توقير اليمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 30 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1191 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طريقة عمل البطاطس المحشية باللحمة المفرومة.. سهلة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 خطوات لتنفيذ المكياج التركى موضة 2025.. هتبقى شبه "توركان سوراى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كيك الحرنكش.. مشبعة وطعمها حلو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          نباتات وزهور يمكن وضعها في مطبخك للتخلص من الروائح المزعجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          لو خلص ومش عارفة تعملى إيه.. 6 خطوات لعمل الفاونديشن في البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          6 نصائح لحماية الطفل من الاعتداء البدنى والتحرش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2020, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي توقير اليمين

توقير اليمين


د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم















الحمد لله ذي العظمة والكبرياء، والمجد والحياء، جاعل النور والظلماء، ومالك الإماتة والإحياء. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام الحنفاء، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأوفياء.



أما بعد، فاتقوا الله - عباد الله -، ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله... ﴾.



أيها المؤمنون!

التعظيم عماد في الدين، وسياج يحوط الإيمان، وخيرية للعبد عند ربه، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]. ألا وإن مما عظّمه الشرع وأمر بتعظيمه الأيمان التي بها يُحقَّق الأمر أو يُؤكَّد بذكر اسم الله - سبحانه - أو صفة من صفاته؛ فقد جعلها الله سبيلاً لإثبات الحقوق، ورفع المظالم، ودفع الرِّيَب، وسبباً مشروعاً في استباحة المال والدماء إن حكم بها القضاء، وموثقاً غليظاً في الاستيثاق. ولا يمكن تعظيم هذه الأيمان وتوقيرها إلا بفقهها ولزوم حكم الشريعة فيها؛ فذاك تعظيم من عظّمها وأمر بتعظيمها - سبحانه -.



عباد الله!

إن أعظم تعظيم لليمين أن تصان عن الحلف بغير الله؛ إذ اليمين تعظيم لا يكون إلا لله؛ فكيف يصرف إلى ما دونه؟! يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ، فقد أشرك " رواه أبو داود وصححه ابن حبان. وذاك ما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبرأ من صاحبها وإن حلف بما يتفق الناس على استحسانه في قوله: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ » رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. بل إن إثم الكذب في اليمين بالله على شدة وزره أخف من اليمين الصادقة بغيره، قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: " لِأَنْ أَحْلِفَ بِاللَّهِ كَاذِبًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِهِ صَادِقًا " رواه عبدالرزاق. وصون اليمين على الابتذال والكثرة من تعظيمها، كما قال الله - تعالى –: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]؛ فإن في الإكثار تخفيفاً للمهابة، وإدناءً للحنث وعدم البر. وقد كانت العرب في جاهليتها تمتدح الإقلال في اليمين؛ حتى قال قائلهم:



قَلِيلُ الأَلايَا حَافِظٌ لِيَمِينِهِ

وَإِنْ صَدَرَتْ مِنْهُ الْأَلِيَّةُ بَرَّتْ






والوفاء باليمين البارّة من سبل تعظيمها؛ فما فَوْدُ عقدٍ معظَّم لا يوفى به ؟! ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]. ولا يترك الوفاء فيها إلا لما هو خير كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ﴾، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: « إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، إلا كفّرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير » رواه البخاري ومسلم. والصدق في اليمين من تعظيمها؛ إذ الكذب قحة في عَرَض الحديث؛ فكيف بالعهد الموثّق بالله ؟! وصون الأيمان التي ورد الشرع بتغليظها من أعظم التعظيم. ومن أعظم تلك الأيمان اليمين الغموس الصابرة التي يحلف عليها الفاجر كذباً وزوراً؛ ليأخذ ما لا يحل له أخذه، أو يمنع ما لا يحل له منعه. فتلك اليمين الظالمة لا تقبل التورية، ولا يجدي معها التأويل بإجماع أهل العلم، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يمينك على ما يصدِّقك عليه صاحبُك» رواه مسلم. قال الإمام النووي: " هذا الحديث محمول على الحلف باستحلاف القاضي؛ فإذا ادعى رجل على رجل حقاً، فحلفه القاضي، فحلف وورّى؛ فنوى غير ما نوى القاضي - انعقدت يمينه على ما نواه القاضي، ولا تنفعه التورية. وهذا مجمع عليه ". ولعمر الله! إن تلك اليمين شؤم من البلاء ماحق، وغضب من الجبار سابق، ونُزُل من النار لاحق، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع " رواه البيهقي وصححه الألباني، قال ابن الأثير: " يريد: أن الحالف بها يفتقر، ويذهب ما في بيته من الرزق. وقيل: هو أن يفرّق الله شمله، ويغيّر عليه ما أولاه من نِعمه ". وقد قص الشيخ محمد بن عثيمين خبر رجل جحد مال رجل، فاشتكاه للقاضي، ولم تكن له بينة، فطلب يمينه على إنكاره، فحلّفه القاضي وحلف اليمين الغموس، فلما خرج من مجلس الحكم، تعثر في مشيه وسقط ميتاً. يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « من حلف على يمين صبر، يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر، لقي الله وهو عليه غضبان » رواه مسلم، ويقول: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرّم عليه الجنة »، فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيراً يا رسول الله ؟ قال: «وإن قضيباً من أراك» رواه مسلم. ومن تلك الأيمان المعظّمة اليمين عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال: «لا يحلف أحد عند منبري هذا، على يمين آثمة، ولو على سواك أخضر، إلا تبوأ مقعده من النار - أو وجبت له النار -» رواه أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. ومن تلك الأيمان اليمين التي تكون وقت العصر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم "، وذكر منهم: " ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر؛ ليقتطع بها مال رجل مسلم " رواه البخاري ومسلم.



عباد الله!

وإبرار قَسِم المسلم بفعل غيره ما حلف عليه فيما ليس بمعصية ولا يكون مشقة من تعظيم اليمين وأداء حق الأخوة، كما قال البراء بن عازب - رضي الله عنه -: " أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بإبرار المقسم " رواه البخاري. ومن تعظيم اليمين تصديق الحالف إذا لم يبن كذبه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّه " رواه ابن ماجه وحسّنه ابن حجر.



بارك الله...



الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

وبعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...

أيها المؤمنون!

ومن تعظيم اليمين التكفير عنها حال الحنث، كما قال الله - تعالى -: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ﴾ [المائدة: 89]. وإنما تكون الكفارة في اليمين المنعقدة على فعل أمر أو تركه في المستقبل. وأما غير المنعقدة، وهي اللغو التي تجري على اللسان دون قصد، أو كانت على أمر كان يظنه الحالف صحيحاً فبان خطأ، أو كان قد استثنى في يمينه قائلاً فيها: " إن شاء الله " - فإن ذلك كلَّه لا كفارة فيه. والكفارة محدَّدة مرتَّبة شرعاً في خصال أربع؛ ثلاث مخير فيها، فإن لم يستطع انتقل إلى الرابعة. والثلاث المخيّر فيها هي: إطعام عشرة مساكين بأن يُطعم أو يُعطى كلُّ مسكين ما يكفيه غداء أو عشاء، سواء كان نيئا أو مطبوخاً، وقد حدّه بعض العلماء بكيلو ونصف من الطعام الغالب في البلد. أو كسوة هؤلاء العشرة لكل واحد ثواباً، أو عتق رقبة مؤمنة. فمن لم يستطع على واحدة منها فإنه يصوم ثلاثة أيام متتابعة. تلك كفارة اليمين، سواء كانت يميناً واحدة، أو أيماناً متعددة في موضوع واحد. وأما إن اختلف موضوعها، فلكل يمين كفارة. وإن مات ولم يكفر كفّر عنه وليّه من تركة المتوفى، وإن تبرع جاز. وثمة كفارة لمن حلف بغير الله، أرشد إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق " رواه البخاري ومسلم.




وبعد - معشر الإخوة - هكذا تُعّظم الأيمان وتُحفظ وفق ما شرع الله - سبحانه -؛ فعظِّموا ما عظّمه، واحفظوا أمره، واحذروا سخطه، وافعلوا الخير؛ لعلكم تفلحون.



اللهم...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.37 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]