في رمضان.. الحرم الإبراهيمي يشتكي اعتداءات المغتصبين

[فتي الاْسلام]

مقاومة| 2010-08-19



الخليل- الرسالة نت
أصبحت البلدة القديمة في الخليل منذ عدة سنوات قطعة من النسيان، حيث تشهد أحيائها وأسواقها حملة صهيونية شرسة من اجل تحويلها إلى حي استيطاني كبير لدمجه مع عدة بؤر ومغتصبات صهيونية تجثم على قلب الخليل، وضع البلدة القديمة في مدينة خليل الله أصبح محزنا للغاية، حيث باتت أسواقها تشتكي إلى الله قلة العابرين.

على هامش الذاكرة

يشتكي القلة القليلون الذين يؤدون صلاة التراويح في المسجد الإبراهيمي خلال أيام رمضان من قلة إقبال المصلين والمعتكفين، حيث يجتهد أفراد معدودين على الأصابع الالتزام بصلاة الجمعة والتراويح فيه، خلال الأيام القليلة الماضية شهدت البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي قفزة بسيطة في الحضور إلا أنها لا ترقى إلى سلم الاهتمام الجماهيري المطلوب بمسجد خليل الله.
المواطن (احمد ،م) قال انه يذهب إلى الحرم على فترات متقطعة بسبب الأجواء العنصرية التي يفرضها الجيش والمستوطنين على أزقة وحواري البلدة القديمة، مضيفا:" أن الجيش الصهيوني يتعمد الانتشار بكثافة في أسواق البلدة القديمة كما يتعمد إيقاف المارة من الذين يرغبون بالتسوق من البلدة القديمة في شهر رمضان،
وبين أن المواطن لا يلام على عدم إقباله على البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في ظل غياب المؤسسة الفلسطينية التي تدعم وتعزز صموده هناك، موضحا أن عدم إقبال المواطنين على الحرم متزامن مع حملة إجراءات صارمة تتخذ على مدخله بالرغم من ادعاءات الاحتلال بتسهيل دخول المصلين.

محلات محدودة

ويغامر عدد محدود من أصحاب المحلات التجارية، حيث تجبرهم إجراءات الاحتلال على إغلاقها اما بسبب الاعتداءات المتكررة للمغتصبين الصهاينة على أصحابها وخاصة في شارع الشلالة ومربع السوق وسوق القزازين وسوق القصبة.
فيما تشهد أسواق أخرى إغلاقا كاملا بسبب قرارات الاحتلال ومنها سوق خان شاهين، وسوق السهلة الحسبة القديم، وشارع الشهداء وسوق العتق الذي يمنع دخول الفلسطينيين إليه منذ عام (2000).
وتشير الإحصائيات إلى أن الاحتلال أغلق أكثر من (800) محل تجاري في البلدة القديمة ومحيطها اما بسبب الإجراءات التعسفية بحق الفلسطينيين، أو بسبب قرارات المحاكم الصهيونية التي تتواطأ مع المغتصبين الصهاينة وتحرم الفلسطيني من حقه في هذه المحلات.

غياب المؤسسات

باستثناء مقر لجنة الاعمار ومكتب مديرية الأوقاف فقد غابت معظم مؤسسات السلطة عن البلدة القديمة، حيث لا تسمح سلطات الاحتلال لأي مؤسسة من فتح أبوابها وتقديم خدماتها للفلسطينيين من سكان الخليل، بلدية الخليل تشرف على الخدمات العامة، من مياه وكهرباء وصرف صحي، وتقوم بإعفاء المواطنين من بعض الخدمات الأخرى كالضرائب غير أن هذه الخدمات لا تكفي لدعم صمود المواطنين أمام غياب المؤسسات الأخرى عن البلدة القديمة والتي اقتلعت بقرارات عسكرية صهيونية.
هناك بعض الفعاليات التي تقوم بها مؤسسات حقوقية وإنسانية وبعض التجمعات الشبابية من اجل إعادة الحياة للبلدة القديمة وشارع الشهداء إلا أن كافة هذه المحاولات تجابه بالقمع والاعتقال والضرب وتنتهي بلا جدوى
شوارع البلدة القديمة تشهد زيارات موسمية لبعض المسؤولين في سلطة رام الله ولكنها لا تفي بالغرض وغالبا ما تتم بالتنسيق مع الاحتلال ووفقا لشروطه وتخرج هذه الزيارات بدون فائدة تعود على المواطن الفلسطيني باستثناء الدعاية والإعلام.

دعوة عامة

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني د. حاتم قفيشة وجه دعوة لكل المسؤولين الفلسطينيين ولمشايخ وعلماء وأئمة الخليل والمناطق الأخرى التوجه للصلاة في الحرم الإبراهيمي الذي يشكو إلى الله قلة السالكين.
وقال أن الحرم الإبراهيمي يواجه خطر التهويد، ويتحول يوما بعد يوم إلى كنيس صهيوني وسط إجراءات لا تقل خطورة عن إجراءات الاحتلال لتهويد القدس والمسجد الأقصى.
وطالب قفيشة جموع المسلمين التوجه للحرم الإبراهيمي والمرابطة فيه مثلما يتوجهون إلى المسجد الأقصى، معتبرا أن تقاعس المسلمين عن المرابطة في المسجد خليل الرحمن هو مشاركة للاحتلال في تهويد وضم الحرم إلى قائمة المواقع الدينية اليهودية.