|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفرقة (الديوبندية) واضطهاد أهل الحديث في الهند (الديوبندية) طائفة من الحنفية في شبه القارة الهندية، يسلكون مسلك جامعة (ديوبند) وينتمون إليها، و(ديوبند) هي بلدة في ولاية أوترا براديش بالهند، اكتسبت شهرتها من أجل الجامعة الإسلامية الشهيرة (دار العلوم) التي تأسست فيها عام 1283هـ، وتعد فخراً واعتزازاً لها بلا شك، وكان الهدف الأساسي من إنشاء هذه الجامعة هو تأييد المذهب الحنفي ونشره، وإخضاع السنة النبوية وتطويعها للفقه الحنفي، وينتمي (الديوبندية) إلى مدرسة (ديوبند) التي أسست في 15 محرم سنة 1283 هـ في (ديوبند) بلدة من بلاد الهند، وعني بتأسيسها الشيخ محمد قاسم النانوتوي وزميله وخليله الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي. و(الديوبندية) ماتريدية صوفية جشتية، من عقائدها: وحدة الوجود، وتأويل الصفات، والاستغاثة بأرواح الأحياء والأموات، والتعلق بالقبور، ومن زعمائها: محمد قاسم النانوتي، وأحمد الكنكوهي، وحسين أحمد المدني، ومحمد أنور شاه الكشميري، وأبو الحسن علي الحسني الندوي، وحبيب الرحمن الأعظمي. وقد رفعت (الديوبندية) شعارات ثلاثة هي: (العقيدة الأشعرية الماتريدية، والتقليد المذهبي، والتصوف الطرقي)، ومن لا يوافق عليها يعد من الضالين. (كما هو منصوص عليه في كتب كبارهم ورسائلهم قديما وحديثا)، وبناء على هذه الشعارات خالف كبار الديوبندية دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن قيم الجوزية، والإمام محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن علي الشوكاني، والأمير صديق حسن خان البوفالي، والسيد نذير حسين المحدث الدهلوي وغيرهم (رحمهم الله تعالى)، في الإصلاح والتجديد، المبنية على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، ورموها بالزندقة والضلال، ولا يزالون. والحق الذي لا يختلف فيه أصحاب العقول الراجحة من أهل التوحيد والحديث والسنة والأثر في أنحاء المعمورة أن الجماعات التي تغترف من منهل تراثهم الصافي من أكدار البدع والخرافات، تحظى بحظ وافر من نقاوة الإسلام وتوجيهاته الرشيدة، في العقائد والعبادات، والأحكام والمعاملات وغيرها من أمور المعاش والمعاد. - وأما في الهند، فقد اكتوى أهل الحديث بنار تعصبهم الأعمى للحنفية قديما، وبوشايتهم لدى الجهات في الداخل والخارج (ولا سيما المملكة العربية السعودية) حديثا، وما ذنبهم إلا أنهم تمسكوا بالكتاب والسنة عقيدة وعبادة وعملا وسلوكا على منهج السلف الصالح، وما يتنازلون عنه أبدا مهما كانت الوشاية والشكاية، وهم يفوّضون أمرهم إلى الله، والله بصير بالعباد. - والجدير بالذكر أن المد السلفي كلّما يعمّ وينتشر بوسائل الاتصالات الحديثة والقنوات الفضائية بجهود علماء المملكة (حرسها الله) ودعاتها الناجحين في العمل الدعوي في الداخل بين الجاليات، والخارج في القارات الخمس، ويتأثر به الخاصة من الناس قبل العامة، لموافقته الفطرة البشرية في هذا العصر المتطور: يقض مضاجعهم ويقلقهم؛ لأن أتباعهم سرعان ما ينضمون إليه تاركين وراءهم تهويلاتهم في وجوب الالتزام بالتقليد المذهبي والتصوف الطرقي والعقيدة الأشعرية والماتريدية. - ولصد هذا المد السلفي المبارك، ومنع أتباعهم من الانضمام إليه، اختاروا أساليب كثيرة، منها: عقد الاجتماعات والمؤتمرات، وإلصاق التهم بهم بعزو المسائل المزورة إليهم لتنفير العامة منهم، وتحريضهم عليهم، وتشجيعهم على قطع العلاقة معهم، وتلفيق الحقائق في شأنهم في المساجد أمام الناس، بواسطة أئمتها وخطبائها، وإرسال الوفود إلى البلاد لتشويه سمعتهم لدى الثقافات من العلماء والمسؤولين، هكذا صار المعروف منكرا، والمنكر معروفا عندهم. وللأسف؛ إنهم يركزون في قرارات اجتماعاتهم ومؤتمراتهم ضد السلفيين، على أن هذه الفتنة (أي الدعوة السلفية) تتبناها الحكومة السعودية، وهي تنتشر تحت رعايتها في الهند، وغيرها من البلاد. - ومن هنا يقومون بالوشاية ضدهم من غير حق، في الوزارات والإدارات لتقليل شأنهم في عيون أهل الحق، وإبعادهم من مؤازرتهم لنشر هذه الدعوة المباركة من جهة، ويهددونها بالنتائج الوخيمة من جهة أخرى إن لم تتخل عنها، وهذا يدل على أنهم لا يملكون الدليل ليقرعوا الحجة بالحجة، فاختاروا أسلوب التشويه والتهديد، والله المستعان! - ولإكمال مسيرتهم المناهضة للدعوة السلفية قرروا إرسال الوفود إلى المملكة لثنيها عما تقوم به من تأييدها للعقيدة الصحيحة في العالم كله، بدليل أن الدعاة يدعون الناس إلى تصحيح ما هم عليه من العقائد والأعمال، وهذا يسبب ترك ما عليه السواد الأعظم من المسلمين من التقليد الجامد، فتنشأ البلبلة في صفوفهم. هذا، ولا ضير عليهم إن ردّوا أنفهسم على المذاهب الفقهية الأخرى، بدليل أن ما هم عليه هو الصحيح يحتمل الخطأ، وما عليه غيرهم هو الخطأ يحتمل الصواب. (أحشفا وسوء كيلة!). - هؤلاء بموقفهم هذا المعادي للسلفية لا يقبلون الحق بأنفسهم، ولا يحبون من يؤيد هذا الحق، حتى يرجعوا إلى ملتهم، فتصرفهم هذا الخطأ يؤدي إلى خسارة أهل الحق من جهتين: لا أنهم يفوزون بهؤلاء، لأجل تعصبهم للتقليد الأعمى والتصوف الطرقي والعقيدة الماتريدية، وأيضا يتخلون عمن كانوا معهم على الحق. - غير خاف على من له إلمام بما يحصل الآن في الهند، أنه من رواسب كتابات الشيخ حسين أحمد المدني، واجتماعات ابنه الشيخ أسعد المدني وغيرهم من (الديوبندية) في الماضي، ولكنه طم وعم بعدما اختير ابنه الآخر الشيخ السيد أرشد المدني (كبير الديوبندية) عضوا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في العام المنصرم، وهو الذي يعقد أكثر اجتماعات (الديوبندية) في دار العلوم ديوبند، بحضوره أو تحت إشرافه. وبوجاهته هذه مع زعم كثرة سواده، يريد أن يضعف قوة أهل الحق في الداخل والخارج، ولكن من غير دليل ولا برهان، ومن غير جدوى. «شنشنة نعرفها من أخزم). {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة:111). - أما أهل الحديث السلفيون فيفوضون أمرهم إلى الله، ويعلمون أنهم في مقابل هذه الهجمة الشرسة بمثابة من ذكرهم الله تعالى في قوله: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}(البروج:8). - ومن هنا يأمل أهل الحديث في الهند من إخوانهم في المملكة وغيرها من بلاد الإسلام حكومة وشعبا أن لا يعيروا اهتمامهم لشكاوى هؤلاء المغرضين الذين لا يريدون إلا تشويه معالم الدعوة وسمة أصحابها من أهل التوحيد والحديث والسنة والأثر؛ ليبقى الناس مقلدين لهم على ما هم عليه من التخبط وأمور الدين؛ وذلك لأجل مصالحهم المذهبية الضيقة في هذا العالم الفسيح المفتوح على الناس. اعداد: رضوان سلماني
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |