|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفرح يكون مذموما وغير مذموم الشيخ أحمد الزومان إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]. أَمَّا بَعْدُ،، نجد الفرح يرد في النصوص الشرعية تارة مورد الذم وتارة مورد المدح فمتى يكون الفرح محمودا ومتى يكون مذموماً ومتى يكون مباحا أبذل وسعي في هذه الخطبة محاولا الإجابة على هذا السؤال. في حديث أبي هريرة رضي الله عنه "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه" رواه البخاري (1904) ومسلم (1151) فالمسلم حين الفطر اليومي والشهري يفرح فرحا طبعيا بإباحة الأكل والشرب فيزول جوعه وعطشه وهذا الفرح مباح ويفرح بإعانة الله له على الصيام وتوفيقه لذلك ويفرح يوم القيامة بالجزاء وهذا فرح مشروع. فالفرح للتوفيق للأعمال الصالحة فرح مشروع لأنه من علامات الإيمان ففي حديث عمر -رضى الله عنه- "مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ" رواه الترمذي (2165) وقال حديث حسن صحيح غريب. ومن الفرح المشروع الفرح بحصول فضائل الأعمال فعن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة فقال متى الساعة قال "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ" رواه البخاري (3688) ومسلم (2639). ومن الفرح المشروع الفرح بدخول الكفار الإسلام وهداية الخلق وسلوكهم الصراط المستقيم ففي قصة إسلام والدة أبي هريرة قال فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ "رواه مسلم (2491). الفرح بالخير الذي يصيب المسلمين واجب سواء كان بسبب نعمة مال أو ولد أو صلاح أو علم أو زوجة صالحة أو ذكر حسن أو نعمة صحة أو غير ذلك من نعم الله فهذا الفرح من مكملات الإيمان الواجبة فيكون واجبا فعن أنس -رضى الله عنه- قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري (13) و مسلم (45). ففي الجملة الأعمال الصالحة يفرح بها يقول ربنا تبارك وتعالى ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58] فأمرنا ربنا بالفرح وأقل أحوال الأمر الاستحباب. والفرح أحيانا يكون مباحا فمن الفرح المباح الفرح بزوال المرهوب فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ" رواه مسلم (2747). ومن الفرح المباح الفرح بحصول المباحات الدنيوية من ملبس ومركب ومطعم وغير ذلك ففي حديث عمرو بن سَلَمَة "فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيص" رواه البخاري (4302). ومن ذلك الفرح بالأمطار فعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ "كَانَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ قلتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ الحديث" رواه البخاري (4829) و مسلم (899). ومن الفرح المباح الفرح حينما يوفق المسلم للحق سئل ابن مسعود - رضى الله عنه -: ((عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضى الله عنه -: لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا، لا وَكْسَ وَلا شَطَطَ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ - رضى الله عنه - فَقَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ: امْرَأَةٍ مِنَّا مِثْلَ الَّذِي قَضَيْتَ، فَفَرِحَ بِهَا ابْنُ مَسْعُودٍ - رضى الله عنه -)) رواه الترمذي (1145) وقال: حسن صحيح. من الفرح المباح الفرح بنجابة الأولاد وتفوقهم العلمي عن عبدالله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَهِيَ مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَادِيَةِ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هِيَ النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي فَقَالَ لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا" رواه البخاري (131) ومسلم (2811). الخطبة الثانية الفرح أحيانا يكون محرما ومن الفرح المحرم الفرح بكتم الحق والتلبيس على الناس بتغيير دلالة النصوص أو نفيها قال تعالى ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ * لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 187، 188]. ومن الفرح المحرم الفرح الذي يحمل عليه الأشر والبطر كفرح قارون ﴿ إنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]. ومن الفرح المحرم الفرح بما يصيب المسلمين من أفات في أنفسهم أو دينهم أو أموالهم وأوطانهم وهذا الفرح لا يصدر من مسلم قال تعالى ﴿ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾ [آل عمران: 120]. ومن الفرح المذموم ما يحصل من ضعاف الإيمان الذين يستثقلون العبادات ويفرحون بانقضائها كمن يفرحون بخروج رمضان استثقالا منهم للصيام. وليس من الفرح المذموم فرح المخلصين بثناء الناس عليهم بسبب أعمالهم الصالحة التي تصدر منهم من غير تشوف منهم للمدح فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ "قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالَ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ" رواه مسلم (2642) فإذا تقبل الله العمل من المخلص جعل محبته في قلوب الصالحين وأثنوا عليه فهم شهداء الله في الأرض. أما من تعرض لطلب ثناء الناس ومدحهم فهذا مذموم ويخل بالإخلاص. فإن قلت ما الضابط في الفرح المذموم وغير المذموم في كتاب الله فهاك الجواب من ابن عطية قال في المحرر الوجيز (3/ 126) الفرح إذا ورد مقيدا في خير فليس بمذموم وإذا ورد مقيدا في شر أو مطلقا لحقه ذم إذ ليس من أفعال الآخرة. كثير من الأحداث المفرحة التي مرت سواء على الأمة كالهجرة وغزوة بدر وفتح مكة والفتوحات الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة و ما بعدها أو مرت على الناس من ولادة ونجاح وزواج وغير ذلك من المناسبات السارة وكون هذه الأحداث مما يفرح به ليس مسوغا للاحتفال بها كل عام فالاحتفال بها كل عام يجعلها عيدا وأعياد المسلمين محصورة يحرم إحداث غيرها. قال شيخ الإسلام في الاقتضاء (1/496,305) العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد: إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك. فالعيد: يجمع أمورا: منها: يوم عائد كيوم الفطر، ويوم الجمعة. ومنها: اجتماع فيه. ومنها: أعمال تتبع ذلك ومن هذا الباب: حديث عقبة بن عامر - رضى الله عنه - قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ" رواه الترمذي (773) وقال حديث حسن صحيح فإنه دليل مفارقتنا لغيرنا في العيد، والتخصيص بهذه الأيام الخمسة؛ لأنه يجتمع فيها العيدان: المكاني والزماني، ويطول زمنه، وبهذا يسمى العيد الكبير، فلما كملت فيه صفات التعييد: حصر الحكم فيه لكماله، أو لأنه هو عد أياما وليس لنا عيد هو أيام إلا هذه الخمسة. انتهى وسبب تحريم علمائنا الاحتفال باليوم الوطني لأنه يتكرر كل عام فهو عيد محدث جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (3/88) برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز: أولا: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك. ثانيا: ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » رواه البخاري ومسلم مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني؛ لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |