سلسلة شرح الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334068 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-07-2025, 06:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة شرح الأربعين النووية

سِلْسِلَةُ شَرح الأَربَعِينَ النَّوَويَّةِ


عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

الحديث 25: «ذهب أهل الدثور بالأجور...»




عناصر الخطبة:
رواية الحديث.

المعنى الإجمالي للحديث.

المستفادات من الحديث والربط بالواقع.

الخطبةالأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أعاذني الله وإياكم من النار.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: "أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ"[1].

عباد الله،هذا الحديث له أهمية عظيمة؛ لأنه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، واشتمل على بعض الأمور المهمة في الدين.


فما هي الفوائد التي نستفيدها من هذا الحديث؟

نستفيد من الحديث لواقعنا ما يلي:
1- أمور الآخرة هو المجال الذي ينبغي أن يكون فيه التنافس الحقيقي: الناس في الغالب يتنافسون في أمور الدنيا وحطامها، وإذا تحول التنافس فيها إلى تجاوز الحدود؛ كانت سببًا في هلاك الإنسان، كمن يتنافس مع الآخرين في بناء المنازل والقصور وزخرفتها والتباهي بها، أو التنافس في استبدال أنواع السيارات أو الهواتف وغيرها، بل قد يكون التنافس في المحرمات- والعياذ بالله- كمن ينافس غيره في القمار أو شرب الخمور أو أيهما أكثر إيذاءً للإنسان أو الحيوان وغيرها.


وهذا الحديث يبين ما كان عليه السلف الصالح من تنافس في أمور الآخرة وما يقربهم إلى الله. فهؤلاء من فقراء الصحابة حزنوا على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهم، فكان الفقراء منهم يحزنون على فوات الصدقة بالأموال التي يقدر عليها الأغنياء. وأمثلته كثيرة؛ كما صور القرآن الكريم حزنهم على التخلف عن الخروج في الجهاد؛ لعدم القدرة على آلته، قال تعالى: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92]. فلنتشَبَّه بهم في ميدانهم-أيها الإخوة المؤمنون- قال تعالى: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]. ولنعمل مثل أعمالهم، قال تعالى: ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ [الصافات: 61].

2-اغبط ولا تحسد: الغبطة أن يتمنَّى العبد مثل حال المغبوط من غير أن يتمنَّى زوالها عنه؛ لأنه إذا تمنَّى زوالها، سواء استفاد هو من هذه النعمة أو آلت إلى غيره؛ أصبحت حسدًا. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله: "لا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا"[2]. والمقصود بالحسد هنا: الغبطة. فتتمنى أن يكون لك مال، فتتغلب على البخل، وتنفق منه في وجوه الخير كما عند فلان، وتتمنَّى أن يكون لك علم مما ينتفع به فتعلمه الناس كما يفعل العالم الفلاني.

وشكوى فقراء الصحابة في الحديث الذي بين أيدينا شكوى غبطة، لا شكوى حسد، ولا اعتراض على الله عز وجل، ولكن يطلبون فضلًا يتميزون به عمَّن أغناهم الله.


فاللهم اجعلنا من المتنافسين في الخيرات، ونعوذ بك من الحقد والحسد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن لآثارهم اقتفى، أما بعد:
عباد الله، نستفيد كذلك:
3- طرق الخير كثيرة ومتنوعة: والفائدة من هذا التنوُّع أمور منها:
الأول: طرد الملل على الإنسان؛ مما يحفزه على المداومة على العمل والاستمرار فيه.


الثاني: يأتي منها الإنسان بحسب وسعه وطاقته.


وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فقراء الصحابة إلى صدقات يقدرون عليها، وسمَّى أمورًا بالصدقة-وإن لم تكن مالًا- مما ينبغي معه تصحيح مفهومنا للصدقة، وذكر من ذلك:
أولًا: ذكر الله: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ"؛ أي: قول: سبحان الله مرة واحدةً تحتسب أجرًا صدقة للمسبح، ومعناها: تنزيه وتبرئة الله من كل سوء ونقص وعيب. «وكل تكبيرة صدقة»؛ أي: قول: الله أكبر، «وكل تحميدة صدقة»؛ أي: قول: الحمد لله، ومعناه: الثناء على الله وشكره على نعمه. «وكل تهليلة صدقة»؛ أي: قول: لا إله إلا الله. وهذه كنوز لمن لا يملك المال، فلينفق بكثرة الذكر، وكنز لمَنْ يتصَدَّق بالمال ويكثر من ذكر الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، قال تعالى: ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

ثانيًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: لقوله صلى الله عليه وسلم: "وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة". والمعروف: اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى، والإحسان إلى الناس. فالأمر به يحتسب أجرًا للآمر. والمنكر: هو كل ما قبح من الأفعال والأقوال وأدَّى إلى معصية الله عز وجل، وهو اسم شامل لجميع أبواب الشر. والنهي عنه يحتسب أجرًا للناهي، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة يتعدَّى نفعها إلى الغير؛ لأنه إحسان للناس إذا كان بضوابطه وأصوله، قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]. وهو دعوة إلى الله إذا كان بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.


ثالثًا: إعفاف الزوجة: لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ". أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا أتى امرأته- لأن البُضْع كناية عن جِماع الرجل زوجته ومعاشرتها- فإن ذلك يكون صدقةً، فتعجبوا، وقالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته من الجِماع، ويكون له فيها أجر؟! فاستعمل النبي صلى الله عليه وسلم القياس لتوضيح الأمر لهم فقال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟»؛ يعني: لو زنى ووضع الشهوة في الحرام؛ هل يكون عليه إثم وعقوبة؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر؛ فإن المباحات تصير طاعات وقربات بالنية الصالحة.


فاجتهدوا -إخواني- في المنافسة في الخيرات، وأكثروا من العمل الصالح يكن لكم ذخرًا بين يدي ربكم. فاللهم وفِّقْنا للخير، واجعلنا هداةً مهتدين. آمين. (تتمة الدعاء).

[1] رواه مسلم، رقم: 1006.

[2] رواه البخاري، رقم: 2







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.12 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]