|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6521
|
||||
|
||||
![]() في اليوم الـ57 من الحرب.. ما الأوضاع الميدانية في شمال غزة؟ http://media.masr.me/HzpD...h2NjI&index=58
__________________
|
#6522
|
||||
|
||||
![]() بعد بدء القصف الإسرائيلي.. كيف هو مخيم جباليا في قطاع غزة؟ http://media.masr.me/yoDo...h2NjI&index=55
__________________
|
#6523
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#6524
|
||||
|
||||
![]() المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة: الاحتلال يريد تدمير المنظومة الصحية في شمال القطاع http://media.masr.me/9Bef...h2NjI&index=52
__________________
|
#6525
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#6526
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#6527
|
||||
|
||||
![]() حل الدولتين كتبه/ طلعت مرزوق فيقوم حل الدولتين على أساس قيام دولة فلسطين بجانب "دولة إسرائيل" على حدود ما قبل عدوان 1967، وعاصمتها: القدس الشرقية، ويعتمد هذا الحل على المرجعيات التالية: 1- قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 / 1967. 2- قرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 / 1973. 3- مؤتمر مدريد 1991، ومبدأ الأرض مقابل السلام. 4- اتفاقيات أوسلو. 5- مبادرة السلام العربية بالقمة العربية ببيروت 2002. فقد نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر 1967 على: إن مجلس الأمن إذ يعرب عن قلقه المستمر بشأن الوضع الخطر في الشرق الأوسط، وإذ يؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب، والحاجة إلى العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمان، وإذ يؤكد أيضًا: أن جميع الدول الأعضاء بقبولها ميثاق الأمم المتحدة، قد التزمت بالعمل وفقًا للمادة (2) من الميثاق. 1- يؤكد أن تطبيق مبادئ الميثاق يتطلب إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، ويستوجب تطبيق كلا المبدأين التاليين: أ- انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي (أراضٍ في النسخة الإنجليزية) التي احتلتها في النزاع الأخير. ب- إنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب، واحترام واعتراف بسيادة ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة، واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، حرة من التهديد بالقوة أو استعمالها. 2- يؤكد أيضًا الحاجة إلى: أ- ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة. ب- تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين. ج- ضمان حرمة الأراضي والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة عن طريق إجراءات من بينها إقامة مناطق مجردة من السلاح. 3- يطلب من الأمين العام تعيين ممثل خاص ليتوجه إلى الشرق الأوسط كي يجري اتصالات بالدول المعنية ويستمر فيها بغية إيجاد اتفاق، ومساعدة الجهود لتحقيق تسوية سلمية ومقبولة وفقًا لأحكام هذا القرار ومبادئه. 4- يطلب من الأمين العام أن يرفع تقريرًا إلى مجلس الأمن بشأن تقدم جهود الممثل الخاص في أقرب وقت ممكن. كما نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 بتاريخ 22 أكتوبر 1973 على: إن مجلس الأمن: 1- يدعو جميع الأطراف المشتركة في القتال الدائر حاليًا إلى وقف إطلاق النار بصورة كاملة، وإنهاء جميع الأعمال العسكرية فورًا في مدة لا تتجاوز 12 ساعة من لحظة اتخاذ هذا القرار وفي المواقع التي تحتلها الآن. 2- يدعو جميع الأطراف المعنية إلى البدء فورًا بعد وقف إطلاق النار، بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 (1967) بجميع أجزائه. 3- يقرر أن تبدأ فور وقف إطلاق النار وخلاله، مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت الإشراف الملائم بهدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. أما مؤتمر مدريد 1991، ومبدأ الأرض مقابل السلام، فقد عُقِدَ المؤتمر في محاولة لتفعيل عملية السلام مِن خلال المفاوضات، في الفترة مِن 30 أكتوبر إلى الأول مِن نوفمبر 1991 بإسبانيا، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد السوفيتي، وأعقب المؤتمر مفاوضات ثنائية بين "إسرائيل" والوفد الفلسطيني الأردني المشترك، ثم سوريا ولبنان. وفي التاسع مِن ديسمبر 1991 عُقِدت اجتماعات ثنائية في واشنطن، وفي الثامن والعشرين مِن يناير 1992 في موسكو لكن دون سوريا ولبنان. ويُعتبر مبدأ الأرض مقابل السلام تفسيرًا قانونيًّا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 / 1967، وكان التطبيق الأول لهذا المبدأ هو معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد 1978. ثم اتفاق أوسلو (1) عام 1993 (إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي) بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل". ثم اتفاقية وادى عربة عام 1994 بين الأردن و"إسرائيل". ثم اتفاق أوسلو (2) عام 1995 (اتفاق المرحلة الانتقالية للضفة الغربية وقطاع غزة) الملحق به اتفاق 1994 (غزة أريحا، وبروتوكول باريس الاقتصادي). وقد ظلت عملية السلام متعثرة حتى طرح الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-، مبادرة السلام العربية بالقمة العربية ببيروت 2002، ونصت على أنه: وانطلاقًا من اقتناع الدول العربية بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف. - يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الإستراتيجي أيضًا. كما يطالبها القيام بما يلي: - الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري، وحتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان. - التوصل إلى حلٍّ عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. - قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو (حزيران) في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية. عندئذٍ تقوم الدول العربية بما يلي: - اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيًا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة. - إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل. - ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة. - يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعًا إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقنًا للدماء، بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنبًا إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمنا يسوده الرخاء والاستقرار. - يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة. - يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات، وفي مقدمتها: الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والولايات المتحدة، والاتحاد الروسي، والدول الإسلامية، والاتحاد الأوروبي. هذا، وقد وافقت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة واقعيًّا على حل الدولتين -مرحليًّا- بالمادة رقم (20) مِن وثيقة المبادئ الخاصة بالحركة. كما أفتى فضيلة الشيخ الدكتور ياسر برهامي -حفظه الله تعالى- بجواز حل الدولتين (مرحليًّا).
__________________
|
#6528
|
||||
|
||||
![]() في غزة... إني أرى الحضارة الغربية عارية! كتبه/ غريب أبو الحسن - فتقول بعض الحكايات: إن رجلًا ماكرًا خدع أحد الملوك أنه سيصنع له ثوبًا سحريًّا مبهرًا، لا يراه إلا الحكماء، وبعد فترة جاء ذلك المخادع للملك وهو يدعي أنه يحمل بين يديه ثوبًا لم ترَ العين مثله، ومن روعته لا يبصره إلا أصحاب الألباب والعقول، فصدقه الملك حتى إنه صار لا يرتدي شيئًا وهو متوهم أنه يرتدي أجمل الثياب، وحتى إن حاشية الملك ووزرائه انساقوا خلف ذلك المخادع إما طمعًا في عطاياه أو خوفًا من أن يوصفوا بأنهم غير حكماء، خرج الملك عاريًا وهو يظن أنه يرتدي ذلك الثوب السحري العجيب ليقابل جموع الشعب والكل يظهر الانبهار بذلك الثوب السحري الجميل، ليخرج من بين الجموع صوت طفل صغير عاليًا ليعكر عليهم أجواء الاحتفال صاح الطفل: "إني أرى الملك عريانًا!"، حاولوا إسكاته دون جدوى وهو يردد ويقول: "إني أرى الملك عريانًا!". - فإني في أحداث غزة "أرى الحضارة الغربية عارية"؛ فقد عَرَّت أحداث غزة وكشفت عن الحضارة الغربية ثياب الزيف التي ترتديها، ولم تترك لها حتى ورقة التوت التي تداري بها سوأتها، فما إن استفاق العالم في صبيحة يوم السبت السابع من أكتوبر 2023 على وقع هجوم المقاومة الفلسطينية على الكيان المحتل وتكبيده خسائر فادحة في صفوف جنوده ومعداته وسمعته المدعاة حتى تسابقت الدول الغربية لإظهار الدعم المطلق لانتقام إسرائيل، وذرف الدموع على مَن قُتِل من الجنود المحتلين والهرولة نحو زيارة الكيان الصهيوني لإظهار كل أنواع الدعم. - بادرت أمريكا بإرسال أسطولها البحري وحاملة طائراتها الأحدث وآلاف من جنود المارينز، ثم أقامت جسرًا جويًّا متصلًا ومستمرًا يحمل آلاف الأطنان من القنابل والذخائر التي صبها الكيان الصهيوني على رأس أصحاب الأرض المحاصرين في غزة. - تعالت صيحات قادة الدول الغربية في سباق محموم حول أهمية القضاء على المقاومة الفلسطينية، ووصمها بالإرهاب والوحشية، دون أدنى اعتبار لحق الشعوب المحتلة في مقاومة ومحاربة قوى الاحتلال والإجرام - ثم شن جيش الإجرام الصهيوني حملة شعواء من القصف على كل أنحاء غزة؛ تلك البقعة الصغيرة من الأرض، والتي لا تتجاوز 6% من مساحة فلسطين المحتلة، والتي هي على أقصى تقدير أربعين كيلومترًا طولًا في متوسط ستة كيلومترات عرضًا، والتي تعد من أكثر الأماكن ازدحامًا في العالم، قصفت إسرائيل كل شيء؛ البنية التحتية، المدارس الجامعات، المساجد، المخابز، المنازل، هدمت البيوت على رأس ساكنيها! نقلت الكاميرات مشاهد هي أبشع مِن حروب النازية وإجرام التتار؛ حتى إنها تجرأت وهدمت مستشفى المعمداني على مَن فيه مِن طواقم طبية ومرضى، وعلى رأس مَن فر إليه من المدنيين ممَّن ظن أن الإجرام الصهيوني لن يتجرأ على استهداف المستشفيات، ولكن مَن يعلم نظرة اليهود للعالم مِن حولهم يدرك أن اليهود ينظرون للعالم حولهم على أنهم مجموعة من الحيوانات! فقد وصف الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطينية صراحة أنها مجموعة من الحيوانات البشرية، حتى يمهد للعالم ما سيفعله من قصف وتدمير لغزة. وحقيقة الأمر: أن اليهود ينظرون للعالم كله من حولهم من غير اليهود على أنهم مجموعة من الحيوانات ليس لها حقوق كما ذكر الله -تعالى- قولهم: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (آل عمران: 75)، فقوم يقتلونهم كما تقتل الحيوانات، وقوم تسوقهم إسرائيل كما تساق البهائم كما تفعل مع شعوب الدول الغربية فيتحكمون في اقتصادهم وإعلامهم، وسياستهم وقادتهم تحكمًّا تامًّا، فالحكومات الغربية مستسلمة للوبي الصهيوني ببلادها، ولا زال التاجر اليهودي المرابي له اليد الطولى في رسم السياسة الغربية. - العجيب أنه بعد أن قصفت إسرائيل مستشفى المعمداني في واقعة ستظل وصمة عار في جبين العالم الحر -زعموا!-؛ خرج علينا "تائه" أمريكا ليقول: إنه يعلم أن إسرائيل لم تفعل ذلك، وإن مَن قام بقصف المشفى هي المقاومة الفلسطينية! حتى يعطي الكيان الصهيوني الغطاء للاستمرار في قصف المدنيين، وتدمير مظاهر الحياة في غزة؛ ليرحل عنها أهلها، ولن تستطيع -بإن الله-. - رأيت الحضارة الغربية عارية عندما سمعت مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية ومذيع الجزيرة يسأله: هل ما قامت به إسرائيل في غزة من قتل الآلاف من المدنيين وتدمير البنية التحتية، وكل مظاهر الحياة... قال: أنا لست محاميًا، الموضوع يعود للمحكمة الدولية! وبعدها مباشرة سأله: هل ما قامت به حماس يوم 7/10 يعد جرائم حرب؟ رد مباشرة: نعم! ولم يقل له: لستُ محاميًا! - كشفت أحداث غزة زيف الحضارة الغربية وزيف شعارات حقوق الإنسان التي اتخذتها ذريعة للتدخل في شئون الدول الأخرى، فكم من دولة تم القضاء على سلطتها واحتلالها بذريعة حقوق الإنسان وحماية الأقليات، أو بذريعة نشر الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والحرب على الدكتاتورية! وكم من دولة تم حصارها وتجميد أصولها وفرض العقوبات عليها تحت ذريعة حقوق الإنسان، بل ربما أقامت الدول الغربية الدنيا من أجل ناشط أو حقوقي أو من أجل السماح بحرية الشواذ والمنحرفين أو من أجل التضامن مع من سب ودنس مقدسات الدول تحت زعم حرية الفكر، وبالأمس القريب رفض أحد لاعبي كرة القدم ارتداء شعار الشواذ في أحد المباريات؛ فتم عقابه واستبعاده وأعطيت له الدروس الأخلاقية: أنه لا يراعي حقوق الإنسان، بل سخرت المنصات العالمية نفسها من أجل نشر الشذوذ وتجميل صورة الشواذ، فأصبح الشواذ هم أبطال الأفلام والمسلسلات، بل وأفلام الكرتون التي تخاطب الأطفال، بل وأبطال ألعاب الفيديو جيم! طوفان من الدعم ومحاولات مستميتة من أجل فرض تلك الانحرافات على العالم! - ولما قامت إسرائيل حتى كتابة هذه الكلمات بقتل ما يقرب من 12300 إنسان مدني منهم على الأقل 5000 طفل، لا نقول: إنها حبستهم أو جوعتهم، بل قتلتهم، وليس أي قتلة، بل قصفتهم، والعديد منهم لم تعلم ملامحه، بل جمع جسده قطعة قطعة، وكل ذلك على مرأى ومسمع من العالَم! لم تحرك تلك المشاهد الحكومات الغربية، بل وكأنهم لا يرون شيئًا، هم فقط يرون ما حدث يوم 7 أكتوبر حين أهينت الكرامة الصهيونية، ومنذ ذلك اليوم لا يرون شيئًا، بل هم في الحقيقة يروجون للرواية الصهيونية التي تتحدث عن قتل المقاومة الفلسطينية للأطفال وقطع رؤوسهم، ولكل تلك الفبركات الصهيونية التي روجوها دون أي إثبات. - عرّت أحداث غزة الحضارة الغربية أمام المخدوعين بها الذين صدقوا أنها الحضارة التي تجعل حقوق الإنسان على رأس أولوياتها، وحقيقة الأمر: أن حقوق الإنسان لا تشغل بال الحضارة الغربية في شيء، فمنذ القِدَم وعلاقات الدول الأوربية ببعضها هي علاقة الحروب والإغارة والاستيلاء على الأراضي والقهر، فقد ظلت الدول الأوروبية تعاني من الاحتراب عبر كل تاريخها تنتقل من الحروب النابليونية إلى الحرب العالمية الأولى إلى الحرب العالمية الثانية، حروب قاسية يقتل فيها الملايين من أجل مصالح حفنة من الملوك والحكام، ويا للعجب يقف من خلف أولئك الملوك تجار اليهود الذين كانوا دائمًا يمولون طرفي الحروب في أوروبا. - وعندما تهدأ الحروب في أوروبا كانوا يتنافسون على احتلال الدول حول العالم ونهب خيراتها، والاستيلاء على ثرواتها، وتحطيم شعوبها، بل واستعباد تلك الشعوب؛ فلم يتركوا للشعوب أرضهم ولا ثرواتهم، ولا حتى حريتهم، كما قامت أمريكا بإبادة شعب الهنود الحمر، وقامت كندا بإبادة السكان الأصليين وقامت أستراليا بذلك أيضًا، والإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس قامت على غياب حضارات، وقفول دول وممالك؛ هل تعلم: أن بريطانيا العظمى قادت حملتين كبيرتين عرفتا بحرب الأفيون الأولى والثانية؛ لأن الإمبراطور الصيني رفض دخول الأفيون مع التجار البريطانيين إلى الصين، لما كان له من الأثر السلبي على الشعب الصيني، فقادت بريطانيا الحروب من أجل أن يسمح ببيع الأفيون لشعبه! - ألقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتين نوويتين على هيروشيما ونجازاكي، فمحت تلك المدينتين من الوجود في ثوانٍ معدودةٍ، ودأبت الولايات المتحدة على تسعير الحروب حول العالم، ففي الحرب الكورية وحدها قُتِل ما لا يقل عن أربعة ملايين نسمة، والحديث يطول في هذا الشأن. - حتى عندما حملت الولايات المتحدة حقيبتها وراحت تنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، وحلت بدولة العراق، لم تلبث إلا قليلًا وخرجت لنا مشاهد مروعة من "سجن أبو غريب" للجنود الأمريكان وهم يقومون بأبشع أنواع التعذيب وسط جو من المرح، بل وتصوير أنفسهم وهم يقومون بتلك الأفعال البشعة التي لا يقوم بها إلا حثالة البشر، فتخيل الأفعال الشنيعة الأخرى التي قاموا بها ولم تصورها الكاميرات! - ما يحدث في غزة هو امتداد طبيعي لما قامت به الحضارة الغربية في كل مكان حلت به، وما تقوم به الحضارة الغربية من دعم الهجمات الصهيونية المجرمة على الشعب الفلسطيني هو يتوافق مع تاريخ مظلم لهم، احتلوا فيه الدول وأحرقوا فيه الأرض، ونهبوا فيه الخيرات، وساموا الناس سوء العذاب. - ما يحدث الآن في غزة هو برهان عملي للمسلمين والعرب والشعوب المستضعفة ألا تثق في الحضارة الغربية، ولا في المتأثرين بها، وألا ينتظروا من الدول الغربية لا عدلًا ولا إنصافًا، فالدول الغربية لا ترى لأحد حقوقا إلا حقوق شعوبها، وأما حقوقنا فلا ترد إلا بالمقاومة والإعداد والتضحية، وانتزاع الحق من بين أنياب الاحتلال وإجباره على الرحيل يجر أذيال الخيبة والخسارة. - ما يحدث في غزة إذا كان يفضح الحضارة الغربية فهو أشد فضحًا لمندوبي الحضارة الغربية في بلادنا، والذين تشربوا تلك الحضارة المادية البغيضة، والذين يمولون من تلك الدول، والذين لا يتوقفون عن الهجوم على حضارتنا وقيمنا وديننا ومعتقداتنا وتراثنا، وإعلامنا ورموزنا، وعلى شريعتنا الغراء وعلى تاريخنا الناصع، ويحاولون بكل السبل أن يشوهوا هذا التاريخ، تتبع هؤلاء المستأجرين لن تسمع لهم حسًّا، سيتوارون عن الأنظار وكأنهم أغراب عنا وعن قضيتنا وقضية كل مسلم وعربي صادق، لن تسمع منهم إدانة لإجرام الصهاينة، ولن تسمع منهم إدانة لموقف الدول الغربية الداعم للإجرام الصهيوني، ولو سمعت إدانة منهم على استحياء لا بد أن يقدمها بتوجيه الاتهامات للمقاومة حتى لا يفقد الرضا الغربي، ولا الدعم الغربي ولا المال الغربي. - ستسمع سفراء الحضارة الغربية يحدثوك إن تم استضافتهم في البرامج يقولون لك: إن الحرب مع اليهود ليست دينية، إنه ينبغي أن نتعامل مع اليهود على أنهم أمر واقع لا مفر له، سينزعجون جدًّا إن حدثتهم عن موقف الغرب الداعم لإسرائيل، سيهربون من تخطئة الغرب إلى تخطئة المتطرفين من الجانبين، ستجدهم يساوون بين الضحية والقاتل، يساوون بين صاحب الأرض وبين المحتل الغاصب، وبعضهم تعدى إجرامه كل الحدود كما فعلت تلك الناشطة التي صرحت أنها ترى في إسرائيل دولة صديقة، وأن بيننا سلام ممتد لأكثر من أربعين سنة، وأنها ستبقى عمرها تحارب التطرف الإسلامي، وغيرها من التصريحات التي يندى لها جبين البشرية، ولكن لا غرابة على من تحلل من قيمه، وخلع ثوبه وارتدى ثوب الحضارة الغربية الزائف، فكان نصيبه أنه ظهر عاريًا أمام أبناء شعبه فلم يجد له ملجأً إلا الفرار حيث أعداء أمته وقتلة شعبه! - إن ما يحدث في غزة برغم ما به من ألمٍ لما يصيب بعضًا من جسدنا المسلم، ورغم أن جسدنا يئن له ويتألم له أعظم الألم؛ إلا أن من وراء ذلك من الخير ما الله به عليم، فاستفاقة شرائح كبيرة من أبناء شعبنا عن وهم مرجعية الحضارة الغربية المادية البائسة، ومعرفة هذه الشرائح غايات تلك الحضارة من الاستيلاء على خيرات الشعوب، شعارهم القديم: "بالجنود احصل على الذهب، وبالذهب احصل على المزيد من الجنود!"؛ ذلك الشعار الذي استولوا به على مقدرات الشعوب. ومن وراء هذه المحنة خير آخر، وهو: معرفة حقيقة سفراء الحضارة الغربية والممهدين لها في بلادنا، وإدراك لماذا يهاجمون الكتاب والسنة، والبخاري ومسلم، والشريعة، ولماذا يهاجمون الفقهاء والرموز التاريخية، لماذا يريدون تشوية حضارتنا الإسلامية التي لم تعرف البشرية لها مثيل، ما يحدث فرصة عظيمة للتمسك بثوابتنا ولمعرفة تاريخنا ولإحياء معالم حضارتنا الإسلامية، ما يحدث فرصة لبناء بلادنا وتعويض ما فاتنا، وإنتاج ما نحتاجه من مطعم وملبس، وتكنولوجيا، وسلاح. ما يحدث فرصة أن نستعيد زمام الأمور، ونعلم: أن الفجوة الحضارية بيننا وبين الحضارة الغربية لو صحت عندنا النية والإرادة وارتكزنا على مرجعيتنا الثابتة، فإننا يمكن أن تردم هذه الفجوة في أوقات قياسية خاصة، وأن رسالتنا للبشرية هي رسالة رحمة وسعادة للدنيا والآخرة، وأن حضارتنا تخاطب الجسد والروح، حضارتنا تعرف الحق وترحم الخلق، حضارتنا لا تُكرِه أحدًا على الدخول في الدين، حضارتنا تعرف العدل مع المسلم وغير المسلم، بل تعرف العدل والرحمة مع العجماوات، حضارتنا عاش في كنفها المسلمون والنصارى، بل واليهود آمنين على أموالهم ودمائهم وأعراضهم وتجارتهم، لا يخشون الظلم أو القهر لمئات السنين، وليتمن الله هذا الأمر حتى لا يترك بيت مدر ولا وبر إلا دخله بعز عزيز أو بذل ذليل.
__________________
|
#6529
|
||||
|
||||
![]() لماذا ندعو إلى ترك التطبيع؟ (2) كتبه/ ياسر برهامي فنستكمل في هذا المقال بيان أسباب دعوتنا إلى ترك التطبيع. 4- التأكيد على رفض التطبيع بأشكال: فقد حدث الأسبوع الماضي جملة أحداث مرَّت علينا في صخب الحياة المستمر كأنها صامتة، مع أنها مؤلمة شديدة الألم، خصوصًا مع الشعور بالعجز عن معالجة آلامها، ربما إلا بالنسيان. الرابع: إعلان إسرائيل عن بناء المئات مِن المساكن في المستوطنات الإسرائيلية في الأرض العربية المحتلة، في تكريس لواقع الغطرسة والجبروت الذي لا يعبأ بما يقال عن محاولات السلام ونسيان الحروب، والذي لا يمكن أن يتحقق في الحقيقة؛ لأن السنن الكونية في بقاء نفسية العداوة في قلوب اليهود لأهل الإسلام لن تتوقف: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة: 82)، فمن يخبرنا عن حقيقة ما في نفوسهم مِن بعد الله؟! فعجبًا لمن يظن إمكانية زوال ذلك، أو يأمل في التطبيع معهم، ولا يزال الصد الشعبي الهائل في نفوس المسلمين والعرب تَجاه التطبيع قائمًا لن تخترقه زيارات ولا مقابلات، فرفض الشعوب لهذه الممارسات سيظل مانعًا ما يريدون، مهما ظلت موازين القوى في صالحهم، ولكن إلى حين. 5- التصدي لعملية التهويد (مؤتمر تهويد المسجد الأقصى بين الانقسام الفلسطيني والربيع العربي): إن ثورات الربيع العربي لا يمكن أن تشغل عن قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، ومواجهة المخططات الإسرائيلية، وعودة القدس لن تكون بالشعارات، لكن بعودة الشخصية المسلمة القوية، وقد ضاعت القدس عندما ضاعت الشريعة وتفرقت الأمة، وبوحدتها سيعود المسجد الأقصى، وتتحرر الأرض المحتلة، وفكرة فصل الدين عن الدولة مرفوضة تمامًا؛ فهي بدعة علمانية، والإسلام شامل لكافة مناحي الحياة. 6- إعانة المسلمين (فتوى حول بناء الجدار الفولاذي بين مصر وغزة): السؤال: ما رأيكم فيما تفعله مصر من بناء جدار فولاذي على حدودها مع غزة؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال -تعالى-: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (الأنفال:72)، وقال -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة:71)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ) (متفق عليه)، فإلى الله المشتكى، ونسأل الله العافية. لا يجوز إجاعة المسلمين، ولا منعهم من حقهم في الدفاع عن أنفسهم، بل الواجب عليهم أن يعينوهم بكل ما يقدرون عليه من سلاح وطعام ووقود وعلاج وأطباء وغير ذلك، لا أن يُساهموا في الحصار الذي يفرضه العالم -اليهود وأعوانهم- عليهم. ثانيًا: موقفنا من التطبيع: 1- مسألة التقارب الإسلامي المسيحي اليهودي: التقارب بين الأديان الذي يقصد به تمييع القضايا ومساواة الملل، وزمالة الأديان، والمودة والمحبة والصداقة بين أتباعها؛ بزعم وجود قواسم مشتركة، هو من الرضا بالكفر وإقراره، والرضا بالكفر كفر، أما الجائز شرعًا فهو الهدنة والعهد والذمة بالشروط الشرعية، فهذا هو السلام الجائز مع الكفار، أما أن نقر بأحقيتهم في أرض المسلمين، خاصة فلسطين، وخاصة القدس؛ فأي مسلم يملك أن يقول لهم لكم ذلك الحق؟! ولكن قد ينظر في مسألة أن تكون القدس تحت مظلة دولية: هل هو أهون شرًّا من بقائها في يد اليهود إن عجز المسلمون عن أخذها مؤقتًا، دون أن يقروا بأن الحق فيها لغير المسلمين؟ 2- التطبيع الديني تحت شعار: (الديانة الإبراهيمية وأهدافه): "هذا المصطلح الذي ظهر في زمننا: (الدين الإبراهيمي)، وما تفرع عنه، مثل: "الولايات الإبراهيمية المتحدة"، متزامنًا ظهوره مع حملات التطبيع مع اليهود وكيانهم الصهيوني، والتي رتبت لها إدارة الرئيس الأمريكي - الخاسر في الانتخابات الأخيرة - "ترامب" بقيادة زوج ابنته - اليهودي - كوشنر والذي صار له وجود متكرر في منطقتنا العربية الإسلامية؛ لتغيير بوصلة العداوة الإستراتيجية مع إسرائيل إلى وجهات عديدة داخلية بين دول المنطقة، وصراعات عديدة داخل كل دولة تقتتل فيها الشعوب والدول؛ إضافة إلى الخطر المدعم والمصنوع للشيعة ودولتهم الحديثة إيران، التي تهدف إلى نشر الدين الشيعي في دول المنطقة وغيرها. وكان هذا المصطلح -ولا يزال- هادفًا إلى نسيان الهوية الإسلامية للشعوب والدول، بل وفقدان حقيقة ملة إبراهيم -عليه السلام-؛ رغم أن هذه الملة هي التي بعث بها كل الأنبياء... وإن من أعجب ما يتعجب منه المرء أن يُستعمل هذا الاصطلاح حاليًا عند من أنشأه في ضد المعنى الأساسي الأكبر الذي قامت عليه ملة إبراهيم، وهو التوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من كل ما يُعبد من دونه، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَهَا كَلِمَةٌ بَاقِيَةٌ فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الزخرف: 26-28). والقوم إنما يريدون استعماله في اختراع دين جديد، يزعمون فيه تساوي الأديان على تناقضها واختلافها بزعم اجتماعها في تعظيم شخص إبراهيم -عليه السلام-، وهذا يقتضي الجمع بين المتناقضين: بين عبادة الله، وعبادة غيره، وتصحيح هذين المتناقضين، وكذا يقتضي الجمع بين الإيمان برسالة عيسى ومحمد -صلى الله عليهما وسلم- وبين تكذيبهما، وتصحيح هذين النقيضين. وفي شأن عيسى -صلى الله عليه وسلم- الجمع بين اعتقاد نبوته وبين اعتقاد ألوهيته وبنوته الله، وبين اعتقاد أنه ابن زنا -والعياذ بالله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا!، سبحانك هذا بهتان عظيم-. وقد جعل الله -عز وجل- اتهام مريم بالفاحشة كفرًا، فقال -تعالى- عن بني إسرائيل: (وَبِكُفْرِهِم وَقَولِهِم عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) (النساء: 156)؛ فهذا الدين الجديد يقتضي تصحيح كل هذه المتناقضات! والهدف من هذا الدين الإبراهيمي الجديد في حقيقة الأمر: تحقيق تبعية دول المنطقة كلها للكيان الإسرائيلي الأقرب في زعمهم إلى إبراهيم ووراثته، فينبغي أن يدين الجميع لهم بالتبعية، والإقرار لهم بالرياسة، والاعتراف بتقدمهم وتفوقهم العسكري، والاقتصادي، والإعلامي والتكنولوجي دون منازعة، بل ضرورة تسليم القيادة لهم رغم تعصبهم الشديد لقوميتهم القائمة على الدين، ودولتهم الدينية الوحيدة التي تجمع شتات اليهود في العالم على اختلاف قومياتهم وألسنتهم وأوطانهم؛ فهي الدولة الوحيدة في العالم التي جعل الدين فيها قومية، فمَن أقر لهم بهذه القيادة قربوه وأدنوه ورفعوه، ومن نازعهم في ذلك حاربوه وعادوه، وحاولوا إهلاكه. والعجب أيضًا: أن أناسا ينتسبون إلى القومية العربية وإلى الوطنية على اختلاف أوطان المسلمين ينادون بهذا المصطلح، ويسعون لتطبيق هذا المشروع من الاتحاد الذي معناه فقدان هوية أوطانهم، بل فقدان معالم هذه الأوطان وحدودها أصلًا، ومعالم هذه القومية بالكلية، والذوبان في ملك اليهود، كما يزعم اليهود أنهم المقصودون بقول نوح -عليه السلام- في روايتهم لكتابهم المقدس: "أن يكون أبناء حام ويافث عبيد العبيد لأبناء سام!"، مع أن العرب يشاركونهم في السامية؛ إلا أنها غير معتبرة عندهم، ولا عند أي دول العالم الغربي وثقافاته المختلفة" (من مقال: الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال 1). ثالثًا: موقفنا من التطبيع الثقافي: س: هل التطبيع مع الكيان الصهيوني يقصد به البيع والشراء والتجارة أم أوسع من ذلك؟ الجواب: "التطبيع أوسع من ذلك، وأخطره: التطبيع الثقافي، فمثلًا: يمنع أن يدرس الطلبة في مادة الجغرافيا في الخريطة دولة فلسطين، وإنما يلزم أن تكتب دولة إسرائيل، ويمنع أن تذكر الآيات التي لها علاقة بهم، كما أن كثيرًا من أناس لا يجب قراءة الآيات المتعلقة بالنصارى، مثل قوله -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة: 17)، وقوله -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهِ إِلَّا إِلَهُ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة: 73). والبيع والشراء يجوز مع الكفار الحربيين وليس فقط مع مَن معهم علاقات، ونحو ذلك، لكن المهم أن البيع والشراء يراعى مصلحة المسلمين وليس مصلحة الأعداء، فلا نبيع لهم مثلًا الغاز كما في العهد البائد -حكومة مبارك- بثمن رخيص، ونرجع لشرائه بثمن أغلى فسبحان الله رب العالمين! نقول: إن المصالح التي لنا نعملها ونسعى إلى تحقيق مصالح المسلمين المستضعفين. ومن أخطر الأشياء في قضية التطبيع الثقافي ألا تذكر الأحاديث التي فيها قتال اليهود آخر الزمان، فإن ذكرها أحد عرَّض نفسه للعقوبة -مراعاة للتطبيع-؛ فلا يقول أحدٌ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا اليَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وَرَاءَهُ اليَهُودِيُّ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيُّ وَرَائِي فَاقْتُلُهُ) (متفق عليه)، فيعلنون أنها آخر الحروب إلى الأبد -أي: حرب أكتوبر 73-، ووالله لن تكون آخر الحروب، بل الملحمة الكبرى مع اليهود عقب خروج الدجال وهو يهودي وأتباعه من اليهود، كما جاء في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ صَائِدٍ: وَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذَمَامَةٌ: هَذَا عَذَرْتُ النَّاسَ، مَا لِي وَلَكُمْ؟ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ أَلَمْ يَقُلْ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّهُ يَهُودِيُّ) وَقَدْ أَسْلَمْتُ. (رواه مسلم). التطبيع الخطر أن نقول لأجيالنا القادمة: ليس لنا أعداء، نحن أصدقاء وأحباب! لا، بل نقول لهم: بيننا وبينهم معاهدات، لكن لسنا أصدقاء، ولا أحباب، بيننا وبينهم معاملات، لكن ليس بيننا وبينهم أبدية صلح؛ إلا لو دفعوا الجزية، وهذه يبطل أبديتها نزول المسيح ابن مريم -عليه السلام-. والله المستعان" (فتوى من مقطع مرئي). 2- تعلم لغة اليهود العبرية: السؤال: ما حكم تعلم اللغة العبرية (لغة اليهود) وتعليمها للغير؟ وخصوصًا أنه انتشر في الآونة الأخيرة إقبال كثير من الناس على تعلمها من باب أن المنطقة مقبلة على سلام دائم وشامل، وانفتاح اقتصادي. الإجابة: دراسة اللغة العبرية تابع للمقصد منه، فمن تعلم ليأمن مكرهم، ويعرف خبايا كلامهم ويفضح عداوتهم للمسلمين؛ فهذا عمل مشروع يثاب عليه، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه أن يتعلم لسان يهود؛ لأنه لا يأمنهم على كتبه التي تأتيهم بلغات أخرى، فتعلمه في أيام. وأما مَن كان يتعلم لسانهم، ليندمج في مجتمعهم، ويصاحبهم، ويؤدي لهم الخدمات، ويعاونهم على كفرهم وظلمهم وبغيهم، ويسالمهم ويناصرهم ضد المسلمين، فهذه متابعة لهم. وقد قال عمر -رضي الله عنه-: "إياكم ورطانة الأعاجم"، فمن تعظم باللغات الأجنبية مزدريًا للعربية، فهو من أولياء أعداء الإسلام. رابعًا: موقفنا من التطبيع الرياضي: السؤال: 1- ما حكم الشرع فيما يعرف الآن بالتطبيع الرياضي مع الكفار، وخصوصًا مع أفراد الكيان اليهودي"، حيث تقام مباريات تنافسية في مختلف الرياضات وتحصل فيها مواجهات بين المسلمين واليهود وغيرهم من الكفار؟ وهل في ذلك مخالفة شرعية؟ 2- هزم أحد اللاعبين المسلمين أمام خصمه اليهودي ورفض مصافحة اليهودي الذي مد يده له، فما حكم هذا السلوك من شخص مسلم؟ وهل هذا هو الصواب؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فكان الأحب إلينا ألا يلعب اللاعب المسلم مع الإسرائيلي؛ لأن المقصود من ذلك عندهم هو إشعار المسلمين بانتهاء العداوة معهم، وقد قال الله -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة: 82)، ونسيان ما اغتصبوه من بلاد المسلمين في فلسطين "خاصة بيت المقدس"، وما يفعلونه في المسجد الأقصى، وكذا جميع صور التطبيع أي: تكوين علاقات طبيعية"، وهم لم يقروا بحقوق أهل فلسطين في شيء على الإطلاق، ويعاملونهم أسوأ من الحيوانات، فأن يظهر للعالم خلاف ذلك ضرر بلا شك على قضية فلسطين، والموقف من اليهود. 2- وأما رفض اللاعب المسلم المصافحة بعد الهزيمة فنراه قد أخطأ فيه؛ لقول الله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) (النساء: 86)، ومد اليد تحية، وليس فيها محرم مثل مصافحة المرأة الأجنبية مثلًا، فإنه لا يجوز" (فتوى في حكم التطبيع الرياضي مع اليهود). السؤال: ما حكم قيام بعض الفرق العربية والإسلامية باللعب مع اليهود في المباريات والألعاب الدولية؟ الإجابة: المقصود من اللعب بين فرق الدول المختلفة الرياضية: تأكيد علاقات المودة الصادقة وتحقيق التطبيع -كما يسمونه-، ولا أظن مسلمًا يشك في أن إظهار المودة لليهود المغتصبين، وتحقيق الصداقة معهم، هو موالاة لهم داخل في عموم النهي عن موالاة الكفار. وأرجو مراجعة مقالي: "بعد ستين سنة من سقوط فلسطين... كم تغيرت المفاهيم؟"، وهو منشور على موقع: صوت السلف. خامسًا: من أحكام الموالاة والمعاداة: تفعيل قضية الولاء والبراء: السؤال: كيف يمكن تفعيل قضية الولاء والبراء في واقع الأمة الآن... في الذي يحدث في غزة؟ الجواب: الحقيقة أن هذه القضية هي المحور في كل ما يجري؛ ولذلك من أعظم فوائدها أنها تؤدي إلى وضوح هذه القضية عند عامة المسلمين، ولا بد أن تستغل وتوضح الآيات والأحاديث التي تدلنا على عداوة اليهود، وعداوة المشركين الذين دخل فيهم النصارى المثلِّثين الصليبين؛ فهؤلاء دخلوا في الذين أشركوا، فلا بد من توضيح قضية الولاء والبراء وتوضيحها.
__________________
|
#6530
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |