|
|||||||
| ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#331
|
||||
|
||||
|
قتال العشير والعربان بسبب كثرة فسادهم ببلاد القدس ونابلس. العام الهجري: 750الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1349تفاصيل الحدث: في عاشر جمادى الآخر خرحت التجريدة من مصر إلى قتال العشير والعربان، وسببه كثرة فسادهم ببلاد القدس ونابلس، وكان قد قبض على أدى بن فضل أمير جرم، وسجن بقلعة الجبل، ثم أفرج عنه بعناية الوزير منجك، فجمع أدى وقاتل سنجر بن علي أمير ثعلبة فمالت حارثة مع أدى، ومالت بنو كنانة مع سنجر، وجرت بينهم حروب كثيرة، قتل فيها خلائق، وفسدت الطرقات على المسافرين، فخرجت إليهم عساكر دمشق، فلم يعبئوا بهم، فلما ولي الأمير يلجك غزة استمال أدى بعد أيام، وعضده على ثعلبة؛ واشتدت الحروب بينهم، وفسدت أحوال الناس، فركب يلجك بعسكر غزة ليلا، وطرق ثعلبة، فقاتلوه وكسروه كسرة قبيحة، وألقوه عن فرسه إلى الأرض، وسحبوه إلى بيوتهم فقام سنجر بن علي أمير ثعلبة عليهم حتى تركوا قتله، بعد أن سلبوا ما عليه، وبالغوا في إهانته، ثم أفرجوا عنه بعد يومين فعاد يلجك إلى غزة، وقد اتضع قدره وتقوى العشير، بما أخذوه من عسكره، وعز جانبهم، فقصدوا الغور، وكبسوا القصير المعيني، وقتلوا به جماعة كثيرة من الجبلية وعمال المعاصر، ونهبوا جميع ما فيه من النقود والأعمال والعسكر وغيره، وذبحوا الأطفال على صدر الأمهات، وقطعوا الطرقات، فلم يدعوا أحدا يمر من الشام إلى مصر حتى أخذوه، وقصدوا القدس، فخلى الناس منه ثم قصدوا الرملة ولد فانتهبوها؛ وزادوا في التعدي، وخرجوا عن الحد، فوقع الاتفاق على ولاية الأمير سيف الدين دلنجي نيابة غزة، وأبقى على إقطاعه بمصر، وخلع عليه وأخرج إليها وكتب بخروج ابن صبح من دمشق على ألفي فارس، وتجهز الوزير منجك ومعه ثلاثة أمراء من المقدمين، في يوم السبت رابع عشره، وبينما الوزير ومن معه في أهبة السفر إذ قدم الخبر أن الأمير قطيلجا توجه من حماة إلى نيابة حلب، عوضا عن الأمير أرقطاي وهذا وقد قدم الوزير النجابة لكشف أخبار العشيرة، فلما رحل عن بلبيس عادت نجابته بأن ثعلبة ركبت بأجمعها، ودخلت برية الحجاز، لما بلغهم مسير العسكر إليهم، فنهب أدى كثيرا منهم، وانفرد في البلاد بعشيرة، فعاد الوزير بمن معه، وعبر القاهرة في ثاني عشريه بعد أربعة أيام، ثم في مستهل رجب قدم الخبر بأن الأمير دلنجي نائب غزة بلغه كثرة جميع العشير، وقصدهم نهب لد والرملة؛ فركب إليهم ولقيهم قريبا من لد، منزل تجاههم، وما زال يراسلهم ويخدعهم حتى قدم إليه نحو المائتين من أكابرهم، فقبضهم وعاد إلى غزة، وقد تفرق جمعهم، فوسطهم كلهم قدم الأمير قبلاي غزة، فاحتال على أدى حتى قدم عليه، فأكرمه وأنزله، ثم رده بزوادة إلى أهله فاطمأنت العشرات والعربان لذلك، وبقوا على ذلك إلى أن أهل رمضان، ثم حضر أدى في بنى عمه لتهنئة قبلاي بشهر الصوم فساعة وصوله إليه قبض عليه وعلى بني عمه الأربعة، وقيدهم وسجنهم، وكتب إلى على بن سنجر: "بأني قد قبضت على عدوك ليكون لي عندك يد بيضاء، فسر سنجر بذلك، وركب إلى قبلاى، فتلقاه وأكرمه، فضمن له سنجر درك البلاد، ورحل قبلاى من غده ومعه أدى وبنو عمه يريد القاهرة، فقدم في يوم الاثنين حادي عشره، فضربوا على باب القلة بالمقارع ضربا مبرحا وألزم أدى بألف رجل ومائتي ألف درهم، فبعث إلى قومه بإحضارها، فلما أخذت سمر هو وبنو عمه في يوم الاثنين خامس عشريه وقت العصر، وسيروا إلى غزة صحبة جماعة من أجناد الحلقة، فوسطوا بها، فثار أخو أدى، وقصد كبس غزة، فخرج إليه الأمير دلنجى ولقيه على ميل من غزة، وحاربه ثلاثة أيام، وقتله في اليوم الرابع بسهم أصابه، وبعث دلنجي بذلك إلى القاهرة، فكتب بخروج نائب صفد ونائب الكرك لنجدته." (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا معركة بين بني مرين وبني عبدالواد بنو زيان. العام الهجري: 751العام الميلادي: 1350تفاصيل الحدث: بعد أن خرج أبو الحسن المريني من تونس وعاد الحفصيون إلى تملك تونس، ركب البحر يريد الجزائر ومعه ستمائة سفينة وفي الطريق غرقت أكثر السفن من الرياح والأمواج العالية فوصل بعدد قليل إلى الجزائر، وكانت عبدالواد قد تجهزت لاسترداد ملكهم من بني مرين الذين استولوا على الجزائر من سنة 748هـ وحاول أبو الحين هذا أن يصدهم عنها مستعينا بقلة ممن نجا معه من الرجال فجرت بين الفرقين حروب هزم فيها أبو الحسن وولى هاربا بعد أن قتل ابنه الناصر في هذه الحروب. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة ابن قيم الجوزية. العام الهجري: 751الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1350تفاصيل الحدث: شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي، إمام الجوزية، وابن قيمها، توفي في ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقت أذان العشاء وصلي عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالجامع الأموي، ودفن عند والدته بمقابر الباب الصغير رحمه الله، وقد كانت جنازته حافلة رحمه الله، شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة، وتزاحم الناس على حمل نعشه، وكمل له من العمر ستون سنة رحمه الله، ولد في سنة إحدى وتسعين وستمائة وسمع الحديث واشتغل بالعلم، وبرع في العلوم المتعددة، لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين، ولما عاد الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علما جما، مع ما سلف له من الاشتغال، فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة، مع كثرة الطلب ليلا ونهارا، وكثرة الابتهال، وكان حسن القراءة والخلق، كثير التودد لا يحسد أحدا ولا يؤذيه، ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد، وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير، أما مصنفاته فأكثر من أن تحصر هنا ولكن من أشهرها زاد المعاد في هدي خير العباد، وإعلام الموقعين عن رب العالمين ومدارج السالكين وغيرها كثير كثير رحمه الله وجزاه خيرا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا عودة الحفصيين إلى تونس بعد خروج بني مرين منها. العام الهجري: 751الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1351تفاصيل الحدث: عاد أبو العباس الفضل بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن عبدالواحد بن أبي حفص في ذي القعدة ليملك تونس مرة أخرى، وكان قد قدم إلى تونس السلطان أبو الحسن علي بن أبي سعيد عثمان بن يعقوب بن عبدالحق ملك بني مرين صاحب فاس، وملك تونس وإفريقية ثم سار منها للنصف من شوال، واستخلف ابنه أبا العباس الفضل. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الفتنة بمنى بين المصريين واليمنيين. العام الهجري: 751الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1351تفاصيل الحدث: في العاشر من ذي الحجة كانت الوقعة بمنى، وقبض على المجاهد على بن المؤيد داود بن المظفر أبو سعيد المنصوري عمر بن رسول صاحب اليمن سبب ذلك أن ثقبة لما بلغه استقرار أخيه عجلان في إمرة مكة، توجه إلى اليمن، وأغرى المجاهد بأخذ مكة وكسوة الكعبة، فتجهز المجاهد، وسار يريد الحج في جحفل كبير بأولاده وأمه حتى قرب من مكة، وقد سبق حاج مصر، فلبس عجلان آلة الحرب، وعرف أمراء مصر ما عزم عليه صاحب اليمن، وحذرهم غائلته، فبعثوا إليه بأن "من يريد الحج إنما يدخل مكة بذلة ومسكنة، وقد ابتدعت من ركوبك والسلاح حولك بدعة لا يمكنك أن تدخل بها، وابعث إلينا ثقبة ليكون عندنا حتى تنقضي أيام الحج، ثم نرسله إليك" فأجاب المجاهد إلى ذلك، وبعث ثقبة رهينة، فأكرمه الأمراء، وأركبوا الأمير طقطاي في جماعة إلى لقاء المجاهد، فتوجهوا إليه ومنعوا سلاحداريته من المشي معه بالسلاح، ولم يمكنوهم من حمل الغاشية، ودخلوا به مكة، فطاف وسمى، وسلم على الأمراء واعتذر إليهم، ومضى إلى منزله وصار كل منهم على حذر حتى وقفوا بعرفة، وعادوا إلى الخيف من منى، وقد تقرر الحال بين الشريف ثقبة وبين المجاهد على أن الأمير طاز إذا سار من مكة أوقعاهما بأمير الركب ومن معه، وقبضا على عجلان، وتسلم ثقبة مكة، فاتفق أن الأمير بزلار رأى وقد عاد من مكة إلى منى خادم المجاهد سائرا، فبعث يستدعيه فلم يأته، وضرب مملوكه - بعد مفاوضة جرت بينهما - بحربة في كتفه فماج الحاج، وركب بزلار وقت الظهر إلى طاز فلم يصل إليه حتى أقبلت الناس جافلة تخبر بركوب المجاهد بعسكره للحرب، وظهرت لوامع أسلحتهم، فركب طاز وبزلار والعسكر، وأكثرهم بمكة، فكان أول من صدم أهل اليمن الأمير بزلار وهو في ثلاثين فارسا، فأخذوه في صدورهم إلى أن أرموه قرب خيمة، ومضت فرقة منهم إلى جهة طاز، فأوسع لهم، ثم عاد عليهم وركب الشريف عجلان والناس، فبعث طاز لعجلان "أن احفظ الحاج، ولا تدخل بيننا في حرب، ودعنا مع غريمنا" ؛ واستمر القتال بينهم إلى بعد العصر، فركب أهل اليمن الذلة، والتجأ المجاهد إلى دهليزه، وقد أحيط به وقطعت أطنابه، وألقوه إلى الأرض، فمر المجاهد على وجهه ومعه أولاده، فلم يجد طريقا، ولديه إلى بعض الأعراب، وعاد بمن معه وهم يصيحون: "الأمان يا مسلمين" فأخذوا وزيره، وتمزقت عساكره في تلك الجبال، وقتل منهم خلق كثير، ونهبت أموالهم وخيولهم حتى لم يبق لهم شيء، وما انفصل الحال إلى غروب الشمس، وفر ثقبة بعربه، وأخذ عبيد عجلان جماعة من الحجاج فيما بين مكة ومنى، وقتلوا جماعة، فلما أراد الأمير طاز الرحيل من منى سلم أم المجاهد وحريمه لعجلان، وأوصاه بهن وركب الأمير طاز ومعه المجاهد محتفظا به، وبالغ في إكرامه، وصحب معه أيضا الأمير بيبغا روس مقيدا، وبعث الأمير طنطاي مبشرا، ولما قدم الأمير طاز المدينة النبوية قبض على الشريف طفيل. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خروج أحمد الساقي أمير صفد عن الطاعة. العام الهجري: 751الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1351تفاصيل الحدث: سببه أنه لما قبض على الوزير منجك، خرج الأمير قمارى الحموي، وعلى يده ملطفات لأمراء صفد بالقبض على أحمد، فبلغه ذلك من هجان جهزه إليه أخوه فندب الأمير أحمد الساقي طائفة من مماليكه لتلقي قمارى، وطلب نائب قلعة صفد وديوانه، وأمره أن يقرأ عليه كم له بالقلعة من غلة، فأمر لمماليكه منها بشيء فرقه عليهم إعانة لهم على ما حصل من المحل في البلاد، وبعثهم ليأخذوا ذلك، فعندما طلعوا القلعة شهروا سيوفهم وملكوها فقبض الأمير أحمد الساقي على عدة من الأمراء، وطلع بحريمه إلى القلعة وحصنها، وأخذ مماليكه قمارى، وأتوه به فكتب السلطان لنائب عزه ونائب الشام تجريد العسكر إليه، ورسم بالإفراج عن فياض بن مهنا وعيسى بن حسن الهجان أمير العايد، وخلع عليه وجهز، وأخذت الهجن من جمال الدين بقر أمير عرب الشرقية، وأعيدت إلى علي بن حسن، وكانت الأراجيف قد كثرت بأن الأمير طاز قد تحالف هو والأمير بيبغا روس بعقبة أيله، فخرج الأمير فياض وعيسى بن حسن أمير العايد؛ ليقيما على عقبة أيلة، بسبب بيبغا روس، وكتب لعرب شطي وبني عقبة وبني مهدي بالقيام مع الأمير فضل، وكتب لنائب غزة بإرسال السوقة إلى العقبة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الإغارة على الموصل. العام الهجري: 751الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1351تفاصيل الحدث: قدم الخبر بأن هند وأحد الأكراد استولى على بلاد الموصل، وصار في جمع كبير يقطع الطريق، والتحق به نجمة التركماني، فاستنابه وتقوى به وركب من مندر إلى سنجار وتحصن بها، وأغار على الموصل ونهب وقتل، ومضى إلى الرحبة وأفسد بها، ومشى على بلاد ماردين ونهبها، فخرجت إليه عساكر الشام، وحصروه بسنجار ومعهم عسكر ماردين، ونصبوا عليها المنجنيق مدة شهر حتى طلب هند الأمان، على أنه يقيم الخطبة للسلطان، ويبعث بأخيه ونجمة في عقد الصلح، وبقطع قطيعة يقوم بها كل سنة، فأمنه العسكر، وسروا عنه بأخيه ونجمة إلى حلب؛ فحمل نجمة ورفيقه إلى مصر، فلما نزلا منزلة قانون هرب نجمة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا عزل السلطان الملك الناصر بن قلاوون وتولية أخيه الملك الصالح. العام الهجري: 752الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1351تفاصيل الحدث: توعك السلطان الملك الناصر ولزم الفراش أياما، فبلغ الأمير طاز ومغلطاى ومنكلى بغا أنه أراد بإظهار توعكه القبض عليهم إذا دخلوا إليه، وأنه قد اتفق مع قشتمر وألطنبغا الزامر وملكتمر المارديني وتنكز بغا على ذلك، وأن ينعم عليهم بإقطاعاتهم وإمراتهم، فواعدوا أصحابهم، واتفقوا مع الأمير بيبغا ططر حارس الطير النائب، والأمير طيبغا المجدي والأمير رسلان بصل، وركبوا يوم الأحد سابع عشري جمادى الآخرة بأطلابهم، ووقفوا عند قبة النصر، فخرج السلطان إلى القصر الأبلق، وبعث يسألهم عن سبب ركوبهم، فقالوا: "أنت اتفقت مع مماليكك على مسكنا، ولابد من إرسالهم إلينا، فبعث السلطان إليهم تنكز بغا وقشتمر وألطنبغا الزامر وملكتمر، فعندما وصلوا إليهم قيدوهم، وبعثوهم إلى خزانة كايل، فسجنوا بها، فشق ذلك على السلطان، وقال:" قد نزلت عن السلطنة "، وسير إليهم النجاة، فسلموها للأمير طيبغا المجدي، وقام السلطان إلى حريمه، فبعث الأمراء الأمير صرغتش، ومعه الأمير قطلوبغا الذهبي وجماعة؛ ليأخذه ويحبسه، فأخرجه صرغتمش وقد غطى وجهه إلى الرحبة، فلما رأه الخدام والمماليك تباكوا عليه بكاءا كثيرا، وطلع صرغتمش به إلى رواق فوق الإيوان، ووكل به من يحفظه، وعاد إلى الأمراء، وكانت مدته ثلاث سنين وتسعة أشهر وأربعة عشر يوما، منها مدة الحجر عليه ثلاث سنين، ومدة استبداده تسعة أشهر، وكان القائم بدولته الأمير شيخو رأس نوبة، ثم تولى صلاح الدين صالح بن الناصر محمد بن قلاون حيث أقيم سلطانا بعد خلع أخيه الناصر حسن وكان عمره أربع عشرة سنة، في يوم الاثنين ثامن عشرى جمادى الآخرة، وذلك أن الأمراء لما حملت إليهم النمجاة، باتوا ليلة الاثنين بإصطبلاتهم، وبكروا يوم الاثنين إلى القلعة، واجتمعوا بالرحبة داخل باب النحاس، وطلبوا الخليفة والقضاة وسائر أهل الدولة، واستدعوا به، فلما خرج إليهم ألبسوه شعار السلطنة، وأركبوه فرس النوبة من داخل باب الستارة، ورفعت الغاشية بين يديه، وكان الأمير طاز والأمير منكلى بغا الفخري آخذين بشكيمة الفرس حتى جلس على التخت، وحلفوا له، وحلفوه على العادة، ولقبوه بالملك الصالح، ونودي بسلطنته في القاهرة ومصر." (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا احتراق باب جيرون أحد الأبواب المشهورة لمدينة دمشق. العام الهجري: 753الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1352تفاصيل الحدث: في ليلة الاثنين سادس عشر صفر في هذه السنة وقع حريق عظيم عند باب جيرون شرقيه فاحترق به دكان القفاعي الكبيرة المزخرفة وما حولها، واتسع اتساعا فظيعا، واتصل الحريق بالباب الأصفر من النحاس، فبادر ديوان الجامع إليه فكشطوا ما عليه من النحاس ونقلوه من يومه إلى خزانة الحاصل، بمقصورة الحلبية، بمشهد علي، ثم عدوا عليه يكسرون خشبه بالفؤوس الحداد، والسواعد الشداد، وإذا هو من خشب الصنوبر الذي في غاية ما يكون من القوة والثبات، وتأسف الناس عليه لكونه كان من محاسن البلد ومعالمه، وله في الوجود ما ينيف عن أربعة آلاف سنة، وباب جيرون المشهور بدمشق هو باب سر في جامع دمشق لم ير باب أوسع ولا أعلى منه، فيما يعرف من الأبنية في الدنيا، وله علمان من نحاس أصفر بمسامير نحاس أصفر أيضا بارزة، من عجائب الدنيا، ومحاسن دمشق ومعالمها، وقد تم بناؤها، وقد ذكرته العرب في أشعارها والناس وهو منسوب إلى ملك يقال له جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهو الذي بناه، وكان بناؤه له قبل الخليل عليه السلام، بل قبل ثمود وهود أيضا، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخه وغيره، وكان فوقه حصن عظيم، وقصر منيف، ويقال بل هو منسوب إلى اسم المارد الذي بناه لسليمان عليه السلام، وكان اسم ذلك المارد جيرون، والأول أظهر وأشهر، فعلى الأول يكون لهذا الباب من المدد المتطاولة ما يقارب خمسة آلاف سنة، ثم كان انجعاف هذا الباب لا من تلقاء نفسه بل بالأيدي العادية عليه، بسبب ما ناله من شوط الحريق وذكر ابن عساكر وغيره: أن أبواب دمشق كانت سبعة كل منها يتخذ عنده عيد لهيكل من الهياكل السبعة، فباب القمر باب السلامة، وكانوا يسمونه باب الفراديس الصغير، ولعطارد باب الفراديس الكبير، وللزهرة باب توما، وللشمس الباب الشرقي، وللمريخ باب الجابية، وللمشتري باب الجابية الصغير، ولزحل باب كيسان. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا طاعون وموت عظيم بأفريقيا. العام الهجري: 753الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1352تفاصيل الحدث: عم الموت أهل جزيرة الأندلس، إلا مدينة غرناطة، فإنه لم يصب أهلها منه شيء، وباد من عداهم حتى لم يبق للفرنج من يمنع أموالهم، فأتتهم العرب من إفريقية تريد أخذ الأموال إلى أن صاروا على نصف يوم منها، مرت بهم ريح، فمات منهم على ظهور الخيل جماعة كثيرة، ودخلها باقيهم، فرأوا من الأموات ما هالهم، وأموالهم ليس لها من يحفظها، فأخذوا ما قدروا عليه، وهم يتساقطون موتى فنجا من بقى منهم بنفسه، وعادوا إلى بلادهم، وقد هلك أكثرهم، والموت قد فشا بأرضهم، بحيث مات منهم في ليلة واحدة عدد عظيم، وماتت مواشيهم ودوابهم كلها، وعم الموتان أرض إفريقية بأسرها، جبالها وصحاريها ومدنها، وجافت من الموتى، وبقيت أموال العربان سائبة لا تجد من يرعاها، ثم أصاب الغنم داء، فكانت الشاة إذا ذبحت وجد لحمها منتنا قد اسود، وتغير أيضا ريح السمن واللبن، وماتت المواشي بأسرها، وشمل الوباء أيضا أرض برقة إلى الإسكندرية، فصار يموت بها في كل يوم مائة، ثم مات بالإسكندرية في اليوم مائتان، وشنع ذلك حتى أنه صلى في يوم الجمعة بالجامع الإسكندري دفعة واحدة على سبعمائة جنازة، وصاروا يحملون الموتى على الجنويات والألواح وغلفت دار الطراز لعدم الصناع، وغلقت دار الوكالة لعدم الواصل إليها، وغلقت الأسواق وديوان الخمس، وقدم مركب فيه إفرنج، فأخبروا أنهم رأوا بجزيرة طرابلس مركبا عليه طير يحوم في غاية الكثرة، فقصدوه، فإذا جميع من فيه من الناس موتى، والطير تأكلهم، وقد مات من الطير أيضا شيء كثير، فتركوهم ومروا، فما وصلوا إلى الإسكندرية حتى مات زيادة على ثلثيهم، وفشى الموت بمدينة دمنهور، وتروجة، والبحيرة كلها حتى عم أهلها، وماتت دوابهم فبطل من الوجه البحري سائر الضمانات، والموجبات السلطانية، وشمل الموت أهل البرلس نستراوه، وتعطل الصيد من البحيرة لموت الصيادين، وكان يخرج بها في المركب عدة من الصيادين لصيد الحوت، فيموت أكثرهم في المركب، ويعود من بقي منهم، فيموت بعد عوده من يومه هو وأولاده وأهله، ووجد في حيتان البطارخ شيء منتن، وفيه على رأس البطرخة كبة قدر البندقة قد اسودت ووجد في جميع زراعات البرلس وبلحها وقثائها دود، وتلف أكثر ثمر النخل عندهم، وصارت الأموات على الأرض في جميع الوجه البحري، لا يوجد من يدفنها، وعجز أهل بلبيس وسائر بلاد الشرقية عن ضم الزرع؛ لكثرة موت الفلاحين، وكان ابتداء الوباء عندهم من أول فصل الصيف، وذلك في أثناء ربيع الآخر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#332
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ361 الى صــ 370 (332) استيلاء بني مرين على تلمسان. العام الهجري: 753الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1352تفاصيل الحدث: استولى أبو عنان فارس المتوكل المريني على تلمسان حاضرة بني عبدالواد، وذلك بعد معركة جرت بينه وبين السلطان أبي سعيد عثمان الثاني سلطان بني زيان، وكان من نتائج هذه المعركة أسر أبي سعيد هذا ثم إعدامه بعد ذلك، ثم استولى أبو سعنان على بجاية أيضا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خروج بيبغاروس نائب حلب عن الطاعة وتسلطنه بها وتلقبه بالملك العادل. العام الهجري: 753الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1352تفاصيل الحدث: اتفق الأمير بيبغا روس نائب حلب مع الأمير أحمد الساقى نائب حماة، والأمير بكلمش نائب طرابلس على العصيان، فجرد في يوم السبت سابع عشر رجب جماعة من الأمراء وأجناد الحلقة إلى الصعيد، منهم عمر شاه الحاجب، وقماري الحاجب، ومحمد بن بكتمر الحاجب، وشعبان قريب يلبغا، وكتب لبيبغا روس نائب حلب بالحضور إلى مصر، على يد سنقر وطيدمر من مماليك الحاج أرقطاي وكتب معهما ملطفات لأمراء حلب تتضمن أنه إن امتنع عن الحضور فهو معزول، ورسم لهما أن يعلما بيبغا بذلك أيضا مشافهة بحضرة الأمراء فقدم البريد من دمشق، بموافقة ابن دلغادر لبيبغا روس، وأنه تسلطن بحلب، وتلقب بالملك العادل، وأظهر أنه يريد مصر لأخذ غرمائه، وهم طاز وشيخو وصرغتمش وبزلار وأرغون الكاملي نائب الشام، ثم قدم البريد بأن قراجا بن دلغادر قدم حلب في جمع كبير من التركمان، فركب بيبغا روس وقد واعد نائب حماة ونائب طرابلس على مسيرة أول شعبان، وأنهم تلقوه بعساكرهم على الدستن، فركب الأمير أرقطاى الدوادار الكبير البريد، بملطفات لجميع أمراء حلب وحماة ونائب طرابلس، فقدم دمشق وبعث بالمطلفات لأصحابها، فوجد أمر بيبغا روس قد قوي، ووافقه النواب والعساكر وابن دلغادر تركمانه وكسابته، وجبار بن مهنا بعربانه فكتب الأمير أرغون الكاملي نائب الشام بأن سفر السلطان لابد منه، "وإلا خرح عنكم جميعه" ، فاتفق رأي الأمراء على ذلك، وخرج الأمير طاز في يوم الخميس ثالث شعبان، ومعه الأمير بزلار، والأمير كلتاي أخو طاز، وفارس الدين ألبكي ثم خرج الأمير طيبغا المجدي وابن أرغون النائب، ثم إن بيبغاروس حاول أخذ دمشق وحاصرها واشتد الأمر على أهل دمشق وامتنعوا عليه فأمر بنهب البلد من الضياع والبساتين ثم إن عسكر مصر بقيادة طاز وصل إلى دمشق فهرب بيبغا إلى حلب، ثم لجأ منها إلى الأمير زين الدين قراجا بن دلغادر ذو القدر أمير ألبستان وملاطية، ولكن لم يلبث الأمر كثيرا حتى كان القبض عليه ومن معه من أعوانه ثم تم قتله بعد ذلك في السنة التالية بحلب حيث سلمه الأمير قراجا إلى نائب حلب الجديد أرغون الكاملي بعد أن حلف له الأخير أنه لا يحاربه، ثم يوم الاثنين ثامن عشري ذي الحجة: قدم البريد من حلب بأخذ أحمد الساقي نائب حماة، وبكلمش نائب طرابلس، من عند ابن دلغادر، وقد قبضهما، فدخلا حلب في حادي عشريه، وسجنا بقلعتها، فأجيب الأمير أرغون الكاملي نائب حلب بالشكر والثناء، وأنه يشهر المذكورين بحلب، ويقتلهما، وجهز لنائب حلب خلعة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله وتولية أخيه أبي بكر المعتضد بالله. العام الهجري: 753الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1353تفاصيل الحدث: الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد الهاشمي العباسي، كان بويع بالخلافة بعد وفاة والده بقوص في العشرين من شعبان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، فلم يمض له ما عهده أبوه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون لما كان في نفسه من والده المستكفي بالله من ميله للملك المظفر بيبرس الجاشنكير، وأراد أن يولي الخلافة لبعض أقاربه، بل أحضره وخلع عليه، ثم مات الملك الناصر بعد ذلك بمدة يسيرة، فتمت بموته خلافة الحاكم هذا إلى أن مات في هذه السنة بسبب الطاعون، والمتولي يومئذ لأمور الديار المصرية الأمير شيخون والأمير طاز والأمير صرغتمش ونائب السلطنة الأمير قبلاي، والسلطان الملك الصالح، وكان الحاكم مات ولم يعهد بالخلافة لأحد، فجمع الأمراء القضاة، وطلب جماعة من بني العباس، حتى وقع الاختيار على أبي بكر بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان فبايعوه ولقبوه بالمعتضد بالله، فكانت مدة خلافة الحاكم بأمر الله قرابة العشر سنوات ونصف. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا أسر الشريف ثقبة وإقرار الشريف عجلان على إمرة مكة. العام الهجري: 754العام الميلادي: 1353تفاصيل الحدث: أسر السلطان والأمراء مدبرو الدولة إلى أمير الحاج ومن صحبته من الأمراء أن يقبضوا على الشريف ثقبة، ويقرروا الشريف عجلان بمفرده على إمارة مكة، فلما قدم الحاج بطن مر، ومضى عجلان إلى لقائهم شكا إلى الأمراء من أخيه ثقبة، وذكر ما فعله معه، وبكى، فطمنوا قلبه، وساروا به معهم حتى لقيهم ثقبة في قواده وعبيده، فألبسوه خلعة على العادة، ومضوا حافين به نحو مكة، وهم يحادثونه في الصلح مع أخيه عجلان، ويحسنون له ذلك، وهو يأبى موافقتهم حتى أيسوا منه، فمد الأمير كشلى يده إلى سيفه فقبض عليه، وأشار إلى من معه فألقوه عن فرسه، وأخذوه ومعه ابن لعطيفة، وآخر من بني حسن، وكبلوهم بالحديد، ففر القواد والعبيد، وأحضر عجلان، وألبس التشريف؛ وعبروا به إلى مكة، فلم يختلف عليهم اثنان، وسلم ثقبة للأمير أحمد بن آل ملك، فسر الناس بذلك، وكثر جلب الغلال وغيرها، فانحل السعر وقبض على إمام الزيدية أبي القاسم محمد بن أحمد اليمني، وكان يصلي في الحرم بطائفته، ويتجاهر، ونصب له منبرا في الحرم يخطب عليه يوم العيد وغيره، بمذهبه، فضرب بالمقارع ضربا مبرحا ليرجع عن مذهبه، فلم يرجع وسجن، ففر إلى وادي نخلة، فلما انقضى موسم الحاج حمل الشريف ثقبة مقيدا إلى مصر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خروج قراجا بن دلغادر أمير ألبستان عن الطاعة وقتاله. العام الهجري: 754الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1353تفاصيل الحدث: خرج عن الطاعة قراجا بن دلغادر أمير ألبستان وكان ممن ساعد بيبغا نائب حلب على الخروج أولا ثم سلمه بنفسه، وكان نائب حلب الجديد أرغوان الكاملي قد حلف له أنه لا يقاتله إن سلم له بيبغا، فلما طلب من أرغون المسير إلى قراجا للقضاء عليه لعصيانه امتنع واعتذر بأنه حلف له أن لا يقاتله، ثم ألزم الأمير أرغون الكاملي نائب حلب حتى سار لحرب ابن دلغادر وأتاه نواب القلاع حتى صار في عشرة آلاف فارس، سوى الرجالة والتركمان، ونزل الأمير أرغون الكاملي على الأبلستين، فنهبها وهدمها، وتوجه إلى قراجا بن دلغادر، وقد امتنع بجبل عال، فقاتلوه عشرين يوما، فقتل فيها وجرح عدد كثير من الفريقين، فلما طال الأمر نزل إليهم قراجا بن دلغادر، وقاتلهم صدرا من النهار قتالا شديدا، فاستمر القتل في تركمانه، وانهزم إلى جهة الروم، فأخذت أمواله ومواشيه، وصعد العسكر إلى جبل، فوجدوا فيه من الأغنام والأبقار ما لا يكاد ينحصر، فاحتووا عليها، بحيث ضاقت أيديهم عنها، وأبيع الرأس من البقر بعشرين إلى ثلاثين درهما، والرأس من الضان بثلاثة دراهم، والإكديش من أربعين إلى خمسين درهما، وسبيت نساؤه ونساء تركمانه وأولاده، وبيعوا بحلب وغيرها بالهوان، فكانت خيار بناته تباع بخمسمائة درهم؛ وظفروا بدفائن فيها مال كبير، وكان ابن دلغادر لما انهزم تبعه العسكر، وأسروا ولديه ونحو الأربعين من أصحابه، ونجا بخاصة نفسه إلى ابن أرتنا، وقد سبق الكتاب إليه بإعمال الحيلة في قبضه، فأكرمه ابن أرتنا وأواه، ثم قبض عليه وحمله إلى حلب، فدخلها وسجن بقلعتها في ثاني عشرى شعبان، فكتب إلى الأمير أرغون الكاملي نائب حلب بحمله إلى مصر، وأنعم عليه بخمسمائة ألف درهم، منها ثلاثمائة ألف من مال دمشق، وباقيه من مال حلب، وأعفي الأمير أرغون من تسيير القود الذي جرت عادة نواب حلب بحمله إلى السلطان من الخيل والجمال البخاتي والهجن والعراب ومن البغال والقماش والجواري والمماليك، وقيمته خمسمائة ألف درهم، فعظم بذلك شأن الأمير أرغون الكاملي نائب حلب، فإنه مع صغر سنه كان له أربعة مماليك أمراء، وله ولد عمره ثلاث سنين أمير مائة مقدم ألف، فلما مات هذا الولد أضيفت تقدمته إلى إقطاع النيابة، وكان لأربعة من أخوته القادمين من البلاد وأقاربه أربع إمرات، وفي يوم الخميس خامس عشر رمضان: وصل مقدم التركمان قراجا بن دلغادر، وهو مقيد في زنجير، فأقيم بين يدى السلطان، وعددت ذنوبه، ثم أخرج إلى الحبس، فلم يزل به إلى أن قدم البريد من حلب بأن جبار بن مهنا استدعى أولادا بن دلغادر في طائفة كبيرة من التركمان، لينجدوه على سيف، وكان سيف قد التجأ إلى بني كلاب، فالتقى الجمعان على تعبئة، فانكسر التركمان وقتل منهم نحو سبعمائة رجل، وأخذ منهم ستمائة إكديش، فكتب السلطان من سرياقوس - وكان بها - إلى النائب قبلاي بقتل ابن دلغادر، فأخرجه من السجن إلى تحت القلعة ووسطه، في يوم الاثنين رابع عشر ذي القعدة، بعد ما أقام مسجونا ثمانية وأربعين يوما. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة العربان بالصعيد بقيادة الأحدب بن واصل. العام الهجري: 754الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1353تفاصيل الحدث: كثر عبث العربان ببلاد الصعيد بقيادة الأحدب بن واصل، وقووا على المقطعين، وقام من شيوخهم رجل أحدب، فجمع جمعا كبيرا، وتسمى بالأمير، فقدم الخبر في شعبان بأنهم كبسوا ناحية ملوى، وقتلوا بها نحو ثلاثمائة رجل، ونهبوا المعاصر، وأخذوا حواصلها وذبحوا أبقارها، وأن عرب منفلوط والمراغة وغيرهم قد نافقوا، وقطعوا بعض الجسور بالأشمونين، فوقع الاتفاق على الركوب عليهم بعد تخضير الأراضي بالزراعة، وكتب إلى الولاة بتجهيز الإقامات برا وبحرا، فأخذ العرب حذرهم، فتفرقوا واختفوا، وقدمت طائفة منهم إلى مصر، فأخذوا، وكانوا عشرة، فقبض ما وجد معهم من المال، وحمل الأمير جندار، فإنهم كانوا فلاحيه، وأتلفوا، فلما برز الحاج إلى بركة الحجاج ركب الأمير شيخو، وضرب حلقة على الركب، ونادى من كان عنده بدوي وأخفاه حل دمه، وفتش الخيام وغيرها، فقبض على جماعة، فوسط بعضهم وأفرج عن بعض، ثم لما عاد السلطان إلى الجيزة كبست تلك النواحي، وحذر الناس من إخفاء العربان، فأخذ البحري والبري، وقبضت خيول تلك النواحي وسيوف أهلها بأسرها، وعرضت الرجال، فمن كان معروفا أفرج عنه، ومن لم يعرف أقر في الحديد، وحمل إلى السجن، ورسم أن الفلاحين تبيع خيولهم بالسوق، ويوردون أثمانها مما عليهم من الخراج فبيعت عدة خيول، وأورد أثمانها للمقطعين، والفرس الذي لم يعرف له صاحب حمل إلى إصطبل السلطان، وكتب للأمير عز الدين أزدمر، الكاشف بالوجه البحري، أن يركب ويكبس البلاد التي لأرباب الجاه، والتي يأويها أهل الفساد فقبض على جماعة كثيرة ووسطهم، وساق منهم إلى القاهرة نحو ثلاثمائة وخمسين رجلا، ومائة وعشرين فرسا، وسلاحا كثيرا، ثم أحضر الأمير أزدمر من البحيرة ستمائة وأربعين فرسا، فلم يبق بالوجه البحري فرس، ورسم لقضاة البر وعدوله بركوب البغال والأكاديش، ثم كبست البهنسا وبلاد الفيوم، فركب الأميران طاز وصرغتمش، بمن معهما إلى البلاد، وقد مر أهلها، واختفى بعضهم في حفائر تحت الأرض، فقبضوا النساء والصبيان، وعاقبوهم حتى دلوهم على الرجال، فسفكوا دماء كثيرين، وعوقب كثير من الناس بسبب من اختفي، وأخذت عدة أسلحة، فحشد الأحدب بن واصل شيخ عرك جموعه، وصمم على لقاء الأمراء، وحلف أصحابه على ذلك، وقد اجتمع معه عرب منفلوط، وعرب المراغة وبني كلب وجهينة وعرك، حتى تجاوزت فرسانه عشرة آلاف فارس تحمل السلاح، سوى الرجالة المعدة، فإنها لا تعد ولا تحصى لكثرتها، ثم رحل الأمير شيخو عن أسيوط، وبعث الأمير مجد الدين الهذبانى ليؤمن بنى هلال أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلوا عرك أعداءهم، فانخدعوا بذلك، وفرحوا به، وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو إلا أن وصلوا إلى الأمير شيخو فأمر بأسلحتهم وخيولهم فأخذت بأسرها، ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعا، ثم قاتلوا العرب الباقين على دفعات يقتلوهم وأسروا منهم الكثير واسترقوا الأولاد والحريم، وهلك من العرب خلائق بالعطش، ما بين فرسان ورجالة وجدهم المجردون في طلبهم، فسلبوهم، وصعد كثير منهم إلى الجبال، واختفوا في المغائر، فقتل العسكر وأسر، وسبا عددا كثيرا، وارتقوا إلى الجبال في طلبهم، وأضرمرا النيران في أبواب المغائر فمات بها خلق كثير من الدخان، وخرج اليهم جماعة، فكان فيهم من يلقي نفسه من أعلى الجبل ولا يسلم نفسه، ويرى الهلاك أسهل من أخذ العدو له، فهلك في الجبال أمم كثيرة وقتل منهم بالسيف ما لا يحصى كثرة، حتى عملت عدة حفائر وملئت من رممهم، وبني فوقها مصاطب ضربت الأمراء رنوكها عليها، وأنتنت البرية من جيف القتلى ورمم الخيل، وكان الأحدب قد نجا بنفسه، فلم يقدر عليه، ومن حينئد أمنت الطرقات برا وبحرا، فلم يسمع بقاطع طريق بعدها، ووقع الموت فيمن تأخر في السجون من العربان، فكاد يموت منهم في اليوم من عشرين إلى ثلاثين، حتى فنوا إلا قليلا، وفي شهر ربيع الأول: قدم محمد بن واصل الأحدب، شيخ عرك من بلاد الصعيد، طائعا، وكان من خبره أنه لما نجا وقت الهزيمة، وأخذت أمواله وحرمه، ترامى بعد عود العسكر على الشيخ المعتقد أبى القاسم الطحاوى فكتب الشيخ في أمره إلى الأمير شيخو، يسأل العفو عنه وتأمينه، على أنه يقوم بدرك البلاد، ويلتزم بتحصيل جميع غلالها وأموالها، وما يحدث بها من الفساد فإنه مؤاخذ به، وأنه يقابل نواب السلطان من الكشاف والولاة فكتب له أمان سلطاني، وكوتب بتطييب خاطره وحضوره آمنا، فسار ومعه الشيخ أبو القاسم، فأكرم الأمراء الشيخ، وأكرموا لأجله الأحدب، وكان دخوله يوما مشهودا، وتمثل الأحدب بين يدي السلطان، وأنعم عليه السلطان وألبسه تشريفا وناله من الأمراء إنعام كثير، وضمن منهم درك، البلاد على ما تقدم ذكره، فرسم له بإقطاع، وعاد الأحدب إلى بلاده بعد ما أقام نحو شهر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا محاولة قتل أمير المدينة الشريف فضل بن قاسم. العام الهجري: 755العام الميلادي: 1354تفاصيل الحدث: أن الشريف مانع بن على بن مسعود بن جماز وأولاد طفيل جمعوا ونازلوا المدينة، يريدون قتل الشريف فضل بن قاسم بن قاسم بن جماز فامتنع بها، وهم يحاصرونه اثني عشر يوما مرت بينهم فيها حروب، فانهزموا ومضو من حيث أتوا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة أهل الذمة بمصر وإلزامهم بالشروط العمرية وزيادة. العام الهجري: 755الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1354تفاصيل الحدث: أن النصارى قد تعاظموا، وتباهوا بالملابس الفاخرة، وبنوا الأملاك الجليلة في مصر والقاهرة ومتنزهاتها، واقتنوا الجواري الجميلة من الأتراك والمولدات، واستولوا على دواوين السلطان والأمراء، وزادوا في الحمق والرقاعة، وتعدوا طورهم في الترفع والتعاظم، وأكثروا من أذى المسلمين وإهانتهم، وتحركت الناس في أمر النصارى وماجوا، وانتدب عدة من أهل الخير لذلك، وصاروا إلى الأمير طاز الشريف أبى العباس الصفراوي، وبلغوه ما عليه النصارى مما يوجبه نقض عهدهم، وانتدبوه لنصرة الإسلام والمسلمين، فانتفض الأمير طاز لذلك، وحدث الأميرين شيخو وصرغتمش وبقية الأمراء في ذلك بين يدي السلطان، فوافقوه جميعا، وكان لهم يومئذ بالإسلام وأهله عناية، ورتبوا قصة على لسان المسلمين، قرئت بدار العدل على السلطان بحضرة الأمراء والقضاة وعامة أهل الدولة، فرسم بعقد مجلس للنظر في هذا الأمر، ليحمل النصارى واليهود على العهد الذي تقرر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وطلب بطرك النصارى ورئيس اليهود، وحضرت قضاة القضاة وعلماء الشريعة، وأمراء الدولة، وجيء بالبطرك والرئيس، فوقفا على أرجلهما وقرأ العلائي علي ابن فضل الله كاتب السر نسخة العهد الذي بيننا وبين أهل الذمة، بعد ما ألزموا بإحضاره، وهو ألا يحدثوا في البلاد الإسلامية وأعمالها ديرا ولا كنيسة ولا صومعة، ولا يجددوا منها ما خرب، ولا يمنعوا من كنائسهم التي عاهدوا عليها أن ينزل بها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونه، ولا يكتموا غشا للمسلمين، ولا يعلموا أولادهم القرآن، ولا يمنعوهم من الإسلام إن أرادوا، وإن أسلم أحدهم لا يردوه، ولا يتشبهوا بشيء من ملابس المسلمين ويلبس النصراني منهم العمامة الزرقاء عشر أذرع فما دونها، واليهودي العمامة الصفراء كذلك، ويمنع نساؤهم من التشبه بنساء المسلمين، ولا يتسموا بأسماء المسلمين، ولا يكتنوا بكناهم، ولا يتلقبوا بألقابهم، ولا يركبوا على سرج، ولا يتقلدوا سيفا، ولا يركبوا الخيل والبغال، ويركبون الحمير عرضا بالكف من غير تزيين ولا قيمة عظيمة لها، ولا ينقشوا خواتمهم بالعربية، وأن يجزوا مقادم رؤوسهم، والمرأة من النصارى تلبس الإزار المصبوغ أزرق، والمرأة من اليهود تلبس الإزار المصبوغ بالأصفر، ولا يدخل أحد منهم الحمام الا بعلامة مميزة عن المسلم في عنقه، من نحاس أو حديد أو رصاص أو غير ذلك، ولا يستخدموا مسلما في أعمالهم، وتلبس المرأة السائرة خفين أحدهما أسود والآخر أبيض، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يرفعوا بناء قبورهم، ولا يعلوا على المسلمين في بناء، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا، ولا يرفعوا أصواتهم في كنائسهم، ولا يشتروا من الرقيق مسلما ولا مسلمة، ولا ما جرت عليه سهام المسلمين، ولا يمشوا وسط الطريق توسعة للمسلمين، ولا يفتنوا مسلما عن دينه، ولا يدلوا على عورات المسلمين، ومن زنى بمسلمة قتل، ومن خالف ذلك فقد حل منه ما يحل من أهل المعاندة والشقاق، وكل من مات من اليهود والنصارى والسامرة، ذكرا كان أو أنثى، يحتاط عليه ديوان المواريث الحشرية، بالديار المصرية وأعمالها وسائر الممالك الإسلامية، إلى أن يثبت ورثته ما يستحقونه بمقتضى الشرع الشريف، فإذا استحق يعطونه بمقتضاه، وتحمل البقية لبيت مال المسلمين، ومن مات منهم ولا وارث له يحمل موجوده لبيت المال، ويجرى على موتاهم الحوطة من ديوان المواريث ووكلاء بيت المال مجرى من يموت من المسلمين، إلى أن تبين مواريثهم، وكان هذا العهد قد كتب في رجب سنة سبعمائة في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون، فلما انتهى العلائي علي بن فضل الله كاتب السر من قراءته تقلد بطرك النصارى وديان اليهود حكم ذلك، والتزما بما فيه، وأجابا بالسمع والطاعة، ثم جال الحديث في أمر اليهود والنصارى وإعادة وقائعهم الماضية، وأنهم بعد التزامهم أحكام العهد يعودون إلى ما نهوا عنه، فاستقر الحال على أنهم يمنعون من الخدم في جميع الأعمال، ولا يستخدم نصراني ولا يهودي في ديوان السلطان، ولا في شيء من دواوين الأمراء، ولو تلفظ بالإسلام، على أن أحدا منهم لا يكره على الإسلام، فإن أسلم برضاه، لا يدخل منزله، ولا يجتمع بأهله، الا إن اتبعوه في الإسلام، ويلزم أحدهم إذا أسلم، بملازمة المساجد والجوامع، وكتب بذلك كله مراسيم سلطانية سار بها البريد إلى البلاد الإسلامية، فكان تاريخها ثاني عشري جمادى الآخرة، وقرىء منها مرسوم، بمجلس السلطان في يوم الخميس خامس عشريه، وركب من الغد يوم الجمعة سادس عشريه الأمير سيف الدين قشتمر الحاجب، ومعه الشريف شهاب الدين المنشئ بالمراسيم السلطانية إلى البلاد الإسلامية، وقرىء مرسوم بجامع عمرو من مدينة مصر، وآخر بجامع الأزهر من القاهرة، فكان يوما عظيما هاجت فيه حفائظ المسلمين، وتحركت سواكنهم، لما في صدورهم من الحنق على النصارى، ونهضوا من ذلك المجلس بعد صلاة الجمعة، وثاروا باليهود والنصارى، وأمسكوهم من الطرقات، وتتبعوهم في المواضع وتناولوهم بالضرب، ومزقوا ما عليهم من الثياب، وأكرهوهم على الإسلام، فيضطرهم كثرة الضرب والإهانة إلى التلفظ بالشهادتين خوف الهلاك، فإنهم زادوا في الأمر حتى أضرموا النيران، وحملوا اليهود والنصارى، وألقوهم فيها، فاختفوا في بيوتهم، حتى لم يوجد منهم أحد في طريق ولا ممر، وشربوا مياه الآبار لامتناع السقائين من حمل الماء من النيل إليهم، فلما شنع الأمر نودي في القاهرة ومصر ألا يعارض أحد من النصارى أو اليهود، فلم يرجعوا عنهم، وحل بهم من ذلك بلاء شديد، كان أعظمه نكاية لهم أنهم منعوا من الخدم بعد إسلامهم، فإنهم كانوا فيما مضى من وقائعهم إذا منعوا من ذلك كادوا المسلمين لإظهار الإسلام، ثم بالغوا في إيصال الأذى لهم بكل طريق، بحيث لم يبق مانع يمنعهم لأنه صار الواحد منهم فيما يظهر مسلما ويده مبسوطة في الأعمال، وأمره نافذ، وقوله ممتثل، فبطل ما كانوا يعملون، وتعطلوا عن الخدم في الديوان، وامتنع اليهود والنصارى من تعاطى صناعة الطب، وبذل الأقباط جهدهم في إبطال ذلك، فلم يجابوا إليه، ثم لم يكف الناس من النصارى ما مر بهم حتى تسلطوا على كنائسهم ومساكنهم الجليلة التي رفعوها على أبنية المسلمين، فهدموها، فازداد النصارى واليهود خوفا على خوفهم، وبالغوا في الاختفاء، حتى لم يظهر منهم أحد في سوق ولا في غيره، ثم وقعت قصص على لسان المسلمين بدار العدل تتضمن أن النصارى استجدوا في كنائسهم عمال، ووسعوا بناءها، وتجمع من الناس عدد لا ينحصر، واستغاثوا بالسلطان في نصرة الإسلام، وذلك في يوم الاثنين رابع عشر رجب، فرسم لهم أن يهدموا الكنائس المستجدة، فنزلوا يدا واحدة وهم يضجون، وركب الأمير علاء الدين علي بن الكوراني والي القاهرة ليكشف عن صحة ما ذكروه، فلم يتمهلوا بل هجموا على كنيسة بجوار قناطر السباع، وكنيسة للأسرى في طريق مصر، ونهبوهما وأخذوا ما فيهما من الأخشاب والرخام وغير ذلك، ووقع النهب في دير بناحية بولاق الدكرور، وهجموا على كنائس مصر والقاهرة، وأخربوا كنيسة بحارة الفهادين من الجوانية بالقاهرة، وتجمعوا لتخريب كنيسة بالبندقانيين من القاهرة، فركب والي القاهرة ومازال حتى ردهم عنها، وتمادى هذا الحال حتى عجزت الحكام عن كفهم، وكثرت الأخبار من الوجه القبلي والوجه البحري بدخول النصارى في الإسلام، ومواظبتهم المساجد، وحفظهم للقرآن، حتى إن منهم من ثبتت عدالته وجلس مع الشهود، فإنه لم يبق في جميع أعمال مصر كلها قبليها وبحريها كنيسة حتى هدمت، وبنى مواضع كثير منها مساجد، فلما عظم البلاء على النصارى، وقلت أرزاقهم، رأوا أن يدخلوا في الإسلام، ففشا الإسلام في عامة نصارى أرض مصر، حتى أنه أسلم من مدينة قليوب خاصة في يوم واحد أربعمائة وخمسون نفرا، وممن أسلم في هذه الحادثة الشمس القسى، والخيصم، وحمل كثير من الناس فعلهم هذا على أنه من جملة مكرهم، لكثرة ما شنع العامة في أمرهم، فكانت هذه الواقعة أيضا من حوادث مصر العظيمة، ومن حينئذ اختلطت الأنساب بأرض مصر، فنكح هؤلاء الذين أظهروا الإسلام بالأرياف المسلمات، واستولدوهن، ثم قدم أولادهم إلى القاهرة، وصار منهم قضاة وشهود وعلماء، ومن عرف سيرتهم في أنفسهم، وفيما ولوه من أمور المسلمين، تفطن لما لا يمكن التصريح به. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا إبطال عيد الشهيد بمصر وحرق الصندوق المزعوم أن فيه إصبع الشهيد. العام الهجري: 755الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1354تفاصيل الحدث: بعد ما حدث بمصر من فتنة أهل الذمة وما جرى من إلزامهم بالشروط العمرية وزيادة وما جرى من هدم للكنائس المحدثة وغيرها، فلما كان في أخريات رجب بلغ الأمير صرغتمش أن بناحية شبرا الخيام كنيسة فيها أصبع الشهيد التي ترمى كل سنة في النيل زعما منهم أنها تعمل على زيادة الخير والماء فيه ويعملون في هذا اليوم عيدا معروفا بعيد الشهيد يحدث فيه من المنكرات والفواحش الكثير مما يستحى من ذكره، فتحدث مع السلطان فيه، فرسم بركوب الحاجب والوالي إلى هذه الكنيسة وهدمها، فهدمت ونهبت حواصلها، وأخذ الصندوق الذي فيه أصبع الشهيد، وأحضر إلى السلطان وهو بالميدان الكبير قد أقام به فأضرمت النار، وأحرق الصندوق، بما فيه، ثم ذرى رماده في البحر، وكان يوم رمي هذا الأصبع في النيل من الأيام المشهودة، فإن النصارى كانوا يجتمعون من جميع الوجه البحري ومن القاهرة ومصر في ناحية شبرا، وتركب الناس المراكب في النيل، وتنصب الخيم التي يتجاوز عددها الحد في البر، وتنصب الأسواق العظيمة، ويباع من الخمر ما يودون به ما عليهم من الخراج، فيكون من المواسم القبيحة، وكان المظفر بيبرس قد أبطله أيام سلطنته، فأكذب الله النصارى في قولهم أن النيل لا يزيد ما لم يرم فيه أصبع الشهيد، وزاد تلك السنة حتى بلغ إلى أصبع من ثمانية عشر ذراعا، ثم سعت الأقباط حتى أعيد رميه في الأيام الناصرية، فأراح الله منه بإحراقه، وأخذ عباد الصليب في الإرجاف بأن النيل لا يزيد في هذه السنة، فأظهر الله تعالى قدرته، وبين للناس كذبهم، بأن زاد النيل زيادة لم يعهد مثلها قبل ذلك، فإنه انتهى في الزيادة إلى أصابع من عشرين ذراعا، فقيل خمسة، وقيل سبعة، وقيل عشرون أصبعا، من عشرين ذراعا، ففسدت الأقصاب والنيلة ونحوها من الزراعات، وفسدت الغلال التي بالمطامير والأجران والمخازن، وتقطعت الجسور التي بجميع النواحي، قبليها وبحريها، وتعطلت أكثر الدواليب وتهدمت دور كثيرة مما يجاور النيل والخلجان، وغرقت البساتين، وفاض الماء حتى بلغ قنطرة قديدار فكانت المراكب تصل من بولاق اليها، ويركب الناس في المراكب من بولاق إلى شبرا ودمنهور. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة أمير غرناطة يوسف وتولي ابنه بعده. العام الهجري: 755الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 1354تفاصيل الحدث: توفي السلطان أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل بن فرج من بني نصر صاحب غرناطة وما والاها؛ طعن بخنجر في جبينه في يوم عيد الفطر، فمات منه، وتسلطن بعده ابنه أبو عبد الله محمد بن يوسف، وتلقب بالغني بالله. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#333
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ371 الى صــ 380 (333) خلع السلطان الصالح صلاح الدين وإعادة السلطان الناصر حسن. العام الهجري: 755الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 1354تفاصيل الحدث: بعد أن اتفق الأمراء بأن يكون الأمر كله للسلطان وأنه هو الذي يدير السلطنة بنفسه من رأيه، استبد بالأمر وقرب إليه الأمير طاز وكان قد شغف بأخيه جنتمر كثيرا، واستبعد الأمير شيخون كليا، بل زاد الأمر أن السلطان قد اتفق مع إخوة طاز على أن يقبض عليه وعلى صرغتمش يوم العيد، وكان طاز قد توجه إلى البحيرة في هذه الأيام للصيد، بعد ما قرر مع السلطان ما ذكر، فركب السلطان في يوم الأحد أول شوال لصلاة العيد في الإصطبل على العادة، وقرر مع كلتاي وجنتمر وأصر على ما يفعلونه، وأمر بمائة فرس فشدت وأوقفت، فلم يحضر شيخو صلاة العيد، وكان قد بلغه جميع ما تقرر من نية السلطان القبض عليه، فباتوا ليلة الاثنين على حذر، وأصبحوا وقد اجتمع مع الأمير شيخو من الأمراء صرغمتش وطقطاى ومن يلوذ بهم، وركبوا إلى تحت الطبلخاناه، ورسموا للآصر علم بضرب الكوسات، فضربت حربيا، فركب جميع العسكر تحت القلعة بالسلاح وصعد الأمير تنكربغا والأمير أسنبغا المحمودي إلى القلعة، وقبضا على السلطان الصالح صلاح الدين وسجناه مقيدا، فزال ملكه في أقل من ساعة وصعد الأمير شيخو ومن معه من الأمراء إلى القلعة، وأقامت أطلابهم على حالها تحت القلعة، وقبض الأمير شيخو على إخوة الأمير طاز، واستشار فيمن يقيمه للسلطنة، وصرح هو ومن معه بخلع الملك الصالح صلاح الدين، فكانت مدة سلطنته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام، فاقتضى رأى الأمير شيخو وسائر الأمراء إعادة السلطان الناصر حسن، لما كان يبلغهم عنه من ملازمته في مدة حبسه للصلوات الخمس والإقبال على الاشتغال بالعلم حتى إنه كتب بخطه كتاب دلائل النبوة للبيهقي، فاستدعوا الخليفة وقضاة القضاة، وأحضروا السلطان من محبسه، وأركبوه بشعار المملكة، ومشى الأمراء كلهم، وسائر أرباب الدولة في ركابه، حتى جلس على تخت الملك، وبايعه الخليفة، فقبلوا له الأرض على العادة، وذلك في يوم الاثنين ثاني شهر شوال، وبات الأمراء في الأشرفية من القلعة، وسجن الملك الصالح صلاح الدين حيث كان أخوه الملك الناصر حسن مسجونا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا طلب البيزنطيين من العثمانيين المساعدة. العام الهجري: 756العام الميلادي: 1355تفاصيل الحدث: طلب إمبراطور بيزنطة يوحنا الخامس من أورخان بن عثمان مساعدته ضد إمبراطور الصرب اصطفان دوشان الملقب بالقوي الذي تحالف مع البندقية والإمارات الصربية للهجوم على القسطنطينية ووعد بأن يزوجه ابنة الوصي على العرش يوحنا كانتا كوزين التي تزوج هو أختها الأخرى، ليصبحا عديلين، وأرسل له أورخان الجند غير أن اصطفان دوشان قد أدركه الموت وتوقف الاستعداد وعاد الجنود العثمانيون إلى بلادهم دون قتال وتزوج أورخان ابنة الوصي، وكانت هذه الحادثة قد أشعرت أورخان بضعف الدولة البيزنطية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة تقي الدين السبكي (الأب) الشافعي. العام الهجري: 756الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1355تفاصيل الحدث: تقي الدين أبو الحسن علي بن زين الدين عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم الأنصاري السبكي الشافعي توفي بشاطىء النيل في ليلة الاثنين رابع جمادى الآخرة؛ ومولده في شهر صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة بسبك الثلاث، وهي قرية بالمنوفية من أعمال الديار المصرية بالوجه البحري، كان إماما عالما بالفقه والأصلين والحديث والتفسير والنحو والأدب، ولي الإفتاء والقضاء بالقاهرة ثم انتقل إلى دمشق فلما اعتل عاد إلى القاهرة وهو والد تاج الدين السبكي, وله من المصنفات مختصر طبقات الفقهاء ومجموع فتاوى والابتهاج شرح المنهاج ورفع الشقاق في مسألة الطلاق وقد تناظر فيها كثيرا مع ابن القيم وكان بينهم بسبب ذلك مناظرات، وله كشف الغمة في ميراث أهل الذمة وله كشف الدسائس في هدم الكنائس وغيرها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة حسن الجلائري مؤسس الدولة الجلائرية بالعراق وتولي ابنه بعده. العام الهجري: 757العام الميلادي: 1356تفاصيل الحدث: حسن بن حسين بن أقبغا بن أيلكان التتري، سبط أرغون بن أبغا بن هولاكو بن طولون بن جنكيزخان ملك التتار صاحب "اليسق" والأحكام التركية، وكانت مدته سبع عشرة سنة، ثم قام بالأمر بعده ابنه أويس بهادر خان خلفا له. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا هجوم الفرنج على شواطئ صفد. العام الهجري: 757الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1356تفاصيل الحدث: في السابع والعشرين من جمادى الأولى ورد الخبر إلى دمشق بأن الفرنج لعنهم الله استحوذوا على مدينة صفد: قدموا في سبعة مراكب وقتلوا طائفة من أهلها ونهبوا شيئا كثيرا وأسروا أيضا، وهجموا على الناس وقت الفجر يوم الجمعة، وقد قتل منهم المسلمون خلقا كثيرا وكسروا مركبا من مراكبهم، وجاء الفرنج في عشية السبت قبل العصر وقدم الوالي وهو جريح مثقل، وأمر نائب السلطنة عند ذلك بتجهيز الجيش إلى تلك الناحية فساروا تلك الليلة ولله الحمد، وتقدمهم حاجب الحجاب وتحدر إليه نائب صفد الأمير شهاب الدين بن صبح، فسبق الجيش الدمشقي، ووجد الفرنج قد برزوا بما غنموا من الأمتعة والأسارى إلى جزيرة تلقاء صيدا في البحر، وقد أسر المسلمون منهم في المعركة شيخا وشابا من أبناء أشرافهم، وهو الذي عاقهم عن الذهاب، فراسلهم الجيش في انفكاك الأسارى من أيديهم فبادرهم عن كل رأس بخمسمائة فأخذوا من ديوان الأسارى مبلغ ثلاثين ألفا، ولم يبق معهم ولله الحمد أحد، واستمر الصبي من الفرنج مع المسلمين، وأسلم ودفع إليهم شيخ الجريح، وعطش الفرنج عطشا شديدا، وأرادوا أن يرووا من نهر هناك فبادرهم الجيش إليه فمنعوهم أن ينالوا منه قطرة واحدة، فرحلوا ليلة الثلاثاء منشمرين بما معهم من الغنائم، وبعثت رؤوس جماعة من الفرنج ممن قتل في المعركة فنصبت على القلعة بدمشق، وجاء الخبر في هذا الوقت بأن إيناس قد أحاط بها الفرنج، وقد أخذوا الربيض وهم محاصرون القلعة، وفيها نائب البلد، وذكروا أنهم قتلوا خلقا كثيرا من أهلها وذهب صاحب حلب في جيش كثيف نحوهم وفي يوم السبت رابع جمادى الآخرة قدم رؤوس من قتلى الفرنج على صيدا، وهي بضع وثلاثون رأسا، فنصبت على شرافات القلعة ففرح المسلمون بذلك ولله الحمد. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا حريق هائل في بلاد كسروان وطرابلس. العام الهجري: 757الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1356تفاصيل الحدث: في شهر ذي القعدة جرى في بلاد السواحل من الحريق من بلاد طرابلس إلى آخر معاملة بيروت إلى جميع كسروان، أحرق الجبال كلها ومات الوحوش كلها مثل النمور والدب والثعلب والخنزير من الحريق، ما بقي للوحوش موضع يهربون فيها، وبقي الحريق عليه أياما وهرب الناس إلى جانب البحر من خوف النار واحترق زيتون كثير، فلما نزل المطر أطفأه بإذن الله تعالى - يعني الذي وقع في تشرين وذلك في ذي القعدة من هذه السنة - ومن العجب أن ورقة من شجرة وقعت في بيت من مدخنته فأحرقت جميع ما فيه من الأثاث والثياب وغير ذلك ومن حلية حرير كثير، وغالب هذه البلاد للدرزية والرافضة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا العثمانيون يعبرون مضيق الدردنيل. العام الهجري: 758العام الميلادي: 1356تفاصيل الحدث: طلب البيزنطيون المساعدة من العثمانيين ضد الصرب فأشعر ذلك العثمانيين بضعف البيزنطيين، فرأى أورخان سلطان العثمانيين أن ينتقل إلى الضفة الغربية من مضيق الدردنيل ليتقدم بعدها إلى أوربا فيتمكن من الإحاطة بالقسطنطينية والهجوم عليها من الغرب حيث عجز المسلمون عن فتحها من الشرق، فأرسل ابنه الكبير سليمان لدراسة هذه الخطة وفي هذا العام اجتاز سليمان مضيق الدردنيل ليلا مع أربعين رجلا من أبطاله ولما وصلوا إلى الضفة الغربية استولوا على الزوارق الرومية الراسية هناك وعادوا بها إلى الضفة الشرقية، إذ لم يكن للعثمانيين أسطول، ثم انتقلوا إلى الشاطئ الأوربي فاحتلوا قلعة تزنب وغاليبولي التي فيها قلعة جنا قلعة المشهورة وأبسالا ورودستو وهذه كلها تقع على مضيق الدردنيل من الجنوب إلى الشمال حتى تصبح رودستو على بحر مرمرة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا استيلاء بني مرين على تونس والجزائر. العام الهجري: 758العام الميلادي: 1356تفاصيل الحدث: استولى أبو عنان فارس سلطان بني مرين على الجزائر ثم استولى على قسنطينة وعنابة وتونس واستسلم له السلطان الحفصي أبو العباس أحمد المتوكل، مريدا بذلك توحيد إفريقيا الشمالية، ولكن قبائل الأعراب ثارت على أبي عنان لمنعه عنهم بعض الأداءات الموظفة لهم على عادة الأعراب، وعجز الجيش المريني عن مطاردة الأعراب وإخماد عصيانهم، وعاد أبو عنان إلى فاس ومعه جيشه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال سلطان بني مرين أبي عنان وتغلب أخيه على الملك. العام الهجري: 759العام الميلادي: 1357تفاصيل الحدث: اغتيل السلطان أبو عنام فارس بن أبي الحسن علي، اغتاله وزيره الحسن بن عمر الفودوي، ثم تولى بعده ابنه أبو بكر محمد السعيد خلفا لأبيه وله من العمر فقط خمس سنوات، وكان أبو سالم إبراهيم أخو أبي عنان منفيا في الأندلس عند بني الأحمر فلما علم بما حصل لأخيه طلب من سلطان بني الأحمر مساندته، فلم يجبه فطلب من ملك قشتالة الأسباني فأنجده بأسطول اجتاز به البحر إلى المغرب، وتمكن بمن تبعه من أنصاره من الاستيلاء على الملك وخلع ابن أخيه محمد السعيد ونفاه إلى الأندلس التي لم يصل إليها بل غرق في البحر في الطريق. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال أمير المدينة مانع بن علي الحسيني. العام الهجري: 759الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1358تفاصيل الحدث: في سابع عشرين ذي الحجة ذكر أن صاحب المدينة النبوية الشريف مانع بن علي بن مسعود بن جماز بن شيحة الحسيني، عدا عليه فداويان عند لبسه خلعة السلطان، وقت دخول المحمل إلى المدينة الشريفة فقتلاه، فعدت عبيده على الحجيج الذين هم داخل المدينة فنهبوا من أموالهم وقتلوا بعضهم وخرجوا، وكانوا قد أغلقوا أبواب المدينة دون الجيش فأحرق بعضها، ودخل الجيش السلطاني فأنقذوا الناس من أيدي الظالمين، ودخل المحمل السلطاني إلى دمشق يوم السبت العشرين من شهر محرم على عادته إلى دمشق، وبين يدي المحمل الفداويان اللذان قتلا صاحب المدينة، وقد ذكرت عنه أمور شنيعة بشعة من غلوه في الرفض المفرط، ومن قوله إنه لو تمكن أخرج الشيخين من الحجرة، وغير ذلك من عبارات مؤدية لعدم إيمانه إن صح عنه والله أعلم، ويذكر أنه تولى المدينة الشريفة بعده ابن عمه فضل بن القاسم. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#334
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ381 الى صــ 390 (334) (الصين) أخمدت الثورات ضد إمبراطورية المغول. العام الهجري: 760العام الميلادي: 1358تفاصيل الحدث: بعد أن توفي سلطان المغول بردي بك خان سنة 759هـ وقع الاختلال في دولة التتار ببلاد الشمال وكثر الهرج والمرج ورفع الأعداء رؤوس الاستقلال من كل جانب لعدم رئيس يرجع إليه، وكان ابنه محمد بردي قد تسلم السلطنة بعد أبيه الذي استطاع بجبروته وقوته أن يخمد هذه الثورات وأن يسيطر أيضا على حكام الروس في موسكو وغيرها كما قام توقتاميش أيضا بمثل هذا الإخضاع. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة الأعراب بحوران. العام الهجري: 760الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1359تفاصيل الحدث: كائنة وقعت بقرية حوران فأوقع الله بهم بأسا شديدا في هذا الشهر رجب وذلك أنه أشهر أهل قرية بحوران وهي خاص لنائب الشام وهم حلبية يمن ويقال لهم بنو لبسه وبني ناشي وهي حصينة منيعة يضوي إليها كل مفسد وقاطع ومارق ولجأ إليهم أحد شياطين رويمن العشير وهو عمر المعروف بالدنيط، فأعدوا عددا كثيرة ونهبوا ليغنموا العشير، وفي هذا الحين بدرهم والي الولاة المعروف بشنكل منكل، فجاء إليهم ليردهم ويهديهم، وطلب منهم عمر الدنيط فأبوا عليه وراموا مقاتلته، وهم جمع كثير وجم غفير، فتأخر عنهم وكتب إلى نائب السلطنة ليمده بجيش عونا له عليهم وعلى أمثالهم، فجهز له جماعة من أمراء الطبلخانات والعشراوات ومائة من جند الحلقة الرماة، فما بغتهم في بلدهم تجمعوا لقتال العسكر ورموه بالحجاره والمقاليع، وحجزوا بينهم وبين البلد، فعند ذلك رمتهم الأتراك بالنبال من كل جانب، فقتلوا منهم فوق المائة، ففروا على أعقابهم، وأسر منهم والي الولاة نحوا من ستين رجلا، وأمر بقطع رؤوس القتلى وتعليقها في أعناق هؤلاء الأسرى، ونهبت بيوت الفلاحين كلهم، وسلمت إلى مماليك نائب السلطنة لم يفقد منها ما يساوي ثلاثمائة درهم، وكر راجعا إلى بصرى وشيوخ العشيرات معه، فأخبر ابن الأمير صلاح الدين ابن خاص ترك، وكان من جملة أمراء الطبلخانات الذين قاتلوهم بمبسوط ما يخصه وأنه كان إذا أعيا بعض تلك الأسرى من الجرحى أمر المشاعلي بذبحه وتعليق رأسه على بقية الأسرى، وفعل هذا بهم غير مرة حتى أنه قطع رأس شاب منهم وعلق رأسه على أبيه، شيخ كبير، حتى قدم بهم بصرى فشنكل طائفة من أولئك المأسورين وشنكل آخرين ووسط الآخرين وحبس بعضهم في القلعة، وعلق الرؤوس على أخشاب نصبها حول قلعة بصرى، فحصل بذلك تنكيل شديد لم يقع مثله في هذا الأوان بأهل حوران، وهذا كله سلط عليهم بما كسبت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة أورخان بن عثمان سلطان العثمانيين وتولي ابنه مراد الأول بعده وفتح أنقرة. العام الهجري: 761العام الميلادي: 1359تفاصيل الحدث: توفي أورخان بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان سلطان العثمانيين، وكان أولا في ولاية العهد ابنه سليمان ولكنه توفي عام 760هـ في غاليبولي ودفن فيها، ثم أصبح في ولاية العهد مراد الأول الذي ولد عام 726هـ فلما توفي والده أورخان تولى هو من بعده وكان له من العمر ستا وثلاثين سنة، ثم إن أمير القرمان في أنقرة علاء الدين خليل بن محمود استغل هذه الفرصة وظن أنه يقضي على العثمانيين فاستنهض همم الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى للقتال وعمل على تجميعهم، غير أنه تفاجأ بجيش مراد الأول الحاكم الجديد وهي محيطة بمدينة أنقرة، ودخلها فاتحا فاضطر علاء الدين لعقد الصلح معه وتنازل عن أنقرة، واعترف السلطان مراد بالأمير علاء الدين أميرا على بقية أملاك دولة القرمان، وتزوج مراد من ابنة علاء الدين. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الحافظ العلائي. العام الهجري: 761الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1359تفاصيل الحدث: صلاح الدين العلائي خليل بن كيكلدي توفي بالقدس الشريف ليلة الاثنين ثالث المحرم، وصلي عليه من الغد بالمسجد الأقصى بعد صلاة الظهر، ودفن بمقبرة نائب الرحبة، وله من العمر ست وستون سنة، وكان مدة مقامه بالقدس مدرسا بالمدرسة الصلاحية وشيخا بدار الحديث السكرية ثلاثين سنة، وقد صنف وألف وجمع وخرج، وكانت له يد طولى بمعرفة العالي والنازل، وتخريج الأجزاء والفوائد، وله مشاركة قوية في الفقه واللغة والعربية والأدب وله عدة مصنفات، وقفها على الخانقاه السمساطية بدمشق، ومن مصنفاته جامع التحصيل في أحكام المراسيل وتحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة والنقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح والتنبيهات المجملة على المواضع المشكلة وتلقيح المفهوم في تنقيح صيغ العموم وتحقيق المراد في أن النهي يقتضي الفساد وجزء في تصحيح حديث القلتين والكلام على أسانيده وإجمال الإصابة في أقوال الصحابة وغيرها، رحمه الله تعالى. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا غزو بلاد سيس. العام الهجري: 761الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1360تفاصيل الحدث: في مستهل جمادى الآخرة ركب الأمير سيف الدين بيدمر نائب حلب لقصد غزو بلاد سيس في جيش، وفي يوم الاثنين سابع عشره جاء الأمير تاج الدين جبريل من عند الأمير سيف الدين بيدمر نائب حلب، وقد فتح بلدين من بلاد سيس، وهما طرسوس وأذنة، وأرسل مفاتيحهما صحبة جبريل المذكور إلى السلطان أيده الله، ثم افتتح حصونا أخر كثيرة في أسرع مدة، وأيسر كلفة، وخطب القاضي ناصر الدين كاتب السر خطبة بليغة حسنة، وبلغني في كتاب أن أبواب كنيسة أذنة حملت إلى الديار المصرية في المراكب، وهذه هي أبواب الناصرية التي بالسفح، أخذها سيس عام قازان، وذلك في سنة تسع وتسعين وستمائة، فاستنفذت ولله الحمد في هذه السنة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا عصيان خيار بن مهنا أمير العرب بين العراق وسوريا وقتاله. العام الهجري: 761الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1360تفاصيل الحدث: وصل تقليد الأمير سيف الدين بيدمر بنيابة دمشق، ورسم له أن يركب في طائفة من جيش حلب ويقصد الأمير خيار بن مهنا ليحضره إلى خدمة السلطان، وكذلك رسم لنائب حماة وحمص أن يكونا عونا للأمير سيف الدين بيدمر في ذلك، فلما كان يوم الجمعة رابعه التقوا مع خيار عند سلمية، فكانت بينهم مناوشات، فأخبرني الأمير تاج الدين الدودار وكان مشاهد الوقعة أن الأعراب أحاطوا بهم من كل جانب، وذلك لكثرة العرب وكانوا نحو الثمانمائة، وكانت الترك من حماة وحمص وحلب مائة وخمسين، فرموا الأعراب بالنشاب فقتلوا منهم طائفة كثيرة، ولم يقتل من الترك سوى رجل واحد، رماه بعض الترك ظانا أنه من العرب بناشج فقتله، ثم حجز بينهم الليل، وخرجت الترك من الدائرة، ونهبت أموال من الترك ومن العرب، وجرت فتنة وجردت أمراء عدة من دمشق لتدارك الحال، وأقام نائب السلطنة هناك ينتظر ورودهم، وقدم الأمير عمر الملقب بمصمع بن موسى بن مهنا من الديار المصرية أميرا على الأعراب وفي صحبته الأمير بدر الدين بن جماز أميران على الأعراب، فنزل مصمع بالقصر الأبلق، ونزل الأمير رملة بالتوزية على عادته ثم توجها إلى ناحية خيار بمن معهما من عرب الطاعة ممن أضيف إليهم من تجريدة دمشق ومن يكون معهم من جيش حماة وحمص لتحصيل الأمير خيار، وإحضاره إلى الخدمة الشريفة فالله تعالى يحسن العاقبة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة ابن هشام الأنصاري النحوي. العام الهجري: 761الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1360تفاصيل الحدث: جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن هشام الأنصاري الحنبلي النحوي توفي في ليلة الخامس من ذي القعدة، ودفن بعد صلاة الجمعة بمقابر الصوفية خارج باب النصر من القاهرة، وكان بارعا في عدة علوم، لا سيما العربية فإنه كان فارسها ومالك زمامها، وهو صاحب الشرح على ألفية ابن مالك في النحو المسمى أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، وشرح أيضا البردة وشرح بانت سعاد وكتاب المغني وله شذور الذهب في معرفة كلام العرب وله قطر الندى وبل الصدى والإعراب وقواعد الإعراب وغير ذلك؛ ومات عن بضع وخمسين سنة، وكان أولا حنفيا ثم استقر حنبليا وتنزل في دروس الحنابلة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتح مدينة أدرنة الأوروبية لتصبح عاصمة للدولة العثمانية. العام الهجري: 762العام الميلادي: 1360تفاصيل الحدث: فتح العثمانيون في هذه السنة مدينة أدرنة بعد أن حاصروها، فسلمها القائد الرومي بعد أن يئس من المقاومة، فنقل مراد الأول عاصمته إليها لتكون على مقربة من أوربا وليكون الهجوم على القسطنطينية من جهة الغرب وكانت العاصمة قبل ذلك هي مدينة بورصة، وبقيت هذه المدينة أدرنة عاصمة للعثمانيين حتى تم فتح القسطنطينية عام 857هـ كما تم الاستيلاء على مدن أوربية أخرى مثل فيلبه قاعدة بلاد الرومللي الشرقي جنوبي بلغاريا اليوم. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال السلطان الناصر حسن وتولية أخيه المنصور. العام الهجري: 762الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1361تفاصيل الحدث: كان زوال ملكه في ليلة الأربعاء تاسع جمادى الأولى وذلك أنه بلغه وهو بمنزله بكوم برا أن الأمير يلبغا الخاصكي يريد قتله، وأنه لا يدخل إلى الخدمة إلا وهو لابس آلة الحرب من تحت ثيابه فاستدعى به، وهو مع حريمه في خلوة، وأمر فنزعت عنه ثيابه كلها، ثم كتفت يداه، فشفعت فيه إحدى حظايا السلطان، حتى خلي عنه وخلع عليه، واعتذر إليه بأنه بلغه عنه أنه لا يدخل إلا بالسلاح مخفي في ثيابه، فخرج إلى مخيمه وقد اشتد حنقه، فلم يمض سوى ثلاثة أيام وبلغ السلطان أن يلبغا قد خامر وأظهر العصيان، وألبس مماليكه آلة الحرب، فبادر للركوب في طائفة من مماليكه ليكبسه على بغتة، ويأخذه من مخيمه، فسبق ذلك إلى يلبغا من الطواشي بشير الجمدار، وقيل بل من الحطة التي شفعت فيه، فركب بمماليكه من فوره بالسلاح، يوم الاثنين ثامن جمادى الأولى بعد العصر، ولقي السلطان وهو سائر إليه، وتوافقا حتى غربت الشمس، فحمل يلبغا، بمن معه يريد السلطان فانهزم من غير قتال، ومعه الأمير عز الدين أيدمر الدوادار، فتفرقت مماليكه في كل جهة، وتمادى السلطان في هزيمته إلى شاطىء النيل، وركب هو وأيدمر فقط في بعض المراكب، وترك ركوب الحراقة السلطانية، وصعد قلعة الجبل، وألبس من بها من المماليك، فلم يجد في الإصطبل خيولا لهم، فاضطرب ونزل من القلعة ومعه أيدمر وقد تنكرا ليسيرا إلى الشام فعرفهما بعض المماليك، فأنكر حالهما، وأخذهما ومضى بهما إلى بيت الأمير شرف الدين موسى بن المازكشي، فأواهما هذا وقد مضى يلبغا وقت هزيمة السلطان في إثره فلم يظفر به، فركب الحراقة ومنع أن يعدى مركب بأحد من المماليك السلطانية إلى بر مصر، وعدى بأصحابه في الليل إلى البر، فلقيه الأمير ناصر الدين محمد بن المحسني والأمير قشتمر المنصوري في عدة وافرة، فحاربهما وهزمهما، وتقدم فهزم طائفة بعد طائفة، ثم وجد الأمير أسنبغا ابن البوبكري في عدة وافرة فقاتله قريبا من قنطرة قديدار، قتالا كبيرا، جرح فيه أسنبغا وانهزم من كان معه، ومضى يلبغا حتى وقف تحت القلعة، فبلغه نزول السلطان وأيدمر منكسرين، وبينما هو مفكر فيما يفعله، إذ أتاه قاصد ابن الأزكشي وأخبره بأن السلطان وأيدمر عنده، فسار بعسكره إلى بيت ابن الأزكشي بالحسينية، وأحاط به، وأخذ السلطان والأمير أيدمر ومضى بهما إلى داره، قرب جبل الكبش فحبسهما بها، ووكل بهما من يثق به، ثم عاد إلى القلعة وقد امتنع بها طائفة من مماليك السلطان، ورموه بالنشاب، فأعلمهم بأنه قد قبض على السلطان وسجنه في داره، فانحلت عزائمهم، وفتحوا باب القلعة، فصعد يلبغا ومن معه إليها وملكها وأقام في السلطنة محمد بن المظفر حاجي بن محمد بن قلاوون ولقبه بالمنصور وكان عمره أربعة عشر عاما، ولم يوقف للسلطان حسن على خبر، فقيل إنه عاقبه عقوبة شديدة حتى مات ودفنه في مصبطة كان يركب عليها من داره بالكبش، وقيل دفنه بكيمان مضر وأخفي قبره، فكان عمره دون الثلاثين سنة، منها مدة سلطنته هذه الثانية ست سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام، وأما السلطان الجديد المنصور فإنه استدعى الخليفة وقضاة القضاة، وأحضر المنصور ففوض الخليفة إليه أمور الرعية، وركب والكافة بين يديه من باب الدار إلى الإيوان، حتى جلس على تخت الملك، وحلف له الأمراء على العادة، وهو لابس الثوب الخليفتي، وذلك في يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى، ولقب بالملك المنصور صلاح الدين، وهو أول من تسلطن من أولاد أولاد الملك الناصر محمد، فقام الأمير يلبغا بتدبير الدولة، ولم يبق للمنصور سوى الاسم، والأمير قشتمر المنصوري نائب السلطنة، ودقت البشائر، ونودي بالقاهرة ومصر بسلطنة الملك المنصور، وكتب إلى الأعمال بذلك، فسارت البريدية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خروج الأمير بيدمر أمير دمشق عن الطاعة. العام الهجري: 762الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1361تفاصيل الحدث: في شهر رجب خرج الأمير بيدمر نائب الشام عن الطاعة، وبموافقة جماعة من الأمراء له على ذلك، منهم أسندمر أخو يلبغا اليحياوي، والأمير منجك وجماعة، وأنه قام لأخذ ثأر السلطان حسن، وأفتاه جماعة من الفقهاء بجواز قتال قاتله الذي تغلب على الملك - يعني الأمير يلبغا - ومنع البريد أن يمر من الشام، وجهز الأمير منجك والأمير أسندمر الزيني في عسكر إلى غزة، فحاربوا نائبها وملكوها، فنصب الأمير يلبغا، السنجق السلطاني، وتقدم إلى الأمراء بالتجهيز للسفر، وأخرج الأمير قشتمر نائب السلطة إلى جهة الصعيد في عسكر ليحفظ تلك الجهة في مدة الغيبة بالشام، وأقيم الأمير شرف الدين موسى بن الأزكشي نائب الغيبة، وخرجت طلاب الأمراء شيئا بعد شيء، وركب السلطان في أول شهر رمضان من قلعة الجبل، ونزل خارج القاهرة، ثم رحل وصحبته الخليفة والأمراء، وتاج الدين محمد بن إسحاق المناوي قاضى العسكر، وسراج الدين عمر الندى قاضي العسكر، فرحل الأمير منجك بمن معه من غزة، عائدا إلى دمشق، فنزل بها السلطان بعساكره وجلس الأمير يلبغا لعرض العسكر، ثم ساروا جميعا إلى دمشق، وخيموا بظاهرها، فخرج إليهم أكثر أمراء دمشق وعسكرها راغبين في الطاعة، حتى لم يبق من الأمراء مع بيدمر سوى منجك وأسندمر - وقد امتنعوا بالقلعة - فترددت القضاة بين الفريقين في الصلح حتى تقرر، وحلف لهم الأمير يلبغا على ذلك، فاطمأنوا إليه ونزلوا من القلعة، فركب السلطان بعساكره صبح يوم الاثنين تاسع عشرين شهر رمضان، ودخل إلى دمشق وقبض على الأمير بيدمر والأمير منجك والأمير أسندمر، وقيدوا، فأنكر ذلك جمال الدين يوسف بن محمد المرداوي الحنبلي قاضي دمشق، وصار إلى الأمير يلبغا، وقال له: لم يقع الصلح على هذا فاعتذر بأنه ما قصد إلا إقامة حرمة السلطان، ووعد بالإفراج عنهم، فلما انصرف بعث بهم إلى الإسكندرية، فسجنوا بها، وصعد السلطان إلى قلعة دمشق، وسكنها، واستبد الأمير يلبغا بتدبير الأمور في الشام، على عادته في مصر، واستقر الأمير علاء الدين أمير على نائب الشام عوضا عن الأمير بيدمر، واستقر الأمير قطلوبغا الأحمدي رأس نوبة في نيابة حلب عوضا عن الأمير أحمد بن القشتمري، ثم سار السلطان بعساكره من دمشق، في يوم الأحد، فلما قرب من القاهرة دقت البشائر بقلعة الجبل، وزينت القاهرة ومصر زينة عظيمة، وصعد إلى قلعته في يوم الاثنين عشرين شوال، وفيه قدم الأمير قشتمر النائب من الوجه القبلي. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#335
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ391 الى صــ 400 (335) محاولة انقلاب فاشلة على السلطان المنصور صلاح الدين. العام الهجري: 762الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1361تفاصيل الحدث: اتفق الأمير حسين بن محمد بن قلاوون مع الطواشي جوهر الزمردي نائب مقدم المماليك على أن يلبس المماليك السلطانية آلة الحرب ويتسلطن، وكان السفير بينهما نصر السليماني أحد طواشية الأمير حسين، فوشى بذلك إلى الأمراء، وكان السلطان بالشام، فبادر الأمير أيدمر الشمسي نائب الغيبة والأمير موسى بن الأزكشي وقبضا على جوهر ونصر وسجنا بخزانة شمايل بالقاهرة، فلما قدم السلطان والأمير يلبغا سمرا وشهرا، ثم نفيا إلى قوص في ذي القعدة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال السلطان المريني أبي سالم إبراهيم وتولية محمد الثاني. العام الهجري: 762الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1361تفاصيل الحدث: إن أبا سالم إبراهيم هذا كان منفيا في الأندلس وعاد وتملك بعد أن خلع ابن أخيه محمد السعيد الذي جلس بعد اغتيال أبيه، ثم في هذه السنة قام الوزير عمر بن عبدالله الفودودي بخلع السلطان أبي سالم إبراهيم وقتله وولي السلطنة تاشفين بن أبي الحسن علي أخي السلطان المخلوع وكان تاشفين مسوسا مختل العقل، ولم يرض بنو مرين عما فعله الوزير فخلعوا تاشفين وأتوا بابن أخ له يدعى محمد الثاني بن أبي الحسن علي المريني فبايعوه وولوه الملك ولقبوه المنتصر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قتل الملك إسماعيل ملك بني نصر وتولي محمد السادس الملك. العام الهجري: 763العام الميلادي: 1361تفاصيل الحدث: قام أمير من أمراء بني نصر يدعى أبا سعيد محمد وكان زوج أخت السلطان إسماعيل الثاني، فثار على صهره إسماعيل وقتله وأعلن نفسه ملكا باسم محمد السادس ولكنه لم يلبث أن ثار عليه أهل غرناطة فخلعوه فهرب من غرناطة إلى ملك قشتالة ولم يلبث أن قتل هناك، ثم إن الوزير المريني عمر الفودودي جهز محمد الخامس الغني بالله بقوة فجاز بها إلى الأندلس مع وزيره لسان الدين بن الخطيب ودخل غرناطة واسترد ملكه بعد هروب محمد السادس وعهد بالوزارة إلى ابن الخطيب. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا غارات على بلاد الروم. العام الهجري: 763العام الميلادي: 1361تفاصيل الحدث: استقر الأمير أسندمر الطازي في نيابة ملطية فأكثر من الغارات على بلاد الروم، وأسرهم وقتلهم، فبعث إليه الأمير محمد بن أرتنا صاحب قيصرية الروم عسكرا مع ابن دلغادر، فكبسه وهو يتصيد فقاتله قتالا شديدا، ونجا بنفسه إلى ملطية، فكتب السلطان والأمير يلبغا بخروج عساكر دمشق وطرابلس وحماة وحلب بآلات الحرب والحصار، صحبة الأمير قطلوبغا نائب حلب، فخرج من دمشق خمسة آلاف فارس، ومن بقية البلاد الشامية سبعة آلاف فارس، وتوجه نائب حلب في اثني عشر ألفا ومعه المجانيق والنقابون، وجميع ما يحتاج إليه، فشنوا الغارات على بلاد الروم، ثم عادوا بغير طائل. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الخليفة العباسي المعتضد بالله وتولية ابنه محمد المتوكل على الله. العام الهجري: 763الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1362تفاصيل الحدث: الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح، واسمه أبو بكر بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان ابن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن أبي علي بن الحسن بن الخليفة الراشد بن المسترشد، توفي في يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى ومدة خلافته عشرة أعوام، وعهد إلى ابنه محمد قبل وفاته بقليل، فاستدعي أبو عبد الله محمد بن الخليفة المعتضد بالله أبي بكر، في يوم الخميس ثاني عشر جمادى الأولى، إلى قلعة الجبل، وجلس مع السلطان بالقصر، وقد حضر الأمراء فأقيم في الخلافة بعد وفاة أبيه، ولقب بالمتوكل على الله، وخلع عليه، وفوض له نظر المشهد النفيسي، ليستعين بما يحمل إليه من النذور على حاله، وركب إلى منزله، وهنأه الناس بالخلافة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة ابن مفلح الحنبلي. العام الهجري: 763الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1362تفاصيل الحدث: شمس الدين محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي، كان بارعا فاضلا متفننا في علوم كثيرة، ولاسيما علم الفروع، كان غاية في نقل مذهب الإمام أحمد، وجمع مصنفات كثيرة منها كتاب المقنع وعلق على محفوظة أحكام الشيخ مجد الدين بن تيمية مجلدين وله الآداب الشرعية وأصول الفقه، وله غير ذلك من الفوائد والتعليقات رحمه الله، توفي في ثاني رجب عن نحو خمسين سنة، وصلي عليه بعد الظهر من يوم الخميس ثاني الشهر بالجامع المظفري، ودفن بمقبرة الشيخ الموفق، وكانت له جنازة حافلة حضرها القضاة كلهم، وخلق من الأعيان رحمه الله وأكرم مثواه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة خليل بن أيبك الصفدي. العام الهجري: 764العام الميلادي: 1362تفاصيل الحدث: صلاح الدين أبو الصفاء، خليل ابن الأمير عز الدين أيبك بن عبد الله الألبكي الصفدي توفي بدمشق في ليلة الأحد عاشر شوال، ومولده سنة ست وتسعين وستمائة، وكان إماما بارعا كاتبا ناظما ناثرا شاعرا، له مصنفات كثيرة في التاريخ والأدب والبديع وغير ذلك وتاريخه المسمى: الوافي بالوفيات، مشهور معتمد وله تاريخ آخر أصغر من هذا سماه أعوان النصر في أعيان العصر، وله شرح لامية العجم ونكت الهميان في نكت العميان وكتاب جناس الأجناس وغيرها من كتب اللغة والتاريخ. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خلع السلطان المنصور صلاح الدين وتولية ابن عمه شعبان الأشرف. العام الهجري: 764الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1363تفاصيل الحدث: في يوم الاثنين رابع عشر شعبان اقتضى رأى الأمير يلبغا خلع السلطان فوافقه الأمراء على ذلك، فخلعوه من الغد لاختلال عقله، وسجنوه ببعض الدور السلطانية من القلعة، فكانت مدة سلطنته سنتين وثلاثة أشهر وستة أيام، لم يكن له سوى الاسم فقط وتولى بعده السلطان الملك الأشرف زين الدين أبو المعالي شعبان بن الأمجد حسين بن الناصر محمد بن قلاوون السلطنة وعمره عشر سنين، ولم يل أحد من بني قلاوون وأبوه لم يل السلطنة سواه، وكان من خبره أن الأمير يلبغا جمع الأمراء بقلعة الجبل، حتى اتفقوا على خلع السلطان المنصور، ثم بكروا في يوم الثلاثاء النصف من شعبان إلى القلعة وأحضروا الخليفة أبا عبد الله محمد المتوكل على الله وقضاة القضاة الأربع، وأعلموهم باختلال عقل المنصور وعدم أهليته للقيام بأمور المملكة، وأن الاتفاق وقع على خلعه فخلعوه، وأحضروا شعبان بن حسين وأفاضوا عليه خلعة السلطنة، ولقبوه بالملك الأشرف زين الدين أبي المعالي، وأركبوه بشعار السلطة، حتى جلس على تخت الملك وحلفوا له، وقبلوا الأرض على العادة، وكتب إلى الأعمال بذلك فسارت البرد في أقطار المملكة، وخلع على أرباب الوظائف. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة المؤرخ ابن شاكر الكتبي. العام الهجري: 764الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1363تفاصيل الحدث: توفي المؤرخ محمد بن شاكر بن أحمد، المعروف بابن شاكر الكتبي، الداراني، الدمشقي، صلاح الدين. أحد أعلام المؤرخين في القرن الثامن الهجري. كان باحثا، عارفا بالأدب. ولد في داريا (من قرى دمشق) ونشأ وتوفي بدمشق. كان فقيرا جدا، واشتغل بتجارة الكتب، فربح منها مالا طائلا. له مؤلفات مثل: كتاب "عيون التواريخ" ، و "فوات الوفيات" . (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة ملك ماردين الصالح شمس الدين صالح وتولي ابنه أحمد بعده. العام الهجري: 765العام الميلادي: 1363تفاصيل الحدث: توفي السلطان الملك الصالح شمس الدين صالح ابن الملك المنصور نجم الدين غازي ابن الملك المظفر قرا أرسلان ابن الملك السعيد غازي بن أرتق بن أرسلان بن إيل بن غازي بن ألبي بن تمرداش بن إيل بن غازي بن أرتق الأرتقي صاحب ماردين بها، وقد ناهز السبعين سنة من العمر، بعد أن دام في سلطنة ماردين أربعا وخمسين سنة، وتولى ماردين بعده ابنه الملك المنصور أحمد، وكان الملك الصالح من أجل ملوك بني أرتق حزما وعزما ورأيا وسؤددا وكرما ودهاء وشجاعة وإقداما، وكان يحب الفقهاء والفضلاء وأهل الخير، وكان له فضل وفهم وذوق للشعر والأدب، وكان يحب المديح ويجيز عليه بالجوائز السنية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#336
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ401 الى صــ 410 (336) حرب صليبية ضد العثمانيين ووقعة ماريتزا. العام الهجري: 765العام الميلادي: 1363تفاصيل الحدث: إن العثمانيين فتحوا أدرنة وغيرها من المدن، فخاف الأمراء الأوربيون فكتبوا إلى ملوك أوربا الغربية وإلى البابا يستنجدون بهم ضدهم، حتى إمبراطور القسطنطينية ذهب إلى البابا وركع أمامه وقبل يديه ورجليه ورجاه الدعم رغم الخلاف المذهبي بينهما، فلبى البابا النداء وكتب إلى ملوك أوربا عامة يطلب منهم الاستعداد للقيام بحرب صليبية جديدة حفاظا على النصرانية من التقدم الإسلامي الجديد، ولكن ملك الصرب أورك الخامس الذي خلف اصطفان دوشان لم يتوقع هذا الدعم السريع من البابا وملوك أوربا لذا استنهض همة الأمراء المجاورين له والذين أصبحوا على مقربة من الخطر على حد زعمهم فلبى دعوته أمراء البوسنة والأفلاق جنوبي رومانيا وأعداد من الجند المرتزقة، مستغلين انشغال مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى، غير أن الجيش العثماني قد أسرع للقاء أعدائه فاصطدم بهم على نهر مارتيزا غربي بلغاريا فهزمهم هزيمة منكرة ولوا فيها الأدبار لا يلوون على شيء، واضطرت إمارة نصرانية صغيرة على بحر الإدرياتيك على ساحل يوغوسلافيا اليوم وهي إمارة راجوزه أن ترسل وفدا إلى السلطان وتعقد معه صلحا تدفع الإمارة بموجبه للدولة العثمانية خمسمائة دوكا ذهبية كجزية سنوية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا احتلال الصليبيين مدينة الإسكندرية بمصر بقيادة لابيردي لويزينانس واستردها المسلمون بعد احتلال قصير. العام الهجري: 767الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1365تفاصيل الحدث: ورد الخبر في يوم السبت رابع عشر محرم بمنازلة الفرنج الإسكندرية، وأنهم قدموا يوم الأربعاء حادي عشريه، فسرح الطائر بذلك إلى الأمير يلبغا، فتوهم أن تكون هذه مكيدة يكاد بها، فبادر ودخل إلى داره خارج القاهرة، وتبعه السلطان، فصعد القلعة في يوم الأحد خامس عشريه، فلما تحقق الأمير يلبغا الخبر، عدى النيل من ساعته إلى البر الغربي، وتلاحق به أصحابه، ونودي بالقاهرة: من تأخر من الأجناد غدا حل دمه وماله فخرج الناس أفواجا، وسار السلطان بعساكره إلى الطرانة، وقدم عسكرا عليه الأمير قطلوبغا المنصوري والأمير كوكنداي، والأمير خليل بن قوصون ليدركوا أهل الثغر فقدر الله تعالى في ذلك أن أهل الثغر كان قد بلغهم منذ أشهر إهتمام الفرنج بغزوهم، فكتب بذلك الأمير صلاح الدين خليل بن عرام - متولي الثغر - إلى السلطان والأمير يلبغا، فلم يكن من الدولة اهتمام بأمرهم، فلما توجه ابن عرام إلى الحج، واستناب عنه في الثغر الأمير جنغرا - أحد أمراء العشرات - وجاء أوان قدوم مراكب البنادقة من الفرنج لاح للناظور عدة قلاع في البحر، ثم قدم في عسكره يوم الأربعاء حادي عشرينه إلى الميناء، ثمانية أغربة، وتلاها من الأغربة والقراقر ما بلغت عدتها ما بين سبعين إلى ثمانين قطعة، فأغلق المسلمون أبواب المدينة، وركبوا الأسوار بآلة الحرب، وخرجت طائفة إلى ظاهر البلد، وباتوا يتحارسون، وخرجوا بكرة يوم الخميس يريدون لقاء العدو، فلم يتحرك الفرنج لهم طول يومهم، وليلة الجمعة، فقدم بكرة يوم الجمعة طوايف من عربان البحيرة وغيرهم، ومضوا جهة المنار، وقد نزل من الفرنج جماعة في الليل بخيولهم، وكمنوا في الترب التي بظاهر المدينة، فلما تكاثر جمع المسلمين من العربان، وأهل الثغر، عند المنار، برز لهم غراب إلى بحر السلسلة، حتى قارب السور، فقاتله المسلمون قتالا شديدا، قتل فيه عدة من الفرنج، واستشهد جماعة من المسلمين، وخرج إليهم أهل المدينة وصاروا فرقتين، فرقة مضت مع العربان، نحو المنار، وفرقة وقفت تقاتل الفرنج بالغراب، وخرجت الباعة والصبيان وصاروا في لهو، وليس لهم اكتراث بالعدو، فضرب الفرنج عند ذلك نفيرهم، فخرج الكمين وحملوا على المسلمين حملة منكرة، ورمى الفرنج من المراكب بالسهام، فانهزم المسلمون، وركب الفرنج أقفيتهم بالسيف، ونزل بقيتهم إلى البر فملكوه، بغير مانع وقدموا مراكبهم إلى الأسوار، فاستشهد خلق كثير من المسلمين، وهلك منهم في الازدحام عند عبور باب المدينة جماعة، وخلت الأسوار من الحماة، فنصب الفرنج سلالم ووضعوا السور، وأخذوا نحو الصناعة، فحرقوا ما بها، وألقوا النار فيها، ومضوا إلى باب السدرة، وعلقوا الصليب عليه، فانحشر الناس إلى باب رشيد، وأحرقوه، ومروا منه على وجوهم، وتركوا المدينة مفتوحة بما فيها للفرنج، وأخذ الأمير جنغرا ما كان في بيت المال، وقاد معه خمسين تاجرا من تجار الفرنج كانوا مسجونين عنده، ومضى هو وعامة الناس، إلى جهة دمنهور، فدخل وقت الضحى من يوم الجمعة، ملك قبرص - واسمه ربير بطرس بن ريوك - وشق المدينة وهو راكب، فاستلم الفرنج الناس بالسيف، ونهبوا ما وجدوه من صامت وناطق، وأسروا وسبوا خلائق كثيرة، وأحرقوا عدة أماكن، وهلك في الزحام، بباب رشيد، ما لا يقع عليه حصر، فأعلن الفرنج بدينهم، وانضم إليهم من كان بالثغر من النصارى، ودلوهم على دور الأغنياء، فأخذوا ما فيها، واستمروا كذلك، يقتلون، ويأسرون، ويسبون، وينهبون، ويحرقون، من ضحوة نهار الجمعة إلى بكرة نهار الأحد، فرفعوا السيف، وخرجوا بالأسرى والغنايم إلى مراكبهم، وأقاموا بها إلى يوم الخميس ثامن عشرينه، ثم أقلعوا، ومعهم خمسة آلاف أسير، فكانت إقامتهم ثمانية أيام، وكانوا عدة طوائف، فكان فيهم من البنادقة أربعة وعشرون غرابا، ومن الجنوية غرابين، ومن أهل رودس عشرة أغربة، والفرنسيس في خمسة أغربة، وبقية الأغربة من أهل قبرص، وكان مسيرهم، عند قدوم الأمير يلبغا بمن معه، فلما قدم عليه الأمير قطلوبغا المنصوري، لم يجد معه سوى عشرين فارسا، وعليه، إقامة مائة فارس، فغضب عليه، ووجد الأمر قد فات، فكتب بذلك إلى السلطان، فعاد إلى القلعة، وبعث بابن عرام، نائب الإسكندرية على عادته، بأمر الأمير يلبغا، بموارة من استشهد من المسلمين، ورم ما احترق، وغضب على جنغرا وهدده، وعاد فأخذ في التأهب لغزو الفرنج، وتتبعت النصارى، فقبض على جميع من بديار مصر، وبلاد الشام وغيرهما من الفرنج، وأحضر البطريق والنصارى، وألزموا بحمل أموالهم، لفكاك أسرى المسلمين من أيدي الفرنج، وكتب بذلك إلى البلاد الشامية، وتتبعت ديارات النصارى، التي بأعمال مصر كلها، وألزم سكانها بإظهار أموالهم وأوانيهم، وعوقبوا على ذلك، فكانت هذه الواقعة، من أشنع ما مر بالإسكندرية من الحوادث، ومنها اختلت أحوالها، واتضع أهلها، وقلت أموالهم، وزالت نعمهم، وكأن الناس في القاهرة، منذ أعوام كثيرة، تجرى على ألسنتهم جميعا: في يوم الجمعة تؤخذ الإسكندرية، فكان كذلك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة أولاد الكنز بأسوان وسواكن. العام الهجري: 767الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1365تفاصيل الحدث: كثر فساد أولاد الكنز وطائفة العكارمة بأسوان، وسواكن ومنعوا التجار، وغيرهم من السفر، لقطعهم الطريق، وأخذهم أموال الناس، وأن أولاد الكنز قد غلبوا على ثغر أسوان، وصحراء عيذاب وبرية الواحات الداخلة، وصاهروا ملوك النوبة، وأمراء العكارمة، واشتدت شوكتهم، ثم قدم ركن الدين كرنبس من أمراء النوبة، والحاج ياقوت ترجمان النوبة، وأرغون مملوك فارس الدين، برسالة متملك دنقلة، بأن ابن أخته خرج عن طاعته، واستنجد ببني جعد من العرب، وقصدوا دنقلة فاقتتلا قتالا كثيرا، قتل فيه الملك وانهزم أصحابه، ثم أقاموا عوضه في المملكة أخاه، وامتنعوا بقلعة الدو فيما بين دنقلة وأسوان، فأخذ ابن أخت المقتول دنقلة، وجلس على سرير المملكة، وعمل وليمة، جمع فيها أمراء بني جعد وكبارهم، وقد أعد لهم جماعة من ثقاته، ليفتكوا بهم، وأمر فأخليت الدور التي حوال دار مضيفهم، وملأها حطبا، فلما أكلوا وشربوا، خرجت جماعة بأسلحتهم، وقاموا، على باب الدار، وأضرم آخرون النار في الحطب، فلما اشتعلت، بادر العربان بالخروج من الدار، فأوقع القوم بهم، وقتلوا منهم تسعة عشر أمير في عدة من أكابرهم، ثم ركب إلى عسكرهم، فقتل منهم مقتلة كبيرة، وانهزم باقيهم، فأخذ جميع ماكان معهم واستخرج ذخائر دنقلة وأموالها، وأخلاها من أهلها، ومضى إلى قلعة الدو، وسألا أن ينجدهما السلطان، على العرب، حتى يستردوا ملكهما، والتزم بحمل مال في كل سنة إلى مصر، فرسم السلطان بنجدتهم وأخذ في تجهيز العسكر من سادس عشر شهر ربيع الأول، وساروا في رابع عشرينه، وهم نحو الثلاثة آلاف فارس، فأقاموا بمدينة قوص ستة أيام، واستدعوا أمراء أولاد الكنز من ثغر أسوان ورغبوهم في الطاعة، وخوفوهم عاقبة المعصية، وأمنوهم، ثم ساروا من قوص، فأتتهم أمراء الكنوز طائعين عند عقبة أدفو، فخلع عليهم الأمير أقتمر عبد الغني وبالغ في إكرامهم، ومضى بهم إلى أسوان، وسارت العساكر، تريد النوبة، على محازاتها في البر، يوما واحدا، وإذا برسل متملك النوبة قد لاقتهم، وأخبروهم بأن العرب قد نازلوا الملك، وحصره بقلعة الدوه فبادر الأمير أقتمر عبد الغني لانتقاء العسكر، وسار في طائفة منهم جريدة، وترك البقية مع الأثقال، وجد في سيره، حتى نزل بقلعة أبريم، وبات بها ليلته، وقد اجتمع بملك النوبة، وعرب العكارمة، وبقية أولاد الكنز، ووافاه بقية العسكر، فدبر مع ملك النوبة على أولاد الكنز، وأمراء العكارمة، وأمسكهم جميعا، وركب متملك النوبة في الحال، ومعه طائفة من المماليك، ومضى في البر الشرقي إلى جزيرة ميكائيل، حيث إقامة العكارمة، وسار الأمير خليل بن قوصون في الجانب الغربي، ومعه طائفة، فأحاطوا جميعا بجزيرة ميكائيل عند طلوع الشمس، وأسروا من بها من العكارمة، وقتلوا منهم عدة بالنشاب والنفط، وفر جماعة نجا بعضهم، وتعلق بالجبال وغرق أكثرهم، وساق بن قوصون النساء والأولاد، والأسرى والغنائم، إلى عند الأمير أقتمر، ففرق عدة من السبي في الأمراء، وأطلق عدة، وعين طائفة للسلطان، ووقع الاتفاق على أن يكون كرسي ملك النوبة بقلعة الدو، لخراب دنقلة، ولأنه يخاف من عرب بني جعد أيضا إن نزل الملك بدنقلة أن يأخذوه فكتب الأمير أقتمر عبد الغني محضرا برضاء ملك النوبة بإقامته بقلعة الدو، واستغنائه عن النجدة، وأنه أذن للعسكر في العود إلى مصر، ثم ألبسه التشريف السلطاني، وأجلسه على سرير الملك بقلعة الدو، وأقام ابن أخته بقلعة أبريم، فلما تم ذلك جهز ملك النوبة هدية للسلطان، وهدية للأمير يلبغا الأتابك، ما بين خيل، وهجن، ورقيق، وتحف، وعاد العسكر ومعهم أمراء الكنز، وأمراء العكارمة في الحديد، فأقاموا بأسوان سبعة أيام، ونودي فيها بالأمان والإنصاف من أولاد الكنز، فرفعت عليهم عدة مرافعات، فقبض على عدة من عبيدهم ووسطوا، ورحل العسكر من أسوان، ومروا إلى القاهرة، فقدموا في ثاني شهر رجب، ومعهم الأسرى، فعرضوا على السلطان، وقيدوا إلى السجن، وخلع على الأمير عبد الغني، وقبلت الهدية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة صاحب اليمن الملك المجاهد سيف الدين علي. العام الهجري: 767الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1366تفاصيل الحدث: توفي السلطان الملك المجاهد سيف الدين أبو يحيى علي ابن السلطان الملك المؤيد هزبر الدين داود ابن السلطان الملك المظفر يوسف ابن السلطان الملك المنصور عمر بن نور الدين علي بن رسول التركماني الأصل اليمني المولد والمنشأ والوفاة، صاحب اليمن بعدن في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى من هذه السنة، وقيل سنة أربع وستين، وولي بعده ابنه الملك الأفضل عباس، ومولد المجاهد هذا في سنة إحدى وسبعمائة بتعز، ونشأ بها وحفظ التنبيه في الفقه وبحثه وتخرج على المشايخ منهم: الشيخ الإمام العلامة الصاغاني، وتأدب على الشيخ تاج الدين عبد الباقي وغيرهما، وشارك في علوم، وكان جيد الفهم - رحمه الله - وله فوق في الأدب، وله نظم ونثر، وطالت مدة المجاهد في مملكة اليمن وفعل الخيرات وله مآثر: عمر مدرسة عظيمة بتعز وزيادة أخرى وغير ذلك وعمر مدرسة بمكة المشرفة بالمسجد الحرام بالجانب اليماني مشرفة على الحرم الشريف. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قدوم الفرنج إلى مصر يطلبون تجديد الصلح والنصرة على متملك قبرص. العام الهجري: 767الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1366تفاصيل الحدث: في أول شهر رجب قدم الخبر، بوصول رسل الفرنج إلى ميناء الإسكندرية، وأنهم طلبوا رهائن عندهم، حتى ينزلوا من مراكبهم ويردوا رسالتهم، فلم تؤمن مكيدتهم، واقتضى الحال إجابتهم، فأخرج من سجن الوافي - المعروف بخزانة شمايل - جماعة وجب قتلهم، وغسلوا بالحمام، وألبسوا ثيابا جميلة، وسافروا إلى الإسكندرية، فأكرمهم النايب، وأشاع أنهم من رؤساء الثغر، وبعث بهم إلى الفرنج، وشيع خلفهم نساء وصبيانا، يصيحون، ويبكون، كأنهم عيالهم، وهم يخافون الفرنج عليهم، فمشى ذلك على الفرنج، وعلى أهل الثغر لانتظام حال المملكة، وملاك أمرها، وجودة تدبيرها، فتسلم الفرنج الجماعة ونزلت رسلهم من المراكب، وقدموا إلى قلعة الجبل، وقد عدى السلطان إلى سرحة كوم برا بالجيزة، فحملوا إلى هناك، وجلس لهم الأمير يلبغا الأتابك، وقام الأمراء والحجاب بين يديه وأدخلوا عليه فهالهم مجلسه، وظنوا أنه السلطان، فقيل لهم هذا مملوك السلطان، فكشفوا عن رءوسهم، وخروا على وجوههم يقبلون الأرض، ثم قاموا، ودنوا إليه وناولوه كتاب ملكهم، وقدموا هديته إليه، ففرق ذلك بحضرتهم فيمن بين يديه، واختار منه طشطا وأبريقا من ذهب، وصندوقا لم يعرف ما فيه، وتضمنت رسالتهم، أنهم في طاعة السلطان ومساعدوه على متملك قبرص، حتى ترد الأسرى، التي أخذت من الإسكندرية، ويعوض المال وسألوا تجديد الصلح، وأن يمكن تجارهم من قدوم الثغر، وأن تفتح كنيسة القيامة بالقدس، وكانت قد غلقت بعد واقعة الإسكندرية، فأجابهم، بأنه لابد من غزو قبرص، وتخريبها، ثم أخرجوا، فأقاموا بالوطاق ثلاثة أيام، وحملوا إلى دار الضيافة بجوار قلعة الجبل، فلما عاد السلطان من السرحة، وقفوا بين يديه، وقدموا هديتهم، وأدوا رسالتهم، فلم يجابوا، وأعيدوا إلى بلادهم خائبين. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا غزو قشتالة وفتح آشر. العام الهجري: 768العام الميلادي: 1366تفاصيل الحدث: كان الأمير محمد الخامس الغني بالله أمير غرناطة قد بدأ الغزو من السنة الماضية على قشتالة وفي هذه السنة استمر على ما كان عليه، فزحف بقواته على ولاية إشبيلية وقشتالة وفتح حصن آشر وهو من معاقل قشتالة المعروفة، كما استولى على كثير من الغنائم وسبى الكثير من أهلها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة يلبغا العمري ومحاولته خلع السلطان الأشرف شعبان وتنصيب أخيه أنوك بدلا عنه. العام الهجري: 768الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 1367تفاصيل الحدث: لما كان في مستهل شهر ربيع الآخر نزل السلطان من قلعة الجبل وعدى إلى بر الجيزة ليتوجه إلى الصيد بالبحيرة، بعد أن ألزم الأمراء أن يجعلوا - في الشواني التي نجز عملها برسم الغزاة - العدد والسلاح والرجال على هيئة القتال لينظر السلطان والناس ثم سار السلطان والأتابك يلبغا بالعساكر من بر الجيزة يريدون البحيرة حتى نزلوا في ليلة الأربعاء سادس شهر ربيع الآخر بالطرانة وباتوا بها، وكانت مماليك يلبغا قد نفرت قلوبهم منه لكثرة ظلمه وعسفه وتنوعه في العذاب لهم على أدنى جرم، فاتفق جماعة من مماليك يلبغا تلك الليلة على قتله من غير أن يعلموا الملك الأشرف هذا بشيء من ذلك، وركبوا عليه نصف الليل، ورؤوسهم من الأمراء: آقبغا الأحمدي الجلب، وأسندمر الناصري، وقجماس الطازي، وتغري برمش العلائي، وآقبغا جاركس أمير سلاح، وقرابغا الصرغتمشي، في جماعة من أعيان اليلبغاوية، ولبسوا آلة الحرب وكبسوا في الليل على يلبغا بخيمته بغتة وأرادوا قتله، فأحس بهم قبل وصولهم إليه، فركب فرس النوبة بخواصه من مماليكه، وهرب تحت الليل، وعدى النيل إلى القاهرة، ومنع سائر المراكب أن يعدوا بأحد، واجتمع عنده من الأمراء طيبغا حاجب الحجاب، وأيبك البدري أمير آخور، وجماعة الأمراء المقيمين بالقاهرة، وأما مماليك يلبغا فإنهم لما علموا بأن أستاذهم نجا بنفسه وهرب، اشتد تخوفهم من أنه إذا ظفر بهم بعد ذلك لا يبقي منهم أحدا، فاجتمعوا الجميع بمن انضاف إليهم من الأمراء وغيرهم وجاؤوا إلى الملك الأشرف شعبان وهو بمخيمه أيضا بمنزله بالطرانة وكلموه في موافقتهم على قتال يلبغا فامتنع قليلا ثم أجاب لما في نفسه من الحزازة من حجر يلبغا عليه، وعدم تصرفه في المملكة، وركب السلطان بمماليك يلبغا وخاصكيته، فأخذوه وعادوا به إلى جهة القاهرة، وقد اجتمع عليه خلائق من مماليك يلبغا وعساكر مصر، وساروا حتى وصلوا إلى ساحل النيل ببولاق التكروري تجاه بولاق والجزيرة الوسطى، فأقام الملك الأشرف ببولاق التكروري يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة فلم يجدوا مراكب يعدون فيها، وأما يلبغا فإنه لما علم أن الملك الأشرف طاوع مماليكه وقربهم، أنزل من قلعة الجبل آنوك ابن الملك الأمجد حسين أخي الملك الأشرف شعبان وسلطنه ولقبه بالملك المنصور، وذلك بمخيمه بجزيرة أروى المعروفة بالجزيرة الوسطانية، تجاه بولاق التكروري حيث الملك الأشرف نازل بمماليك يلبغا بالبر الشرقي والأشرف بالبر الغربي، فسمته العوام سلطان الجزيرة، ثم في يوم الجمعة حضر عند الأتابك يلبغا الأمير طغيتمر النظامي والأمير أرغون ططر، فإنهما كانا يتصيدان بالعباسة وانضافا بمن معهما إلى يلبغا فقوي أمره بهما، وعدى إليه أيضا جماعة من عند الملك الأشرف، وهم: الأمير قرابغا البدري، والأمير يعقوب شاه، والأمير بيبغا العلائي الدوادار، والأمير خليل بن قوصون، وجماعة من مماليك يلبغا الذين أمرهم مثل: آقبغا الجوهري، وكمشبغا الحموي، ويلبغا شقير، في آخرين، واستمر الأتابك يلبغا وآنوك بجزيرة الوسطى، والملك الأشرف ومماليك يلبغا ببولاق التكروري، إلى أن حضر إلى الأشرف شخص يعرف بمحمد ابن بنت لبطة رئيس شواني السلطان وجهز للسلطان من الغربان التي عمرها برسم الغزاة نحو ثلاثين غرابا برجالها وكسر بروقها، وجعلها مثل الفلاة لأجل التعدية، فنزل فيها جماعة من الأمراء ومن مماليك يلبغا ليعدوا فيها إلى الجزيرة فرمى عليهم يلبغا بمكاحل النفط، وصار هؤلاء يرمون على يلبغا بالسهام فيردونهم على أعقابهم، وأخذ يلبغا ومن معه يرمون أيضا النفط والنشاب، والأشرفية لا يلتفتون إلى ذلك، بل يزيدون في سب يلبغا ولعنه وقتاله، وأقاموا على ذلك إلى عصر يوم السبت، وقد قوي أمر الملك الأشرف وضعف أمر يلبغا، ثم اتفق رأي عساكر الملك الأشرف على تعدية الملك الأشرف من الوراق، فعدى وقت العصر من الوراق إلى جزيرة الفيل وتتابعته عساكره، فلما صاروا الجميع في بر القاهرة، وبلغ ذلك يلبغا، هرب الأمراء الذين كانوا مع يلبغا بأجمعهم وجاؤوا إلى الملك الأشرف وقبلو الأرض بين يديه، فلما رأى يلبغا ذلك رجع إلى جهة القاهرة، ووقف بسوق الخيل من تحت قلعة الجبل، ولم يبق معه غير طيبغا حاجب الحجاب الذي كان أولا أستاداره، فوقف يلبغا ساعة ورأى أمره في إدبار، فنزل عن فرسه بسوق الخيل تجاه باب الميدان، وصلى العصر، وحل سيفه وأعطاه للأمير طيبغا الحاجب، ثم نزل وقصد بيته بالكبش فرجمته العوام من رأس سويقة منعم إلى أن وصل حيث اتجه، وسار الملك الأشرف شعبان بعساكره، حتى طلع إلى قلعة الجبل في آخر نهار السبت المذكور، وأرسل جماعة من الأمراء إلى يلبغا، فأخذوه من بيته ومعه طيبغا الحاجب، وطلعوا به إلى القلعة بعد المغرب، فسجن بها إلى بعد عشاء الآخرة من اليوم المذكور، فلما أذن للعشاء جاء جماعة من مماليك يلبغا مع بعض الأمراء، وأخذوا يلبغا من سجنه وأنزلوه من القلعة، فلما صار بحدرة القلعة أحضروا له فرسا ليركبه، فلما أراد الركوب ضربه مملوك من مماليكه يسمى قراتمر فأرمى رأسه، ثم نزلوا عليه بالسيوف حتى هبروه تهبيرا، وأخذوا رأسه وجعلوها في مشعل النار إلى أن انقطع الدم، فلما رآه بعضهم أنكره وقال: أخفيتموه وهذه رأس غيره فرفعوه من المشعل، ومسحوه ليعرفوه أنه رأس يلبغا بسلعة كانت خلف أذنه، فعند ذلك تحقق كل أحد بقتله، وأخذوا جثته فغيبوها بين العروستين، فجاء الأمير طشتمر الدوادار فأخذ الرأس منهم في الليل، واستقصى على الجثة حتى أخذها، وحط الرأس على الجثة، وغسلها وكفنها وصلى عليه في الليل، ودفنه بتربته التي أنشأها بالصحراء بالقرب من تربة خوند طغاى أم آنوك زوجة الناصر محمد ابن قلاوون. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة بين الأمراء في مصر. العام الهجري: 768الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 1367تفاصيل الحدث: لما كان يوم الأحد سابع شوال بلغ الأمير أسندمر الناصري أمير كبير أتابك العساكر ومدبر المملكة ونائب السلطنة وهو الذي أصبح المقدم بعد أن قتل يلبغا، فأن جماعة من الأمراء قد اتفقوا على الفتك به وبالأجلاب، وهم أعضاده وبهم يصول، فخرج ليلا من داره إلى دار الأمير قجماس الطازي، وبذل له مالا كبيرا حتى استماله إليه، ثم فارقه، وفي ظنه أنه قد صار معه، ولم يكن كذلك، وعاد إلى منزله بالكبش واستدعى خواصه من اليلبغاوية، وقرر معهم أنه إذا ركب للحرب يقتل كل واحد منهم أميرا، أو يقبض عليه، وبذل لهم مالا كبيرا حتى وافقوه، وما هو إلا أن خرج أسندمر من عند قجماس ليدبر ما قد ذكر مع الأجلاب، ركب قجماس إلى جماعة من الأمراء، وقرر معهم القبض على أسندمر، فركبوا معه للحرب، ووقفوا تحت القلعة، فنزل السلطان في الحال إلى الإصطبل، ودقت الكوسات حربيا، وأما أسندمر فإنه بات هذه الليلة في إصطبله، حتى طلعت الشمس، ركب من الكبش بمن معه من اليلبغاوية وغيرهم، ومضى نحو القرافة، ومر من وراء القلعة، حتى وافاهم من تحت دار الضيافة، ووقف تحت الطلبخاناه فالتقى مع الأمراء، واقتتلوا فهزمهم بمن كان قد دبر معهم من اليلبغاوية في الليل قبض الأمراء أو قتلهم، وثبت الأمير ألجاي اليوسفي والأمير أرغون ططر، وقاتلا أسندمر إلى قبيل الظهر، فلما لم يجد معينا ولا ناصرا انكسرا إلى قبة النصر، وانفض الجمع بعد ما قتل الأمير ضروط الحاجب، وجرح الأمير قجماس والأمير أقبغا الجلب، وكثير من الأجناد والعامة، فقبض الأمير أسندمر على الأمير قجماس، والأمير أقبغا الجلب والأمير أقطاي، والأمير قطلوبغا جركس، وهؤلاء أمراء ألوف، وقبض من أمراء الطلبخاناه على قرابغا شاد الأحواش، واختفى كثير من الأمراء، ومرت مماليك أسندمر وطائفة من الأجلاب في خلق كثير من العامة، فنهبوا بيوت الأمراء، فكانت هذه الواقعة من أشنع حوادث مصر وأعظمها فسادا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا نائب حماة ونائب طرابلس يخرجون عن الطاعة. العام الهجري: 768الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1367تفاصيل الحدث: قدم الخبر باتفاق الأمير طيبغا الطويل نائب حماة وكان قد أصبح نائبها في هذه السنة بعد فتنة يلبغا وقتله، والأمير أشقتمر نائب طرابلس، على المخامرة والخروج عن طاعة السلطان، فتجهز الأمير أسندمر الأتابك للسفر، وتقدم بتهيؤ الأمراء، وبعث القصاد للكشف عن ذلك على البريد، فعادوا باستمرار بقية النواب على الطاعة، ماعدا المذكورين، فكتب بالقبض عليهما، فقبضا وقبض معهما على إخوة طيبغا الطويل، وحملوا إلى الإسكندرية مقيدين، واستقر أسندمر الزيني في نيابة طرابلس، وأعيد عمر شاه إلى نيابة حماة في أوائل ذي القعدة، واستقر أرغون الأزقي في نيابة صفد. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الغزو الغرناطي على الإسبان. العام الهجري: 769العام الميلادي: 1367تفاصيل الحدث: استمر محمد الخامس أمير غرناطة بالغزو, فحاصر مدينة جيان واقتحمها بعد معارك شديدة واستولى على ما فيها من أموال وسلاح كما أسر جموعا كثيرة، واقتحم أيضا مدينة ياغة جنوب جيان ونهبها ودمر قلعتها وتابع زحفه على مدينة أبده شمال شرق جيان واستولى عليها ودمر أسوارها، ثم عاد إلى غرناطة مكللا بالنصر، ثم توجه إلى الجزيرة الخضراء وحاصرها واستولى عليها بعد قتال مرير. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#337
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ411 الى صــ 420 (337) فتنة مماليك يلبغا وقتالهم مع الأمير أسندمر السلطان الأشرف. العام الهجري: 769الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1367تفاصيل الحدث: في يوم الجمعة سادس صفر اتفقت مماليك يلبغا الأجلاب على الأمير أسندمر الناصري أمير كبير أتابك العساكر ومدبر المملكة ونائب السلطنة، وركبوا معهم الأمراء وقت صلاة الجمعة، ودخلوا على أسندمر الناصري وسألوه أن يمسك جماعة من الأمراء، فمسك أزدمر العزي أمير سلاح وجركتمر المنجكي أمير مجلس وبيرم العزي الدوادار الكبير وبيبغا القوصوني والأمير آخور كبك الصرغتمشي الجوكندا، واستمرت المماليك لابسين السلاح، وأصبحوا يوم السبت ومسكوا خليل بن قوصون ثم أطلقوه، وانكسرت الفتنة إلى عشية النهار وهي ليلة الأحد وقالوا لأسندمر: نريد عزل الملك الأشرف، وكان أسندمر مقهورا معهم، وبلغ الخبر الملك الأشرف، فأرسل في الحال إلى خليل بن قوصون فحضر، وركب الملك الأشرف وركب ابن قوصون ومماليك الأشرف الجميع مع أستاذهم، وكانوا نحو المائتين لا غير، وكان الذين اجتمعوا من مماليك يلبغا فوق الألف وخمسمائة، وركب مع الملك الأشرف جماعة من الأمراء الكبار مثل أسنبغا ابن الأبو بكري وقشتمر المنصوري في آخرين، وضربت الكوسات، واجتمع على السلطان خلق كثير من العوام، ولما بلغ أسندمر الناصري ركوب الملك الأشرف، أخذ جماعة من مماليك يلبغا، وطلع من خلف القلعة كما فعل أولا في واقعة آقبغا الجلب، وتقدمت مماليك يلبغا وصدموا المماليك الأشرفية وتقاتلوا، وبينما هم في ذلك جاء أسندمر بمن معه من تحت الطبلخاناه كما فعل تلك المرة، فعلم به الأشرفية والأمراء، فمالوا عليه فكسروه أقبح كسرة وقرب أسندمر، ثم أمسك وتمزقت المماليك اليلبغاوية، فلما جيء للأشرف بأسندمر وحضر بين يديه شفعت فيه الأمراء الكبار، فأطلقه السلطان ورسم له أن يكون أتابكا على عادته، ورسم له بالنزول إلى بيته بالكبش، ورسم للأمير خليل بن قوصون أن يكون شريكه في الأتابكية، فنزل أسندمر إلى بيته ليلة الاثنين، وأرسل السلطان معه الأمير خليل بن قوصون صفة الترسيم، وهو شريكه في وظيفة الأتابكية، ليحضره في بكرة نهار الاثنين، فلما نزلا إلى الكبش، تحالفا وخامرا ثانيا على السلطان، واجتمع عند أسندمر وخليل بن قوصون في تلك الليلة جماعة كبيرة من مماليك يلبغا، وصاروا مع أسندمر كما كانوا أولا، وأصبحا يوم الاثنين وركبا إلى سوق الخيل، فركب السلطان بمن معه من الأمراء والمماليك الأشرفية وغيرهم، فالتقوا معهم وقاتلوهم وكسروهم، وقتلوا جماعة كبيرة من مماليك يلبغا، وهرب أسندمر وابن قوصون واشتغل مماليك السلطان والعوام بمسك مماليك يلبغا، يمسكونهم ويحضرونهم عرايا مكشفي الرؤوس، وتوجه فرقة من السلطانية إلى أسندمر وابن قوصون فقبضوا عليهما وعلى ألطنبغا اليلبغاوي وجماعة أخر من الأمراء اليلبغاوية، فقيدوا وأرسلوا إلى سجن الإسكندرية، ثم جلس الملك الأشرف شعبان في الإيوان وبين يديه أكابر الأمراء، ورسم بتسمير جماعة من مماليك يلبغا نحو المائة وتوسيطهم، ونفى جماعة منهم إلى الشام وأخذ مال أسندمر وأنفق على مماليكه لكل واحد مائة دينار، ولكل واحد من غير مماليكه خمسون دينارا، ورسم للأمير يلبغا المنصوري باستقراره أتابك العساكر هو والأمير ملكتمر الخازندار، وأنعم على كل منهما بتقدمة ألف، وأنعم على تلكتمر بن بركة بتقدمة ألف عوضا عن خليل بن قوصون، وكان ذلك في سادس عشر صفر، ثم أصبح السلطان من الغد في يوم الثلاثاء سابع عشر صفر قبض على يلبغا المنصوري المذكور ورفيقه تلكتمر المحمدي لأنهما أرادا الإفراج عن مماليك يلبغا العمري، وقصد يلبغا المنصوري أن يسكن بالكبش، فمسكهما الملك الأشرف وأرسلهما إلى الإسكندرية، ثم أرسل السلطان بطلب الأمير منكلي بغا الشمسي نائب حلب إلى الديار المصرية، فحضرها بعد مدة وأخلع عليه السلطان خلعة النيابة بديار مصر، فأبى أن يكون نائبا، فأنعم عليه بتقدمة ألف وجعله أتابك العساكر، وتولى نيابة حلب عوضه طيبغا الطويل، وكان أخرجه من سجن الإسكندرية قبل ذلك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا غزو صليبي على طرابلس. العام الهجري: 769الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1367تفاصيل الحدث: في أول صفر وصل الفرنج إلى طرابلس، في مائة وثلاثين مركبا، ما بين شيني وقرقورة وغراب وطريدة، وشختور، عليها متملك قبرص، ومتملك رودس، والاسبتار، وكان نائبها وأكثر عسكرها غائبين عنها، فاغتنمت الفرنج الفرصة وخرجوا من مراكبهم إلى الساحل، فخرج لهم من طرابلس بقية عسكرها بجماعة من المسلمين، فتراموا بالنبال ثم اقتتلوا أشد قتال، وتقهقر المسلمون، ودخل المدينة طائفة من الفرنج، فنهبوا بعض الأسواق، ثم إن المسلمين تلاحقوا، وحصل بينهم وبين الفرنج وقائع عديدة استشهد فيها من المسلمين نحو أربعين نفرا، وقتل من الفرنج نحو الألف، وألقى الله تعالى الرعب في قلوب الفرنج فرجعوا خائبين، فمروا بمدينة إياس في مائة قطعة، فسار إليهم الأمير منكلى بغا نائب حلب، وقد فر أهل إياس منها، فدخلها الفرنج، فلما قدم نائب حلب جلوا عنها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة ابن عقيل النحوي. العام الهجري: 769الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1367تفاصيل الحدث: بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل المصري الشافعي قاضي قضاة الديار المصرية وفقيه الشافعية توفي بالقاهرة في ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول ودفن بالقرافة بالقرب من قبة الإمام الشافعي، رضي الله عنه، ومولده في المحرم سنة ثمان وتسعين وستمائة، ونسبه يتصل إلى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، ونشأ بالقاهرة، وقرأ على علماء عصره، وبرع في علوم كثيرة، وصنف التصانيف المفيدة في الفقه والعربية والتفسير، منها شرح الألفية لابن مالك وشرح التسهيل أيضا والجامع النفيس في فقه الشافعية، وباشر قضاء الديار المصرية مدة يسيرة، وباشر التداريس الجليلة والمناصب الشريفة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة متملك تونس إبراهيم الحفصي. العام الهجري: 770الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1369تفاصيل الحدث: في العشرين من رجب مات متملك تونس أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى، بعد ما ملك تسع عشرة سنة وشهرين وهو الملك الرابع عشر من ملوك الحفصيين بتونس، فقام بعده ابنه أبو البقاء خالد، وكان حاجبه ابن المالقي هو الذي يتولى أمور السلطة ويستبد بها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة العامة في مصر ضد ظلم الوالي. العام الهجري: 770الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1369تفاصيل الحدث: في يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة تجمعت الغوغاء من زعر العامة بأراضي اللوق خارج القاهرة للشلاق، فقتل بينهم واحد منهم، فركب والي القاهرة الشريف بكتمر، وأركب معه الأمير علاء الدين علي بن كلفت الحاجب، والأمير أقبغا اليوسفي الحاجب، وقصد المشالقين، ففروا منهم، وبقي من هناك من النظارة، فضرب عدة منهم بالمقارع، فتعصبت العامة، ووقفوا تحت القلعة في يوم الثلاثاء، وأصبحوا يوم الأربعاء ثامن عشريه كذلك، وهم يستغيثون ويضجون بالشكوى من الوالي، فأجيبوا بأن السلطان يعزل عنكم هذا الوالي فأبوا إلا أن يسلمه إليهم هو والحاجبين، وكان الوالي قد ركب على عادته بكرة النهار يريد القلعة، فرجمته العامة حتى كاد يهلك فالتجأ منهم بالإصطبل، وظل نهاره فيه، والعامة وقوف تحت القلعة إلى قريب العصر، وكلما أمروا بأن يمضوا أبوا ولجوا، فركب إليهم الوالي في جمع موفور من مماليك الأمير بكتمر المومني، أمير آخور، ومن الأوجاقية، فثارت العامة ورجمتهم رجما متداركا حتى كسروهم كسرة قبيحة، فركبت المماليك السلطانية، والأوجاقية وحملوا على العامة، وقتلوا منهم جماعة، وقبضوا على خلائق منهم، وركب الأمير ألجاي اليوسفي، وقسم الخطط والحارات على الأمراء والمماليك، وأمرهم بوضع السيف في الناس، فجرت خطوب شنيعة، قتل فيها خلائق ذهبت دماؤهم هدرا، وأودعت السجون منهم طوائف، وامتدت أيدي الأجناد إلى العامة، حتى أنه كان الجندي يدخل إلى حانوت البياع من المتعيشين ويذبحه ويمضي، وحكى بعضهم أنه قتل بيده في هذه الواقعة من العامة سبعة عشر رجلا، وكانت ليلة الخميس تاسع عشريه من ليالي السوء، وأصبح الناس وقد بلغ السلطان الخبر، فشق عليه وأنكره، وقال للأمير بكتمر المومني عجلت بالأضحية على الناس وتوعده، فرجف فؤاده ونحب قلبه، وقام فلم يزل صاحب فراش حتى مات، وأمر السلطان بالإفراج عن المسجونين، ونودي بالأمان، وفتح الأسواق، ففتحت، وقد كان الناس قد أصبحوا على تخوف شديد لما مر بهم في الليل. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قتل الأمير قشتمر المنصوري نائب حلب. العام الهجري: 770الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1369تفاصيل الحدث: في هذه السنة قتل الأمير قشتمر المنصوري نائب حلب، وخبره أنه لما ولي نيابة حلب في جمادى الآخرة من هذه السنة وتوجه إلى حلب، فلم يقم بها إلا يسيرا، ثم إن بني كلاب كثر فسادهم وقطعهم الطريق فيما بين حماة وحلب، وأخذوا بعض الحجاج، فخرج إليهم الأمير قشتمر نائب حلب بالعسكر، حتى أتوا تل السلطان بظاهر حلب، فإذا عدة من مضارب عرب آل فضل، فاستاق العسكر جمالهم ومواشيهم ومالوا على بيوت العرب فنهبوها، فثارت العرب بهم وقاتلوهم، واستنجدوا من قرب منهم من بنى مهنا، وأتاهم الأمير حيار وولده نعير بجمع كبير، فكانت معركة شنيعة، قتل فيها الأمير قشتمر النائب وولده وعدة من عسكره، وانهزم باقيهم، فركب العرب أقفيتهم، فلم ينج منهم عريانا إلا من شاء الله وكان ذلك يوم الجمعة خامس عشر ذي الحجة، ولما بلغ الملك الأشرف ذلك عظم عليه، وأرسل تقليدا للأمير اشقتمر المارديني بنيابة حلب على يد الأمير قطلوبغا الشعباني، وعزل حيارا عن إمرة العرب وولاها لزامل. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الفرنج يحاولون النزول على الإسكندرية. العام الهجري: 770الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1369تفاصيل الحدث: في يوم الجمعة ثامن ذي الحجة قدم الخبر بنزول أربع قطايع على الإسكندرية من الفرنج، وأنهم رموا على المدينة بمنجنيق، فخرج تلك الليلة ثلاثة وعشرون أميرا، منهم ثلاثة من الألوف وعشرة من الطبلخاناه وعشرة من أمراء العشرات، فقدم الخبر في عشية السبت أن المغاربة، والتركمان نزلوا في المراكب، وقاتلوا الفرنج، وقتلوا منهم نحو المائة، وغنموا منهم مركبا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ظهور دولة تيمورلنك وعاصمتها سمرقند. العام الهجري: 771العام الميلادي: 1369تفاصيل الحدث: إن جنكيز خان كان من ولده جغطاي الذي استقر في تركستان وبقيت أسرته تحكم هذه المنطقة وكان توغلق تيمور أحد الملوك المغول قد استقر في أعمال تركستان الشرقية عام 748هـ وأعلن أنه حفيد داود خان وضم إليه بلاد ما وراء النهر ودخلت في أيامه أعداد كبيرة من المغول إلى الإسلام، ثم إن والي سمرقند تحرك نحو مدينة هراة واحتلها، ثم إنه اغتيل واختلف الأهالي وعمتهم الفوضى فوصل الخبر إلى توغلق تيمور فسار بقوة نحو سمرقند ففر من وجهه بعض الأمراء الذين كانوا يظهرون العصيان، ثم إن تيمورلنك وخوفا من تهديم البلدة تقدم إلى قائد طليعة جيش المغول وأكرمه فأمر هذا الضابط جنده أن لا يمسوا هذه البلدة بسوء كما طلب من تيمورلنك أن يسير معه إلى الخان توغلق تيمور فكافأه الخان وجعله واليا على مدينة كش، وأما تيمورلنك فإنه ينتمي إلى قبيلة البرلاس التركية، وقد كان أحد أجداده وهو قراجا رنويان قد دعم جنكيز خان فأحبه وجعله وصيا على ابنه جغطاي فبرز بين المغول وعرف، أما تيمورلنك فولد عام 736هـ في كش واسمه تمرلنك وقيل تيمور - كلاهما بمعنى واحد، والثاني أفصح، وهو باللغة التركية الحديد - بن أيتمش قنلغ بن زنكي بن سنيا بن طارم بن طغريل بن قليج بن سنقور بن كنجك بن طغر سبوقا بن التاخان، المغولي الأصل، من طائفة جغتاي، الطاغية تيمور كوركان، أعني باللغة العجمية صهر الملوك، وأعطى توغلق تيمور إمرة سمرقند كذلك إلى تيمورلنك على أن قائد الجيش فيها هو إلياس ابن توغلق الذي أساء السيرة بسمرقند فحدث الخلاف بينهما فطلب إلياس من أبيه أن يقتل تيمورلنك الذي هرب بعد أن وصله الخبر وجمع حوله الأنصار وعاد فحارب المغول وصادف ذلك موت توغلق فانسحب إلياس إلى تركستان ليتسلم الملك بعد أبيه فترك ما وراء النهر فأصبحت كلها في قبضة تيمورلنك، واتخذ من سمرقند عاصمة له. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الغزو الغرناطي على الإسبان. العام الهجري: 771العام الميلادي: 1369تفاصيل الحدث: ما زال محمد الخامس الغني بالله يتابع الغزو فزحف بقواته على مدينة قرمونه واقتحم مدينة قشتالة، وكان محمد الخامس هذا قد استغل الأحداث الداخلية والفتن التي ثارت في قشتالة أيام ملكها بيدرو بعد وفاة أبيه الملك ألفونسو الحادي عشر فكانت فترة قلاقل داخلية حيث جرى بين بيدرو وأخيه هنري الذي استعان بالإنكليز وأما بيدرو فاستعان بالفرنسيين فنشبت بينهما حروب داخلية انتهت بقتل بيدرو وجلوس هنري على عرش الملك باسم هنري الثاني فاستغل هذه الأحداث محمد الخامس فقام بهذه الأعمال العسكرية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة تاج الدين السبكي (الابن) الشافعي. العام الهجري: 771الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1370تفاصيل الحدث: تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين علي ابن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الأنصاري السلمي السبكي الشافعي قاضي قضاة دمشق بها، توفي في عصر يوم الثلاثاء سابع شهر ذي الحجة متأثرا بالطاعون، ودفن بسفح قاسيون، عن أربع وأربعين سنة، جرت له محن فاتهم بالكفر واستحلال الخمر، له تصانيف منها طبقات الشافعية الكبرى وجمع الجوامع في أصول الفقه والأشباه والنظائر وشرح منهاج البيضاوي وشرح مختصر ابن الحاجب، وكان درس بالعادلية والغزالية والأمينية والناصرية ودار الحديث الأشرفية والشامية البرانية، وباشر قضاء دمشق أربع مرات، وخطب بالجامع الأموي. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#338
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ421 الى صــ 430 (338) الفرنج يطلبون الصلح. العام الهجري: 772الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1370تفاصيل الحدث: في أول صفر قدمت رسل الفرنج لطلب الصلح، فحلفوا على ألا يغدروا ولا يحزنوا، وخلع عليهم، وسافروا ومعهم من يحلف ملكهم، وأخذت منهم رهائن بالقلعة، ثم في جمادى الأولى عادت رسل الفرنج ومعهم عدة ممن أسروهم من المسلمين نحو المائة، ثم في جمادى الآخر بعث الفرنج من بقي من أسرى المسلمين ببلادهم، وتم الصلح، وفتحت كنيسة القيامة بالقدس. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خلع الملك الحفصي أبي البقاء خالد وتولي ابن عمه أبي العباس أحمد المستنصر بالله. العام الهجري: 772الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 1370تفاصيل الحدث: خلع أبو البقاء، خالد بن إبراهيم بن أبي بكر متملك تونس، بعد إقامته في الملك سنة وتسعة أشهر تنقص يومين وهو الخامس عشر من ملوك الحفصيين بتونس وكان صبيا والأمر بيد الحاجب ابن المالقي، وقام بعده ابن عمه أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم وقد كان هذا أمير قسنطينة وبجاية، فلما استطاع الزحف على تونس قتل الحاجي ابن المالقي وفر خالد المخلوع لكنه قبض عليه ونفي إلى الغرب لكنه غرق في البحر فتملك أبو العباس هذا وتلقب بالمستنصر بالله في يوم السبت ثامن عشر ربيع الآخر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الإسنوي صاحب طبقات الشافعية. العام الهجري: 772الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1370تفاصيل الحدث: توفي عبدالرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم الأرموي الإسنوي نزيل القاهرة، الشيخ جمال الدين أبو محمد. وقد ولد في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة 704 أربع وسبعمائة. وقدم القاهرة سنة 721 وحفظ التنبيه وسمع الحديث من الدبوسي والصابوني وغيرهما وحدث بالقليل، وأخذ العلم عن الجلال القزويني والقونوي وغيرهما، وأخذ العربية عن أبى حيان، ثم لازم بعد ذلك التدريس والتصنيف فصنف التصانيف المفيدة منها: "المهمات والتنقيح فيما يرد على الصحيح" و "الهداية إلى أوهام الكفاية" و "طبقات الشافعية" وغير ذلك. كان فقيها ماهرا ومعلما ناصحا ومفيدا صالحا مع البر والدين والتودد والتواضع وكان يقرب الضعيف المستهان به من طلبته ويحرص على إيصال الفائدة إلى البليد، وله مثابرة على إيصال البر والخير إلى كل محتاج مع فصاحة عبارة وحلاوة محاضرة ومروءة بالغة وقد ولي وكالة بيت المال والحسبة ودرس مدارس ثم عزل نفسه عن الحسبة لكلام وقع بينه وبين الوزير في سنة 762هـ ثم عزل نفسه من الوكالة في سنة 766هـ، وكانت وفاته ليلة الأحد ثامن عشر من جمادى الأولى من هذه السنة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة المهدي علي بن محمد إمام الزيدية باليمن. العام الهجري: 773العام الميلادي: 1371تفاصيل الحدث: المهدي لدين الله علي بن محمد بن علي بن منصور من سلالة الناصر بن الهادي إلى الحق من أئمة الزيدية في اليمن، بويع بالإمامة بعد وفاة المؤيد بالله يحيى بن حمزة، افتتح صنعاء واستولى على صعدة وذمار وقاتل الباطنية وخرب قراهم وأمن الطرقات وأزال سبع عشرة إمارة مستقلة، وله تصانيف ومختصرات ورسائل. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا انتصار السلطان العثماني مراد على الصرب في (جرمن) وموقعة تشيرنوفو. العام الهجري: 773العام الميلادي: 1371تفاصيل الحدث: مراد الأول سلطان العثمانيين يرسل جيشا يجتاح البلقان فيلاقي الصرب في تشيرنوفو على نهر مارتيزا فتحدث بينهم معركة قوية، ينهزم فيها الأمراء الصرب، وكان من نتيجة هذه المعركة اعتراف أمراء البلغار ومقدونيا والإمبراطورية البيزنطية بسيادة السلطنة العثمانية في البلقان. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا السلطان الأشرف يرسم للأشراف بعلامة خضراء ليعرفوا بها. العام الهجري: 773الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1372تفاصيل الحدث: في شهر شعبان رسم السلطان الملك الأشرف أن الأشراف بالديار المصرية والبلاد الشامية كلهم يسمون عمائمهم بعلامة خضراء بارزة للخاصة والعامة إجلالا لحقهم وتعظيما لقدرهم، ليقابلوا بالقبول والإقبال، ويمتازوا عن غيرهم من المسلمين، فوقع ذلك ولبسوا الأشراف العمائم الخضر، فقال الأديب شمس الدين محمد بن إبراهيم الشهير بالمزين في هذا المعنى: (أطراف تيجان أتت من سندس ... خضر كأعلام على الأشراف) (والأشرف السلطان خصصهم بها ... شرفا لنعرفهم من الأطراف) وقال في ذلك الأديب شمس الدين محمد بن أحمد بن جابر الأندلسي: (جعلوا لأبناء الرسول علامة ... إن العلامة شأن من لم يشهر) (نور النبوة في كريم وجوهم ... يغني الشريف عن الطراز الأخضر) . (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الإمام ابن كثير. العام الهجري: 774الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1373تفاصيل الحدث: عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب شهاب الدين أبي حفص عمر بن كثير القرشي الشافعي، صاحب التفسير والتاريخ، توفي في يوم الخميس سادس عشرين شعبان بدمشق، ومولده بقرية شرقي بصرى من أعمال دمشق في سنة إحدى وسبعمائة، رحمه الله تعالى، كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، وسمع وجمع وصنف ودرس وحدث وألف، وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهى إليه علم التاريخ والحديث والتفسير، وله مصنفات عديدة مفيدة ومن مصنفاته تفسير القرآن الكريم وكتاب طبقات الفقهاء ومناقب الإمام الشافعي رضي الله عنه، والتاريخ المسمى بالبداية والنهاية وخرج أحاديث مختصر ابن الحاجب وكتب على البخاري ولم يكمله، رحمه الله تعالى. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اختلاف السلطان الأشرف مع زوج أمه بسبب التركة. العام الهجري: 775الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1373تفاصيل الحدث: استهلت سنة خمس وسبعين، ووقع بين الملك الأشرف وبين زوج أمه ألجاي اليوسفي كلام من أجل التركة المتعلقة بخوند بركة, وكان ذلك يوم الثلاثاء سادس المحرم من هذه السنة وكثر الكلام بين السلطان وبين ألجاي اليوسفي، حتى غضب ألجاي، وخرج عن طاعة الملك الأشرف، ولبس هو ومماليكه آلة الحرب، ولبست مماليلك السلطان أيضا، وركب السلطان بمن معه من أمرائه وخاصكيته، وباتوا الليلة لابسين السلاح إلى الصباح، فلما كان نهار الأربعاء سابع المحرم كانت الوقعة بين الملك الأشرف شعبان وبين زوج أمه الأتابك ألجاي اليوسفي، فتواقعوا إحدى عشرة مرة، وعظم القتال بينهما حتى كانت الوقعة الحادية عشرة انكسر فيها ألجاي اليوسفي وانهزم إلى بركة الحبش، ثم تراجع أمره وعاد بمن معه من على الجبل الأحمر إلى قبة النصر، فطلبه السلطان الملك الأشرف، فأبى، فأرسل إليه خلعة بنيابة حماة فقال: أنا أروح، بشرط أن يكون كل ما أملكه وجميع مماليكي معي، فأبى السلطان ذلك، وباتوا تلك الليلة، فهرب جماعة من مماليك ألجاي في الليل وجاؤوا إلى الملك الأشرف، فلما كان صباح يوم الخميس ثامن المحرم أرسل السلطان الأمراء والخاصكية ومماليك أولاده وبعض المماليك السلطانية إلى قبة النصر إلى حيث ألجاي، فلما رآهم ألجاي هرب، فساقوا خلفه إلى الخرقانية، فلما رأى ألجاي أنه مدرك رمى بنفسه وفرسه إلى البحر، ظنا أنه يعدي به إلى ذلك البر، وكان ألجاي عواما، فثقل عليه لبسه وقماشه، فغرق في البحر وخرج فرسه، وبلغ الخبر السلطان الملك الأشرف فشق عليه موته وتأسف عليه، ثم أمر بإخراجه من النيل، فنزل الغواصون وطلعوا به وأحضروه إلى القلعة في يوم الجمعة تاسع المحرم في تابوت وتحته لباد أحمر، فغسل وكفن، وصلى عليه الشيخ جلال الدين التباني، ودفن في القبة التي أنشأها بمدرسته برأس سويقة العزي خارج القاهرة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خلع صاحب فاس وبلاد المغرب السعيد محمد بن عبدالعزيز. العام الهجري: 775الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1374تفاصيل الحدث: خلع صاحب فاس وبلاد المغرب السعيد محمد بن عبدالعزيز أبي الحسن، وملك بعده السلطان أبو العباس أحمد بن أبي سالم إبراهيم ابن أبي الحسن. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة لسان الدين الخطيب. العام الهجري: 776العام الميلادي: 1374تفاصيل الحدث: أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني، والخطيب هو جده سليمان لقب بذلك لمواعظه، ولد لسان الدين سنة 713هـ في لوشة ونشأ في غرناطة، تولى الوزارة للسلطان أبي الحجاج ثم لابنه، كان عالما بالتاريخ والفلسفة والرياضيات والفقه والأصول والطب فألف في كل ذلك, فله الإحاطة في أخبار غرناطة وتاريخ ملوك غرناطة ورسالة في الموسيقى والحلل المرقومة في اللمع المنظومة وهي منظومة في أصول الفقه وعمل من طب لمن أحب وهو مؤلف في الطب ضخم وله علاج السموم وكتاب البيطرة، أما وفاته فكانت بسبب كتابه المحبة الذي اتهم بسببه بالإلحاد والزندقة بسبب بعض العبارات فيه، فعظم النكير عليه وامتحن وعذب، ثم سجن وقتل داخل سجنه خنقا أوائل هذه السنة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#339
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ431 الى صــ 440 (339) وفاة أويس متملك توريز وبغداد. العام الهجري: 776العام الميلادي: 1374تفاصيل الحدث: مات سلطان بغداد وتوريز القان أويس ابن الشيخ حسن بن حسين بن أقبغا بن أيلكان، عن نيف وثلاثين سنة، منها في السلطنة تسع عشرة سنة، وكان قد اعتزل قبل موته، وأقام عوضه في المملكة ابنه الشيخ حسين لمنام رأه نعيت إليه نفسه، وعين له يوم موته، فتخلى عن الملك، وأقبل يتعبد، فمات كما ذكر له في نومه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وباء وغلاء عام في مصر وهلاك الكثير من الناس بسببه. العام الهجري: 776الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1374تفاصيل الحدث: في نصف جمادى الآخر ابتدأ الوباء في الناس في القاهرة ومصر، وكثر موت الفقراء والمساكين بالجوع، وقد توقفت أحوال الناس من قلة المكاسب، لشدة الغلاء، وعدم وجود ما يقتات به، وشح الأغنياء وقلت رحمتهم، فمن كان يكتسب في اليوم درهما يقوم بحاله ويفضل له منه شيء، صار الدرهم لا يجدي شيئا، فمات ومات أمثاله من الأجراء والعمال والصناع والفلاحين والسؤال من الفقراء، وفي شهري رجب وشعبان: اشتد الغلاء، وشفع الموت في الفقراء من شدة البرد والجوع والعري، وهم يستغيثون فلا يغاثون، وأكل أكثر الناس خبز الفول والنخال، عجزا عن خبز القمح، وكثر خطف الفقراء له، ما قدروا عليه من أيدي الناس، ورمي طين بالسجن لعمارة حائط به، فأكله المسجونون من شدة جوعهم، وعز وجود الدواب لموتها جوعا، وفي رابع عشرين شعبان انتدب الأمير منجك نائب السلطان لتفرقة الفقراء على الأمراء وغيرهم، فجمع أهل الحاجة والمسكنة، وبعث إلى كل أمير من أمراء الألوف مائة فقير، وإلى من عدا أمراء الأولوف على قدر حاله، وفرق على الدواوين والتجار وأرباب الأموال كل واحد عددا من الفقراء ثم نودي في القاهرة ومصر بألا يتصدق أحد على حرفوش، وأي حرفوش شحذ صلب، فآوى كل أحد فقراءه في مكان، وقام لهم من الغذاء بما يمد رمقهم على قدر همته وسماح نفسه، ومنعهم من التطواف لسؤال الناس، فخفت تلك الشناعات التي كانت بين الناس، إلا أن الموات عظم، حتى كان يموت في كل يوم من الطرحاء على الطرقات ما يزيد على خمسمائة نفر، ويطلق من ديوان المواريث ما ينيف على مائتي نفس، وتزايد في شهر رمضان مرض الناس وموتهم، ونفدت الأقوات، واشتد الأمر، فبلغت عدة من يرد اسمه للديوان في كل يوم خمسمائة، وبلغت عدة الطرحاء زيادة على خمسمائة طريح، فقام بمواراة الطرحاء الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير أقبغا آص، والأمير سودن الشيخوني، وغيرهما، وكان من أتى بميت طريح أعطوه درهما، فأتاهم الناس بالأموات، فقاموا بتغسيلهم وتكفينهم ودفنهم أحسن قيام، بعد ما شاهد الناس الكلاب تأكل الموتى من الطرحاء، فلما فني معظم الفقراء، وخلت دور كثيرة خارج القاهرة ومصر لموت أهلها، فشت الأمراض من أخريات شهر رمضان في الأغنياء، ووقع الموت فيهم، فازداد سعر الأدوية، واشتد الأمر في شوال إلى الغاية، وفي أول ذي القعدة وصلت تراويج القمح الجديد، فانحل السعر، ثم تناقصت الأسعار. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتح سيس وإنهاء حكم الأرمن عليها. العام الهجري: 776الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1375تفاصيل الحدث: في تاسع عشر من ذي القعدة سقط الطائر بالبشارة بفتح سيس بعث به الأمير بيدمر نائب الشام، ثم قدم من الغد البريد من النواب بذلك، فدقت البشائر بقلعة الجبل ثلاثة أيام بمصر، وحمل إلى الأمير أشقتمر المارديني نائب حلب تشريف جليل، وذلك أنه توجه بعساكر حلب إلى سيس وهي كرسي الأرمن فنازلها، وحصر التكفور متملكها مدة شهرين حتى طلب الأمان، من فناء أزودتهم، وعجزهم عن العسكر، فتسلم الأمير أشقتمر قلعتها، وأعلن في مدينة سيس بكلمة التوحيد، ورتب بها عسكرا، وأخذ التكفور وأمراءه، من أجناد وعاد إلى حلب، وجهزهم إلى القاهرة، فبعث السلطان الأمير يعقوب شاه لنيابة سيس، وأزال الله منها دولة الأرمن عباد الصليب، وقال الأدباء في ذلك شعرا كثيرا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا غلاء ووباء عظيم في الشام. العام الهجري: 777العام الميلادي: 1375تفاصيل الحدث: وقع غلاء الأسعار بدمشق، حتى أكلت الناس الميتات والكلاب والقطاط، ومات خلق كثير من المساكين، وانكشف عدة من الأغنياء، وعم الغلاء ببلاد الشام كلها، حتى أكلت القطط وبيعت الأولاد بحلب وأعمالها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة أمير مكة عجلان بن رميثة. العام الهجري: 777الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1375تفاصيل الحدث: توفي أمير مكة الشريف عجلان بن رميثة بن أبي نمي محمد بن أبي سعد علي بن الحسن بن قتادة ابن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن سليمان بن عبد الله بن موسى الجور بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكان قبل موته نزل لولده السيد الشريف أحمد بن عجلان عن نصف إمرة مكة التي كانت بيده، فإنه كان قبل ذلك نزل له عن النصف الأول قديما، وكان ولي إمرة مكة غير مرة نحو ثلاثين سنة، مستقلا بها مدة، وشريكا لأخيه ثقبة مدة، وشريكا لابنه أحمد هذا مدة، وكانت وفاته في ليلة الاثنين الحادي عشر من شهر جمادى الأولى ودفن بالمعلاة - رحمه الله - وقد قارب السبعين سنة من العمر، وكان ذا عقل ودهاء ومعرفة بالأمور وسياسة حسنة، وكان بخلاف آبائه وأقاربه يحب أهل السنة وينصرهم على الشيعة، وربما كان يذكر أنه شافعي المذهب. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة صاحب ماردين الملك المظفر. العام الهجري: 778العام الميلادي: 1376تفاصيل الحدث: توفي السلطان الملك المظفر فخر الدين داود ابن الملك الصالح صالح ابن الملك المنصور غازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيل غازي بن أرتق الأرتقي صاحب ماردين وابن صاحبها بماردين في هذه السنة، بعد أن حكمها نحو عشرين سنة، وتولى سلطنة ماردين من بعده ابنه الملك الظاهر مجد الدين عيسى وكان الملك المظفر هذا ولي ملك ماردين بعد ابن أخيه الملك الصالح محمود الذي أقام في سلطنة ماردين أربعة أشهر عوضا عن والده الملك المنصور أحمد ابن الملك الصالح صالح، وخلع الملك الصالح محمود، وتسلطن الملك المظفر هذا، فأظهر العدل، واقتفى أثر والده الملك الصالح في الإحسان إلى الرعية وإصلاح الأمور إلى أن مات، رحمه الله. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الملك الأفضل عباس صاحب اليمن وتولي ابنه إسماعيل. العام الهجري: 778الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1377تفاصيل الحدث: توفي السلطان الملك الأفضل عباس ابن الملك المجاهد علي ابن الملك المؤيد داود ابن الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول التركماني الأصل اليمني صاحب اليمن وابن صاحبها في شعبان، وتسلطن بعده ولده السلطان الملك الأشرف إسماعيل، وكان الملك الأفضل ولي السلطنة بعد موت أبيه المجاهد في شهر جمادى الأولى سنة أربع وستين وسبعمائة، ولما ولي اليمن خرج في أيامه ابن ميكائيل فوقع له معه وقائع، حتى أباده الأفضل وزالت دولة ابن ميكائيل في أيامه، وكان الأفضل شجاعا مهابا كريما، وله إلمام بالعلوم والفضائل، ومشاركة جيدة في عدة علوم وتصانيف منها: كتاب العطايا السنية في ذكر أعيان اليمنية وكتاب نزهة العيون في تاريخ طوائف القرون ومختصر تاريخ ابن خفكان وكتاب بغية ذوي الهمم في أنساب العرب والعجم وكتاب آخر في الألغاز الفقهية وغير ذلك، وكان بنى مدرسة عظيمة بتعز، وله أيضا بمكة مدرسة معروفة به بالصفا، وقيل: إن هذه التصانيف المذكورة إنما هي لقاضي تعز رضي الدين أبي بكر بن محمد بن يوسف الجرائي الصبري الناشري رحمه الله، عمل ذلك على لسان الأفضل، والله أعلم. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال السلطان الأشرف شعبان وتولية ابنه علي. العام الهجري: 778الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1377تفاصيل الحدث: كان الملك الأشرف شعبان قد توعك ومع ذلك أصر بالسفر إلى الحج هذا العام وسافر وهو متوعك، فلما كان يوم السبت ثالث ذي القعدة أتفق طشتمر اللفاف، وقرطاي الطازي، وأسندمر الصرغتمشي، وأينبك البحري، وجماعة من المماليك السلطانية، وجماعة من مماليك الأسياد أولاد السلطان الملك الأشرف، وجماعة من مماليك الأمراء المسافرين صحبة السلطان الملك الأشرف، ولبسوا السلاح، واتفق معهم من بالأطباق من المماليك السلطانية، وهجموا الجميع القلعة، فدقت المماليك الباب وقالوا: أعطونا سيدي أمير علي (هو ابن السلطان الأشرف) فقال لهم اللالا: من هو كبيركم حتى نسلم لهم سيدي عليا وأبى أن يسلمهم سيدي عليا، وكثر الكلام بينهم ومثقال الزمام يصمم على منع أمير علي فقالوا له: السلطان الملك الأشرف مات، ونريد أن نسلطن ولده أمير علي، فلم يلتفت مثقال إلى كلامهم، فلما علموا المماليك ذلك، طلعوا جميعا وكسروا شباك الزمام المطل على باب الساعات، ودخلوا منه ونهبوا بيت الزمام وقماشه، ثم نزلوا إلى رحبة باب الستارة ومسكوا مثقالا الزمام وجلبان اللالا وفتحوا الباب، فدخلت بقيتهم وقالوا: أخرجوا أمير علي، حتى نسلطنه، فإن أباه توفي إلى رحمة الله تعالى فدخل الزمام على رغم أنفه، وأخرج لهم أمير علي، فأقعد في باب الستارة، ثم أحضر الأمير أيدمر الشمسي فبوسوه الأرض لأمير علي، ثم أركبوا أمير علي على بعض خيولهم وتوجهوا به إلى الإيوان الكبير، وأرسلوا خلف الأمراء الذين بالقاهرة، فركبوا إلى سوق الخيل وأبوا أن يطلعوا إلى القلعة، فأنزلوا أمير علي إلى الإسطبل السلطاني حتى رأوه الأمراء، فلما رأوه طلعوا وقبلوا له الأرض وحلفوا له، غير أن الأمير طشتمر الصالحي وبلاط السيفي ألجاي الكبير وحطط رأس نوبة النوب لم يوافقوا ولا طلعوا فنزلوا إليهم المماليك ومسكوهم وحبسوهم بالقصر، وعقدوا للأمير علي بالسلطنة ولقبوه بالملك المنصور ثم نادوا بالديار المصرية بالأمان والبيع والشراء، بعد أن أخذوا خطوط سائر الأمراء المقيمين بمصر، فأقاموا ذلك النهار وأصبحوا يوم الأحد رابع ذي القعدة من سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وهم لابسون آلة الحرب، واقفون بسوق الخيل، يتكلمون في إتمام أمرهم، وأما الملك الأشرف فإنه رجع إلى مصر بسبب كسرته من مماليكه بالعقبة حيث طلب المماليك السلطانية العليق، فقيل لهم اصبروا إلى منزلة الأزلم، فغضبوا وامتنعوا من أكل السماط عصر يوم الأربعاء واتفقوا على الركوب، فلما كانت ليلة الخميس من شوال ركبوا على السلطان ورؤوسهم الأمير طشتمر العلائي ومبارك الطازي وصراي تمر المحمدي وقطلقتمر العلائي الطويل وسائر مماليك الأسياد وأكثر المماليك السلطانية، فلما بلغ السلطان أمرهم ركب بأمرائه وخاصكيته وتواقعوا فانكسر السلطان وهرب هو ومن كان معه من الأمراء وصار السلطان بهؤلاء إلى قبة النصر خارج القاهرة وأما السلطان فتوجه هو ويلبغا الناصري إلى القاهرة ليختفي بها فقتلوا الأمراء الذين كانوا معه في الحال، وحزوا رؤوسهم، وأتوا بها إلى سوق الخيل، ففرح بذلك بقية الأمراء الذين هم أصل الفتنة وعلموا أن الأشرف قد زال ملكه، فتوجه السلطان الأشرف تلك الليلة من عند أستادار يلبغا الناصري إلى بيت آمنة زوجة المشتولي فاختفى عندها، فقلق عند ذلك الأمراء الذين أثاروا الفتنة وخافوا عاقبة ظهور الأشرف، وبينما هم في ذلك في آخر نهار الأحد يوم قتلوا الأمراء المذكورين بقبة النصر، وقبل أن يمضي النهار، جاءت امرأة إلى الأمراء وذكرت لهم أن السلطان مختف عند آمنة زوجة المشتولي في الجودرية فقام ألطنبغا من فوره ومعه جماعة وكبسوا بيت آمنة المذكورة، فهرب السلطان واختفى في بادهنج البيت فطلعوا فوجدوه في البادهنج وعليه قماش النساء، فمسكوه وألبسوه عدة الحرب، وأحضروه إلى قلعة الجبل، فتسلمه الأمير أينبك البدري وخلا به، وأخذ يقرره على الذخائر، فأخبره الملك الأشرف بها وقيل إن أينبك المذكور ضربه تحت رجليه عدة عصي، ثم أصبحوا في يوم الاثنين وخنقوه، وتولى خنقه جاركس شاد عمائر ألجاي اليوسفي، فأعطى جاركس المذكور إمرة عشرة واستقر شاد عمائر السلطان، ثم بعد خنق الملك الأشرف لم يدفنوه، بل أخذوه ووضعوه في قفة وخيطوا عليها ورموه في بئر، فأقام بها أياما إلى أن ظهرت رائحته، فاطلع عليه بعض خدامه من الطواشية، ثم أخرجوه ودفنوه عند كيمان السيدة نفيسة، وذلك الخادم يتبعهم من بعد حتى عرف المكان، فلما دخل الليل أخذ جماعة من إخوته وخدمه ونقلوه في تلك الليلة من موضع دفنوه المماليك ودفنوه بتربة والدته خوند بركة بمدرستها التي بخط التبانة في قبة وحده، بعد أن غسلوه وكفنوه وصلوا عليه، وكانت مدة سلطنة الملك الأشرف أربع عشرة سنة وشهرين وعشرين يوما، ومات وعمره أربع وعشرون سنة، فلما كان يوم الخميس ثامن شهر ذي القعد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وذلك بعد قتل الملك الأشرف شعبان بثلاثة أيام، اجتمع الأمراء القائمون بهذا الأمر بالقلعة، واستدعوا الخليفة ومن كان بمصر من القضاة ونواب من هو غائب من القضاة بالقدس، وحضر الأمير آقتمر الصاحبي نائب السلطنة بالديار المصرية، وقعدوا الجميع بباب الآدر الشريفة من قلعة الجبل، وجددوا البيعة بالسلطنة للملك المنصور علي هذا بعد وفاة أبيه الملك الأشرف، وقبل له البيعة آقتمر الصاحبي المذكور، ولبسوه السواد، خلعة السلطنة، وكان عمر السلطان الملك المنصور يوم تسلطن نحو سبع سنين تخمينا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا نواب الشام وأمراء مصر يعصون على أيبك البدري بسبب أفعاله. العام الهجري: 779الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1377تفاصيل الحدث: بينما أيبك البدري في أمره ونهيه، ورد عليه الخبر بعصيان نواب الشام، ففي الحال علق أيبك جاليش السفر في تاسع عشر شهر ربيع الأول المذكور، ورسم للعساكر بالتجهيز إلى سفر الشام، وأسرع بالنفقة على العساكر وتجهز في أسرع وقت، وخرج الجاليش من القاهرة إلى الريدانية في سادس عشرين شهر ربيع الأول المذكور، وهم خمسة من أمراء الألوف ومائة مملوك من المماليك السلطانية، ومائة مملوك من مماليك الأتابك أيبك، وفي تاسع عشرين شهر ربيع الأول خرج طلب السلطان الملك المنصور، ثم استقلوا بالمسير قاصدين البلاد الشامية، وساروا حتى وصلوا بلبيس، ثم رجعوا على أعقابهم بالعساكر إلى جهة الديار المصرية، وخبر ذلك أن قطلوخجا أخا أيبك مقدم الجاليش بلغه أن الجماعة الذين معه مخامرون، وأنهم أرادوا أن يكبسوا عليه، فاستقص الخبر حتى تحققه، فركب من وقته وساعته وهرب في الحال، وهو في ثلاثة أنفس، عائدا إلى أخيه أيبك فاجتمع به وعرفه الخبر، ففي الحال أخذ أيبك السلطان ورجع به إلى نحو القاهرة حتى وصلها في يوم الاثنين ثالث شهر ربيع الآخر، وطلع به إلى قلعة الجبل، وأنزل الأتابك أيبك السلطان الملك المنصور إلى الإسطبل السلطاني، وجاءه بعض أمراء من أصحابه، ثم أخذ أيبك في إصلاح أمره، وبينما هو في فلك بلغه أن الأمير قطلقتمر العلائي الطويل والأمير ألطنبغا السلطاني، وكانا رجعا معه من بلبيس، ركبا بجماعتهما في نصف الليل، ومعهما عدة من الأمراء وسائر المماليك السلطانية، وخرج الجميع إلى قبة النصر موافقة لمن كان من الأمراء بالجاليش فجهز أيبك الأمير قطلوخجا في مائتي مملوك لقتال هؤلاء، فخرج بهم قطلوخجا إلى قبة النصر، فتلقاه القوم وحملوا عليه، فانكسر ومسك فلما بلغ أيبك ذلك، جهز الأمراء الذين كانوا بقلعة الجبل، وأرسلهم إلى قبة النصر هذا وقد ضعف أمر أيبك المذكور وخارت قواه، فإنه بلغه أن جميع العساكر اتفقت على مخالفته، حتى إنه لم يعلم من هو القائم بهذا الأمر لكثرة من خرج عليه، فلما رأى أمره في إدبار، ركب فرسه ونزل من الإسطبل السلطاني من غير قتال، وهرب إلى ناحية كيمان مصر، ولما استولت الأمراء على القلعة ألزموا والي القاهرة ومصر بإحضاره، فنودي عليه بالقاهرة ومصر، وهدد من أخفاه بأنواع النكال، فخاف كل أحد على نفسه من تقريبه، فلم يجد أيبك بدا من طلب الأمان من الأمير يلبغا الناصري فأمنه بعد مدة، فطلع أيبك إليه، فحال وقع بصر القوم عليه، قبضوه، وأرسلوه مقيدا إلى سجن الإسكندرية، وكان ذلك آخر العهد به، أما الأمراء فإنهم لما بلغهم هروب أيبك من قلعة الجبل ركب الجميع من قبة النصر وطلعوا إلى الإسطبل السلطاني من القلعة، وصار المتحدث فيهم قطلقتمر العلائي الطويل، وضرب رنكه على إسطبل شيخون بالرميلة تجاه باب السلسلة، وأقام ذلك اليوم متحدثا فأشار عليه من عنده من أصحابه أن يسلطن سلطانا كبيرا يرجع الناس إلى أمره ونهيه، فلم يفعله وقال: حتى يأتي إخواننا يعني الأمراء الذين كانوا بالجاليش مع قطلوبغا، ثم حضرت الأمراء الذين كانوا بالجاليش إلى الإسطبل السلطاني، وهم جمع كبير ممن أنشأه أيبك وغيرهم، وتكلموا فيمن يكون إليه تدبير الملك، واشتوروا في ذلك، فاختلفوا في الكلام، وظهر للقادمين الغدر ممن كان بالإسطبل السلطاني فقبضوا على جماعة منهم وقيدوا الجميع، وأرسلوا إلى الإسكندرية صحبة جمال الدين عبد الله بن بكتمر الحاجب، واتفقوا على أن يكون المتكلم في المملكة الأمير يلبغا الناصري، فصار هو المتحدث في أحوال الملك، وسكن الإسطبل السلطاني، وأرسل بإحضار الأمير طشتمر العلائي الدوادار نائب الشام، ثم في يوم الأحد تاسع شهر ربيع الآخر، لما تزايد الفحص على أيبك، حضر أيبك بنفسه إلى عند الأمير بلاط، فطلع به بلاط إلى يلبغا الناصري بعد أن أخذ له منه الأمان حسب ما تقدم ذكره، ولم تطل أيام يلبغا الناصري في التحدث، وظهر منه لين جنب، فاتفق برقوق وبركة - وهما حينذاك من أمراء الطبلخانات، لهما فيها دون الشهرين - مع جماعة أخر وركبوا في سادس عشر شهر ربيع الآخر المذكور، وركبت معهم خشداشيتهم من المماليك اليلبغاوية، ومسكوا دمرداش اليوسفي، وتمرباي الحسني، وآقبغا آص الشيخوني، وقطلوبغا الشعباني، ودمرداش التمان تمري المعلم، وأسندمر العثماني، وأسنبغا تلكي، وقيدوا وأرسلوا إلى سجن الإسكندرية فسجنوا بها، فصار برقوق العثماني هو متولي السلطنة فسكن القصر وكان هذا بداية التمكن للماليك الشراكسة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا أيبك البدري أمير العساكر يخلع الخليفة المتوكل ويريد تنصيب زكريا بن الواثق. العام الهجري: 779الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1377تفاصيل الحدث: صار الأمر في المملكة لأيبك البدري وحده من غير منازع، وأخذ أيبك في المملكة وأعطى، وحكم بما اختاره وأراده، فمن ذلك أنه في رابع شهر ربيع الأول رسم بنفي الخليفة المتوكل على الله إلى مدينة قوص، فخرج المتوكل على الله، ثم شفع فيه فعاد إلى بيته، ومن الغد طلب أيبك نجم الدين زكريا بن إبراهيم ابن الخلفية الحاكم بأمر الله وخلع عليه واستقر به في الخلافة عوضا عن المتوكل على الله من غير مبايعة ولا خلع المتوكل من الخلافة نفسه، ولقب زكريا المذكور بالمعتصم بالله، ثم في العشرين من شهر ربيع الأول المذكور تكلم الأمراء مع أيبك فيما فعله مع الخليفة، ورغبوه في إعادته، فطلبه وأخلع عليه على عادته بالخلافة، وعزل زكريا, ومن الناس من لم يثبت خلافة زكريا المذكور، فإنه لم يخلع المتوكل نفسه من الخلافة حتى يبايع زكريا المذكور. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
|
#340
|
||||
|
||||
|
الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد السادس صـــ441 الى صــ 450 (340) وفاة الرحالة ابن بطوطة. العام الهجري: 779الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1377تفاصيل الحدث: أبو عبدالله محمد بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم الطنجي اللواتي من أسرة بطوطة، اشتهر برحلته التي دامت ثمانية وعشرين سنة على ثلاثة رحلات الأولى بدأها من طنجة عام 725هـ طاف فيها المغرب إلى مصر ثم مكة ثم العراق وإيران وبلاد الأناضول ثم إلى الحجاز ثم مكة ثم إلى اليمن وبلاد الخليج العربي ثم مصر والشام ثم القسطنطينية ثم مكة ثم عاد إلى المغرب كل ذلك يكتب ويدون ما يراه ويصفه، والرحلة الثانية كانت إلى الأندلس وغرناطة، والثالثة كانت إلى إفريقيا سنة 754هـ، وكان ابن بطوطة يملي ما يراه على السلطان أبي عنان وكان له كاتب يكتب ذلك في كتاب سماه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، توفي ابن بطوطة في فاس عن 76 عاما. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا عصيان الأمير إينال اليوسفي على الأمير برقوق وما جرى من الفتنة بينهما. العام الهجري: 780الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1378تفاصيل الحدث: خبر هذه الواقعة أنه لما كان في يوم رابع عشرين شعبان ركب الأتابك برقوق من الإسطبل السلطاني في حواشيه ومماليكه للتسيير على عادته، وكان الأمير بركة الجوباني مسافرا بالبحيرة للصيد، فلما بلغ إينال اليوسفي أمير سلاح ركوب برقوق من الإسطبل السلطاني انتهز الفرصة لركوب برقوق وغيبة بركة، وركب بمماليكه وهجم الإسطبل السلطاني وملكه، ومسك الأمير جركس الخليلي، وكان مع إينال المذكور جماعة من الأمراء ولما طلع إينال إلى باب السلسلة وملكها، أرسل الأمير قماري لينزل بالسلطان الملك المنصور إلى الإسطبل، فأبى السلطان من نزوله ومنعه، ثم كبس إينال زردخاناه برقوق وأخرج منها اللبوس وآلة الحرب، وأخذ مماليك برقوق الذين كانوا وافقوه وألبسهم السلاح وأوقفهم معه وأوعدهم بمال كبير وإمريات، وبلغ برقوقا الخبر فعاد مسرعا، وجاء إلى بيت الأمير أيتمش البجاسي بالقرب من باب الوزير وألبس مماليكه هناك، وجاءه جماعة من أصحابه، فطلع بالجميع إلى تحت القلعة وواقعوا إينال اليوسفي، وأرسل برقوق الأمير قرط في جماعة إلى باب السلسلة الذي من جهة باب المدرج، فأحرقه، ثم تسلق قرط من عند باب سر قلعة الجبل، ونزل ففتح لأصحابه الباب المتصل إلى الإسطبل السلطاني، فدخلت أصحاب برقوق منه وقاتلت إينال، وصار برقوق بمن معه يقاتل من الرميلة، فانكسر إينال ونزل إلى بيته جريحا من سهم أصابه في رقبته من بعض مماليك برقوق، وطلع برقوق إلى الإسطبل وملكه وأرسل إلى إينال من أحضره، فلما حضر قبض عليه وحبسه بالزردخاناه، وقرره بالليل فأقر أنه ما كان قصده إلا مسك بركة لا غير، ثم أن برقوق مسك جماعة من الأمراء وغيرهم من أصحاب إينال اليوسفي، ما خلا سودون النوروزي، جمق الناصري وشخصا جنديا يسمى أزبك كان يدعي أنه من أقارب برقوق، ثم حمل إينال في تلك الليلة إلى سجن الإسكندرية ومعه سودون جركس، ثم أخذ برقوق في القبض على مماليك إينال اليوسفي، ونودي عليهم بالقاهرة ومصر، ثم في الثامن والعشرين من شعبان حضر الأمير بركة من السرحة، فركب الأتابك برقوق وتلقاه من السحر وأعلمه بما وقع من إينال اليوسفي في حقه، ثم اتفقا على طلب الأمير يلبغا الناصري من نيابة طرابلس، فحضر وأنعم عليه باقطاع إينال اليوسفي ووظيفته إمرة سلاح، وكانت وظيفة يلبغا قبل إينال، وتولى مكانه في نيابة طرابلس منكلي بغا الأحمدي البلدي، ثم استقر بلوط الصرغتمشي في نيابة الإسكندرية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا واقعة كنيسة ناحية بو النمرس من الجيزة. العام الهجري: 780الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1379تفاصيل الحدث: في يوم الأربعاء الثامن من رمضان كانت واقعة كنيسة ناحية بو النمرس من الجيزة وذلك أن رجلا من فقراء الزيلع بات بناحية بو النمرس، فسمع لنواقيس كنيستها صوتا عاليا، وقيل له إنهم يضربون بنواقيسهم عند خطبة الإمام للجمعة، بحيث لا تكاد تسمع خطبة الخطيب، فوقف للسلطان الملك الأشرف شعبان، فلم ينل غرضا، فتوجه إلى الحجاز وعاد بعد مدة طويلة، وبيده أوراق تتضمن أنه تشفع برسول الله وهو نائم عند قبره المقدس في هدم كنيسة بو النمرس، ووقف بها إلى الأمير الكبير برقوق الأتابك، فرسم للمحتسب جمال الدين محمود العجمي أن يتوجه إلى الكنيسة المذكورة، وينظر في أمرها، فسار إليها وكشف عن أمرها، فبلغه من أهل الناحية ما اقتضى عنده غلقها، فأغلقها، وعاد إلى الأمير الكبير وعرفه ما قيل عن نصارى الكنيسة، فطلب متى بطريق النصارى اليعاقبة وأهانه، فسعى النصارى في فتح الكنيسة، وبذلوا مالا كبيرا، فعرف المحتسب الأمير الكبير بذلك، فرسم بهدمها بتحسين المحتسب له ذلك، فسار إليها وهدمها، وعملها مسجدا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا حدوث إصلاحات بمكة والكعبة. العام الهجري: 780الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1379تفاصيل الحدث: أجرى الأمير باشاه، دوادار الأمير بركة عين الأزرق المستمدة من عين ثقبة وعين ابن رخم من عرفة إلى البركتين خارج باب المعلاة بمكة المشرفة. وجدد الميضأة عند باب بني شيبة، والربع والحوانيت، وأصلح زمزم وحجر إسماعيل والميزاب، وسطح الكعبة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة الحائط الذي يتكلم بمصر. العام الهجري: 781الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1379تفاصيل الحدث: في هذه السنة كانت بالديار المصرية واقعة غريبة من كلام الحائط، وخبره أن في أوائل شهر رجب من هذه السنة ظهر كلام شخص من حائط في بيت العدل شهاب الدين أحمد الفيشي الحنفي بالقرب من الجامع الأزهر، فصار كل من يأتي إلى الحائط المذكور ويسأله عن شيء يرد عليه الجواب ويكلمه بكلام فصيح، فجاءته الناس أفواجا، وترددت إلى الحائط المذكور أكابر الدولة، وتكلموا معه، وافتتن الناس بذلك المكان وتركوا معايشهم وازدحموا على الدار المذكورة، وأكثر أرباب العقول الفحص عن ذلك، فلم يقفوا له على خبر، وتحير الناس في هذا الأمر العجيب، إلى أن حضر إلى البيت المذكور القاضي جمال الدين محمود القيصري العجمي محتسب القاهرة، وفحص عن أمره بكل ما يمكن القدرة إليه، حتى إنه أخرب بعض الحائط، فلم يؤثر ذلك شيئا، واستمر الكلام في كل يوم إلى ثالث شعبان، وقد كادت العامة أن تتعبد بالمكان المذكور، وأكثروا من قولهم: يا سلام سلم، الحيطة بتتكلم، وخاف أهل الدولة من إفساد الحال، وقد أعياهم أمر ذلك، حتى ظهر أن الذي كان يتكلم هي زوجة صاحب المنزل، فأعلم بذلك الأتابك برقوق، فاستدعى بها مع زوجها، فحضرا، فأنكرت المرأة، فضربها، فأقرت، فأمر بتسميرها وتسمير شخص آخر معها يسمى عمر وهو الذي كان يجمع الناس إليها، بعد أن ضرب برقوق الزوج وعمر المذكور بالمقارع وطيف بهما في مصر والقاهرة، ثم أفرج عنهم، بعد أن حبسوا مدة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ظهور رجل يدعي النبوة بمصر. العام الهجري: 781الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 1380تفاصيل الحدث: في يوم الثلاثاء خامس عشر شوال قبض على رجل ادعى النبوة، وأنه النبي صلى الله عليه وسلم الأمي، وأنه مصدق بنبوة نبينا، وزعم أن حروف القرآن تنطق له مع أنه أمي، وأن الذي يأتيه بالوحي جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ورضوان ومالك ودرديائيل، وزعم أنه عربي من مصر وأنه أرسل بقتل الكفرة، وأن الترك يحكموه ويملكوه عليهم، وأنه أنزل عليه القرآن فسجن عند المجانين بالمارستان، ثم أخرجه الأمير بركة وسأله عن نبوته، فأخبره، فأمر به فضرب حتى رجع عن قوله، ثم أفرج عنه بعد أيام، وقد كان يتلو من قرآنه لنفسه به، ثم فقد بعد ذلك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قتل عدد من النصارى ارتدوا عن الإسلام وعادوا للنصرانية وراهب يقدح في الإسلام وعشيقاته الثلاث. العام الهجري: 781الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1380تفاصيل الحدث: حضر إلى القاهرة طائفة ما بين رجال ونساء، ذكروا أنهم ارتدوا عن الإسلام وقد كانوا قبل ذلك على النصرانية، يريدون بارتدادهم التقرب إلى المسيح بسفك دمائهم، فعرض عليهم الإسلام مرارا فلم يقبلوا، وقالوا: "إنما جئنا لنتطهر ونتقرب بنفوسنا إلى السيد المسيح" فقدم الرجال تحت شباك المدرسة الصالحية بين القصرين، وضربت أعناقهم، وعرض الإسلام على النساء، فأبين أن يسلمن، فأخذهن القاضي المالكي إلى تحت القلعة، وضرب أعناقهن، كما قدم أيضا بعض رهبان النصارى وقدح في الإسلام، وأصر على قبيحه، فضربت عنقه، وكان هناك ثلاث نسوة، فرفعن أصواتهن بلقلقة ألسنتهن، كما تفعل النساء عند فرحهن، واستبشارا بقتل الراهب، وأظهرن شغفا به، وهياما لما جرى له، وصنعن كصنيعه، من القدح في الإسلام، وأردن تطهيرهن بالسيف أيضا، ثم ضربت رقبة رفيق الراهب في يوم الجمعة ثاني عشرينه تحت شباك الصالحية، وضربت رقاب النسوة الثلاث من الغد، يوم السبت ثالث عشرينه تحت القلعة بيد الأمير سودن الشيخوني الحاجب، وأحرقت جثثهن بحكم أنهن ارتددن عن الإسلام، وأظهرن أنهن فعلن هذا لعشقهن في الراهب المذكور، وكان يعرف بأبي نفيفة، ولم نسمع في أخبار العشاق خبرا أغرب من هذا، ثم جاء بعد ذلك رجل من الأجناد على فرس، وقال للقاضي: طهرني بالسيف، فإني مرتد عن الإسلام فضرب وسجن. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الفتنة بين الأمير بركة والأمير برقوق. العام الهجري: 782الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1380تفاصيل الحدث: في ليلة الجمعة تاسع عشر صفر لبس الأمير بركة السلاح، هو ومماليكه، ولبس الأمراء أيضا، وباتوا في اصطبلاتهم على احتراز، فلما أصبح نهار يوم الجمعة، طلب الأمير الكبير برقوق القضاة ومشايخ العلم، وندبهم للدخول بينه وبين الأمير بركة في الصلح، مكيدة منه ودهاء، فما زالوا يترددون بينهما عدة مرار، حتى وقع الصلح على دخن وحلف كل منهم لصاحبه، ونزعوا عنهم السلاح، فبعث الأمير برقوق بالأمير أيتمش إلى الأمير بركة، فنزل إليه وفي عنقه منديل، ليفعل ما يريد من قتل أو حبس أو غير ذلك، وخضع له خضوعا زائدا، فلم يجد بركة بدا من الإغضاء عنه وقبول معذرته، وخلع عليه، وأعاده إلى الأمير برقوق، والقلوب ممتلئة حنقا، ونودي في القاهرة بالأمان، وفتح الأسواق، فسكن انزعاج الناس، فلما أصبح نهار الأربعاء تاسع شهر ربيع الأول أنزل برقوق السلطان الملك المنصور إلى عنده بالإسطبل السلطاني، ونادى للمماليك السلطانية بالحضور، فحضروا، فأخرج جماعة كبيرة من الأمراء ومعهم المماليك السلطانية وندبهم لقتال بركة بعد أن بلغه أنه يريد أن يقتله غيلة يوم الجمعة في الصلاة، ودقت الكوسات بقلعة الجبل حربية، هذا وقد جهز بركة أيضا جماعة كبيرة أيضا من أصحابه، لملتقى من ندبه برقوق لقتاله، وسار كل من الفريقين إلى الآخر حتى تواجها على بعد، فلم يتقدم أحد من العسكرين إلى غريمه، فلما كان بعد الظهر بعث الأمير بركة أمير آخوره سيف الدين طغاي يقول لبرقوق: ما هذا العمل هكذا كان الاتفاق بيننا، فقال برقوق: هكذا وقع، قل لأستاذك يتوجه نائبا في أي بلد شاء، فرجع أمير آخور بركة إليه بهذا القول، فلم يوافق بركة على خروجه من مصر أصلا، فركب بركة بأصحابه ومماليكه من وقته وساقوا فرقتين: فرقة من الطريق المعتادة، وفرقة من طريق الجبل، وكان بركة في الفرقة التي بطريق الجبل، وبلغ برقوقا ذلك فأرسل الأمراء والمماليك في الوقت لملتقاه، فلما أقبل بركة هرب أكثر عساكر برقوق ولم يثبت إلا الأمير علان الشعباني في نحو مائة مملوك، والتقى مع بركة، وكان يلبغا الناصري بمن معه من أصحاب بركة توجه من الطريق المعتادة، فالتقاه أيتمش البجاسي بجماعة وكسره، وضربه بالطبر، وأخذ جاليشه وطبلخاناته، ورجع مكسورا بعد أن وقع بينهم وقعة هائلة جرح فيها من الطائفتين خلائق، وأما بركة فإنه لما التقى مع علان صدمه علان صدمة تقنطر فيها عن فرسه، وركب غيره، فلما تقنطر انهزم عنه أصحابه، فصار في قلة، فثبت ساعة جيدة ثم انكسر وانهزم إلى جهة قبة النصر، وأقام به إلى نصف الليل، فلم يجسر أحد من البرقوقية على التوجه إليه وأخذه، فلما كانت نصف ليلة الخميس المذكورة رأى بركة أصحابه في قلة، وقد خل عنه أكثر مماليكه وحواشيه، وهرب من قبة النصر هو والأمير آقبغا صيوان إلى جامع المقسي خارج القاهرة فغمز عليه في مكانه فمسك هو وآقبغا المذكور من هناك وطلع بهما إلى برقوق، وتتبع برقوق أصحاب بركة ومماليكه فمسك منهم جماعة كبيرة مع من مسك مع بركة من الأمراء، وبقيت القاهرة ثلاثة أيام مغلقة والناس في وجل بسبب الفتنة، فنادى برقوق عند ذلك بالأمان والاطمئنان، وأما أمر بركة فإنه لما كان شهر رجب من هذه السنة ورد الخبر من الأمير صلاح الدين خليل بن عرام نائب الإسكندرية بموت الأمير زين الدين بركة الجوباني اليلبغاوي بسجن الإسكندرية، فلما بلغ الأتابك برقوقا ذلك بعث بالأمير يونس النوروزي الدوادار بالإسكندرية لكشف خبر الأمير بركة وكيف كانت وفاته، فتوجه يونس إلى الإسكندرية، ثم عاد إلى مصر ومعه ابن عرام المذكور نائب الإسكندرية، وأخبر برقوقا بأن الأمر صحيح، وأنه كشف عن موته وأخرجه من قبره فوجد به ضربات: إحداها في رأسه، وأنه مدفون بثيابه من غير كفن، وأن يونس أخرجه وغسله وكفنه ودفنه وصلى عليه خارج باب رشيد وبنى عليه تربة، وأن الأمير صلاح الدين خليل بن عرام هو الذي قتله، فحبس برقوق ابن عرام بخزانة شمائل وهي السجن المخصص لأصحاب الجرائم ثم عصره وسأله عن فصوص خلاها بركة عنده، فأنكرها وأنكر أنه ما رآها، فلما كان يوم الخميس خامس عشرين شهر رجب طلع الأمراء للخدمة على العادة، وطلب ابن عرام من خزانة شمائل، فطلعوا به إلى القلعة على حمار، فرسم برقوق بتسميره، فخرج الأمير مأمور القلمطاوي حاجب الحجاب، وجلس بباب القلة، هو وأمير جاندار، وطلب ابن عرام بعد خدمة الإيوان، فعري وضرب بالمقارع ستة وثمانين شيبا، ثم سفر على جمل بلعبة تسمير عطب، وأنزل من القلعة إلى سوق الخيل بالرميلة بعد نزول الأمراء، وأوقفوه تجاه الإسطبل السلطاني ساعة، فنزل إليه جماعة من مماليك بركة وضربوه بالسيوف والدبابيس حتى هبروه وقطعوه قطعا عديدة، ثم إن بعضهم قطع أذنه وجعل يعضها صفة الأكل، وأخذ آخر رجله، وآخر قطع رأسه وعلقها بباب زويلة، وبقيت قطع منه مرمية بسوق الخيل، وذكر أن بعض مماليك بركة أخذ من لحمه قطعة شواها، والله أعلم بصحة ذلك، ثم جمع ابن عرام بعد ذلك ودفن بمدرسته خارج القاهرة عند جامع أمير حسين بن جندر بحكر جوهر النوبي. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا كثر الوباء بالإسكندرية. العام الهجري: 782الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1380تفاصيل الحدث: كثر الوباء بالإسكندرية، فمات في كل يوم ما ينيف على مائة وخمسين إنسانا، وتمادى إلى أثناء ذي الحجة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا القتال بين المغول والروس ومسير توقتاميش خان إلى الروسية ودخوله موسكو. العام الهجري: 783العام الميلادي: 1381تفاصيل الحدث: بعد وفاة محمد بردي بك أمير أذربيجان عام 762هـ وكان ولده توقتاميش صغيرا على الملك فعمت الفوضى البلاد فاستقل الحاج جركس بمنطقة استراخان واستقل ماماي بمنطقة القرم وأما منطقة سراي فحكمها خضر بك وهرب توقتاميش إلى سمرقند إلى تيمورلنك، فاستغل الروس هذا الاختلاف فانقضوا على التتار والتقوا مع ماماي وانتصروا عليه، فقام توقتاميش بالرجوع إلى سراي وحكمها بمساعدة تيمورلنك، ثم في هذه السنة بعد أن استطاع توقتاميش خان من السيطرة على أمور التتار والجلوس على عرش الحكم فيها حيث استقل بسلطنة دشت القفجاق وسراي بعد أن قتل تيمر ملك خان في حدود عام 780هـ فأرسل إلى حكام الروسية ليدينوا له بالطاعة ولكن حصل منهم تباطؤ وممالأة فسار إلأيهم توقتاميش إلى موسكو في أوائل سنة 783هـ من طريق البلغار وعبر نهر أدل (أولغا) ففر منها حاكمها ديمتري وهرب معه كثير من أهل موسكو وبقي من بقي للمدافعة القتال مغترين بسور المدينة العظيم ثم وصل التتار وبدؤوا الحصار والرمي ثلاثة أيام ثم بدأت المحاربة في اليوم الرابع وقال لهم توقتاميش أن همه هو ديمتري ثم استقر رأي أهل البلد أن يفتحوا الأبواب فلما فعلوا دخل التتار وقتلوا كل من رأوا أمامهم من الأهالي ونهبوا الأموال وأسروا من أسروا ثم عادوا إلى بلادهم بما حصلوه من أموال. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |