إذا ضاقت عليكم الحياة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 31477 )           »          قصة الحروب الصليبية د .راغب السرجانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 31 - عددالزوار : 43187 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 176 - عددالزوار : 54107 )           »          فريضة تحيط بنا ونغفل عنها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من وحي آيات الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ثقّل ميزانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          زيف الانشغال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الأمر سهل وفضل الله واسع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هَمَسات .. في كلمات ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 15597 )           »          حديث النهي عن السفر بالقرآن لأرض العدو بكل الروايات الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2024, 12:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,849
الدولة : Egypt
افتراضي إذا ضاقت عليكم الحياة!

إذا ضاقت عليكم الحياة!

أيها المسلمون، كثير منا يمر بمواقف صعبة وضغوطات قد تضيِّق عليه الحياة، وقد يشعر أن الدنيا قد أغلقت أبوابها أمامه، وقد يعجز عن إيجاد مخرج؛ ولكن علينا أن نتذكر في مثل هذه المواقف قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ﴾ [الشرح: 5، 6].

فمهما ضاقت عليكم الحياة تذكروا عاقبة الصبر، وجزاء الصابرين، فمن أراد النصر، والفرج، واليسر، فليتدبر وصية عظيمة من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل ابن عباس -رضي الله عنهما- في الحديث الذي رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح " «... واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا» ".

أيها المسلمون، مهما ضاقت عليكم الحياة بسبب ما يحصل لإخوانكم من جراحات وآلام وظلم، واضطهاد، وتنكيل، تذكروا قول الله تعالى: ﴿ {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ﴾ [التوبة: 51]، فالله ناصرهم، لن يخذلهم؛ لأنهم معتمدون على ربهم، هو مولاهم، هو ناصرهم، هو حسبهم وكافيهم؛ لأنهم مع الله، ومن كان مع الله كان الله معه، قال تعالى: ﴿ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ﴾ [الطلاق: 3].

عباد الله، مهما قست عليكم الحياة، وكثرة همومكم، فاعلموا أن الله قد أعَدَّ لكم أجرًا عظيمًا، بتذكركم لهذه الأجور تهون همومكم، وتسعد حياتكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " «ما يصيب المؤمن من هَمٍّ ولا حزن ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه» "؛ [ (رواه البخاري ومسلم) ].

مهما ضاقت عليكم الحياة الجأوا إلى الله بالدعاء، واسألوه أن يكشف عنا الهمَّ، ويزيل الكرب، فالله هو الذي بيده تفريج الكروب، يقول الله عز وجل: ﴿ {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} ﴾ [النمل: 62].

ضاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقاتُها ** فُرِجَتْ وكنتُ أظنُّها لا تُفرج

مهما ضاقت عليكم الحياة، تذكروا أن الدنيا فانية، وأنها لا تستأهل كل هذه الهموم، ولنتذكر أن من كانت الآخرةُ همَّه كفاه الله سائر الهموم، وجمع شمله، فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ» "؛ (صحَّحه الألباني رحمه الله) .

أيها المؤمنون، مهما ضاقت عليكم الحياة، تذكروا قول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام، وهي وصية لنا من بعده ﴿ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} ﴾ [الحجر: 97 - 99]، فعلاجكم في سجودكم وتسبيحكم وعبادتكم.
فيا عباد االله، ما أحوجنا خاصة هذه الأيام إلى أن نكثر من أدعية الكرب في زمن الابتلاءات والمحن، والهموم والغموم! ومنها، عن أنس - رضي الله عنه - قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر القول: " «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن» "؛ (رواه البخاري)، ومِنْ أَدْعِيَةِ الْكَرْبِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» "؛ (متفق عليه) .

وَمِنْ أَدْعِيَةِ الْكَرْبِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» »؛ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ سَمَّاهُ "دُعَاءَ الْمُضْطَرِّ"، وَعِنْدَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ سَمَّاهُ: "كَلِمَاتِ الْمَكْرُوبِ"، وَهُوَ مِنْ أَدْعِيَةِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، أَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَلَا يَدُلُّهَا إِلَّا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهَا وَلِأُمَّتِهِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ: "مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي إِذَا ‌أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا ‌تَكِلْنِي ‌إِلَى ‌نَفْسِي ‌طَرْفَةَ عَيْنٍ» "؛ (رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ) .

كما أن علينا أن نكون على يقين بأن بعد الضيق فرج، وأن الحياة لا تخلو من ابتلاءات واختبارات، ولكن المؤمن يحسن الظن بربه، ويعلم أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأنه سبحانه رحيم بعباده.

نسأل الله أن يفرج همومنا، ويشرح صدورنا، ويثبت قلوبنا على الإيمان، اللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هَمٍّ فرجًا، ووفقنا لطاعتك ومرضاتك.
_______________________________________________
الكاتب: ياسر عبدالله محمد الحوري
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.78 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]