|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نعمة النكاح خالد عبدالرحمن الكناني الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله حق التقوى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. واعلموا أن الله تعالى خلقنا لعبادته وتوحيده قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. ثم إن الله تعالى أنشأنا في هذه الأرض واستخلفنا فيها لتحقيق هذه الغاية العظمى، قال تعالى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]. وقد أباح لنا كل ما يتوافق مع هذا الاستخلاف من النعم الظاهرة والباطنة، ومن هذه النعم التي امتن الله بها علينا والتي تحقق الاستخلاف في الأرض، وتحقق بقاء وانتشار النوع الإنساني في هذه الحياة نعمة النكاح قال تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]. ((يأمر تعالى الأولياء والأسياد، بإنكاح من تحت ولايتهم من الأيامى وهم: من لا أزواج لهم، من رجال، ونساء ثيب، وأبكار، فيجب على القريب وولي اليتيم، أن يزوج من يحتاج للزواج، ممن تجب نفقته عليه، وإذا كانوا مأمورين بإنكاح من تحت أيديهم، كان أمرهم بالنكاح بأنفسهم من باب أولى)) تفسير ابن سعدي هذه النعمة التي امتن الله بها على عباده وجعلها دليلا على ربوبيته ووحدانيته ورحمته بعباده قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. فبالزواج تحصل المودة والرحمة والسكن ويحصل الاستمتاع فلا تجد بين أحد من الناس في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والمحبة والرحمة، وهذه تحتاج منا إلى شكر هذه النعمة ولما في الزواج من مقاصد عظيمة وفوائد جليلة وحكم بالغة فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج، من حديث عبد الله بن مسعود من حديث عبد الله بن مسعود: قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». فبالنكاح يلتئم الشعث وتسكن النفس ويستريح الضمير من تعب التفكير وتحصل الذرية وتنشأ الأسرة ويتكون المنزل، و يأمن فتنة البصر والفرج وهي في زمننا هذا أشد خطورة على الشباب والفتيات وهذه الفوائد من النكاح تحصل للشباب وللفتيات على حد سواء، ولذلك لا ينبغي للأب أن يؤخر زواج ابنته إن تقدم لها من يرضى في دينه وخلقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". من هنا كان لزاما على من ولاه الله أمر زواج الفتيات أن يحرص على زواجهن ولا يمنع ذلك خاصة وإن الفتاة المسكينة يمنعها الحياء أن تصرح بذلك خصوصا إذا ابتليت بأب لا يقدر للأمور أقدرها ولا يقيم لمثل هذه الأمور وزنا فتدفن البنت حسرتها ولوعتها في صدرها عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا»، فليتق الله الأولياء فيمن ولأهم الله أمر نكاحهن. حري بنا كآباء وأفراد مجتمع أن نتعاون على تيسير أمر الزواج وأن نسهل ما يحقق للشباب والشابات زواجهن.. فاتقوا الله عباد الله واستشعروا عظم المسؤولية الملقاة على عواتقكم، قَالَ رَسُول الله صَلى الله عَلَيه وَسَلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عَنْ رعيته"، فكونوا رعاة أمناء واحرصوا على ما يحقق السعادة لكم ولرعيتكم في الدنيا والآخرة. أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم.. ♦ ♦ ♦ الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: عباد الله، من تمام السعادة في الدنيا أن يوفق المرء لزوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليه سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله، وهذا لا يمكن أن يكون إلا في ذات الدين. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ ". وقال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ». هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال جل من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |