|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مولد النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ محمد بن صالح الشاوي الحمد لله العلي العظيم، مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير، إنه على كل شيء قدير، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ويخرج الميت من الحي ويخرج الحي من الميت، ويرزق من يشاء بغير حساب. خلق فأبدع، وقدر فهدى، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، نحمده ونشكره، وهو المستحق لأن يُحمد ويشكر على كل ما حكم وأمضى. والصلاة والسلام على صفوة خلقه البشير النذير النبي الأمين، الذي أرسله الله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته الذين قاموا بالحق وبه كانوا يعدلون. أما بعد: أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى بامتثال أوامره، والانتهاء عما نهاكم عنه، واعلموا أن طاعته هي تقواه، وهي الخلاص من كل بلية، والدليل على كل فضيلة، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ﴾[الطلاق:٢-٣] ، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102]. عباد الله: اعلموا أن نبينًا محمدًا صلى الله عليه وسلم ولد في الثاني عشر من ربيع الأول، ونحن الآن في الثاني عشر من ربيع الأول، فعلينا في هذا اليوم الإكثار من ذكرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الصلاة والسلام عليه، ذلك لأن الله قدر ميلاده في هذا اليوم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطه المستقيم، فشع النور وولد الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكان نزوله إلى هذه الدنيا بركة من الله ورحمة منه تبارك وتعالى بعباده؛ وذلك لأن الناس كانوا يعيشون في ظلمات من الجهل بعضها فوق بعض، فكانوا يَئِدُونَ البنات، ويأكل القوي منهم الضعيف، ويغير الجار على جاره، وكانوا أحزابًا وشيعًا وطوائف ونعرات جاهلية؛ هذا من ناحية أمنهم وحياتهم الاجتماعية. أما عن ديانتهم فلا تسأل عنها، لقد كان بعضهم يعبد الحجارة، وبعضهم يعبد الأشجار، وبعضهم يعبد التمر، وبعضهم يصنع ربه بيده ثم يقرب له القربان ويذبح له الذبائح ويسجد له، فإذا جاع أكل ربه، نسأل الله تعالى السلامة والعافية من هذه العقول. وقد صدق من قال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: أتيت والناس فوضى لا تَمُرَّ بهم ![]() إلا على صنم قد هام في صنم ![]() فبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم لمحاربة هذه الخرافات، ولإطلاق العقل البشري من هذه القيود، فجاهد في سبيل الله بلسانه ويده حتى أظهر الله دينه على يده، فبلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، قال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لأََْغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ﴾ [المجادلة:21]. ثم استتب الأمن وتوحدت جهود الأمة الإسلامية على يده ويد خلفائه، فاستقامت لهم القيادة، قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾ [النور:٥٥]، ففعل تبارك وتعالى ووفَّى بوعده، ومن أصدق من الله حديثًا، وذلك لما كانت كلمة المسلمين واحدة، ورأيهم واحدًا، وخليفتهم واحدًا. أما لما تفرقوا دويلات يحارب بعضها بعضًا، وأصبح فيهم ملوك ورؤساء انتهازيون أنانيون، لا يتكلمون إلا لأجل مصالحهم الخاصة، ولا يحاربون إلا لأجل أغراضهم الدنيئة، لما تفرقوا وَكُلُّ ركب رأسه وسعى لنفسه ولم يمتثلوا قول الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال:٤٦]، ولم يمتثلوا قول رسولهم الذي بعثه الله لهداية الثقلين الجن والإنس، حينما قال: "عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار"، فلمَّا لم يستمعوا قول ربهم، ولم يستنوا بسنة نبيهم، حينئذ سلط الله عليهم الصهاينة فانتهبوا رقعة كريمة طيبة من بلادهم، وسلط الله عليهم المستعمرين فجثموا فوق صدور بلادهم وابتزوا خيراتها، واستعمروا وشردوا وقتلوا، وقد قال العلماء كلمتهم في هذا الموضوع، وهو أنه لن يصلح آخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوله، باجتماع المسلمين وبتوحيد كلمتهم ورئاستهم وقيادتهم. أقول قولي هذا، وأسأل الله المغفرة لنا ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين الطاغين المفسدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، فأبان الطريق وأوضح السبيل، ولم يبق من خير إلا دلَّ الأمة عليه، ولا شرٍّ إلا حذرها منه، فأمر المسلمين بالاجتماع والاتحاد، ونهى عن الخلافات التي لا تهدف إلى مصلحة دينية أو اجتماعية، وقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد. عباد الله: لقد كان مولده صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام الفيل، ونحن حينما نذكره ونذكر مولده فإنما نذكره للتأسي به ولاتباع سنته، والصلاة والسلام عليه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [ الأحزاب: ٥٦]. ولسنا نسمي هذا اليوم عيد الميلاد، كما تسميه الصحف والإذاعات، فإن الأعياد في الإسلام عيدان، عيد الفطر وعيد الأضحى، وهذا لا يمنع من أن نذكر يوم ميلاده ونفرح به ونستبشر ونصلي فيه ونسلم عليه، كما نفرح ونصلي ونسلم عليه حينما نذكر هجرته وانتصاره على المشركين ببدر وبالفتح، وانتصاره على اليهود وإجلائهم من خيبر. أيها المسلمون: إن اليهود أعداء لنا منذ أن بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم حسدًا وحقدًا، قال تعالى: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ﴾ [المائدة: ٨٢ ]. واعلموا أن اليهود مع عداوتهم وحسدهم وحقدهم وبغضهم للمسلمين والإسلام أصحاب مطامع وأغراض دنيئة، فيجب أن نوحد كلمتنا ضدهم وأن نتأهب لغزوهم بما نستطيع من قوة ومن مال ورجال وعتاد، وليكن رائدنا الأول إعلاء كلمة الله تعالى، والرفع من مستوى بلادنا، وأخذ حقنا المسلوب، ولن يتم ذلك إلا بعد أن نصلح أنفسنا، وأن نقوِّيَها وأن نحدد الغرض والهدف، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [ الرعد: ١١]. فعليكم بتقوى الله والالتئام والاجتماع وتوحيد الكلمة، ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله، فامتثلوا ما أمركم به تَرْشُدوا وَتَعِزُّوا. أسأل الله أن يولِّيَ علينا خيارنا، وأن ينصرنا على من عادانا، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم واجمع كلمتهم على الحق يارب العالمين، اللهم وألِّف بين قلوبهم وأصلح فساد نياتهم، اللهم وأهلك اليهود والمستعمرين، اللهم وأخرجهم من بلاد المسلمين، اللهم وانصرنا عليهم أجمعين. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِْحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُّمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل:٩٠،٩١]. وصلوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تفعلون.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |