بالشبح والتعذيب .. يستقبل مختطفو حماس العيد!!

[فتي الاْسلام]

مقاومة| 2010-11-13

العيد !!







غزة – رائد أبو جراد
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك .. تتعالي صرخات معذبين مختطفي حماس في سجون سلطة فتح، لا لشيء إلا لأنهم انتموا في يومٍ من الأيام لحركة حماس وأعلنوا أنهم مقاومون ومجاهدون.
صرخات ومناشدات تتوالى عبر وسائل الإعلام تخرج من سجون السلطة وأخرى ترد من الضفة من أهالي المعتقلين هناك حيث سجون القهر والذل والعربدة والتنسيق الأمني، فمختطفي حماس في سجن أريحا المركزي أعلنوا اليوم عن إضرابٍ عن الطعام، بينما ناشدت عائلات مختطفين بالتدخل لإغاثة أبناءها من تحت سيوط الجلادين في سجون السلطة.
متابعون للشأن السياسي وناشطون في حقوق الإنسان اعتبروا في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" استمرار الإجراءات التعسفية التي تتبعها سلطة فتح في سجونها بالضفة بحق مختطفي حماس يشكل عدم وجود نية حقيقية ايجابية لديها تجاه المصالحة وإنهاء الانقسام.

سوء نية وعدم جدية

المتابع للشأن السياسي هاني البسوس يرى في استمرار إجراءات أجهزة فتح القمعية والتعسفية بحق المختطفين في سجونها بالضفة المحتلة وجود سوء نية لدى السلطة وعدم جديتها في إظهار نية ايجابية مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
وأوضح البسوس أنه من المفترض أن تكون هناك بوادر حسن نية في هذه الأيام المباركة، قائلاً: "لكن بوادر حسن النية تلك ليست موجودة بل هناك إجراءات عكسية في تزايد الاعتقالات والإجراءات القمعية ضد عناصر المقاومة".
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تدلل عدم وجود نية حقيقية لدى سلطة فتح في المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، مضيفاً :"هناك تنسيق عالي جداً ما بين الأجهزة الأمنية في الضفة مع قوات الاحتلال الصهيوني من أجل ضرب المقاومة".
ويؤكد البسوس أن المختطف السياسي لدى أجهزة فتح في الضفة "أصبح يشعر بإحباط شديد نتيجة الإجراءات القمعية المخالفة لقوانين حقوق الإنسان على المستوى الدولي".

اعتقالات اعتباطية

ويصف المحلل السياسي الاعتقالات التي تشنها سلطة فتح بحق عناصر المقاومة في الضفة بـ"الاعتباطية"، وقال:"هذه الاعتقالات لا تستند لأي سند قانوني بتاتاً لذلك ذوو المختطفون يشعرون بإحباط كبير ويأس من الإجراءات التعسفية بحق أبناءهم".
وبين البسوس أن عائلات المختطفين لدى سلطة فتح تحاول تنظيم الإضراب عن الطعام كمحاولات أخيرة من أجل الضغط على السلطة لإخلاء سبيلهم، معرباً عن أمله في ظل أجواء العيد أن يتم الإفراج عن عدد منهم.
وبالنسبة لما تقوم به الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بإطلاق سراح عدد من المعتقلين في سجونها على خلفيات جنائية أو أمنية كمكرمات بمناسبة حلول العيد والمناسبات الإسلامية، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية أن ما تقوم به الحكومة يؤكد أن لديها حس وطني ومصلحة وطنية".
وتابع: "إعلان الحكومة في غزة لعدد من المكرمات لإطلاق سراح السجناء يؤكد نيتها الجادة تجاه المصالحة الفلسطينية في حين نجد أن هناك إجراءات مخالفة تماماً تجري في الضفة من حيث الاعتقالات والتنسيق الكامل مع الاحتلال والإجراءات التعسفية".
ونوه البسوس إلى وجود صورة عكسية مخالفة تماماً للواقع في الضفة عن الموجود في غزة، موضحاً أن المواطن الفلسطيني أصبح يشعر بالأمن والأمان والارتياح في قطاع غزة بعكس ما يجري في الضفة من استياء عام تجاه إجراءات سلطة فتح القمعية".
ومضى يقول: "إذا تم إطلاق عدد بسيط من المختطفين في سجون السلطة في المقابل نجد اعتقال المزيد من عناصر المقاومة"، معتبراً أن هذه الإجراءات تعكس الصورة السيئة لأجهزة فتح في الضفة.

التعذيب نمط بسجون الضفة

فيما يؤكد الحقوقي صلاح عبد العاطي من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان تمارس في الضفة الغربية وتتسع بحيث تطال جميع المختطفين السياسيين في سجون سلطة فتح، مشيراً إلى أن التعذيب أصبح ظاهرة ونمط لدى أجهزة فتح في الضفة.
ودان عبد العاطي الاعتقال على خلفية الانتماء السياسي، موضحاً رصدهم المستمر في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان للإجراءات المتبعة بحق المختطفين.
وطالب الناشط في حقوق الإنسان بالإفراج التام عن هؤلاء المختطفين على خلفية سياسية وضمان عدم المس بهم وضمان حريتهم ومنع التعذيب نهائياً وضمان تقيد المكلفين بإنفاذ القانون بالوفاء التام بما نصت عليه نصوص القانون الفلسطيني والمواثيق الدولية.
واعتبر عبد العاطي التعذيب جريمة تستدعي المحاسبة وعدم التغطية على مقترفيها، مطالباً بعدم منح الحصانة لأي مُعذِب لانتهاكه بتلك الإجراءات التعسفية حقوق الإنسان.
كما دعا بضمان الإفراج الفوري واللا مشروط عن كل المختطفين السياسيين في سجون سلطة فتح بالضفة المحتلة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
وعن مدى استجابة سلطة فتح لمطالبات الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان حول استمرار عمليات الاختطاف والتعذيب في الضفة، قال عبد العاطي : "أصدرنا مجموعة من التقارير وهناك جملة من الاستجابات لا زالت الهيئة المستقلة تتمكن من الزيارة داخل مراكز الاحتجاز في الضفة وهذا الأمر يساهم في تخفيف حدة التعذيب بوجود حقوق الإنسان".

زيارات دون المستوى

وأشار إلى أن الاستجابة لزيارة سجون سلطة فتح في الضفة دون المستوى المضمون، مضيفاً:"لا زالت انتهاكات حقوق الإنسان تمارس بحق الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية وتتسع دائرة حملات الاعتقال في الضفة".
وأضاف عبد العاطي: "يجب ضمان تقيد الأجهزة الأمنية في الضفة وبالذات المخابرات والوقائي بضمان حقوق الإنسان وتقيدهم التام بالقانون لتساعد في التمكن من وقف هذه الظواهر المسيئة لحقوق الإنسان".
واعتبر عبد العاطي قيام عدد من المختطفين في سجون سلطة فتح بالإضراب عن الطعام حق مشروع لهم، مبيناً محاولة المختطفين انتزاع جملة من الضمانات والحقوق التي نص عليها القانون.
وأكد وقوف الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بجوار كل المختطفين في سجون السلطة وتسعى لتوفير حقوقهم كما نصت عليه المعايير الدولية، مضيفاً: "من حق النزلاء أن يتمتعوا بجملة من الحقوق والضمانات على رأسها حق زيارة أهلهم لهم وزيارة المحامي".
وكانت الهيئة المستقلة قد كشفت عن عزم المختطفين من أنصار حركة حماس في سجون سلطة فتح بالضفة إعلان الإضراب عن الطعام أول أيام عيد الأضحى المبارك، احتجاجاً على المعاملة الإجرامية التي تمارسها أجهزة فتح بحقهم، في سجن أريحا المركزي، على الرغم من صدور قرارات قضائية بالإفراج عنهم.
وكشفت روايات نقلتها "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" من خلال مندوبيها الذين قاموا بالتوجه إلى سجن ميليشيا الوقائي في أريحا، عن عمليات تعذيب واسعة بحق مختطفي حركة "حماس"، الذين تم نقلهم من سجون الميليشا في الخليل إلى سجنونها بـأريحا.
وقالت الهيئة: "إن مـختطفي "حماس" الذين التقتهم أكدوا تعرضهم لعمليات تعذيب قاسية ووحشية، حيث يتم تعليقهم من أرجلهم بشكل مقلوب في سقف الزنازين، كما يتم تعليقهم من أيديهم في سقف الزنازنن، وأنـهم يشبحون يومياً لمدة 17 ساعة متواصلة.