خطبة عن الابتلاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 365 - عددالزوار : 78710 )           »          صفحات مِن ذاكرة التاريخ _____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 26853 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 30300 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 170 - عددالزوار : 53369 )           »          التمدد الشيعي في المغرب العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 36 )           »          المشروع الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 783 )           »          الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 25448 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 15732 )           »          وقفات مع حديث الشفاعة العظمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 5351 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 867 - عددالزوار : 75261 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2021, 03:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,000
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن الابتلاء

خطبة عن الابتلاء

مالك مسعد الفرح

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:
فإن الله سبحانه يقول: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 1 - 3]، وقال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 1، 2]، فالابتلاء سنة ماضية وقدر محتوم، ومن أجلها خلق الله الموت والحياة؛ ليميز الخبيث من الطيب، فيجزي الشاكرين ويعذب الكافرين.

والابتلاء يكون بالخير والشر؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]؛ ابتلاء بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلال، وقد يُبتلَى الإنسان بشيء ظاهره الخير وحقيقته الشر، والعكس بالعكس؛ قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فعِلْمُ الله لا حد له وعلمنا محدود، فالواجب علينا التماشي مع أقدار الله سواء أسرتنا أم ضرتنا؛ فالله يعلم وأنتم لا تعلمون.


إخوة الإيمان، تتساوى البشرية في وقوع الابتلاءات، ولكن يتميز المؤمنون في تحقيق النجاح بعد الابتلاء؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له))، فبالإيمان نجتاز الصعاب، ونحول المحن إلى منح، والرزايا إلى عطايا، وبمثل هذه المفاهيم تطمئن النفوس، وتحلو الحياة، ويكثر الثواب، ويحسن المآب.

إخوة الإسلام، نِعَمُ الله علينا تترى لا تُعدُّ ولا تُحصَى غير أن الإنسان لربه لكنود، عدَّاد للمصائب نسَّاء للنعم، يبحث عن القليل المفقود، ويتعامى عن الكثير الموجود، فرغم ما يعانيه أي مبتلًى، فإن نعم الله عليه لا تعداد لها؛ (يحكى أن رجلًا جاء إلى يونس بن عبيد يشكو ضيقًا في حاله ومعاشه واغتمامًا بذلك، فقال له يونس: أيسرك ببصرك مائة ألف دينار؟ قال: لا، قال: فبسمعك؟ قال: لا، قال: فبلسانك؟ قال: لا، قال: فبعقلك، قال: لا، قال يونس: أرى لك مئين ألوفًا وأنت تشكو الحاجة)، فإذا منعنا الله شيئًا، فقد أعطانا أشياء كثيرة، وما أغلق بابًا إلا فتح لنا أبوابًا، والله لطيف بالعباد.

عباد الله، قال رجل لأخيه: أوصني، فقال: لا أدري ما أقول، غير أنه ينبغي لكل مسلم ألَّا يفتر عن الحمد والاستغفار؛ فإن ابن آدم بين نعمة وذنب، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار، فتوبوا إلى الله واستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى؛ أما بعد:
إخوة الإسلام، والعالم يعيش هذه الأيام ابتلاء عامًّا بسبب انتشار فيروس كورونا - عجل الله بزوال البلاء وتمام العافية - ينبغي للمسلم أن يقف مع نفسه وقفات؛ حتى يجتاز هذه المحنة بسلام ونجاح؛ ومن هذه الوقفات: أن يعلم العبد أن هذا الابتلاء من أقدار الله، نزل بمشيئته لحكم يعلمها الحكيم الخبير، فنؤمن بأقدار الله، ونعمل بأوامر الله، ولا نسخط ولا نجزع، ونغالب الداء بالبحث عن الدواء والوقاية قبل ذلك، كما يجب أن نحتسب الأجر ونصبر على الأقدار، ونسأل الله العافية؛ فما ابتلانا إلا لنرجع إليه؛ قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، فلنرجع إلى الله، ولنتُبْ إليه ونستغفره، ونفزع إليه دعاء وصلاة، وصيامًا وصدقة وتلاوة؛ فهو القوي القادر على كل شيء، وهو القاهر فوق عباده، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، كما يجب علينا أن نحمد الله ونشكره على نعمه الكثيرة؛ ليمدنا بالمزيد، ونحمده كذلك بأن خفف علينا البلاء ولم يزده وهو القادر عليه؛ روى البيهقي في شعب الإيمان من طريق الشعبي أن شريحًا قال: "إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لِما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني"، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة لنا ولكم ولجميع المسلمين.

هذا، وصلوا وسلموا على النبي الأمين؛ كما أمركم الله في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال، اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والغلاء، والفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أنزلت الداء، فعلمنا الدواء، وقوِّ عزائم المسعفين والأطباء، وامنن على المرضى بالشفاء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، اللهم احقن دماء المسلمين، وألِّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، واغنِ فقيرنا، وفرج كربنا، وتولَّ أمرنا، اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وأهلينا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وأرحامنا، وجيراننا وأصحابنا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]