|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#4
|
||||
|
||||
|
وقال المتنبي: وإذا الشيخ قال أفٍّ فما ملَّ ![]() حياةً وإنما الضعف ملا ![]() آلة العيش صحة وشباب ![]() فإذا وَلَّيا عن المرء ولَّى ![]() وقال أبو العتاهية ونُسب إلى أبي محمد التيمي: إذا ما مضى القرن الذي أنت منهم ![]() وخُلِّفت في قرن فأنت غريبُ ![]() وإنَّ امرأً قد سار خمسين حجةً ![]() إلى منهل من وِرْدِهِ لقريبُ ![]() ولله ما أجمل ردَّ ذلك الشيخ، ولذيذ عيشه بالرضا والذكر! فقد دخل سليمان بن عبدالملك مسجد دمشق، فرأى شيخًا، فقال: يا شيخ، أيسرك أن تموت؟ فقال: لا والله، قال: ولِمَ، وقد بلغت من السن ما أرى؟ قال: مضى الشباب وشره، وبقي الشيب وخيره، فأنا إذا قعدت ذكرت الله، وإذا قمت حمدت الله، فأحب أن تدوم لي هاتان الحالتان[38]. ومن رقيق نصح الشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله تعالى قوله النفيس: "اعلم أن طول العمر محبوب ومطلوب، إذا كان في طاعة الله؛ لقوله: ((خيركم من طال عمره، وحسن عمله))[39]، وكلما كان العمر أطول في طاعة الله، كانت الحسنات أكثر والدرجات أرفع، وأما طوله في غير طاعة، أو في المعاصي، فهو شر وبلاء، تكثر السيئات وتضاعف الخطيئات. ومن زعم أنه يحب طول البقاء في الدنيا ليستكثر من الأعمال الصالحة المقربة إلى الله تعالى، فإن كان مع ذلك حريصًا عليها، ومشمرًا فيها، ومجانبًا لِما يشغل عنها من أمور الدنيا، فهو بالصادقين أشبه، وإن كان متكاسلًا عنها، ومسوِّفًا فيها - أي الأعمال الصالحة - فهو من الكاذبين المتعللين بما لا يُغني عنه؛ لأن من أحب أن يبقى لأجل شيء، وجدته في غاية الحرص عليه؛ مخافة أن يفوته ويُحال بينه وبينه، ولا سيما أن العمل الصالح محله الدنيا، ولا يمكن في غيرها؛ لأن الآخرة دار جزاء، وليست بدار عمل. فتفكر - يا أخي - في ذلك عسى الله أن ينفعنا وإياك، واستعِنْ بالله واصبر، واجتهد وشمِّرْ، وبادر بالأعمال الصالحة قبل أن يُحال بينك وبينها، فلا تجد إليها سبيلًا، وكُنْ حذرًا من مفاجأة الأجل؛ فإنك غَرَضٌ للآفات، وهدف منصوب لسهام المنايا، وإنما رأس مالك الذي يمكنك إن وفقك الله أن تشتريَ به سعادة الأبد هو هذا العمر؛ قال الله جل وعلا: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ﴾ [فاطر: 37]، فإياك أن تنفق أوقاته وأيامه، وساعاته وأنفاسه فيما لا خير فيه، ولا منفعة؛ فيطول تحسرك وندمك، وحزنك بعد الموت. إذا كان رأس المال عمرك فاحترز ![]() عليه من الإنفاق في غير واجب[40] ![]() ![]() ![]() والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به. [1] مسلم (169، 2245/4). [2] الفاقة: هي الحاجة الشديدة. [3] الزهد لأحمد بن حنبل (148)، حلية الأولياء (1/ 239). [4] الشفاء (2/ 569). [5] الحاكم في المستدرك (4/ 547). [6] البزار في مسنده (1410). [7] أبو داود في الزهد (237)، والبيهقي في الشعب (9611). [8] الخبر بطوله في سيرة ابن هشام (2/ 243)، والناضِح: الحبل الذي تُستخرَج بواسطته المياه من البئر بالسانية، والمراد بقوله: فتلة دلو ناضح: هو مقدار ما يأخذ الرجل الدلو إذا أُخرِجت فيصبها في الحوض، يفتلها أو يردُّها إلى موضعها. [9] أحمد (20444) وحسنه الأرنؤوط، والترمذي (2329)، وصححه الألباني. [10] الترمذي (3233)، وصححه الألباني. [11] كما في الجامع لابن أبي زيد القيرواني (182). [12] البخاري (1890). [13] البخاري 7/156 (5671)، ومسلم 8/64 (2680) (10). [14] البخاري (5671)، ومسلم (2680). [15] مسلم (4/ 2064) (2681). [16] مسلم (4/ 2065) (2682). [17] أحمد (7578)، وصححه محققوه، والألباني. [18] أحمد (16040)، وصححه محققو المسند، والألباني في الصحيحة (2/ 672/ 979). [19] وهو عرق في وسط الذراع يكثر فصْدُه. [20] أي: قطع سيلانه بكيِّهِ. [21] البخاري (4117)، ومسلم (1769). [22] البخاري (7226). [23] الزهد لأحمد بن حنبل (148)، حلية الأولياء (1/ 239). [24] حلية الأولياء (1/ 236). [25] حلية الأولياء (1/ 234)، وقد ورد هذا الحرف: "صلِّ صلاة مودِّعٍ" في حديث مرفوع، لكن لا يثبت سنده. [26] ابن المبارك في الجهاد (222)، وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد (117)، ونُقلت عن أبي الدرداء كذلك رضي الله عنه؛ كما عند أحمد (135)، وابن المبارك (277)، كلاهما في الزهد. [27] أي: أموت في مكة وقد هاجرت منها، وقال ابن الملقن رحمه الله تعالى في (الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ٨/٣١): "كأنَّه أشفق من موته بمكة بعد أن هاجر منها وتركها لله، فخشِيَ أن يقدح ذلك بهجرته أو في ثوابه عليها، أو خشية بقائه بمكة بعد انصراف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وتخلُّفه عنهم بسبب المرض، فإنهم كانوا يكرهون الرجوع فيما تركوه لله تعالى، وقد جاء في رواية أخرى: أخلَّف عن هجرتي، أو أنه سأله عن طول عمره وبقائه بعد أصحابه". [28] مسلم 8/ 11 (2564) (34). [29] شرح النووي على مسلم (11/ 78). [30] العاقبة في ذكر الموت، لعبدالحق الإشبيلي (133). [31] فعدد الركعات المفروضة سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة، وعدد أيام السنة 354 يومًا، وحاصل ضربهما 6018 ركعة، والعرب فصحاء بُلَغاء يلغون في البيان ما زاد من العدد الكبير إن كانت الزيادة أو النقص يسيرَينِ، وهو ما يسميه بعضهم حذفَ الكسور. وهذا العدد المذكور إنما هو فيما لو اقتصر على الفريضة فقط، وهذا هو الحدُّ الأدنى المفروض على كل مسلم، فإن أضفنا الرواتب 12 ركعة، والتهجد 11 ركعة، فمجموعها 40 ركعة في اليوم والليلة؛ وعلى ذلك فعدد ركعات السنة الواحدة 14160 ركعة، وعدد سجداتها يقارب الثلاثين ألف سجدة، فكم لله من مِنَحٍ وألطاف وهِبات ورحمات في صلاة العبد وسجوده! فلله الحمد والشكر والمِنَّة. وهذا سوى بقية النوافل من ذوات الأسباب والمطلقة، نسأل الله الكريم من فضله، وتدبر كيف سمَّى صلى الله عليه وسلم الركعة سجدة، ولعل مرد ذلك لِما فيهما من مشترك معنى السجود العام بالركوع، والخاص بالسجود. وضمَّ لقلبك – رحمني الله وإياك - ما جاء في صحيح مسلم (488) بسنده عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخبرني بعمل أعمله يُدخِلني الله به الجنة، أو قال: قلت: بأحبِّ الأعمال إلى الله، فقال: عليك بكثرة السجود لله، فإنَّك لا تسجدُ لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة))، وكذا ما جاء عن ربيعة بن كعب الأسلمي خادِمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهلِ الصُّفَّةِ رضي الله عنهم، قال: ((كنتُ أبِيتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فآتيهِ بوَضُوئهِ وحاجتِهِ، فقال: سَلْنِي، فقلت: أسألُكَ مُرافقَتَكَ في الجنة، فقال: أوَ غيرَ ذلكَ؟ قلت: هو ذاكَ، قال: فأَعِنِّي على نفسِكَ بكثرَةِ السُّجودِ))؛ [رواه مسلم (489)]، وأهل الصُّفّة: هم فقراء المهاجرين، ومن لم يكن له منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مظلَّل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين (2/ 103): "وكثرة السجود تستلزم كثرة الركوع، وكثرة الركوع تستلزم كثرة القيام؛ لأن كل صلاة في كل ركعة منها وسجودان، فإذا كثُر السجود، كثُر الركوع، وكثُر القيام، وذكر السجود دون غيره؛ لأن السجود أفضل هيئة للمصلي، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وإن كان المصلِّي قريبًا من الله؛ قائمًا كان، أو راكعًا، أو ساجدًا، أو قاعدًا، لكن أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، وفي هذا دليل على فضل السجود"؛ أ.هـ. وإذا افتقرتَ إلى الذخائرِ لم تجدْ ![]() ذخرًا يكونُ كصالحِ الأعمالِ ![]() ![]() ![]() [32] مسند أحمد (8399)، وحسنه محققوه، ومسند أبي يعلى الموصلي (648)، وصححه محمد سليم أسد. [33] ابن ماجه (3869)، وصححه الألباني. [34] البخاري (5671)، ومسلم (2680). [35] مسلم (2599). [36] الحاكم في المستدرك (1/ 35) واللفظ له، وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح، ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 192)، والبيهقي في الدلائل (1/ 159) مرسلًا، وصحح الألباني إسناده مع إرساله في السلسلة (490)، وله شواهد متصلة لا بأس بها. [37] الزهد الكبير للبيهقي (1/ 241). [38] تاريخ دمشق لابن عساكر (68/ 173). [39] أحمد (٢٠٤٤٤)، وحسنه الأرنؤوط، والترمذي (2329)، وصححه الألباني. [40] مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار، عبدالعزيز السلمان (3/ 268).
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |