في التحذير من التكاسل عن الصلاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 809 - عددالزوار : 75069 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 32654 )           »          من أحكام سجود السهو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          فضل الدعاء وأوقات الإجابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 2014 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1283 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته، ثم استنجى من تور، ثم دلك يده بالأر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مفهوم القرآن في الاصطلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تفسير سورة الكافرون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2019, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,917
الدولة : Egypt
افتراضي في التحذير من التكاسل عن الصلاة

في التحذير من التكاسل عن الصلاة (1)







الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل




الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له ومن يُضلل فلا هاديّ له، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ:


فيا عباد الله:
اتقوا الله - تعالى - وحذروا الذّنوب والمعاصي وعقوبات التكاسل عن الصلاة وأدائها مع الجماعة في المساجد، فقد كثرت ظاهرة التكاسل عن الصلاة والتخلف عنها في المساجد، وتلك علامات المنافقين الذي أخبر الله عنهم بأنهم لا يأتون الصلاة إلا وهم كُسالى، وأنهم في الدّرك الأسفل من النار.

لقد ازدحمت الأسواق وأماكن الأعمال بالرِّجال، وقل وجودهم في المساجد، وتضاعفَ عدد الشباب في البيوت والنوادي وملاعب الكرة وفُقِدُوا من المساجد إلا القليل النادر منهم، فما أسوأها من ظاهرة، وما أخطر عقوباتها! لقد تساكت الناس عن إنكار المنكرات وتداهنوا.

وأصبح حديث من يشعر بسوء هذه الأعمال التلاوم ونسب المسؤولية إلى أفراد معينين. أهمل الوالد ابنه. وقال المسؤول عنه: فلان أو الجهة الفلانية، ولو فقد شاته أو دريهماته، لأقام الدنيا وأقعدها وركب المخاطر في البحث عنها، ولا استعان بالآخرين في البحث عنها فما أضعف العقول حين أهملت التفكير في عواقب الأمور، يهمل الوالد ابنه لا يعرف أين دخل وأين خرج!! ولا يعرف هل صلّى أم لم يصل؟! وربما علم أنه لم يصلّ ومع هذا لا يعبأ ولا يحسّ أنه مسؤول ومُحاسب عنه، ولا يخاف من عقوبات السكوت والإهمال.

لقد أُصيبت القلوب وضعُفت النفوس وقلَّ الإِيمان وأصبح الكثيرُ من الآباء والأولياء سَبُعَ جِيفة سَبُعَ دنيا، يكافح ويناضل عنها لا يَسمح لأحدٍ أن يقربه عليها، قويًّا في افتراسها، شجاعًا عن الدفاع عنها، منشغلًا بها عن غيرها حتى عن فلذاتِ الأكباد وعمَّن سيُحاسَب عنهم.

فيا عباد الله:
إنَّ الأمر عظيم، فما الذي بقِي بعدَ ترْك الصلاة والتكاسل عنها؟!
ما الذي بقي بعد فقد آخِرِ الدين؟ كما ورد: أول ما تفقدون من دِينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة؛ قال الله - سبحانه وتعالى - مخبرًا عن أصحاب الجحيم: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 42-48].

وقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))[1].

وقال جلّ وعلا: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ [مريم: 59-60].

قال ابن عباس - رضِي الله عنهما -: "ليس معنى أضاعوها تركوها بالكليَّة، ولكن أخَّروها عن وقتها"، وقال سعيد بن المسيَّب - رحمه الله -: "هو ألاَّ يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا يصلي العصر إلى المغرب، ولا يصلي المغرب إلى العشاء، ولا يصلي العشاء إلى الفجر، ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس!".

فمَن مات وهو مصرٌّ على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغي، وهو وادٍ في جهنم بعيد قعرُه، خبيث طعمُه. وقال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ [القلم: 42-43]، قال إبراهيم التميمي يعني: الصلاة المكتوبة بالأذان والإِقامة.

وقال سعيد بن المسيَّب: "كانوا يسمعون حيَّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، فلا يُجيبون وهم أصحَّاء سالمون"، فيا من يترك، ويا من يتكاسل عن أدائها في أوقاتها، ويا مَن يتخلف عن أدائها مع الجماعة، احذروا الوعيد الشديد والنار والعار، وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، ولا تغترُّوا بالدنيا مهما تزخرفت وطغت، فمآلها إلى الزوال والفناء، ولن يَسلَمَ العبد منها إلا بتقديم عملٍ صالح يَجِده أمامَه في دار القرار.

فاتقوا الله يا عباد الله، في صلاتكم في الركن الثاني من أركان الإِسلام، لا تَهدِموا إسلامكم بإضاعة رُكن من أركانه، واتقوا الله فيمَن تحت أيديكم مِن الأهل والأولاد، فكلُّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. واحذروا العقوباتِ العاجلةَ في الدنيا، واتعظوا بغيركم ممَّن أضاع أمر الله وارْتَكب محارمه، فإنكم على خطر مما وقعتُم فيه، فارجعوا إلى ربِّكم وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر قبلَ أن يَحُلَّ بكم عقوبات تعم الصالح والطالح.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله العظيم:﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكر الحكيم. وتاب عليَّ وعليكم إنهم هو التوَّاب الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


[1] سبق تخريجه ص(29).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.44 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]