|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() خامسًا: المَعَانِي الإِيمَانِيَّةُ: فَإِنَّ الحَيَاةَ مُسْتَلْزِمَةٌ لِجَمِيعِ صِفَاتِ الكَمَالِ، وَلَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا صِفَةٌ مِنْهَا إِلَّا لِضَعْفِ الحَيَاةِ، فإذا كَانَتْ حَيَاتُه تَعَالَى أَكْمَلَ حَيَاةٍ وَأَتَمَّها اسْتَلْزَمَ إِثْبَاتُها إِثْبَاتَ كُلِّ كَمَالٍ يُضَادُّ نَفْيِّ كَمَالِ الحَيَاةِ. وَبِهَذَا الطريقِ العَقْلِيِّ أَثْبَتَ مُتَكَلِّمُو أَهْلِ الإِثْبَاتِ لَهُ تَعَالَى صِفَةَ السَّمْعِ والبَصَرِ والعَلْمِ وَالإِرَادَةِ والقُدْرَةِ وَالكَلَامِ وَسَائِرِ صِفَاتِ الكَمَالِ. وَأَمَّا القَيُّومُ: فَهُوَ مُتَضَمِّنٌ كَمَالَ غِنَاهُ وَكَمَالَ قُدْرَتِهِ وَعِزَّتِهِ؛ فَإِنَّهُ القَائِمُ بِنَفْسِهِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُقِيمُه بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ، وهذا مِنْ كَمَالِ غِنَاهُ بِنَفْسِهِ عَمَّا سِوَاهُ، وَهُوَ الُمقِيمُ لِغَيْرِهِ فلا قِيَامَ لِغَيْرِهِ إِلَّا بِإِقَامتِهِ وَهَذَا مِنْ كَمَالِ قُدْرَتِهِ، فَانْتَظَمَ هذانِ الاسْمَانِ صِفَاتِ الكَمَالِ وَالغِنَى التَّامِّ والقُدْرَةِ التَّامَّةِ، فَكَأَنَّ الُمسْتَغِيثَ بِهِمَا مُسْتَغِيثٌ بِكُلِّ اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّبِّ تَعَالَى وَبِكُلِّ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ. فَمَا أَوْلَى الاسْتِغَاثَةَ بِهَذَينِ الاسْمَينِ أَنْ يَكُونَا فِي مَظَنَّةِ تَفْرِيجِ الكُرُبَاتِ، وَإِغَاثَةِ اللهفَاتِ، وَإنَالَةِ الطَّلَبَاتِ، وَالمقْصُودُ أنَّ الرَّحَمْةَ الُمسْتَغَاثُ بِهَا هي صِفَةُ الرَّبِّ تَعَالَى لَا شَيْءَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، كَمَا أَنَّ الُمسْتَعِيذَ بِعِزَّتِهِ فِي قَوْلِهِ: أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، مُسْتَعِيذٌ بِعِزَّتِهِ التِي هِي صِفَتُهُ لا بِعِزَّتِهِ التي خَلَقَها يُعِزُّ بِهَا عِبَادَه الُمؤْمِنِينَ. وَهَذَا كُلُّهُ يُقَرِّرُ قَوْلَ أَهْلِ السُّنَّةِ أنَّ قَوْلَ النبي صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ»[26] يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كَلِمَاتِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُسْتَعَاذُ بِمَخْلُوقٍ، وَأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ مَلَائِكَتِهِ: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]، فَهَذِهِ رَحْمَةُ الصِّفَةِ التِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156]، وَسِعَتُها عُمُومُ تَعَلُّقِها بِكُلِّ شَيْءٍ، كَمَا أَنَّ سِعَةَ عِلْمِهِ تَعَالَى عُمُومُ تَعَلُّقِه بِكُلِّ مَعْلُومٍ[27]. أَثَرُ مَعْرِفَةِ العَبْدِ أَنَّ اللهَ قَيُّومٌ: وَكَذَلِكَ إِذَا شَهِدَ مَشْهَدَ القَيُّومِيَّةِ الجَامِعَ لِصِفَاتِ الأَفْعَالِ وَأَنَّهُ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَقَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ، وَأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ القَائِمُ بِنَفْسِهِ الُمقِيمُ لِغَيْرِهِ القَائِمُ عليه بِتَدْبِيرِه وَرُبُوبِيَّتِه وَقَهْرِهِ وإِيصَالِ جَزَاءِ الُمحْسِنِ إِلَيهِ وَجَزَاءِ الُمسِيءِ إليه، وَأَنَّهُ بِكَمَالِ قَيُّومِيَّتِهِ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، وَيَرْفَعُ وَلَا يَضِلُّ وَلَا يَنْسَى، وَهَذَا الَمشْهَدُ مِنْ أَرْفَعِ مَشَاهِدِ العَارِفِينَ، وهو مَشْهَدُ الرُّبُوبِيَّةِ. وَأَعْلَى منه مَشْهَدُ الإلهيَّةِ الَّذِي هُوَ مَشْهَدُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهم الحُنَفَاءِ، وهو شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَأَنَّ إِلَهِيَّةِ ما سِوَاهُ بَاطِلٌ وَمُحَالٌ، كَمَا أَنَّ رُبُوبِيَّةَ ما سِواهُ، كَذَلِكَ فَلَا أَحَدٌ سِوَاهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُؤَلَّهَ وَيُعْبَدَ، وَيُصَلَّى لَهُ وَيُسْجَدُ، وَيَسْتَحِقُّ نِهَايَةَ الحُبِّ مَعَ نِهَايَةِ الذُّلِّ لِكَمَالِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، فَهُوَ الُمطَاعُ وَحْدَهُ عَلَى الحَقِيقَةِ، وَالَمأْلُوهُ وَحْدَهُ، وَلَهُ الحُكْمُ وَحْدَهُ، فَكُلُّ عُبُودِيَّةٍ لِغَيْرِهِ بَاطِلَةٌ وعَنَاءٌ وَضَلَالٌ، وَكُلُّ مَحَبَّةٍ لِغَيْرِهِ عَذَابٌ لِصَاحِبِها، وَكُلُّ غِنَىً لِغَيْرِهِ فَقْرٌ وَضَلَالٌ، وَكُلُّ عِزٍّ بِغَيْرِهِ ذُلٌّ وَصَغَارٌ، وَكُلُّ تَكَثُّرٍ بِغَيْرِهِ قِلَّةٌ وَفَاقَةٌ. فَكَمَا اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ للخَلْقِ رَبٌّ غَيْرُه فَكَذَلِكَ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُه، فهو الذي انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرَّغَبَاتُ وَتَوَجَّهَتْ نَحْوَهُ الطَّلَبَاتُ، وَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ إِلَهٌ آخَرُ، فَإِنَّ الإلهَ عَلَى حَقِيقَةٍ هُوَ الغَنِيُّ الصَّمَدُ وَلَا حَاجَةَ به إلى أَحَدٍ، وقِيَامُ كُلِّ شَيْءٍ بِهِ وَلَيْسَ قِيَامُه بِغَيْرِه، وَمِنَ الُمحَالِ أَنْ يَحْصُلَ فِي الوجودِ اثْنَانِ كذلك، ولَوْ كَانَ فِي الوُجُودِ إِلَهانِ لَفَسَدَ نِظَامُهُ أَعْظَمَ فَسَادٍ وَاخْتَلَّ أَعْظَمَ اخْتِلَالٍ، كَمَا يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ لَهُ فَاعِلَانِ مُتَسَاوِيَانِ كُلٌّ مِنْهُمَا مُسْتَقِلٌّ بِالفِعْلِ؛ فَإِنَّ اسْتِقْلَالَهما يُنَافِي اسْتِقْلَالَهما، واسْتِقْلَالُ أَحَدِهما يَمْنَعُ رُبُوبِيَّةَ الآخَرِ[28]، وَمِنْ تَجْرِيباتِ السَّالِكِينَ التي جَرَّبُوهَا فَأَلْفَوْهَا صَحِيحَةً: أَنَّ مَنْ أَدْمَنَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لَا إِلَهَ إلا أَنْتَ أَوْرَثَهُ ذَلِكَ حَيَاةَ القَلْبِ والعَقْلِ. وَكَانَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْميةَ ـ قَدَّسَ اللهُ رَوْحَهُ ـ شَدِيدَ اللَّهْجِ بِهَا جِدًّا، وَقَالَ لِي يَوْمًا: «لِهَذِينِ الاسْمَينِ ـ وهما الحَيُّ القَيُّومُ ـ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ فِي حَيَاةِ القَلْبِ، وَكَانَ يُشِيرُ إِلَى أَنَّهما الاسْمُ الأَعْظَمُ، وَسَمِعْتُه يَقُولُ: مَنْ وَاظَبَ عَلَى أَرْبَعِينَ مَرَّةً كُلَّ يَوْمٍ بينَ سُنَّةِ الفَجْرِ وَصَلَاةُ الفَجْرِ (يَا حِيُّ يَا قَيُّومُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ) حَصُلَتْ لَهُ حَيَاةُ القَلْبِ وَلَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ. وَمَنْ عَلِمَ عُبُودِيَّاتِ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى والدُّعَاءِ بها وسِرَّ ارْتِبَاطِها بالخَلْقِ وَالأَمْرِ وَبِمَطَالِبِ العَبْدِ وَحَاجَاتِهِ عَرَفَ ذلك وتَحَقَّقَهُ؛ فَإِنَّ كُلَّ مَطْلُوبٍ يُسْأَلُ بِالُمنَاسِبِ لَهُ، فَتَأَمَّلْ أَدْعِيَةَ القُرْآنِ والأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ تَجِدْها كذلك[29]. [1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». [2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك. [3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ». وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً». [4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ت أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ». ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه». [5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ». رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَىً كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا». [6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ. [7] أخرجه البخاري (5958). [8] النهج الأسمى (2/ 74-82). [9] مجاز القرآن (1/ 78). [10]جامع البيان (3/ 110)، ثم ذكر بعد ذلك أصل القيوم هو: القيووم، وأصل القيَّام هو: القيوام، وأما القيم فهو: الفعيل من قام يقوم، كلها أبلغ في المدح من القائم. [11] اشتقاق الأسماء (ص: 105). [12] شأن الدعاء (ص: 80). [13] الاعتقاد (ص: 62). [14] التفسير (3/ 271)، وبنحوه قال الحليمي في المنهاج (1/ 200) وذكره ضمن الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 48). [15] تيسير الكريم الرحمن (5/ 303). [16] النونية (2/ 236). [17] أخرجه أحمد (5/ 141-142)، ومسلم في صلاة المسافرين (1/ 556) عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا الُمنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَعَكَ أَعْظَمُ ؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «يَا أَبَا الُمنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله مَعَكَ أَعْظَمُ ؟»قال: قلت: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، قال: فضرب على صدري، وقال: «لَيَهْنِكَ العِلْمُ أَبَا الُمنْذِرِ»، أي ليكن العلم هنيئًا لك. [18] انظر: شرح الطحاوية (ص: 125) من ط المكتب الإسلامي، و(1/ 91-92) ط الرسالة. [19] صحيح: أخرجه أحمد (3/ 158)، وأبو داود (1495)، وابن ماجه (3858). [20]راجع اسم (الله) ودلالاته الإيمانية. [21] حديث حسن: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (612) قال: أخبرنا محمد بن عقيل أخبرنا حفص حدثني إبراهيم عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أنس به. ورجاله ثقات، سوى حفص وهو ابن عبد الله السليمي النيسابوري كاتب إبراهيم بن طهمان ذكره ابن أبي حاتم (3/ 175) وقال سمعت أبي يقول: هو أحسن حالًا من حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الرحمن هو البلخي ويعرف بالنيسابوري قال فيه: صدوق وهو مضطرب، وحفص بن عبد الله أحسن حالًا منه. والحجاج هو الباهلي الأحول، وثَّقه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود. [22] إسنادها صحيح: أخرجها النسائي في عمل اليوم والليلة (613) وفي النعوت من الكبرى ـ كما في التحفة (1/ 234) ـ والبيهقي في الأسماء (114) عن محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس به. ووقع عند البيهقي: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ»! والمثبت موافق للنسائي وتحفة الأشراف. [23] إسناده حسن: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (570) وابن السني في عمل اليوم والليلة (48) والبزار (3107ـ زوائد)، والحاكم (1/ 545) والبيهقي في الأسماء (ص: 112) من طرق عن زيد بن الحباب حدثني عثمان بن موهب الهاشمي قال: سمعت أنس بن مالك يقول فذكره. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قال الهيثمي (10/ 117): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. كذا قالوا! مع أن عثمان بن موهب ليس من رجال الشيخين. بل تفرد بالإخراج عنه النسائي، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الحافظ: مقبول. وأخرج الترمذي (5/ 3524)، وابن السني (339) عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: «يا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ». قال الترمذي: حديث غريب، وفيه يزيد الرقاشي، ضعيف. وله شاهد من حديث ابن مسعود: أخرجه الحاكم (1/ 509) وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي، ضعيف، والنضر بن إسماعيل، ليس بالقوي، ومع ذلك حسنه الألباني / في الكلم الطيب (118)! وأخرجه البيهقي في الأسماء (ص: 113) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن ابن مسعود، وقال إنها مع إرسالها أصح من الطريق السابق. [24] حديث صحيح: أخرجه الحاكم (1/ 511) (2/ 117-118) عن إسرائيل عن أبي سنان عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: أبو سنان هو ضرار بن مرة لم يخرج له البخاري. قلت: وهو كما قال الذهبي من رجال مسلم فقط، وهو ثقة ثبت. والحاكم عاد في الموضع الثاني فقرر هذا بقوله: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 300) عن إسماعيل عن أبي سنان عن أبي الأحوص به. وإسماعيل هو ابن يحيى الشيباني ـ كما في تهذيب الكمال ـ متهم بالكذب. وللحديث شاهد من حديث زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرجه أبو داود (1/ 178)، والترمذي (5/ 3577)، والبيهقي في الأسماء (ص 47-112) عن موسى بن إسماعيل حدثنا حفص بن عمر الشَّنِّي حدثني أبي عمر بن مرة قال سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الذي لا إلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وأَتُوبُ إليه ثَلاثًا غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ»، قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال ابن علان في تخريج الأذكار (7/ 288): «قال الحافظ المنذري: إسناده جيد متصل ؛ فقد ذكر البخاري في تاريخه أن بلالًا سمع أباه يسارًا، وأن يسارًا سمع من أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم» اهـ. قال مقيده عفا الله عنه: زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم صحابي ليس له غير هذا الحديث، قاله البغوي، وبلال ويسار لم يوثقهما سوى ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في كل منهما: مقبول. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه أحمد (3/ 10)، والبيهقي في الأسماء (ص: 112-113) عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَه وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ، وَإِنْ كَاَنتْ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ عَدَدِ وَرَقِ الشَّجَرِ»، وفي سنده ضعيفان: عطية العوفي وهو مدلس أيضًا، وعبيد الله بن الوليد. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 299) بسند حسن عن أبي سعيد الخدري موقوفًا بلفظ: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظيِمَ الذي لا إله إلا هو الحَيُّ القَيُّومُ وأَتُوبُ إِلَيْهِ خَمْسَ مَرَّاتٍ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ عليه مِثْلُ زَبَدِ البَحْرِ». وله شاهد من حديث معاذ: خرجه ابن أبي شيبة أيضًا (10/ 299-300) عن شريك عن أبي إسحاق عن معاذ بن جبل موقوفًا بنحو حديث ابن مسعود. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 236) عن معمر بن إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل عن معاذ، وفيه رجل لم يسم. [25] الفتح (11/ 98). [26] صحيح: أخرجه مسلم (2708) في الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، من حديث خولة بنت حكيم السلمية ل. [27] بدائع الفوائد (2/ 332). [28] طريق الهجرتين (ص: 79). [29] مدارج السالكين (1/ 447).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |