إلى الجمعة.
فإن اعتكف في مسجد غير جامع فإنه يخرج ليصلي الجمعة ثم يعود؛ وذلك لقول الله عز وجل: وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة:187] فدل ذلك على أن الاعتكاف في كل مسجد جائز، إذا كان مسجداً تصلى فيه الفروض الخمسة، فإن كان جامعاً فهو أفضل.
أما حديث {لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة} فعلى القول بصحته فإنه مؤول على أن أكمل ما يكون الاعتكاف وأفضل وأوفى ما يكون في هذه المساجد، هذا ما قاله أهل العلم.
وقد انقدح في ذهني تأويل آخر للحديث -وهو في ظني حسن- وهو أن معنى الحديث، أن من نذر أن يعتكف في مسجد يسافر إليه فإنه لا يسافر، إلا أن يكون نذر الاعتكاف في المساجد الثلاثة، فإن الإنسان إذا نذر أن يعتكف في المسجد الحرام -مثلاً- وجب عليه الوفاء باعتكافه، فيعتكف في المسجد الحرام.


ولكن لو نذر مثلاً أن يعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يجوز له أن يعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له أن يعتكف في المسجد الحرام؛ لأنه أفضل ومن باب الأولى، ولو نذر أن يعتكف في المسجد الأقصى -فك الله أسره وطهره من رجس اليهود الغادرين الخائنين- جاز له أن يسافر إلى المسجد الأقصى ليعتكف فيه، وجاز له أن يسافر إلى مسجد المدينة، وإلى مسجد مكة، ليعتكف فيهما، لأنهما أفضل من المسجد الأقصى.
لكن لو فرض -مثلاً- أنه نذر أن يعتكف في مسجد جواثا، وهو أول مسجد صليت فيه الجمعة خارج المدينة وهو بـالبحرين بـالأحساء والمسجد معروف الآن، فهل يجوز أن يسافر إلى مسجد جواثا ليعتكف فيه؟
لا يجوز أن يسافر ويشد الرحل إليه، لكن يجوز له أن يعوض عن ذلك بأن يعتكف في مسجد من مساجد بلده، أو يسافر إلى أحد المساجد الثلاثة.
فيكون قوله عليه الصلاة والسلام: {لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة } أي: لا اعتكاف ينذر ويسافر إليه؛ ولذلك فإن الأئمة مجمعون خاصةً الأئمة الأربعة، على أنه يعتكف في أي مسجد من المساجد الجوامع، ولا يلزم الاعتكاف في هذه المساجد الثلاثة.
ولم يقل أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أحد من الأئمة المعروفين المتبوعين، لا الأربعة، ولا العشرة، ولا غيرهم، إنما نقل هذا عن حذيفة رضي الله عنه، وواحد أو اثنين من السلف.


ومن الملاحظات: في موضوع الاعتكاف، أن بعض الناس يعتبرون الاعتكاف فرصةً للخلوة ببعض أصاحبهم وأحبابهم، وتبادل أطراف الحديث، وكون مجموعة يعتكفون في مسجد، هذا لا حرج فيه؛ بل إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف، واعتكف معه أزواجه، حتى إن إحدى أمهات المؤمنين اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مستحاضة؛ حتى كانت ترى الدم وهي في المسجد.
إذاً: فلا حرج أن يعتكف الإنسان مع صاحبه، أو قريبه أو حبيبه أو صديقه؛ لكن الحرج أن يكون الاعتكاف فرصةً للأحاديث، والسمر، والسهر، والقيل والقال وما أشبه ذلك.
ولهذا قال الإمام ابن القيم بعدما تكلم عن الاعتكاف وما يفعله بعض الناس، وما يتوسعون فيه من الكلام وغيره قال: فهذا لون، واعتكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لون آخر، -أي: مختلف تماماً عن اعتكاف هؤلاء-.
ومن الملاحظات: أن بعض الناس يعتكفون ويتركون أعمالهم وواجباتهم، وبعضهم قد يترك عمله الوظيفي الذي كلف به وألزم به، ويذهب ليعتكف.
وليس من العدل أن يترك الإنسان واجباً ليفعل السنة، ولذلك يقال لمن اعتكف وترك عمله الوظيفي، إنه يجب عليه أن يقطع الاعتكاف، ويعود إلى عمله الذي ترك.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 07-03-2023, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(23)







الوقفة الثالثة والعشرون: مع العشر الأواخر.
وبادرنا بهذه الوقفة لأن هذا هو الدرس الأخير ضمن هذه الدروس في هذا الشهر -إن شاء الله-.
اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر

كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر مالا يجتهد في غيره من العبادة، ومن ذلك أنه كان يعتكف فيها -كما سبق- وكان عليه الصلاة والسلام يتحرى فيها ليلة القدر، ولذلك جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم {كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله} وزاد مسلم: {كان إذا دخل العشر جدَّ وشدَّ المئزر}.


فقولها: "شد المئزر" قيل: هو كناية عن التشمير للعبادة، وقيل: كناية عن اعتزال النساء، وهذا هو الأقرب أن معنى قولها: شد المئزر، كنايةً عن أنه لا يجامع النساء في العشر الأواخر من رمضان، بل يعتزل أزواجه صلى الله عليه وسلم.
وهذه كناية معروفة عند العرب قال الشاعر:
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم عن النساء ولو باتت بأطهار
فمعنى شد المئزر أنه لا يحل إزاره لجماع نسائه، وذلك لأنه كان يعتكف في العشر كما هو معروف.
وكان يجتهد في العبادة، ولذلك قالت عائشة: {شد المئزر وأحيا ليله} وهذا أيضاً كناية عن طول القيام والعبادة بالليل، وأنه كان يقوم الليل كله صلى الله عليه وسلم.
فإما أن يكون المعنى أنه كان يقوم الليل كله من أوله إلى آخره، وإما أن يكون المعنى أنه يقوم معظم الليل.


ولذلك جاء في حديثها الآخر في الصحيح: {ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام شهراً كاملاً غير رمضان، ولا قام ليلةً كاملة حتى الصباح} فيحمل قولها: {وأحيا ليله } على أنه يقوم أغلب الليل، ومن المعروف أنه يتخلل ذلك العشاء، والسحور، ويتخلل ذلك أشياء مما اعتيد أنه كان يفعلها صلى الله عليه وسلم، فيكون قولها أحيا ليله، أي أغلب ليله.
نصيحته لأهل بيته صلى الله عليه وسلم

{ وأيقظ أهله} أي: يوقظ أزواجه عليه الصلاة والسلام للقيام، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في سائر السنة؛ لكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل.


ولهذا جاء كما في صحيح البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلةً، فصلى ثم قال: {من يوقظ صواحب الحجرات، يا رب كاسيةٍ في الدنيا عارية يوم القيامة}.
وكذلك {كان يوقظ عائشة إذا أراد أن يوتر عليه الصلاة والسلام} لكن في العشر الأواخر كان يوقظهم أكثر وأطول مما كان يوقظهم في بقية الشهور والليالي.


تكرار العمرة
السؤال: ذكرت في الدرس الماضي أن بعض أهل العلم كره الإكثار من العمرة، فما مدى صحة ذلك؟

وما هو متوسط العمرة في السنة؟



الجواب: قال بعضهم: كل عشرة أيام، وقال بعضهم: أكثر من ذلك، وقال بعضهم: أقل من ذلك، والصحيح أنه لا يتحدد ذلك، بل لا مانع أن يعتمر الإنسان متى شاء، لكن المنهي عنه أن يكرر الإنسان العمرة من مكة أي أن الإنسان يكون في مكة، وكل يوم وهو في عمرة، هذا لم يعهد عن السلف، أما كونه اعتمر ثم رجع، ثم ذهب مرة أخرى لأنه وجد رفقة أو ما أشبه ذلك فلا حرج.
لاغتسال من المذي
السؤال: في صبيحة أحد أيام رمضان احتلمت ولم أر منياً وإنما رأيت مذياً، هل أغتسل من ذلك؟

الجواب: لا تغتسل، ما دام لم يخرج منك مني فلا غسل عليك، فالمذي لا يوجب الغسل وإنما يوجب غسل الذكر والأنثيين.
الاعتكاف مع الجماعة
السؤال: ما رأيك في الاعتكاف في جماعة يتساعدون، ويأسرون أنفسهم الأمارة بالسوء، علماً بأنه يتخلل لعتكافهم بعض الكلام الدنيوي؟

الجواب: لا حرج في إعتكاف جماعة، وإن تخلل كلامهم كلاماً مباحاً، كما تكلمت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما تكلم الرسول عليه الصلاة والسلام مع بعض أزواجه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 07-03-2023, 10:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(24)


وقفة مع ليلة القدر

وفيما يتعلق بليلة القدر، فإنني أختم موضوعها ببيان أن هذه الليلة ليست خاصةً لهذه الأمة على الراجح، بل هي عامةً لهذه الأمة وللأمم السابقة، لما رواه النسائي عن أبي ذر أنه قال: {يا رسول الله! هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت؟ قال عليه الصلاة والسلام: كلا، بل هي باقية} وهذا أصح من الحديث الذي ذكرته في الجلسة الماضية عن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أري أعمار أمته فكأنه تقالها، فأعطي ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر.
وعلى فرض صحة حديث مالك، فهو قابل للتأويل، وحديث أبي ذر صريح في أن ليلة القدر تكون مع الأنبياء، ومما يقوي ذلك قوله تعالى: إِنَّا أَنـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1] في ليلة مباركة، الذي أنـزل فيه القرآن، ومن المعلوم أن القرآن يوم أنـزل أنزل بالنبوة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبله لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم نبياً حتى تكون ليلة القدر بالنسبة له.



الوقفة الرابعة والعشرون: ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر!
ليلة مباركة

فهي الليلة المباركة المذكورة في كتاب الله عز وجل، يقول الله تبارك وتعالى: حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الدخان:2-6].
فسماها الله عز وجل الليلة المباركة: (إِنَّا أَنـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ )[الدخان:3] وفيها أنـزل القرآن، وقد صح هذا المعنى عن جماعة من السلف، منهم ابن عباس، وقتادة، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد، وغيرهم من علماء السلف ومفسريهم، قالوا إن الليلة المباركة هي ليلة القدر.



( فيها يفرق كل أمر حكيم )

قال الله: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )[الدخان:4] أي أنه تقدر في ليلة القدر مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، ويكتب فيها الجدب والقحط وكل ما أراده الله تبارك وتعالى في تلك السنة، والظاهر -والله تبارك وتعالى أعلم- أنه ينقل ذلك في ليلة القدر من اللوح المحفوظ، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: [[إن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وإنه لفي الأموات]] أي: أنه كتب في ليلة القدر من الأموات. ففيها يفرق كل أمر حكيم، أي يكتب ويفصل، وقيل: إن المعنى أنه يبين في هذه الليلة للملائكة.
لم سميت بليلة القدر


وقال الله عز وجل عنها في السورة الخاصة بها: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )[القدر:1-5]. فسماها الله تبارك وتعالى ليلة القدر، وذلك لعظيم قدرها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل، وكثرة مغفرة الذنوب، وستر العيوب في هذه الليلة المباركة. وقيل سميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها وتكتب فيها المقادير. وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر، لأن الأرض تضيق بكثرة الملائكة، من القدر وهو التضييق قال الله: وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ [الفجر:16] أي: ضيق. وقال الله عز وجل تنويهاً بشأنها وعظمتها: وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [القدر:2] ثم أخبر عنها بأنها خير من ألف شهر، أي: ثلاثة وثمانين سنة تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:4-5].
تحديد ليلة القدر
وفي ليلة القدر وقفات وعبر، منها: أنها ليلة المغفرة.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه}. ويستحب تحريها في رمضان وفي العشر الأواخر منه خاصة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {التمسوها في العشر الأواخر } متفق عليه. وثبت هذا من حديث عبد الله بن عمر وأبي سعيد وبالذات في أوتار العشر الأواخر، وهي ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما ثبت في المتفق عليه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {التمسوها في العشر الأواخر في الوتر منها}. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه -وهو في الصحيح أيضاً- قال: {في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى} فبين عليه الصلاة والسلام أنها أرجى ما تكون في الأوتار من العشر الأواخر.

وكذلك جاء في البخاري من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليخبر أصحابه بليلة القدر فقال لهم: {إني خرجت لأخبركم ليلة القدر فتلاحا رجلان فأنسيتها} -أي: تخاصم رجلان، وهذا يدل على شؤم الخصومة في غير حق، خاصة الخصومة في الدين، وعظيم ضررها، وأنها السبب في غياب الحق وخفائه علىالناس- فقال عليه الصلاة والسلام: وعسى أن يكون خيراً، ثم أمر أن يلتمسوها في ليلة تسع وعشرين، وسبع وعشرين، وخمس وعشرين}.
وأرجى ما تكون أيضاً في السبع البواقي، ولذلك جاء في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن جماعةً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر}. ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام: { أرى رؤياكم قد تواطأت } أي اتفقت، فكأنهم قد رأوها في المنام إما جاءهم أحد وقال لهم: إنها في السبع الأواخر، أو رأوا في المنام أن ليلة القدر تكون في السبع الأواخر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحريها في هذه السبع الأواخر، وبالذات في ليلة سبع وعشرين، فإنها أرجى ما تكون. بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث ابن عمر عند أحمد، ومن حديث معاوية عند أبي داود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ليلة القدر ليلة سبع وعشرين }. وليلة القدر أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين للحديثين السابقين؛ ولأن هذا مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى إن أبي بن كعب رضي الله عنه، كان يحلف على ذلك كما في صحيح مسلم: [[يحلف أنها ليلة سبع وعشرين]]وكذلك ابن عباس رضي الله عنه قال: [[إنها ليلة سبع وعشرين]] واستنبط ذلك من استنباطات عجيبة، منها: أن كلمة (فيها) من السورة تَنـزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا [القدر:4] هي الكلمة السابعة والعشرين.
ومنها: ما ورد أن عمر رضي الله عنه، لما جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم، فقالوا: لـعمر رضي الله عنه هذا كأحد أبنائنا فلماذا تجعله معنا؟ فقال: إنه فتى له قلب عقول ولسان سؤول، وأثنى عليه ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر، فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر، فقال ابن عباس: [[إني لأعلم أين هي إنها ليلة سبع وعشرين. فقال عمر: وما أدراك؟ قال: إن الله تعالى خلق السموات سبعاً، وخلق الأرضين سبعاً، وجعل الأيام سبعة، وخلق الإنسان من سبع، وجعل الطواف سبعاً والسعي سبعاً ورمي الجمار سبعاً]].

ولذلك رأى ابن عباس أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه. وبعض العلماء قالوا: ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين، لأن كلمة ليلة القدر تسعة حروف، وقد ذكرت في السورة ثلاث مرات، والنتيجة ثلاثة في تسعة بسبعة وعشرين، ولم يرد دليل شرعي على أن مثل هذه الحسابات يمكن أن يعرف بها ليلة القدر.


وهذا يذكرني بما يتحدث به بعض المعاصرين، هما يسمونه بالإعجاز العددي. وخلاصة القول أن نقول: ليلة القدر هي في العشر الأواخر وفي أوتارها وفي السبع البواقي، وأرجى ما تكون في ليلة سبع وعشرين، دون حاجة إلى مثل هذه الحسابات التي ما أنـزل الله بها من سلطان.ومما يرجح أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين: أنه ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أريها في تلك الليلة، وأري صبيحتها أنه يسجد على ماء وطين، وليلة القدر والله تعالى أعلم تتنقل من ليلة إلى أخرى، فغالباً ما تكون ليلة سبع وعشرين لكن قد تكون ليلة إحدى وعشرين -أحياناً- كما في حديث أبي سعيد السابق، وهو متفق عليه، أنه في صبيحة إحدى وعشرين سجد على ماء وطين. ومما يتعلق بليلة القدر: أنه يستحب فيها الإكثار من الدعاء خاصةً الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة رضي الله عنها حين قالت: {إن أريت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال لها النبي صلى الله عليه وسلم قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني} والحديث رواه الترمذي وابن ماجة وسنده صحيح.


علامات ليلة القدر
ما هي العلامات التي تعرف بها ليلة القدر؟
العلامة الأولى: ثبتت في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن من علامتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها، وهذا ثابت.
العلامة الثانية: ثبتت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة، ورواه الطيالسي -أيضاً- في مسنده، وهو حديث سنده صحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة}.
فذكر علامات إضافية، منها: أنها ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، وأن الشمس فيها حمراء ضعيفة.
ومن علاماتها -أيضاً-: ما ثبت عند الطبراني بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم} أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين.
هذه ثلاثة أحاديث صحيحة، وهناك حديث رواه أحمد في مسنده، عن عبادة بن الصامت، وسنده صحيح إلا ما يخشى من انقطاعه، لكن يشهد له ما سبق، وهو حديث طويل وعجيب في ذكر بعض خصائص ليلة القدر. قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: {إنها ليلة صافية بلجة، كأن فيها قمراً ساطعاً، وهي ليلة ساكنة صاحية، لا حر فيها ولا برد، ولا يحل لكوكب أن يرمى فيها، والشمس تطلع صبيحتها مستويةً لا شعاع لها مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ} لأن عادة الشيطان أن يخرج مع الشمس كما في الحديث الصحيح: {تطلع الشمس بين قرني الشيطان}.
أما في ليلة القدر فإنه لا يحل للشيطان أن يطلع مع الشمس، أو يجعل قرنيه باتجاه الشمس بحيث تطلع بين قرنيه، والحديث -كما ذكرت- لا بأس بإسناده في الشواهد؛ إلا أنه يخشى من انقطاعه، فإنه من رواية خالد بن معدان عن عبادة، ولم يثبت له منه سماع. وذكر بعض أهل العلم علامات أخرى لا أصل لها وليست صحيحة، إنما أذكرها لبيان أنها لا تصح، كما ذكر الطبري عن قوم أنهم قالوا: من علامات ليلة القدر أن الأشجار تسقط حتى تصل إلى الأرض، ثم تعود إلى أوضاعها، وهذا لا يصح.وكذلك ذكر بعضهم أن المياه المالحة تصبح حلوةً في ليلة القدر، وهذا أيضاً لا يصح.وذكر بعضهم أن الكلاب لا تنبح فيها، وهذا لا يصح. وذكر بعضهم أن الأنوار تكون في كل مكان حتى في الأماكن المظلمة، وهذا لا يصح. وأن الناس يسمعون التسليم في كل مكان، وهذا لا يصح. إلا أن يكون المقصود بذلك أنه لفئة خاصة ممن اختارهم الله تعالى وأكرمهم، فيرون الأنوار في كل مكان، ويسمعون تسليم الملائكة، فهذا لا يبعد أن يكون كرامةً لمن اختارهم الله تعالى واصطفاهم في هذه الليلة المباركة، التي هي خير من ألف شهر.


أما أن يكون هذا عاماً فهو باطل، وهو معارض لدلالة الحس المؤكدة الثابتة ومشاهدة العيان. وينبغي أن يعلم أنه ليس من الضروري لمن أدرك ليلة القدر أن يعلم أنها ليلة القدر، بل قد يكون ممن لم يكن له منها إلا القيام والعبادة والخشوع والبكاء والدعاء، من هم أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنـزلة ممن عرفوا تلك الليلة. فالعبرة هي بالاستقامة ولزوم الجادة، والتعبد لله عز وجل والإخلاص، كما ذكره طائفة من أهل العلم.



وفيما يتعلق بليلة القدر، فإنني أختم موضوعها ببيان أن هذه الليلة ليست خاصةً لهذه الأمة على الراجح، بل هي عامةً لهذه الأمة وللأمم السابقة، لما رواه النسائي عن أبي ذر أنه قال: {يا رسول الله! هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت؟ قال عليه الصلاة والسلام: كلا، بل هي باقية} وهذا أصح من الحديث الذي ذكرته في الجلسة الماضية عن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أري أعمار أمته فكأنه تقالها، فأعطي ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر.وعلى فرض صحة حديث مالك، فهو قابل للتأويل، وحديث أبي ذر صريح في أن ليلة القدر تكون مع الأنبياء، ومما يقوي ذلك قوله تعالى: إِنَّا أَنـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1] في ليلة مباركة، الذي أنـزل فيه القرآن، ومن المعلوم أن القرآن يوم أنـزل أنزل بالنبوة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبله لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم نبياً حتى تكون ليلة القدر بالنسبة له.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 08-03-2023, 02:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(25)

وقفات مع العيد



الوقفة الخامسة والعشرون: مع العيد.
والعيد اسم لكل ما يعتاد، وهي شعارات موجودة عند كل الأمم، فكل أمة على الأرض من الأمم الكتابية، كاليهود والنصارى، أو غيرها، من الأمم الوثنية لها أعياد؛ وذلك لأن العيد يعود إلى فطرة وطبيعة وجبلة ركبت الغرائز والفطر، عليها من أن الناس يحبون أشياءً يتذكرون فيها بعض ما مضى.
ولكن الأمم الكافرة أعيادهم ترتبط بأمور دنيوية، مثل قيام دولة، أو سقوط دولة، أو قيام حاكم أو سقوط حاكم أو زواجه أو تتويجه أو ما أشبه ذلك.
وقد يحتفلون بمناسبة أخرى كربيع أو غيره، ولليهود أعياد وللنصارى أعياد، كما هو معروف، فعندهم عيد في يو الخميس، يزعمون أنه أنـزلت فيه المائدة على عيسى عليه الصلاة والسلام.
وكذلك النصارى لهم أعياد أخرى، مثل عيد ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام، ومثل عيد رأس السنة الذي يسمونه الآن بعيد الكريسمس، ومثل عيد الشكر أو عيد العطاء، ويحتفلون به الآن في جميع البلاد الغربية كـأمريكا وبريطانيا، وغيرها من البلاد التي ورثت النصرانية وإن لم تكن نصرانية حقيقية.


وكذلك المجوس والفرس لهم أعياد، مثل عيد المهرجان، وعيد النيروز وغيرها.
والرافضة أيضاً لهم أعياد، كعيد الغدير الذي يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع فيه علياً على الخلافة، وبايع فيه الأئمة الإثني عشر من بعده، ولهم فيه مصنفات، حتى إن هناك كتاباً اسمه يوم الغدير يبلغ عشرات المجلدات.
ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجدهم يحتفلون بعيدين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى} كما جاء في سنن أبي داود، وسنن النسائي عن أنس بسند صحيح.
ولذلك فليس للمسلمين إلا عيد الفطر وعيد الأضحى. قال الشاعر:
عيدان عند أولي النهى لا ثالثٌ لهما لمن يبغي السلامة في غدِ
الفطر والأضحى وكل زيادة فيها خروجٌ عن سبيل محمدِ
قال ذلك رداً على الشاعر الذي يقول:
المسلمون ثلاثة أعيادهم الفطر والأضحى وعيد المولد
فإذا انتهت أعيادهم فسرورهم لا ينتهي أبداً بحب محمدِ
فهذا أضاف عيداً ثالثاً، وهو عيد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، فرد شاعرنا بقوله السابق:


ولذلك ينبغي إحياء هذه الأعياد واستشعارها وإدراك معناها؛ لأنها شعائر إسلامية ينبغي أن يعلم الجميع أن المسلمين في يوم عيد.
أحكام العيد


وفيما يتعلق بالعيد لدينا مجموعة من الأحكام أسردها باختصار:
أولاً: يحرم صوم يومي العيدين، لحديث أبي سعيد الخدري السابق.
ثانياً: يستحب الخروج للصلاة للرجال والنساء، لقول أم عطية رضي الله عنها -كما في الصحيح-: {أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور -أي: البنات الغير متزوجات: الأبكار- وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى؛ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويكبرن بتكبير الناس}. فإذا أمرت الحيض، والعواتق، وذوات الخدور، فمن باب أولى أن يؤمر الرجال والشباب بالخروج إلى العيد. وذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الخروج لصلاة العيد لهذا الحديث ولغيره من الأدلة، كما في قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14-15].قال بعضهم: المقصود صلاة العيد.


ثالثاً: من أحكام صلاة العيد: أن الصلاة فيه قبل الخطبة، كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي سعيد وابن عباس {أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل الخطبة}.
رابعاً: من أحكامه: أن الإمام يستحب له أن يكبر في الصلاة سبعاً في الأولى، وخمساً في الثانية، كما ثبت هذا عن جماعة من الصحابة والتابعين، كـعمر، وعثمان، وعلي، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأبي أيوب الأنصاري، وزيد بن ثابت وغيرهم، وقد ورد في ذلك أحاديث عدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ومن طريق كثير بن عبد الله المزني عن عمرو بن عوف، لكن -الأحاديث المرفوعة- كلها لا تصح لكن ثبت ذلك في أحاديث وآثار موقوفة. وكذلك يجوز أن يكبر أربعاً في الأولى وأربعاً في الثانية، فقد ثبت هذا عن جماعة من السلف منهم ابن مسعود رضي الله عنه، كما رواه عنه الفريابي وغيره، وهو مذهب الأحناف.


خامساً: من أحكام العيد: أنه يستحب أن يقرأ في صلاة العيد بسورة (ق)، واقتربت الساعة، كما في صحيح مسلم، أن عمر رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي فقال له: ماذا كان يقرأ النبي عليه الصلاة والسلام في العيد؟ فذكر له ذلك. وأكثر ما ورد أنه كان يقرأ بسبح والغاشية، كما يقرؤهما في صلاة الجمعة.
سادساً: من أحكام العيد: أنه لا نافلة قبلها ولا بعدها، كما روى الستة عن ابن عباس رضي الله عنه، {أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى العيد فلم يصلِّ قبلها ولا بعدها} إلا إذا صلى الناس العيد في المسجد، فإنه يصلى ركعتين تحية المسجد.
آداب العيد



للعيد آداب ينبغي التحلي بها:
أولاً: الاغتسال قبل الخروج إلى العيد، وقد صح هذا في موطأ مالك وغيره عن ابن عمر رضي الله عنه، [[أنه كان يغتسل قبل خروجه]] وكذا صح عن السائب بن يزيد وصح عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قال: [[سنة العيد ثلاث: المشي -يعني يمشي للعيد ماشياً- والاغتسال، والأكل قبل الخروج]] ولعله أخذ ذلك عن بعض الصحابة.
وذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على أنه يستحب الاغتسال لصلاة العيد، والمعنى موجود، فإن المعنى الذي يستحب له الغسل للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة، متحقق في العيد بل هو أكثر ذلك.
ثانياً: من آداب صلاة العيد: ألا يخرج في عيد الفطر حتى يأكل تمرات، لما رواه البخاري عن أنس {أن النبي صلى الله علية وسلم: كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات} بخلاف الأضحى، فإنه يستحب ألا يأكل إلا بعد العيد، من أضحيته. وإنما استحب أكل التمرات في عيد الفطر؛ مبالغةً في النهي عن الصوم في ذلك اليوم، لأن الإنسان يفطر قبل أن يذهب إلى العيد.


ثالثاً: من آداب يوم العيد: التكبير، كما قال الله عز وجل: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185] فأشار إلى مشروعية التكبير في العيد. والتكبير في العيد نقل عن ابن عمر رضي الله عنه، من طرق وبأسانيد صحيحة، عند البيهقي وابن أبي شيبة [[أنه كان يكبر إذا خرج من بيته إلى أن يأتي إلى المصلى]] وكان التكبير منذ الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام، مشهوراً جداً عند السلف، وقد نقله جماعة من المصنفين كـابن أبي شيبة وعبد الرازق والفريابي في كتابه أحكام العيدين عن جماعة منهم، حتى إن نافع بن جبير رضي الله عنه، [[كبر ثم تعجب من عدم تكبير الناس، وقال لهم: ألا تكبرون ألا تكبرون؟!]] وكذلك محمد بن شهاب الزهري يقول: [[كان الناس يكبرون من حين خروجهم من بيوتهم حتى يدخل الإمام]] فيشرع للإنسان أن يكبر من حين أن يخرج من منـزله إلى أن يدخل الإمام في يوم العيد للصلاة ثم الخطبة.
رابعاً: من آداب العيد: التهنئة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أياً كان لفظها، كقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم، أو ما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المشروعة المباحة التي يتبادلونها.


والتهنئة أمر كان معروفاً عند الصحابة، ورخص فيه أهل العلم كالإمام أحمد وغيره، وقد ورد ما يدل على مشروعيه التهنئة في المناسبات، وتهنئة الصحابة بعضهم بعضاً فيما إذا حصل لهم أمر يسر، كما هنوا من تاب الله عليهم، إلى غير ذلك، ولا حرج في هذه التهنئة. بل ورد في ذلك أثار عديدة صحيحة عن الصحابة؛ يحتج بها على أنه لا بأس أن يهنئ الناس يعضهم بعضاً بالعيد، وهذا من مكارم الأخلاق التي لا بد أن يحافظ الناس عليها، ولا حرج فيها، وأقل ما يقال فيها: إن هنأك أحد فهنئه وإن سكت فاسكت.


قال الإمام أحمد رحمه الله: إن هنأني أحد أجبته وإلا لم أبتدئه.
خامساً: من آداب العيد: التجمل بأحسن الملابس؛ لما روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر [[أن عمر رضي الله عنه خرج إلى السوق فوجد حلةً من إستبرق تباع، فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول! ابتع هذه تتجمل بها للعيد والوفود]].
فدل على أن التجمل للعيد والوفود كان معروفاً، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر على التجمل؛ لكنه أنكر عليه شراء هذه الحلة التي هي من حرير، وقال: {إنما يلبس هذه من لا خلاق له}.
وعن جابر رضي الله عنه قال: {كانت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة يلبسها للعيد والجمعة} والحديث رواه ابن خزيمة، وعن ابن عمر -أيضاً- عند البيهقي بسند صحيح، [[أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه]].
فينبغي أن يلبس الإنسان أحسن ما عنده من الثياب.


أما بالنسبة للنساء -إن خرجن- فينبغي أن يبتعدن عن الزينة؛ لأنهن منهيات عن إظهار زينتهن للرجال الأجانب.
تنبيهات مهمة حول العيد
ومما ينبغي التنبيه عليه في موضوع العيد أمور:
أولاً: بعض الناس يعتقدون مشروعيه إحياء ليلة العيد، ويتناقلون حديثاً ورد من طريقين {أن من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب} وهذا الحديث لا يصح، بل جاء من طريقين أحدهما ضعيف والآخر ضعيف جداً، فلا يشرع تخصيص ليلة العيد بحكم عن غيرها من الليالي، بل من كان يقوم بقية الليالي قام في ليلة العيد كما يقوم في غيرها، أما تخصيصها فلا يشرع.
ثانياً: مما ينكر في العيد اختلاط الرجال بالنساء، في المصليات والشوارع والأماكن، ومع الأسف الشديد أن هذا الاختلاط يقع في أقدس البقاع وأفضلها، في المساجد بل وفى المسجد الحرام، ويقع فيه من مظاهر التبرج والسفور ما يحزن كل قلب غيور، وما يجعل الفتنة قاب قوسين أو أدنى، فإن كثيراً من النساء -هداهن الله- يخرجن بأبهى زينة، سافرات كاشفات متبرجات متزينات متعطرات، مع ما في المسجد من شدة الزحام، وفي ذلك من الفتنة والضرر العظيم ما فيه.


ولذلك أنصح الشباب إذا صلوا صلاة الفجر يوم العيد، أن لا يخرجوا من المسجد، بل يبقوا حتى يصلوا العيد، ثم يجلسوا حتى يتفرق الناس بعداً عن الفتن العظيمة التي قد تعرض لهم.

ثالثاً: مما يحدث في ليلة العيد، أن بعض الناس يجتمعون على الغناء واللهو والعبث، وهذا لا يجوز.

ومن المفاسد التي تقع: أن بعض الناس يفرحون لأنهم قد تركوا رمضان وانتهوا من الصيام وهذا خطأ؛ فإن العيد إنما يفرح به لأن الله تعالى قد وفقنا لإكمال عدة الشهر والصيام، وليس الفرح لأننا قد انتهينا من الصيام، وتركنا هذا الأمر الذي يعتقد البعض أنه كان ثقيلاً عليهم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 08-03-2023, 02:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(26)



صدقة الفطر
الوقفة السادسة والعشرون: مع صدقة الفطر.

وصدقة الفطر فرض على الذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، كما جاء في حديث ابن عمر وابن عباس المتفق عليه.
الأصناف التي تخرج منها صدقة الفطر

فيما يتعلق بصدقة الفطر، فإنما تخرج من الأصناف المذكورة في حديث أبي سعيد أنه قال: {كنا نخرجها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من أقط، أو صاعاً من زبيب} وزاد ابن عمر كما في صحيح ابن خزيمة: {أو صاعاً من سلت} والسلت هو: نوع جيد من الشعير ليس فيه قشر.
وفى رواية أخرى عن ابن عباس عند ابن خزيمة، أنه قال: [[من أدى سلتاً قُبل منه، ومن أدى دقيقاً قُبل منه، ومن أدى سويقاً قُبل منه]] ولذلك بوب ابن خزيمة رحمه الله: باب إخراج صدقة الفطر من جميع الأطعمة. ولذلك فالصحيح أن صدقة الفطر تخرج صاعاً من طعام البلد أياً كان طعام البلد.
الأصناف الذين يستحقون صدقة الفطر


وصدقة الفطر إنما هي للمساكين خاصة، وليست لأصناف أهل الزكاة الثمانية، بل هي للمساكين خاصة، لما جاء في حديث ابن عباس في الصحيح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {طهرة للصائم من اللغو، والرفث، وطعمة للمساكين} وهذا الذي رجحه جماعة من أهل العلم، كـابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.
وتؤدى هذه الزكاة قبل الخروج إلى الصلاة، ومن أداها قبل العيد بيوم أو يومين فلا حرج، ولا يجوز تأخيرها عن الصلاة، فإن أخرها بعد فإنما هي صدقة من الصدقات.
صلاة التهجد





السؤال: ما رأيكم في صلاة التهجد التي تقام في العشر الأواخر من ناحية عددها ووقتها وصفتها، وما تعليقكم على واقع الناس في التخلف عن هذه الصلاة؟

الجواب: صلاة التهجد هي من ضمن صلاة القيام التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها، حيث قام ليلةً بأصحابه حتى خشوا أن يفوتهم السحور، وكما سمعتم أنه كان إذا دخل العشر جدَّ وشدَّ المئزر وأحيا ليله، فينبغي على العاقل الرشيد الناصح لنفسه، أن يحرص على تعهد صلاة التراويح والقيام مع المسلمين.
الاعتكاف في الحرم المكي




السؤال: أيهما أفضل لمن لا عمل له في هذه العشر وليس هناك شيء يربطه من إمامة وغيرها، هل يقضيها في مكة والرحاب الطاهرة، أم في بلده مع أقرانه؟

الجواب: الأفضل له أن يقضيها في مكة ويعتكف في الحرم -أيضاً- إذا لم يكن في ذلك مشقة عليه.
صلاة الليل مثنى مثنى



السؤال: ما حكم من صلى أربع ركعات في تسليمة واحدة؟

الجواب: هذا لا ينبغي، فجماهير أهل العلم على منع ذلك وتحريمه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {صلاة الليل مثنى مثنى} أي: تسلم من كل ركعتين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 08-03-2023, 02:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(27)

أحكام القضاء
الوقفة السابعة والعشرون: أحكام القضاء.






وفى هذه الوقفة أشير إلى أنواع من الناس:
أنواع الناس في القضاء







النوع الأول: الحائض والنفساء، والمسافر، فهؤلاء يفطرون ويقضون.






النوع الثاني: الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما، فإنهما تفطران، والراجح أنهما تفطران وتقضيان فحسب، لما جاء في قول الله تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184].



- والحامل والمرضع تلحق بالمريض، لما في السنن من حديث أنس بن مالك الكعب، وسنده صحيح أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: {هلم إلى الطعام.

فقال: إني صائم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هلم أخبرك إن الله تعالى وضع عن المسافر شطر الصلاة والصوم، ووضع عن المرضع والحبلى الصوم} فالحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما، فالراجح أن عليهما الفطر والقضاء.

وقال بعض أهل العلم: عليهما الفطر والقضاء والإطعام، وقال آخرون: عليهما الإطعام فقط. والخلاف فيما إذا خافت على ولدها.


النوع الثالث: المريض، والمريض قسمان:

الأول: المريض الذي يرجى برؤه، كمن يكون فيه حمى، فإن هذا المريض لا شيء عليه؛ لكن إذا شفي فعليه القضاء، فإن مات قبل أن يشفى فلا شيء على ورثته، أما إن تمكن من القضاء ثم فرط فعليهم أن يطعموا أو يصوموا عنه.

- أما المريض الذي لا يرجى برؤه، بأن يكون مصاباً بالأمراض التي لا ترجى، وهى كثيرة -شفانا الله وعافانا وإياكم منها- فإن هذا المريض يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.


النوع الرابع: الكبير الهرم الذي أصابه الخرف وزال عقله وسقط تمييزه، فإن هذا لا صوم عليه ولا قضاء ولا إطعام.
أمور تتعلق بالقضاء
فيما يتعلق بالقضاء أشير إلى ثلاث نقاط:


الأولى: أن بعض الناس يؤخرون القضاء إلى ما بعد رمضان الآخر، وهذا لا يجوز، لقول عائشة كما في صحيح البخاري: [[كان يكون علي الصوم من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان، للشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم]] ولأنه يترتب على ذلك تراكم الصيام على الإنسان، ولأن الصيام عبادة موقوتة بالسنة، فلم يجز أن يؤخر إلى السنة التي بعدها.

والثانية: أنه لا يشترط التتابع في الصيام، فبعض الناس يعتقدون أن قضاء رمضان يشترط فيه التتابع، وهذا غير صحيح، بل له أن يصوم يوماً ويفطر ثم يصوم وهكذا.


والثالثة: أنه يستحب الإسراع في القضاء، لأنه أسرع في إبراء الذمة، وأبعد عن تعرض الإنسان للموت والفوت.
النية مع الإمام للوتر
السؤال: سمعنا أنه يلزم أن ينوى المصلى للتراويح بعد نهايتها نية جديدة للوتر، فإذا كان هذا صحيحاً فما الحكم فيمن صلى خلف الإمام عشر ركعات، ثم أوتر بواحدة، وكان من عادته أن يوتر بثلاث؟

الجواب: الذي يظهر لي -والله تبارك وتعالى أعلم- أنه من دخل مع الإمام بنية أنه سوف يستمر معه إلى نهاية الوتر أن هذا يكفي في النية، والله تبارك وتعالى أعلم.
التنويع لبيان الجواز




السؤال: بعض الأئمة ينوعون، بحيث يصلون أحياناً إحدى عشر وأحياناً ثلاثة عشر، وأحياناً يقرنون الشفع والوتر، وأحياناً يقنتون وأحياناً لا يقنتون، فما رأيك؟

الجواب: بالنسبة للقنوت لا بأس بالمحافظة عليه، إلا أن يخشى أن يعتقد الناس وجوبه.

وبالنسبة للصلاة إذا كان في التنويع مصلحة للبيان للناس فلا حرج، أما كثرة التنويع فليست حسنة، بل ينبغي أن لا يكثر الإنسان من التنويع، فيكون له عادة ولا مانع أن يترك هذه العادة أحياناً.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 08-03-2023, 02:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(28)


صيام الست من شوال
الوقفة الثامنة والعشرون: صيام الست من شوال، وهو مشروع.


أدلة مشروعية صيام الست من شوال
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} وهذا المعنى جاء عند الدارمي وابن ماجة من حديث ثوبان، وجاء عند أحمد من حديث جابر، وجاء عند البزار من حديث أبي هريرة، كل هذه الأحاديث تدل على مشروعية صيام الست من شوال، وهو الصحيح من مذهب الجماهير خلافاً لـمالك.

وإنما كان صيام الست مع رمضان صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان عن عشرة أشهر، والست من شوال عن ستين يوماً فهي أي: شهرين، فصارت العشر أشهر مع شهرين الحول كله.


المبادرة بصيام الست

ويستحب المبادرة بصيام الست من شوال، بحيث يبدأ بها من اليوم الثاني استحباباً، ولو أخر إلى آخر الشهر فلا حرج عليه في ذلك، ولا يصومها من كان عليه قضاء من رمضان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال} فالست من شوال تكون بعد قضاء رمضان، وبعض الناس يسمون اليوم الثامن من شوال عيد الأبرار، وهذه بدعة باطلة منكرة، فالأعياد اثنان -كما سلف- لا ثالث لهما.

ترك العمل خشية الرياء



السؤال: يقول: أنا إمام المسجد في التراويح، وبيتنا قريب من المسجد، وأريد الاعتكاف وأخشى الرياء، أرجو إرشادي ماذا أفعل، وما هي الحالات التي تتيح لي الخروج من المسجد؟

الجواب: لا تبالي بهذا الأمر الذي خطر لك من خشية الرياء، فلا يجوز ترك العمل خشية الرياء، بل ينبغي أن تعتكف وتتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أما الحالات التي تخرج فيها من المسجد فتخرج لحاجتك، كما قالت عائشة رضي الله عنها كما في الصحيح: {وكان لا يخرج إلى البيت إلا لحاجة الإنسان} حاجتك من قضاء الحاجة، أو من الأكل والشرب وما أشبه ذلك.
عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم







السؤال: كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة، إلا عمرته التي كانت مع حجته، منها: عمرة الجعرانة، وعمرة القضاء، وعمرة الحديبية، والعمرة الرابعة كانت مع حجته صلى الله عليه وسلم.
العمرة لإمام المسجد




السؤال: أنا مؤذن في أحد المساجد وأريد أن أعتمر، وقد طلبت من الوزارة إجازة لمدة أسبوعين ولم تمانع الوزارة؛ لكن لم أجد أحد يقوم مقامي؟

الجواب: إذا وجد من يقوم مقامك ووافقت الجهة المختصة فلا حرج في ذلك.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 08-03-2023, 02:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(29)

صيام النفل

الوقفة التاسعة والعشرون: مع صيام النفل.



{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم} ولم يعلم عنه أنه صام شهراً كاملاً غير رمضان، إلا شعبان فإنه كان يصوم أكثره.
وكان عليه الصلاة والسلام يتعاهد صيام يوم الإثنين والخميس، ويتعاهد صيام أيام البيض، بل جاء عنه في حديث -وإن كان فيه ضعف- {أنه كان لا يترك صيامها في حضر ولا سفر}.


وكان يأمر بصيام أيام البيض أيضاً، فقد أمر بذلك أبا هريرة، وأبا ذر، أمرهم بثلاث: منها: أن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر.


وكان عليه الصلاة والسلام قد أذن لعبد الله بن عمرو بن العاص أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، ونهى عن صيام الدهر فقال:{لا صام ولا أفطر -وقال:- لا صام من صام الأبد} وقال عليه الصلاة والسلام: {من صام الدهر كله ضيقت عليه جهنم}.


وكان يأمر بصيام يوم عرفة لغير الحاج، فأما الحاج فيكره له أن يصوم فيه، وقال عليه الصلاة والسلام: {احتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والسنة الباقية}.
وكذلك صام عليه الصلاة والسلام عاشوراء، وقال: {لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع} وصيامه عليه الصلاة والسلام النفل كثير.


الوقفة الأخيرة: هي الخاتمة -نسأل الله تعالى لنا ولكم حسن الخاتمة- نحن -الآن- مقبلون على النصف الثاني من رمضان، فقد مضى نصفه وبقي نصفه الآخر، وكأنكم به وقد آذن بالرحيل، فالعاقل كل العاقل، والحازم كل الحازم هو من اغتنم ساعاته وأيامه ولياليه، فمن يدري ربما تكونون ممن كتبوا في سجل الأموات في هذا العام، فالبدار البدار، والإسراع الإسراع، والحذر الحذر من التفويت والتفريط ما دمت في زمن الإمكان.






شد الرحال من أجل طلب العلم




السؤال: بمناسبة ذكر شد الرحال، أشكل على كثير منا أن بعض الشباب ينتقلون من بلدهم إلى بلد آخر من أجل صلاة التراويح في رمضان مع الأئمة، فهل يعتبر هذا من شد الرحال، مع العلم أنهم أتوا من أجل الإمام؟

الجواب: لا حرج في ذلك، لا حرج في شد الرحال من أجل طلب العلم، أو من أجل الصلاة خلف إمام معين، أو من أجل السلام على رجل، أو من أجل زيارة مريض، أو من أجل زيارة أخ في الله، أو من أجل تجارة، لأن شد الرحل حينئذ ليس من أجل البقعة وإنما من أجل أمر آخر، والمنهي عنه هو شد الرحال من أجل البقعة باعتقاد فضلها عن غيرها.
القضاء لمن شرب بعد الأذان



السؤال: يقول: في هذا اليوم لم أقم إلا الساعة الخامسة إلا ربع، والأذان في الساعة الرابعة والنصف، وكان ذلك في أثناء إقامة الصلاة فشربت ماءً هل علي قضاء؟




الجواب: نعم عليك القضاء.
صيام أيام البيض وثلاثة أيام من شوال





السؤال: إذا صمت الأيام البيض وثلاثة أيام أخرى، فهل يكتب لي أجر صيام الست من شوال؟




الجواب: نعم يكتب لك ذلك، إذا صمت أيام البيض من شوال وصمت منها ثلاثة أيام أخرى، يكتب لك أجر صيام الست من شوال.
التقبيل والمصافحة


الجواب: أولاً: بالنسبة للمصافحة يوم العيد، يقول الفقهاء: لا حرج في المصافحة إذا اتحد الجنس، بأن كان المتصافحان ذكراً مع ذكر، أما مصافحة الأنثى فلا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له}.


السؤال: حكم التقبيل في يوم العيد؟

أما التقبيل، فإن كان له مناسبة مثل أنك لم تره منذ زمن فلا حرج فيه.
مسجد العيد



السؤال: هل يعتبر مسجد العيد مسجداً؟

الجواب: لا يعتبر مسجداً إنما هو مصلى.
الإجازة الاضطرارية




السؤال:
الإجازة الاضطرارية، هل تجزم بتحريم أخذها من أجل العمرة علماً بأنه يجب التأكد من تفسيرها من الديوان؟

الجواب: في الواقع أنني سألت بعض المسئولين في الديوان وأكثر من مسئول، وقالوا إنها تؤخذ في حالة الضرورة، مثل حالة وفاة وما أشبه ذلك، وهذا هو الظاهر.



ولا شك أن القول بتحريمها مبني على معرفة الحالات التي يجوز فيها أخذ الإجازة الاضطرارية، لكن إن كانت على ظاهره أنها لا تؤخذ إلا للضرورة، فلا يجوز أخذها من أجل أداء العمرة.

هذا والله تبارك وتعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
كل عام انتم بخير

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 190.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 185.14 كيلو بايت... تم توفير 5.40 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]