التذكار بفضائل الاستغفار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74908 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 73 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-11-2019, 02:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي التذكار بفضائل الاستغفار

التذكار بفضائل الاستغفار




الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر





الخطبة الأولى


الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب هو لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريم الوهاب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من استغفر ربه وأناب صلى الله عليه وسلم وعلى آله المكرمين وسائر الأصحاب المستغفرين بالأسحار وآناء الليل وآناء النهار أما بعد:






فيا أيها الناس:


اتقوا الله تعالى ولازموا الاستغفار فإنه من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب رزقا واسعاً طيبا فوق ما طلب ورجا.





عباد الله: الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى وهو سبحانه واسع المغفرة والمغفرة والغفران هما الستر من شؤم الذنوب من لدن علام الغيوب في الدنيا والأخرى فإن الله تعالى إذا غفر للعبد ستره من شؤم الذنب من الفضيحة والعقوبة المعجلة في الدنيا ومن الخزي والعذاب في الأخرى والله تعالى عفو يحب العفو. ستير يحب الستر فالغفور، والغفار، وغافر الذنب من أسماء الله تعالى الحسنى، التي يتوسل بها إلى الله تعالى ليظهر الجميل وليستر القبيح فيغطي الذنوب بالعفو عنها، والتجاوز عن عقوبتها في العاجلة والآجلة، فيغفر الذنوب مرة بعد أخرى إذ كلما تكرر الذنب تكررت التوبة وطلب المغفرة حتى يقول الرب: «علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء» فيسبل الله سابغ ستره على عبده المستغفر المنيب فلا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم وتحزنه أمامهم لا في الدنيا ولا في الأخرى بل أن الله تعالى لعظيم جوده وكرمه وإحسانه يسقط عن المستغفر اللوم ويصرف عنه العقاب وينيله كريم الثواب وحسن المآب.





عباد الله:


استغفروا ربكم فإن الله تعالى أنس المستغفرين بمغفرته ورجاهم رحمته كما قال تعالى ﴿ وَقُولُوا حِطَّةٌ ﴾؛ أي: احْطُط عنا خطايانا، ثم قال: ﴿ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنـزيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾[1]، وقال سبحانه: ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا ﴾ أي من شركهم ومعاصيهم ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[2]، وقال تعالى ﴿ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾[3] وقال جل ذكره ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾[4] وقال سبحانه ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[5] وقال تعالى ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[6] وقال تعالى ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[7].





يا معشر المسلمين:


بل إن الله تعالى لسعة كرمه وعظيم جوده يغفر لمن يشاء من الذنوب ما دون الشرك حتى من غير توبة قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾[8] وقال سبحانه ﴿ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[9] وقال سبحانه ﴿ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[10].





أيها المؤمنون:


وكم للاستغفار الصادق من فوائد عظيمة وعوائد كريمة ولذلكم أمر الله تعالى به وأبدى وأعاد في ذكره وجعله سجية المصطفين من عباده وخصلة من خصال أهل الإيمان به وما ذلكم إلا لأنه يجبر نقص العمل ويرتق ما فيه من الخلل ويستر به التقصير والزلل، ولذلكم قرنه الله تعالى بالأمر بالتوحيد فقال تعالى في محكم الآيات ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾[11] وشرع النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتبع الاستغفار التسليم من الصلوات فيستغفر المصلي بعده ثلاث مرات وأمره الله تعالى أن يستغفر للمؤمنين عند الصدقات وأمر به الحجاج عند الإفاضة من عرفات وكم جاء الأمر به والتذكير بشأنه عند جملة من المناسبات لأنه يكمل الصالحات ويمحو الخطيئات.





أمة الإسلام: ومن فضائل الاستغفار أنه من أسباب المتاع الحسن في الدنيا وإيتاء واسع الفضل من المولى قال تعالى ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾[12].





معشر المستغفرين:


وبالاستغفار المحقق يستنـزل الغيث من السماء وتحفظ وتزاد القوى وتيسر ويبرأ من الإجرام وتستمد الأموال والبنون وتتقي الآثام قال تعالى ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾[13] وقال تعالى في معرض الحديث عن دعوة نوح عليه السلام لقومه ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾[14].





معشر المؤمنين: وكذلكم من فضائل الاستغفار أنه من أسباب قرب الله تعالى من عباده والإجابة وكم في طيات ذلك من البشارة يفنون الإثابة.





قال الله تعالى عن صالح عليه السلام أنه قال لقومه ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾[15]، وفي قصص دعوة شعيب عليه السلام لقومه أن الاستغفار من أسباب رحمة الله تعالى للمستغفرين ومودتهم وأن يجعل لهم وداً في صدور عباده الصالحين ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾[16].





معشر المؤمنين: ما أكثر وأحسن ثمرات الاستغفار التي يجود بها العزيز الغفار على المستغفرين آناء الليل وآناء النهار وخاصة بالأسحار عن اعتراف بالذنب والتقصير مع الذل والانكسار فاستغفروا ربكم نادمين واسألوه المغفرة صادقين ولا تتولوا مصرين تنالوا المغفرة والجنات كما وعدكم ربكم في محكم الآيات ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا ﴾[17].





عباد الله: ولقد كان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يستغفر الله عند رقدته وحين يستيقظ من نومه وعند قيامه من مجلسه وفي أواخر عباداته وفي سائر آنائه وأوقاته ويدعو به لأصحابه في الحياة عند توديعهم لسفرهم وعند قدومهم وفي جملة من أوقاتهم ويدعو بالمغفرة لهم حال الصلاة عليهم بعد مماتهم وعند زيارة قبورهم ويحث أمته على كثرة الاستغفار ويذكرهم بفضائله وحسن عواقبه لهم المثل في كثرة الاستغفار وأنه من كمال ذل العبد لربه والشكر للواحد القهار، وكان يُعدّ له صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول: «رب اغفر لي وتب علي أنك أنت التواب الغفور».





عباد الله:


الاستغفار أمنة من العذاب ومن أعظم الوسائل إلى كريم الثواب قال تعالى ﴿ وما كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾[18] ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾[19] وقال سبحانه ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[20] وقال سبحانه في المستغفرين لذنوبهم ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾[21].





فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من الاستغفار وأكثروا للهج به في الأسحار وفي آناء الليل وآناء النهار واختموا به العبادات والمجالس والأعمار تربحوا فوائده وتنالوا عوائده في الدنيا ويوم القيامة للواحد القهار.








[1] (البقرة: من الآية 58).




[2](البقرة: 192).




[3](البقرة: من الآية 268).




[4](النساء: 110).




[5](المائدة: 39).




[6] (الأنعام: من الآية 54).




[7] (الرعد: من الآية 6).




[8](النساء: 48).




[9](يونس: من الآية 107).




[10](التوبة: 27).




[11](محمد: من الآية 19).




[12](هود: 3).




[13](هود: من الآية 52).




[14](نوح: 10 – 12).




[15] (هود: من الآية 61).




[16](هود: 90).




[17](آل عمران: من الآية 135).




[18](الأنفال: من الآية 33).




[19](الفرقان: من الآية 77).




[20](النمل: من الآية 46).




[21](آل عمران: 136).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.74 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]