|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() 4 - الطبق الرئيسي الطبق الرئيسي " نستذكر فيها شيئا عن الاعتقال والسجن " تحت عنوان أيها الأخ الحبيب: في الاعتقال فرحتان: أما الفرحة الأولى فعند الاعتقال وذلك من وجوه: الوجه الأول: يفرح لأنه يأوي إلى ركن شديد حين ينقطع رجاؤه في الخلق، ويصير كل رجائه في الله عز وجل وما يفيض به عليه من رحمته وسكينته وطمأنينته. الوجه الثاني: يفرح بما يجري عليه من أجر وثواب لصبره على ما أصابه، من تفزيعٍ بالليل وإرهاب الأطفال والزوج والوالدين.. وربما يلحق بهم الأذى بالسب أو الشتم، وفي بعض الأحيان اعتداء وضرب للأهل. أضف إلى ذلك ما يلحق ببيته من سلب ونهب وعبث بالأثاث والمكتبات.. الوجه الثالث: يفرح بما يقوم به من طاعات، لم يقدر عليها وهو طليق، كقيام لليل، وحفظ للقرآن، ومراجعة للعلم. الوجه الرابع: يفرح حين يلقى أحبة له في الله له شوق إليهم، ولهم شوق إليه، ولم يتمكنوا أن يلتقوا إلا في متنزه الاعتقال الرحيم، على موائد الطعام وحديقة السجن الغناء، وملاعب الكرة.. وليل عامر بذكر الله.. وتلاوة القرآن.. والتسبيح والاستغفار.. والدعاء والتضرع والابتهال. الوجه الخامس: يفرح للمودة والحب والتراحم الذي يزداد بينه وبين إخوان له لم يكن يعرفهم من قبل. الوجه السادس: توريث الدعوة حتى تتواصل الأجيال، فيشتد عود الشباب ويقوى، وتعمق جذور الدعوة في حنايا القلوب، وتجري في شرايينهم حين ينامون ويقومون مع الصابرين الثابتين ممن سبقوهم في طريق الدعوة، حين يرون من قضى السنين في السجون، ويعود إليه المرة بعد المرة، وما لانت لهم قناة، وما ولوا الأدبار، وما قعدوا، ولا استراحوا، ولا أخلدوا إلى الأرض.. ولكنهم مع كل شدة يزدادون قوة وصلابة وترابطًا. الوجه السابع: يفرح حين يرى أن الشدائد لم تقض على دعوتنا، وإنما بقيت ونمت، وامتدت فروعها، وتعمقت جذورها، وعمت ثمارها، وصارت عصية على أن تقتلع.. إنها شجرة طيبة مباركة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، إنها دعوة خالدة؛ لأنها مستمدة من الإسلام الخالد، فغايتها الله، والقرآن دستورها، والرسول قدوتها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها. الوجه الثامن: وسط ظلمة الشدائد والمحن، وظلمة الليل البهيم، وظلمة جدران السجن المحيطة به ينبعث له شعاع من نور الرؤية الصالحة فتبعث فيه الأمل، وتجدّد له الإيمان واليقين، وتثّبت منه الأقدام على الطريق، فالرؤيا حق وجزء من النبوة، وهي ما بقي من المبشرات: فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ" (12). وعن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الْمُبَشِّرَاتُ" . قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ" (13). عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (يونس من الآية94) فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرَكَ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرَكَ مُنْذُ أُنْزِلَتْ، هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ" (14). وكم رأى إخواننا من رؤى جاءت كفلق الصبح.. وهي أكثر من أن تحصى. الوجه التاسع: يفرح عند إطلاق سراحه، وكسر قيده، ولقائه للأهل والأحباب وكأنه يوم عرس وزفاف، يتوافد عليه الأحبة من كل مكان، ويتلقى التهنئة من كل صديق.. ومن حوله يجري الأبناء وترسم الفرحة معالمها واضحة جلية في وجوه الآباء والأزواج والأبناء وكل المحيطين به. ووالله إنها لساعات جميلة، ولحظات سرور وبهجة عظيمة. الوجه العاشر: تملأه البهجة والسرور، حين يخلو بأبنائه وأسرته- بعد انصراف المهنئين- فيرى صلاح الأبناء وتوفيقهم أكثر مما كان بينهم؛ ولما لا وقد خلفه الله في الأهل والمال والولد؟.. والمشاهد المتواتر عن الجمع أن الفارق كبير بين أبناء من ثبت على الحق ولم يؤيد ولم يهن، وبين من خاف على أولاده الضياع، فأيد أو داهن.. ولعل السر في ذلك تحملهم للمسئولية بعد غياب العائل، فتنمو فيهم الرجولة مبكرة، ولله في خلقه شئون. الوجه الحادي عشر: منزلة حسنة في الدنيا وثناء حسن: وقال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)﴾ (النحل). وتأمل في دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)﴾ (الشعراء)، أي واجعل لي ذكرًا جميلاً بعدي أُذكرَ به، ويقتدى بي في الخير، كما قال تعالى: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)﴾ (الصافات). قال مجاهد، وقتادة: يعني: الثناء الحسن. قال مجاهد: وهو كقوله تعالى: ﴿وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)﴾ (العنكبوت: من الآية 27) وكقوله: ﴿وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)﴾ (النحل). ولقد كان ابتلاء الخليل إبراهيم عليه السلام عظيمًا، وماذا بعد أن يلقى به في نار موقدة، ويؤمر بترك سيدنا إسماعيل رضيعًا، مع أمه في صحراء لا زرع ولا ماء؟، وماذا بعد أن يؤمر بذبح ابنه الوحيد؟.. نعم إنه كما أخبر ربنا أمة: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)﴾ (النحل). يتبع ... |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |