نعيم لا ينفد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302318 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1533 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 36 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331891 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-06-2021, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي نعيم لا ينفد

نعيم لا ينفد

د. فؤاد صدقة مرداد

الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًاعبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، فجزاه الله خير ما جزى نبيًّا عن أمته، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

مع دخول فصل الشتاء، وحلول الأجواء الجميلة، ينبعث في النفس شيء من اللذة والفرح والسرور، تُرى على قسمات الوجه وفي بعض الكلمات وجلسات الأسر، اليوم أصبحت الأجواء الباردة، وأحيانًا الغيم الذي يسقط علينا شيئًا من رذاذ المطر - يغير كثيرًا من نفوسنا، ففجأة تجد ذلك الإنسان المتألم مع الأجواء الجميلة يتغير طبعه، ويسعد فؤاده، ويأنس بأهله، وإذ به يقدم أقصى ما عنده من خير للآخرين، توقفت برهة وقلت: إذا كانت هذه لحظات عابرة غيرت النفس تمامًا، فكيف به الحال إذا كان يوم القيامة، ومنَّ الله عليَّ وعليك أن ندخل جنةً وصفها الله بقوله: ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13]؛ أي أجواء تلك الأجواء؟ وأي سعادة تلك السعادة؟ إذا وصف الله الجنة بأنها لا شمس فيها، وحتى لا يتخيل الإنسان أن عدم وجود الشمس سيؤدي إلى مزيد من البرودة والزمهرير المؤلم القارس؛ نفى ذلك - فسيكون الأمر بشكل لا يتخيله الإنسان، إنها الجنة باختصار التي وصفها الله عز وجل بأوصاف عديدة: ﴿ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ﴾ [الفرقان: 16]، ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 31]، ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الزخرف: 71]، ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر))؛ [أخرجه البخاري ومسلم]، ثم قرأ الآية التي هي قرة الأعين الحقيقية، لا يتخيلها إنسان، لا بعقله، ولا بفكره، ولا بذهنه، ولا بتصوراته.

الجنة التي وقفتنا معها اليوم ليست في الوصف الذي يعرفه كل واحد منا، وقبل أن نسترسل معكم في أوصاف ربما أحيانًا تخفى علينا، سأذكركم وأذكِّر نفسي بأن هذه الجنة التي ورد ذكرها في القرآن أكثر من (143) مرة هي التي حركت شباب الصحابة والتابعين ومَن بعدهم، فكان الواحد منهم ربما يضحي بكل شيء حتى بنفسه كما فعل عمير بن الحمام، هي ذاتها التي حركت صهيبًا الرومي، وهي ذاتها التي جعلت النجاشي يعرف مَن هو الله جل في علاه، هي التي جعلت أبا بكر وعثمان يتصدقون بكافة أموالهم في سبيل الله، هي التي حركت راعيَ الغنم ليعرف من هو الله جل في علاه، هي التي حركت طفلًا صغيرًا اسمه ربيعة يسأله النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صبَّ له وضوءه: ((سلني حاجتك))، فتكون الحاجة أن يرافقه في الجنة، هي ذاتها الجنة التي طلبتها امرأة كانت تصاب بالصرع إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أخبرها بأنها تصبر ولها الجنة، صبرت من أجل الجنة، هي ذات الجنة التي خففت الآلام على أمٍّ كانت تنتظر ابنها الحارثة، ولما علمت أنه في الجنة هدأت، بل أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها جنان.

قد يكون الحديث أحيانًا عن الجنة في بنائها أو قصورها، أو غرفها أو مساكنها وخيامها، أو حتى فرشها أو أسرَّتها، أو أكوابها وأقداحها، أو الغلمان والخدم، أو النساء والحور العين، أو أصناف الطعام والشراب، أو حديث عن الأنهار والأشجار واللباس، كل هذا وذاك ليس حديثي إليكم اليوم؛ لأني أوقن جيدًا أن مثل هذه الأوصاف تمر على الواحد منا، ونحن عرب في جملتنا نعرف هذا الكلام جيدًا عندما نسمعه في القرآن، نعرف تلك الأوصاف، ومن ثَمَّ فإن الوصف الظاهر ظاهر، لكن ثمة نِعَم يجب أن نقف أمامها، قبل أن أذكر لكم بعض النعم الخفية العظيمة، أذكركم بهذا الحديث العظيم، بأن أدنى رجل من أهل الجنة الذي يخرج من النار أخيرًا ويدخل الجنة كما لا يخفى على الجميع في حديث طويل، إحدى رواياته أنه جعل يسأل الله النعم وربه يقول: اسأل، فلما انتهت أمانيه، ((قال الله له يذكره: سل كذا وكذا))، فما زال الرجل يلقَّن من ربه بنعم إضافية يسأل ويسأل ويسأل، حتى إذا انقطعت به الأماني، قال الله: ((هو لك وعشرة أمثاله، ثم يدخله الله الجنة، فيدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا، وأحيانا لك، فيقول: ما أُعطيَ أحد مثلما أعطيت))؛ [صححه الألباني]، هذا أقل أهل الجنة، أقل أهل الجنة يرى بأنه في نعيم لم يُعطَ أحدٌ مثله قط.

أما سلسلة النِعَم الخفية، فاسمعوا جيدًا لهذه الكلمات: إن في الجنة نعمًا يسعد الإنسان بها، ولا يتضايق من تبعاتها، يأكل أهل الجنة ما يشاؤون، ويشربون ما يشاؤون، وينكحون النساء، ومع ذا يمنحهم الله قوة إضافية؛ فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل من أهل الجنة يُعطَى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع))؛ [رواه أحمد وصححه الألباني] لماذا؟ لذة، بالرغم من أنه لا تبعات وراء ذلك، فلا غائط ولا بول - أكرمكم الله - ولا نوم ولا جوع ولا عطش، التبعات التي تدفع الإنسان في هذه الدنيا لأن يبحث عن هذه الشهوات غير موجودة في الجنة أصلًا، لكنها تمام لذات يطلبها الإنسان وتحقق له، لاحظوا معي جيدًا: أعمار الناس في الجنة من الثلاثين إلى الثلاثة والثلاثين، هل سألت نفسك يومًا ما: لمَ؟ قالوا: هذه الفترة أقوى فترات الشباب شهوة ورغبة، ولذة ومتعة، وراحة وطمأنينة، فأُعطي العمر الذي لا يتقدم ليعيش في ألذ لحظات حياته.

من النعم الخفية العظيمة الراحةُ الاجتماعية التي يعيش بها الإنسان في الجنة، فالإنسان كائن اجتماعي لا يأنس بمفرده، لا يمكن أن تجد إنسانًا يأنس بمفرده، هو يريد أهلًا وأصدقاء وأقارب يعيش معهم؛ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن للمؤمن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلًا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا))؛ [رواه مسلم].


أي أنس هذا؟ أهل هنا وهناك، ومن وسع المكان لا يرى هؤلاء هؤلاء، بل حتى عندما يأنس بالبحث عن ذريته عن أبنائه عمن يعتز بهم، يفرح بلقائهم، يسعد بأن ينظر إليهم؛ قال الله عز وجل:﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾ [الطور: 21]؛ قال العلماء: الآباء والأمهات لو دخلوا إلى الجنة، وارتفعوا إلى منزلة عليا، وكتب الله للأبناء والبنات أن يدخلوا في منزلة دنيا، فإن من سعادة الآباء والأمهات أن يُرفع أبناؤهم وبناتهم إليهم، فيرفعهم الله في الدرجة ولو لم تبلغ أعمالهم تلك الدرجة، بل أخبر عليه الصلاة والسلام بأن ((المرء يحشر مع من أحب))، من تحب؟ ستحشر مع من تحب، وأعظم من هذا وذاك تأمل معي: تحقيق جميع الأمنيات الشاردة والواردة وغير المتخيلة أحيانًا، اسمعوا هذا الحديث في صحيح الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يومًا يحدث الناس عن الجنة، وعنده رجل من أهل البادية فقال عليه الصلاة والسلام: إن رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع - يريد أن يزرع في الجنة، شخص هكذا عنده كل النعيم، كل الأشجار، كل الأنهار والنساء والقصور، كل شيء موجود، لكنه يريد أن يزرع - استأذن ربه في الزرع، فقال الله له: ألست فيما شئت؟ - يعني: كل الذي حولك يلبي رغباتك؟ - قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع، قال: فبذر، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال - تريد أن تزرع ازرع، وضع البذر من هنا وفي لمح البصر حصل كل ما يريده - فيقول الله: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء، يسمع ذلك الأعرابي هذه القصة، وهو بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيًّا أو أنصاريًّا؛ فإنهم أصحاب زرع، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه البخاري].

وجاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: ((المؤمن إذا اشتهى الولد ...))، الأصل أن نساء الجنة لا يحملون، هذا هو الأصل من تمام اللذة والسعادة، والولدان المخلدون موجودون، لكن لو اشتهى شخص ولدًا يريد أن يحصل حمل، قال: ((المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسِنُّه في ساعة كما يشتهي))؛ [أخرجه الترمذي وصححه الألباني]،لا يحتاج تسعة أشهر، ولا يحتاج إلى فحوصات وإلى متابعة مع أطباء، ولا غير ذلك؛ لأن القضية قضية تحقيق أمنيات، إنها رحلة الأمنيات في جنة فاطر الأرض والسماوات.

أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبلغني وإياكم هذه الدار العظيمة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فيا لفوز المستغفرين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.
إذا كتب الله لك أن تقف على أعتاب الجنة، فإن سلسلة أمنياتك في هذه الحياة كلها تحقق، لك أن تتخيل أن منَّ الله عليك بدخول الجنة، ومنَّ الله على والديك بدخول الجنة، الوالدان اللذان ربما غادرا هذه الدنيا، هناك سيكون اللقاء، لك أن تتصور أن تلتقيَ بوالدك ووالدتك اللذين لطالما كنت ترتمي في حضنه وحضنها، لك أن تتخيل أنك تجلس بين يديه ويجلس هو معك، الحديث هنا حديث عن كل الذكريات، لك أن تتصور أنه يتكلم معك بما شئت عن كل ما شئت، لا همَّ لا حزن، لا نصب لا غم، لا تفكير في كل قضية مؤلمة، لك أن تتخيل أنك تتجول مع والدتك في جنة الله جل في علاه، لك أن تتخيل أن تعيش مع إخوانك وأخواتك مَن كان على قيد الحياة أو فقدتهم، تتنقل معهم هنا وهناك، تأنس بوجودهم، تتحدث إليهم، ربما في جنة الله تأنس أن تبحث عن أصدقاء كنت يومًا ما تأنس بالجلوس معهم، تفرح بلقياهم، فرقت بينك وبينهم هذه الدنيا لأي ظرف من الظروف، هناك لو كان اللقيا أو دخول الجنة سيكون الأمر مختلفًا تمامًا، بل أعظم من ذلك.

في جنة الله سيأنس المؤمنون برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، كل ذلك ويبقى أن ترى ربك جل في علاه كما نرى القمر ليلة البدر كما أخبر عليه الصلاة والسلام، هذا الرب العظيم الذي كم سجدت بين يديه! كم بكيت بين يديه! كم قرأت آياته!


صحيح نفرح بأننا نسمع عن قصور الجنة ودورها ونسائها، لكن المعنى المعنوي أكبر من ذلك وأعظم من ذلك، إذا تيقنت بهذا سهل عليك كل شيء يوصلك إلى جنة الله، الصلوات التي أحيانًا تعاني في القيام لها عندما تتذكر هذه النعم ستقوم إليها، قيام الليل الذي أحيانًا ربما يفوتك لشيء ما، اليوم ستجد لذة له مختلفة؛ لأنك تسعى إلى دار أخرى، اليوم كل طاعة فرطت فيها ستبحث عنها؛ للقرآن طعم، وللأذكار طعم، وللتسبيح طعم، ولكل طاعة طعم؛ لأنك تدرك أنها ستوصلك إلى شيء لا يمكن أن يحقق في هذه الدنيا بأي شكل من الأشكال، اليوم سنبادر بكل عمل سيوصلنا إلى جنة الله جل في علاه، افتح كل الأبواب، اكفل يتيمًا، اغدُ إلى المسجد كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، لا تنسَ آية الكرسي بعد كل صلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الذي يقولها بعد كل صلاة لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت، طلب العلم، السجود بين يدي الله، التجاوز عن المعسرين، ادخل على أي محرك بحث واكتب أسباب دخول الجنة، وسائل دخول الجنة من جوالك الذي تحمله، خذ عشرات الوسائل التي تدخلك إلى هذه الدار لتأنس هناك بكل سعادة بكل راحة، من الآن صاحب أهلها، صاحب الذين يريدون أن يصلوا إليها، دَعْ أولئك الذين شقوا طريقًا مختلفًا مغايرًا بعيدًا عن الجنة.

وأخيرًا: إذا كانت هذه الجنة بكل متعها، هل سيبقى عليك ألم من آلام هذه الدنيا؟ أي ألم من آلام هذه الدنيا لا ينتهي ويتكسر في أول لحظة من دخولك جنة الله جل في علاه؟ تذكر جيدًا أن كل الآلام التي تحدث لك في هذه الدنيا ستنتهي في هذه الدنيا، ستنتهي بكل همومها، ما سيقابلك لو دخلت جنة الله سينسيك كل هموم الدنيا، أليست الجنة جديرة بأن نعمل لها، وأن نتعب من أجلها؟

أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا ممن يعمل لها بصدق، ويسعى إليها بحق، وأن يجتبينا ويصطفينا، وأن يأخذ بمجامع قلوبنا إليه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، ألا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير؛ فإن الله أمركم في كتابه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]