|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين عبد العزيز الداخل تمهيد: الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء، وأقامهم على معالم دينه أدلاء، فبين بهم السبيل، وهدى بهم السائرين، وأقام بهم الحجة، وجعلهم أئمة يهدون بأمره لما صبروا وكانوا بآياته يوقنون، فقضوا حياتهم في صبر ويقين ، وتعلم وتعليم ، وجهاد لإعلاء الدين، بذلوا لله حياتهم ؛ فهاجرت إليه قلوبهم، وساروا في الطريق مشمرين، عاقدين العزم على بلوغ الغاية، وإن بعدت الشقة، وعظمت المشقة، وجرت عليهم محن وابتلاءات فيها للسائلين عبر وآيات، أبانت عن ثبات ويقين، وإيمان وتسليم، واتباع للهدى المستقيم، فشكر الله سعيهم، ورفع ذكرهم، وأودع محبتهم في قلوب أوليائه، يحبونهم ويدعون لهم بخير، ما تطاول بهم الزمان، وتناءى عنهم المكان، فآثارهم مذكورة ، وآلاؤهم مشكورة، وسيرهم نبراس للمؤتسين، ولا تزال سنة الله ماضية، والأحداث متشابهة ، ولهم علينا فضل السبق والفوز، ونحن -طلاب العلم- لا نزال في دار الابتلاء ولا ندري ما يختم لنا به، وما سبق علينا به الكتاب، نسأل الله تعالى أن نكون ممن سبقت لهم منه الحسنى ، وأن يقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، فلا يكاد يبتلى أحدنا بأمر إلا وقد ابتلي بأعظم منه بعض الصالحين قبلنا، فكيف صنعوا حتى نجوا ؟! ، وكيف أبقى الله لنا أخبارهم عبرة وذكرى، وتثبيتاً وسلوى ؟! حتى إن أحدنا ليشتد به الأمر حتى تضيق نفسه وتضيق به أرضه، فما هو إلا أن يقرأ سيرة علم من الأعلام فإذا به قد تعرض لبلاء أشد من بلائه، فصبر فيه صبراً أعظم من صبره، وظفر من خير الدنيا والآخرة بثواب لا يحد، وفضل لا يستقصى {إن هذا لهو الفضل المبين} فتصحو نفسه من سكرتها، وتثوب من غفلتها، وتعلم أن السنة ماضية، والأمر جد، وسوق الوعد والوعيد قائم، ورياح التوفيق والخذلان تتناوشه من حيث يدري ولا يدري، {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}. قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: (سبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي تخلفت من المصنفات فليكثر من المطالعة فإنه يرى من علوم القوم وعلو هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد، وما يخلو كتاب من فائدة، وأعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم، لا ترى فيهم ذا همة عالية فيقتدي به المبتدئ ولا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد، فالله الله، وعليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، والاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم) وروى البيهقي في شعب الإيمان عن أحمد بن سعيد الدارمي قال: سمعت من علي بن المديني كلمة أعجبتني، قرأ علينا حديث الغار ثم قال: (إنما نقلت إلينا هذه الأحاديث لنستعملها لا لنتعجب منها). وروى البيهقي أيضاً في شعب الإيمان عن عبد الله بن محمد بن منازل قال: سئل حمدون القصار: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟! قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفس وطلب الدنيا وقبول الخلق. وقال حمدون القصار أيضاً فيما نقله الشاطبي في الاعتصام: (من نظر في سير السلف عرف تقصيره ، وتخلفه عن درجات الرجال). فقراءة سير السلف الصالح من العلماء وأئمة الدين تثبت السائرين، وتشحذ عزائم المتهاونين، وتبصر الإنسان بمعرفة قدر نفسه، فتعينه على مداواة ما في نفسه من آفات لو استمرت به لأضرته وربما أردته من العجب والغرور والوهن والفتور، واستصعاب معالي الأمور، وكم من سيرة استنزلت عَبرة، وأورثت عِبرة، وتسلى بها محزون، وتبصر بها غافل فتذكّر وانتفع. وإن من مهمّ ما يحتاجه طالب كلّ علم أن يتعرّف سير أعلامه من العلماء الأجلاء الذين قام بهم عموده، واستنار بهم سبيله، تعلّموه فأحسنوا تعلّمه، ورعوه حقّ رعايته، وأدّوا أمانة تبليغه؛ فرفع الله درجتهم، وشرّف منزلتهم، فمن رام أن يُعدّ منهم وأن يُحشر في زمرتهم؛ فليسلك سبيلهم، وليتدرّج مدارجهم، وليتعرّف سيرهم وأخبارهم، فإذا عرفهم حقّ المعرفة، وتبصّر بهديهم وآثارهم أحبّهم حبّ الغريب المشتاق لأهله، وارتبط بهم ارتباط الفرع بأصله، ومتى صحّت المحبّة قويت العزيمة، وهانت الصعاب، وشمّر المحبّ عن ساعد الجدّ، فسار على دربهم، واهتدى بهديهم، والتحق بزمرتهم. وقد عقدت لطلاب برنامج إعداد المفسّر دورة مطوّلة في تدارس سير أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين؛ كان غرضها الأكبر تعرّف طرائقهم في تعلّم التفسير وتعليمه، وأسباب رفعتهم وبركة علمهم، وأن نعرف من أخبارهم وآثارهم ما يبصّرنا في أمور ديننا، ويعرّفنا بسبيل النجاة فيما يعترضنا من الفتن، ويثبّت محبّتهم في قلوبنا رجاء أن يشملنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحبّ). ثمّ رأيت مراجعتها وتهذيبها وتتميمها لتخرج في كتاب كبير يكون مرجعاً شاملاً لسير هؤلاء الأعلام، والعزيمة معقودة بإذن الله تعالى على عمل مختصر له يتمكن الطالب من دراسته في مدّة وجيزة. والله المستعان وبه التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا به. مقاصد دراسة سير أعلام المفسرين : من مقاصد دراسة سير أعلام المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين أن يتبصّر طالب علم التفسير بأحوال الطبقة العليا من أئمة المفسرين، وأن يعرف قدراً صالحاً من سيرهم وأخبارهم وآثارهم وطرقهم في تعلّم التفسير وتعليمه، وحرصهم على الاهتداء بهدى القرآن، وأخذه بقوّة، وحسن التذكير بالقرآن، وإفادة طلاب العلم والعامّة بما فقهوه من معاني كلام الله تعالى. وأن يتبيّن الآثار السلوكية لما تعلّمه الصحابة رضي الله عنهم من معاني القرآن، وكيف كان هذا العلم حياة لقلوبهم ونوراً لدروبهم، وعُدّة لهم في الفتن والمحن، وميراثاً نافعاً خلّفوه لمن بعدهم. وقد حمل علمَ التفسير بعد الصحابة رضي الله عنهم أئمة من التابعين؛ فكانوا خير قرن حمل هذا العلم بعد الصحابة؛ وأقربهم منهم فقهاً وعلماً وهدياً وسمتاً، وتجلّى للمتوسّمين في سيرهم وأخبارهم ما ينبغي أن يكون عليه حامل القرآن والعالم بمعانيه؛ وما يجب أن تثمر فيه تلك المعارف من السّمت والثبات والسلوك بتوفيق الله تعالى. وانظر كيف أعلى الله درجاتهم، ورفع ذكرهم، فمضت مئات السنين، والناس ينتفعون بعلمهم، ويذكرون فضلهم، ويثنون عليهم، ويدعون لهم بخير، وما نالوا ذلك إلا بإحسانهم اتّباع الصحابة رضي الله عنهم؛ واجتنابهم ما يخالف هديهم، وهكذا ينبغي أن نكون في هذا القرن؛ فالسعيد الموفّق من أحسن اتّباعهم، والشقي المفتون من اتّبع غير سبيلهم. وانظر بعد ذلك إلى أحوال قومٍ يدّعون أنّهم يأتون في تفسير القرآن بما لم يعرفه الصحابة رضي الله عنهم ولا من بعدهم من التابعين، وليس هو من طريقتهم، ولا يرجع إلى شيء من أصولهم، كالذين يتكلفون تفسير القرآن بمناهج خاطئة، وطرق واهية، يكون في بعض ما يذكرون ما يفتن الناس من حق قليل مغمور في باطل كثير، لا يفيد يقينا ولا يهدي سبيلاً، وغاية ما يريدون أن يصلوا إليه الإبهارُ والإدهاش بما عرفوه من دقائق المسائل التي تدلّ بزعمهم على إعجاز القرآن، ويغفلون عن مقاصده العظمى، وإذا فُتّش كثير مما ذكروه وُجد فيه خطأ كثير؛ فأشغلوا الناس بطرقهم ومناهجهم وأوجه عنايتهم عن ورود المنهل الصافي العذب الذي يفيد اليقين، ويهدي إلى الحق، ويجد المؤمن فيه من دلائل الإصابة والتوفيق، وحسن الأثر على قلبه ونفسه ما يتبيّن به أنه هو المنهج الحقّ في تعلّم تفسير كتاب الله تعالى. وكلّ علم يُؤخذ عن أئمّته، ولا ينبغي أن يكون لدى طالب علم التفسير أدنى تردد في اعتقاد أن هؤلاء الأعلام من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وأرضاهم هم الطبقة العليا من أئمة المفسّرين، وأنّ من اتّبع سبيلهم، وسار على منهاجهم، واهتدى بهديهم أصاب الطريق الصحيح الموصل إلى العاقبة الحسنة والفوز العظيم. وأن من اتّبع غير سبيلهم واهتدى بغير هديهم ضلّ وفُتن، ولو وجد مما يغرّه ويظنّه صواباً أموراً مبهرة ومدهشة؛ فليس العبرة في العلم بالإبهار والإدهاش، فإن المسيح الدجال يأتي بأشدّ ما يبهر الناس ويدهشهم، وإنما العبرة بإصابة الحق الذي أراده الله، واتّباع الهدى الذي أمر الله به. فمن عرف المقصد الأعظم من إنزال القرآن الكريم تبيّن له أنّ الصحابة رضي الله عنهم خير من أدرك هذا المقصد، وخير من اعتنى به وسعى لتحقيقه. فوائد دراسة سير أعلام المفسّرين: لدراسة سير أعلام المفسرين في القرون الفاضلة فوائد جليلة سبقت الإشارة إلى بعضها وهذا تلخيصها: 1: أنها تعرّف بفضل أولئك الأعلام الأجلاء؛ فيعرف الطالب قدرهم، ومنزلتهم، وسابقتهم في الدين، وإمامتهم في التفسير؛ فإذا بلغه بعد ذلك تفسيرهم من طريق صحيح عرف قدره وأحسن تلقّيه. 2: أنها تبصّره بما لاقوه في سبيل تحصيل ما حصّلوه من العلم، وما امتازوا به من خصال كانت سبباً في رفعتهم وحسن تحصيلهم. 3: أنها تُبيّن لطالب العلم أن الصحابة قد تبوؤوا المنزلة العليا في فهم القرآن وتفسيره ؛ فلا يُدرك شأوهم، ولا سبيل لفهم القرآن غير سبيلهم، لما خصّهم الله به من صحبة نبيّه وشرف التلقّي منه وإدراك عصر لغة القرآن، ومعرفة وقائع التنزيل، وأحوال المخاطبين ودلائل الخطاب. 4: أنّها تبيّن للطالب شيئاً من مناهج الصحابة والتابعين وهديهم في تعلّم التفسير وتعليمه، وشيئا من معالم أصول التفسير. 5: أنها تجلّي له عنايتهم بالتفسير رواية ودراية ورعاية. 6: يدرك الطالب بها خطر الدعاوي التي يراد منها الإعراض عن تفسير الصحابة والتابعين، وما يعبّر عنه بعض المحْدَثين بالمطالبة بإعادة قراءة التفسير، ويريدون بذلك إعادة النظر في تفسير القرآن لينطلق في تفسيره من منطلقات منطقية أو فلسفية مقطوعة الصلة عن الصحابة الذين نزل الوحي بلسانهم وبما يعهدون من فنون الخطاب، وعاصروا التنزيل، وتلقّوا معاني القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم كما تلقّوا ألفاظه مع زكاة نفوسهم، وجودة قرائحهم، ورضى الله تعالى عنهم؛ فمن له بفهمٍ أحسن من فهمهم؟! وتوفيق أقرب من توفيقهم؟! روابط سِيَر أعلام المفسّرين: [ اضغط على الرابط لتطّلع على التفصيل] 1:سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه 2: سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-03-2023 الساعة 10:39 PM. |
#2
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
اسمه ولقبه أما اسمه ففيه قولان مشهوران وقول خطأ: القول الأول: اسمه عتيق، وهو قول ابن سيرين، والزهري، وابن إسحاق، والبخاري، ويعقوب بن سفيان. - قال بكر بن الهيثم الأهوازي: حدثنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن ابن سيرين قال: (اسم أبي بكر عتيق بن عثمان). رواه البلاذري في أنساب الأشراف، ورواية معمر عن ابن سيرين فيها نظر. - وقال حجاج بن يوسف ابن أبي منيع: حدثني جدي عبيد الله بن أبي زياد عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري قال: «اسم أبي بكر الصديق عتيق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر». رواه أبو بشر الدولابي في الكنى، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني. - وقال أحمد بن محمد بن أيوب: حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال: «اسم أبي بكر الصديق عتيق». رواه أبو بشر الدولابي في الكنى. - وقال البخاري في تاريخه: (اسم أبي بكر الصديق عتيق). - وقال يعقوب بن سفيان: (واسم أبي بكر عتيق بن أبي قحافة). القول الثاني: اسمه عبد الله، وعتيق لقبه، وهو قول ابن أبي مليكة وهو من قرابته، فأبو مليكة هو زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي ابن عمّ أبي بكر الصديق. وقال به: يحيى بن معين، والبلاذري، وابن حبان. - قال سعيد بن منصور: حدثنا طلحة بن موسى قال: حدثنا معاوية [بن إسحاق]، عن عائشة ابنة طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: «اسم أبي بكر الذي سماه أهله عبد الله بن عثمان، ولكن غلب عليه عتيق». رواه أبو بشر الدولابي. - قال أبو موسى إسحاق الفروي: حدثنا المعافَى بن عمران، عن المغيرة بن زياد، عن ابن أبي مليكة قال: (اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان، ولقبه عتيق). رواه البلاذري في أنساب الأشراف. - وقال بقية بن الوليد: حدثتني ابنة الحارث بن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى أن أبا بكر الصديق كتب: «من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من يقرأ عليه كتابي هذا». رواه أبو بشر الدولابي في الكنى. - وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا محمد بن شريك المكي، قال: حدثني ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير قال: (سمّيتُ باسم جدي أبي بكر، وكُنيت بكنيته). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، والبخاري في التاريخ الكبير. - وقال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: «أبو بكر الصديق اسمه عبد الله بن عثمان، وعثمان هو أبو قحافة، ولقبه عتيق؛ لأنَّ وجهه كان جميلاً فسمي عتيقاً». رواه الدولابي. - وقال البلاذري، وابن حبان: اسمه عبد الله، وعتيق لقبه. وأما القول الخطأ فهو ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب، قال: (كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، هذا قول أهل النسب الزبيري وغيره). والعجيب أنه ذكر ذلك عن ابنه عبد الرحمن أيضاً ونسبه القول به إلى أهل السيرة. ولا أعلم لذلك أصلاً إلا أبياتاً يظهر لي أنها مصنوعة نُسبت إلى أمّه، ذكرها ابن ظفر في سيرته. والذين رُوي أنّهم سُمّوا عبد الكعبة ثم غيّر النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم إلى عبد الرحمن جماعة منهم: 1. عبد الرحمن بن عوف، روى البغوي في معجم الصحابة والطبراني في الكبير من طريق معمر عن أيوب عن ابن سيرين (أن عبد الرحمن [ يريد ابن عوف ] كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة). وإسناده إلى ابن سيرين صحيح إلا أنه مرسل. 2. وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب العبشمي(ت:50هـ)، ذكر ذلك عنه ابن سعد في الطبقات. 3. وعبد الرحمن بن العوام بن خويلد الأسدي أخو الزبير، ذكر ذلك الزبير بن بكار عن عمّه مصعب كما في الإصابة لابن حجر. 4. وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة. سبب تلقيبه بعتيق في سبب تلقيبه بعتيق أقوال: القول الأول: لقّب بذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت عتيق الله من النار. - قال زياد بن سعد الخراساني، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: (كان اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت عتيق الله من النار)) فسمي عتيقاً). رواه ابن حبان، والبزار، والدولابي في الكنى، وابن الأعرابي في معجمه، كلهم من طريق حامد بن يحيى البلخي عن سفيان بن عيينة عن زياد به، ورجاله ثقات، لكن قال ابن أبي حاتم في العلل: قال أبي: هذا حديث باطل. - وقال معن بن عيسى القزاز: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة (أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أنت عتيق الله من النار»؛ فيومئذ سمّي عتيقاً). رواه الترمذي، لكن إسحاق بن يحيى متروك الحديث. وللحديث طرق أخرى واهية. القول الثاني: - قال أبو أيوب سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله: حدثني أبي عن جدي موسى بن طلحة قال: سألت أبي طلحة بن عبيد الله قلت له: يا أبت لأي شيء سمي أبو بكر عتيقا؟ قال: (كانت أمه لا يعيش لها ولد فلما ولدته استقبلت به البيت وقالت: اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي). رواه أبو بشر الدولابي في الكنى. القول الثالث: - قال مصعب الزبيري: (سمّي أبو بكر عتيقاً لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به). ذكره أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة. القول الرابع: - قال البلاذري: (وقال بعض الرواة: اسم أبي بكر عبد الله، وإنما لقب عتيقا لكرم أمهاته، وكرمه). القول الخامس: - قال أبو المنذر بن هشام ابن الكلبي: (سمي عتيقاً لرقة حسنه وجماله). ذكره البلاذري في أنساب الأشراف. - وقال البلاذري أيضاً: (لقب بذلك لرقّة حسنه). - وقال يحيى بن معين: (لقبه عتيق؛ لأنَّ وجهه كان جميلاً فسمي عتيقاً». - وقال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس: (أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان، ولقبه عتيق، وإنما لقب عتيقاً لعتاقة وجهه). رواه أبو علي الغساني في "ألقاب الصحابة والتابعين". القول السادس: - قال حمدويه محمد بن أحمد بن عبد الله الخوارزمي: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: (اسم أبي بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان، ولقبه عتيق، وإنما سمى عتيقا لأنه عتيق قدم في الخير). رواه أبو علي الغساني في ألقاب الصحابة والتابعين.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين عبد العزيز الداخل 1: سيرة أبي بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي رضي الله عنه. نسبه وأما نسبه فهو أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي. - قال يعقوب بن سفيان: (وأبو قحافة اسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، حدثنا بذلك الحجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري بذلك). وهذا الأثر رواه الحاكم في المستدرك أيضاً. - وقال عمرو بن خالد: حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: (اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة). رواه يعقوب بن سفيان، والطبراني في الكبير. قلت: سقط اسم "سعد" وقد اتفقوا على ذكره. يلتقي نسب أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب، وله صلة قرابة بعمر بن الخطاب من جهة أمّ أبيه أبي قحافة وهي قيلة بنت أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رَزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وأذاة عمّ نُفيل جدّ عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين عبد العزيز الداخل 1: سيرة أبي بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي رضي الله عنه. أعماله الجليلة في أوّل الإسلام كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه أعمال جليلة في أوّل الإسلام: منها: مسارعته إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كلّ ما يخبر به. ومنها: أنه كان يؤازر النبي صلى الله عليه وسلم وينصره، ويجابه المشركين دونه. ومنها: أنه كان ينفق من ماله في سبيل الله في وقت لم يكن للمسلمين مالٌ يكفي لنفقات الدعوة. ومنها: أنه أعتق أنفساً ممن كان المشركون يعذّبونهم ليردوهم عن الإسلام. ومنها: اجتهاده في الدعوة إلى الإسلام حتى أسلم عليه يديه جماعة من كبار المهاجرين. - قال بسر بن عبيد الله: حدثني أبو إدريس الخولاني، قال: سمعت أبا الدرداء، يقول: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء ونحن عنده: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما صاحبكم هذا فقد غامر». قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقصَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر. قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أبو بكر يقول: (والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل أنتم تاركون لي صاحبي؟! هل أنتم تاركون لي صاحبي؟! إني قلت: يا أيها الناس! إني رسول الله إليكم جميعاً، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت)). رواه البخاري. قال أبو عبد الله البخاري: " غامر: سبق بالخير " - وقال الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن عروة بن الزبير، قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشدّ ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (رأيت عقبةَ بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي؛ فوضع رداءه في عنقه؛ فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، فقال: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم}). رواه البخاري. - وقال هناد بن السري، عن عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن العاصي، أنه سئل: ما أشد شيء رأيت قريشا بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: مرّ بهم ذات يوم؛ فقالوا له: أنت الذي تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟ قال: «أنا». فقاموا إليه فأخذوه بمجامع ثيابه، قال: فرأيت أبا بكر محتضنه من ورائه يصرخ، وإن عينيه تنضحان، وهو يقول: {أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله} الآية). رواه النسائي. - وقال محبوب بن محرز القواريري، عن داود بن يزيد الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافئه الله به يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن صاحبكم خليل الله». رواه الترمذي. - وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر»، قال: «فبكى أبو بكر» فقال: (هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟!). رواه ابن أبي شيبة، وابن ماجة. ورواه أحمد من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش به، إلا أنه قال في آخره: (فبكى أبو بكر، وقال: (وهل نفعني الله إلا بك؟ وهل نفعني الله إلا بك؟ وهل نفعني الله إلا بك؟). - قال أحمد بن محمد بن أيوب: حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال: (أسلم أبو بكر بن أبي قحافة؛ فأظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله، وكان أبو بكر رجلاً مألفاً؛ فأسلم على يديه فيما بلغني عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم؛ فجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استجابوا فأسلموا وصلوا). رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه، وابن بطة في الإبانة. - وقال ابن عبد البر: (وأسلم على يد أبي بكر: الزبير، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف). - وقال أبو أسامة الكوفي عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي، قال: «أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم». رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد، وابن بطة العكبري في الإبانة وزاد: (فأنفقها كلها في ذات الله تعالى). - وقال الحميدي: حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه: (أسلم أبو بكر وله أربعون ألفاً، فأنفقها في سبيل الله، وأعتق سبعة كلّهم يعذب في الله، أعتق بلالاً، وعامر بن فهيرة، ونذيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية بني المؤمل، وأم عبيس). رواه يعقوب بن سفيان كما في الإصابة لابن حجر. - وقال أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: (أعتق أبو بكر مما كان يعذب في الله سبعة: عامر بن فهيرة، وبلالاً، ونذيرة، وأم عبيس، والنهدية، وأختها، وحارثة بن عمرو بن مؤمل). رواه ابن أبي شيبة. هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم تقدّمت الإشارة إلى حديث ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة في خبر هجرة أبي بكر الصديق مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خبر طويل رواه البخاري في صحيحه بطوله. - وقال زهير بن معاوية: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: جاء أبو بكر رضي الله عنه إلى أبي في منزله؛ فاشترى منه رحلاً، فقال لعازب: ابعث ابنك يحمله معي. قال: فحملته معه، وخرج أبي ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر! حدثني كيف صنعتما حين سريتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (نعم، أسرينا ليلتنا ومن الغد، حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمرّ فيه أحد...). ثم ذكر الحديث بطوله وهو في الصحيحين. - قال همام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر رضي الله عنه، قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: «يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما». رواه البخاري ومسلم. جهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم شهد أبو بكر المشاهد كلّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأحاديث والآثار في ذكر أخباره في تلك المشاهد كثيرة يتعسّر حصرها. ففي بدر كان أقرب الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أحد كان في أوّل أمن فاءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم لمّا أصعد في الجبل ودعا المؤمنين إليه. وكان ممن استجاب لله وللرسول في غزوة حمراء الأسد - قال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم} قالت لعروة: يا ابن أختي! كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد، وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: «من يذهب في إثرهم» فانتدب منهم سبعون رجلا، قال: كان فيهم أبو بكر، والزبير). رواه البخاري ومسلم. وله في عامّة المشاهد التي شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم مواقف صدق مذكورة.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سبقه بالأعمال الصالحة - قال ابن شهاب الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة)). فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة؛ فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم». رواه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم. - وقال الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن عمر بن الخطاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه؛ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سرَّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد». قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: «سل تعطه، سل تعطه». قال عمر قلت: (والله لأغدون إليه فلأبشرنَّه). قال: (فغدوت إليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه). رواه أحمد، وابن خزيمة. وقد رواه أحمد وغيره من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، ومن طريق عاصم عن زرّ عن ابن مسعود. إنفاقه في سبيل الله - قال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدّق؛ فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً. قال: فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» قلت: مثله. قال: فأتى أبو بكر بكلّ ما عنده. فقال: «يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟» فقال: (أبقيت لهم الله ورسوله). فقلت:(لا أسابقك إلى شيء أبداً). رواه الدارمي، وأبو داوود، والترمذي. زهده وورعه - قال الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع الطائي قال: «رافقت أبا بكر في غزوة ذات السلاسل، وعليه كساء له فدكي يخله عليه إذا ركب ونلبسه أنا وهو إذا نزلنا». رواه أحمد في الزهد. - وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحسِنُ الكهانة إلا أني خدعته؛ فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلتَ منه؛ فأدخل أبو بكر يده فقاءَ كلَّ شيءٍ في بطنه). رواه البخاري في صحيحه. - وقال محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: (كان لأبي بكر غلام، فكان إذا جاء بغلته، لم يأكل من غلته حتى يسأله ، فإن كان شيئا مما يحب أكل، وإن كان شيئا يكره لم يأكل قال: فنسي ليلة، فأكل ولم يسأله ثم سأله فأخبره أنه من شيء كرهه، فأدخل يده فتقيأ حتى لم يترك شيئاً). رواه أحمد في الزهد. - وقال سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه آخذا بلسانه يقول: «هذا أوردني الموارد». رواه أحمد في الزهد. - وقال عبد العزيز بن محمد الدراوردي: حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر رأى أبا بكر وهو مدل لسانه آخذه بيده، فقال: «ما تصنع يا خليفة رسول الله؟» فقال: «وهل أوردني الموارد إلا هذا». رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه. - وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «والله، ما ترك أبو بكر دينارا ولا درهما ضرب لله سكته». رواه أحمد. - وقال عبد الله بن عمر العمري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن أبا بكر رضي الله عنه حين حضرته الوفاة قال لعائشة: " إني لا أعلم في آل أبي بكر من هذا المال شيئا إلا هذه اللقحة وهذا الغلام الصقيل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا، فإذا مت فادفعيه إلى عمر رضي الله عنه، فلما بعثت به إلى عمر قال: يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده ". رواه أحمد في الزهد. - وقال عبد الله بن داود الخريبي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: «مات أبو بكر فما ترك دينارا ولا درهما، وكان قد أخذ قبل ذلك ماله فألقاه في بيت المال». رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه. - وقال وكيع: حدثنا مسعر، عن أبي عون الثقفي، عن عرفجة السلمي رضي الله عنه قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: «ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا». رواه أحمد في الزهد. أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة - قال محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: «هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين». رواه الترمذي، والطحاوي في شرح مشكل الآثار. - وقال عمر بن يونس اليمامي، عن عبد الله بن عمر اليمامي، عن الحسن بن زيد بن حسن، حدثني أبي، عن أبيه، عن علي، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر، وعمر، فقال: ((يا علي! هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين)). رواه أحمد. وروي من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وأبي جحيفة السوائي رضي الله عنهم. حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الاقتداء بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما - قال سليمان بن المغيرة: حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم، وتأتون الماء إن شاء الله غداً» فذكر الحديث بطوله، وفيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أصبح الناس فقدوا نبيهم»، فقال أبو بكر، وعمر: رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم، لم يكن ليخلفكم، وقال الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم، فإن يطيعوا أبا بكر، وعمر يرشدوا ». رواه مسلم في صحيحه، ورواه أحمد من طريق حماد بن سلمة عن ثابت به، ولفظه: « وإن يطع الناس أبا بكر وعمر يرشدوا ». قالها ثلاثاً. - وقال عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً فقال: «إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر، وتمسكوا بعهد عمار، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه» رواه أحمد، وروى ابن أبي شيبة والترمذي بعضه. - وقال وكيع، عن سالم أبي العلاء المرادي، عن عمرو بن هرم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إني لا أدري ما بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي» وأشار إلى أبي بكر وعمر). رواه الترمذي. - وقال ابن شهاب الزهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب؛ فأخذ منها شاةً فطلبه الراعي؛ فالتفت إليه الذئبُ؛ فقال: "من لها يوم السَّبُع، يوم ليس لها راع غيري؟!! وبينما رجل يسوق بقرةً قد حملَ عليها، فالتفتت إليه فكلّمته، فقالت: إني لم أُخلق لهذا!! ولكني خُلقت للحرث». قال الناس: سبحان الله! قال النبي صلى الله عليه وسلم:« فإني أومن بذلك أنا، وأبو بكر، وعمر».رواه البخاري ومسلم. وفي رواية في صحيح البخاري من طريق سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة به، وقال أبو سلمة: (وما هما يومئذ في القوم). وذكر أبي بكر وعمر مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن لمجرد التعريف بسرعة تصديقهما لخبره صلى الله عليه وسلم، وإنما لتحقق فقههما في الدين، وصدق إيمانهما قولاً وعملاً، وعملهما لما خُلقا له، والتنويه بهما في ذلك ليتخذا أسوة صالحة بعده صلى الله عليه وسلم. - قال سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي قال: (سمعت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذا سئل عن شيءٍ هو في كتاب الله قال به، وإذا لم يكن في كتاب الله وقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال به، وإن لم يكن في كتاب الله ولم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال به، وإلا اجتهد رأيه). رواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبرى، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، من طرق عن سفيان. - وقال عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي العالية الرياحي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال عاصم: فذكرنا ذلك للحسن - أي البصري - فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية. طول صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم - قال عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إني لواقف في قوم، فدعوا الله لعمر بن الخطاب، وقد وضع على سريره، إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي، يقول: رحمك الله! إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيراً ما كنتُ أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر» فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب). رواه البخاري ومسلم. الإجماع على أنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم - قال عبد الله بن نمير، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: قال رجل، لعمر بن الخطاب: ما رأيت مثلك، قال: «رأيت أبا بكر؟». قال: لا. قال: (لو قلت: نعم إني رأيته لأوجعتك ضرباً). رواه ابن أبي شيبة. - وقال شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى قال: تداروا في أمر أبي بكر وعمر، فقال رجل من عطارد: عمر أفضل من أبي بكر. فقال الجارود: بل أبو بكر، أبو بكر أفضل منه. قال: فبلغ ذلك عمر، قال: فجعل ضرباً بالدِّرَّة حتى شغر برجليه، ثم أقبل إلى الجارود فقال: إليك عني. ثم قال عمر: (أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا). قال: ثم قال عمر: (من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري). رواه أحمد في فضائل الصحابة. - وقال هشيم بن بشير: حدثنا حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطب عمر بن الخطاب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (ألا إنَّ خير هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، فمن قال سوى ذلك بعد مقامي هذا فهو مفترٍ، عليه ما على المفتري). رواه أحمد في فضائل الصحابة، وأبو القاسم اللالكائي في شرح أصول السنة. قلت: عبد الرحمن بن أبي ليلى ولد لستّ سنين بقيت من خلافة عمر، واختلف في سماعه منه، والجارود ذكر ابن كثير أنه الجارود بن المعلّى العَبْدي، وهو صحابيّ استشهد في أواخر خلافة عمر. - وقال جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلى، عن محمد ابن الحنفية، قال: قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «أبو بكر». قلت: ثم من؟ قال: «ثم عمر». وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: «ما أنا إلا رجل من المسلمين» رواه البخاري وأبو داوود. - وقال إسماعيل بن أبي خالد البجلي، عن عامر الشعبي، عن أبي جحيفة السَّوائي رضي الله عنه قال: سمعت علياً يقول: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ولو شئت لحدثتكم بالثالث). رواه أحمد في مسنده وفي فضائل الصحابة. وهذا الأثر متواتر عن عليّ رضي الله عنه؛ فقد روي عنه من طرق كثيرة منها: - طرق عدة عن عبد خير الهمداني، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. - وطريق وقاء بن إياس الأسدي، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي. - وطريق أبي موسى الفراء عن عمرو بن حريث عن عليّ. - وطريق عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي. - قال أبو عبد الله الذهبي: (هذا والله العظيم قاله علي، وهو متواتر عنه، لأنّه قاله على منبر الكوفة؛ فلعن الله الرافضة ما أجهلهم). - وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم». رواه البخاري. - وقال وكيع، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر، قال: كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أبو بكر ثم عمر). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو بكر الخلال في السنة. - وقال يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: (كنا نفاضل بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنقول: إذا ذهب أبو بكر وعمر وعثمان استوى الناس؛ فيسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره علينا). رواه الحارث في مسنده كما في بغية الباحث. - وقال سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: (كنا نعدّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيّ، وأصحابه متوافرون: أبو بكر، وعمر، وعثمان ثم نسكت). رواه أحمد، وابن أبي شيبة، وابن حبان، وقد رواه عن سهيل جماعة، وله طرق أخر. - وقال يوسف بن يعقوب ابن الماجشون، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نعدل به أحدا، ثم نقول: «خير الناس أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم لا نفاضل». رواه أبو يعلى. ثناء علماء الصحابة عليه، وعرفانهم بفضله وإمامته في الدين - قال سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، قال: قال عمر: «لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إليَّ من أن أتقدّم قوما فيهم أبو بكر». رواه ابن أبي شيبة. وقد روي في معناه حديث عن عائشة لكنه لا يصح. - قال نصر بن عبد الرحمن الكوفي: حدثنا أحمد بن بشير، عن عيسى بن ميمون الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمّهم غيره). رواه الترمذي. قال الذهبي: (تفرّد به عيسى بن ميمون عن القاسم وهو متروك الحديث). - وقال محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو وزن إيمان أبي بكر رضي الله عنه بايمان أهل الأرض لرجح بهم). رواه إسحاق بن راهويه في مسنده، وأبو بكر القطيعي في فضائل الصحابة للإمام أحمد، وأبو بكر الخلال في السنة، وابن بطة العكبري في الإبانة. وقد روي مرفوعاً من حديث عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر. - وقال عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، أخبرنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كان عمر يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا يعني بلالا». رواه البخاري، وابن أبي شيبة. - وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن عمر بن الخطاب، قال: «أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الترمذي. - وتقدّم قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سُئل أيّ الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبو بكر. - وقول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان أبو بكر أعلمنا). - وقول ابن عمر: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نعدل به أحداً، ثم نقول: خير الناس أبو بكر) ، وهذا فيه نسبة هذا القول لعامّة الصحابة رضي الله عنهم من غير نكير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا اختلاف بين أصحابه. ثناء الأمة المستفيض عليه. ثناء علماء الأمة على أبي بكر الصديق كثير مستفيض لا يستقصى، وقد ألّفت في فضائله وسيرته مؤلفات، وفي كتب أهل الحديث أبواب كثيرة في فضائله ومناقبة. وسأورد بعض الآثار من باب الإشارة والتنبيه. - قال سفيان بن عيينة، عن خالد بن سلمة، عن الشعبي، قال: «حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة». رواه ابن أبي شيبة. وروي عن مسروق نحوه. - وقال يعقوب بن محمد الزهري، عن ابن أبي حازم، عن أبيه قال: قيل لعلي بن الحسين: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (كمنزلتهما اليوم وهما ضجيعاه). رواه أبو القاسم اللالكائي في شرح أصول السنة. - وقال عبد الله بن شبيب بن خالد: حدثنا يحيى العتكي، قال: قال هارون الرشيد لمالك: كيف كان منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (كقرب قبرهما من قبره بعد وفاته). قال: (شفيتني يا مالك). رواه أبو القاسم اللالكائي في شرح أصول السنة. - وقال حرملة بن يحيى التجيبي: سمعت عبد الله بن وهب يقول: سألت مالك بن أنس: من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (أبو بكر وعمر). رواه أبو بكر الخلال في السنة. - وقال ابن وهب: قال مالك «ما أدركت أحداً ممن اقتدي به يشك في تقديم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه أبو القاسم الجوهري في مسند الموطأ. - وقال حماد بن زيد: حدثنا أيوب، قال: «دخلت المدينة والناس متوافرون، القاسم بن محمد وسليمان وغيرهما، فما رأيت أحدا يختلف في تقديم أبي بكر وعمر وعثمان». رواه أبو بكر الخلال في السنة. - وقال أبو بكر البيهقي: روينا عن أبي ثور، عن الشافعي أنه قال: (ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة). - وروى ابن عبد الحكم والربيع، عن الشافعي قال: (أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي).
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
علمه وفقهه علمه بالكتاب والسنة كان أبو بكر رضي الله عنه من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه، ومن دلائل تقدّم أبي بكر رضي الله عنه في فهم فحوى الخطاب وفنونه ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنَّ الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله» فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه. قال أبو سعيد: فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر» - وقال فليح بن سليمان: حدثني سالم أبو النضر، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الناس وقال: «إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبدُ ما عند الله». قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أنْ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبدٍ خُيّر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيَّر، وكان أبو بكر أعلمَنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أمنّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنتُ متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذتُ أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودّته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر».رواه البخاري ومسلم. - قال ابن القيم رحمه الله: (كان أبو بكر الصديق أفهم الأمة لكلام الله ورسوله، ولهذا لما أشكل على عمر مع قوة فهمه قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "إنكم تأتونه وتطوفون به" فأورده عليه عام الحديبية؛ فقال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به"). وكان ربما سأل أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم. - قال عبد الله بن إدريس الأودي: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}؟ قال: فقالوا ربنا الله، ثم استقاموا من ذنبٍ. قال: فقال أبو بكرٍ: (لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره). رواه ابن جرير، والحاكم. - وقال سعيد بن نمران: قرأت عند أبي بكر الصديق: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قلت: يا خليفة رسول الله! ما استقاموا؟ قال: (استقاموا على ألا يشركوا) رواه سفيان الثوري وابن وهب. - وقال إسماعيل بن أبي خالد: سمعت قيس بن أبي حازم، يحدث عن أبي بكر الصديق أنه خطب فقال: يا أيها الناس! إنكم تقرأون هذه الآية، وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الناس إذا رأوا المنكر بينهم، فلم ينكروه يوشك أن يعمّهم الله بعقاب)). رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان. - قال كثير بن هشام الكلابي، عن جعفر بن بُرْقَان، عن ميمون بن مَهْران قال: كان أبو بكر الصِّدِّيق إذا ورَدَ عليه حكمٌ؛ نَظَرَ في كتاب اللَّه تعالى، فإن وَجَد فيه ما يقضي به قضى به، وإن لم يجد في كتاب اللَّه نَظَر في سنة رسول اللَّه -رضي اللَّه عنه- فإن وَجَد فيها ما يقضي به قضى به، فإن أعياه ذلك سأل الناسَ: هل علمتم أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قَضَى فيه بقضاء؟ فربما قام إليه القومُ فيقولون: قضى فيه بكذا وكذا، فإن لم يجد سُنَّةً سَنَّها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جَمَع رؤساء الناس فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيُهم على شيء قضى به. وكان عمر يفعل ذلك، فإذا أعياه أن يجدَ ذلك في الكتاب والسنة سأل: هل كان أبو بكر قضى فيه بقضاء؟ فإن كان لأبي بكر فيه قَضاءٌ قضى به، وإلا جَمَعَ علماء الناس واستشارهم، فإذا اجتمع رأيُهم على شيء قضى به). رواه أبو عبيد في كتاب القضاء كما في إعلام الموقعين لابن القيم. علمه بالأنساب - قال محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اهجوا قريشاً فإنّه أشدّ عليها من رشق بالنبل» فأرسل إلى ابن رواحة فقال: «اهجهم» فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: (قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه). فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينَّهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإنَّ لي فيهم نسباً، حتى يلخص لك نسبي» فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لحسان: «إن روح القدس لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله»، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هجاهم حسان فشفى واشتفى». رواه مسلم في صحيحه. علمه بعبارة الرؤيا كان أبو بكر الصديق من أعبر الناس للرؤى، وكان يعبر أحياناً والنبي صلى الله عليه وسلم حاضر. - وقال محمد بن سيرين: (كان أبو بكر أعبر هذه الأمة لرؤيا بعد النبي صلى الله عليه وسلم). - قال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان قال: سمعت محمداً [ابن سيرين ] يقول: (كان أبو بكر رضي الله عنه أعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم). رواه مسدد بن مسرهد كما في إتحاف الخيرة. - قال مالك، عن يحيى بن سعيد، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي» فقصصت رؤياي على أبي بكر الصديق، قالت: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفن في بيتها، قال لها أبو بكر: (هذا أحد أقمارك وهو خيرها). رواه مالك في الموطأ، وروي من حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة، ومن حديث يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة. فراسته - قال ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: (إن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقاً من ماله بالغابة؛ فلما حضرته الوفاة، قال: والله يا بنية ما من الناس أحدٌ أحبّ إلي غنى بعدي منك، ولا أعزّ عليَّ فقراً بعدي منك، وإني كنت نحلتك جاد عشرين وسقاً؛ فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك، وإنما هو اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك وأختاك، فاقتسموه على كتاب الله. قالت عائشة: فقلت: يا أبت! والله لو كان كذا وكذا لتركته، إنما هي أسماء فمن الأخرى؟ فقال: ذو بطن بنت خارجة، أراها جارية). رواه مالك في الموطأ، وعبد الرزاق في مصنفه. - وقال سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (أفرس الناس ثلاثة: أبو بكر حين تفرس في عمر فاستخلفه، والتي قالت: {استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين}، والعزيز حين قال: لامرأته: {أكرمي مثواه} ). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو بكر الخلال في السنة، والطبراني في المعجم الكبير، والحاكم في مستدركه. ورواه ابن سعد في الطبقات من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: (أفرس الناس ثلاثة: أبو بكر في عمر، وصاحبة موسى حين قالت: استأجره، وصاحب يوسف). - قال ابن القيم رحمه الله: (كان الصديق رضي الله عنه أعظم الأمّة فراسة، وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |