الدنيا بين الزاد والزهد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4863 - عددالزوار : 1826612 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4429 - عددالزوار : 1173803 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302547 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1560 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 332199 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2022, 07:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي الدنيا بين الزاد والزهد

الدنيا بين الزاد والزهد











حسام بن عبدالعزيز الجبرين



الحمد لله الكافي الحسيب، الحفيظ الرقيب، المجيب القريب، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، كريمُ الطباع، قليل المتاع..




يا خير مولودٍ تعاظمَ فخرهُ

وأتى بأشرفِ ملَّةٍ وكتابِ


صلَّى عليك الله يا خير الورى

ما انهلَّ في الآفاق قطْرُ سحابِ






أما بعد: فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، فإنها نجاة في الدنيا والآخرة، ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30].



عباد الرحمن: خصلة من خصال النبي صلى الله عليه وسلم، عاشها في حياته واقعاً عمليًّا، وحث عليها أصحابه؛ فتربوا عليها، جاءت آيات كثيرة حولها، وهي اليوم ضعيفة في حياتنا، إنها تدفع الحسد وتجلب القناعة والسعادة، إنها تبعدك عن الكسب الحرام، إنها تكسب محبة الله ومحبة الناس، وسيأتي ذكر لفضائلها.. إنها خصلة الزهد في الدنيا!



أيها المصلون: خلق الله عباده ونوّع مواهبهم وقدراتهم وأرزاقهم ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً ﴾ [الزخرف: 32].



وليس الزهد ترك العمل والتجارة، كلا؛ فلقد أُمر العباد بالتعبد واستخلفوا في الأرض، وقد مدح الحق أهل الصلوات في المساجد الذين ﴿ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ﴾ [النور: 37].



وخفف سبحانه عن المسلمين في قراءة الصلاة لأسباب منها: التجارة ﴿ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ [المزمل: 20].



إخوة الإيمان: نعم المال الصالح للعبد الصالح، وفي التنزيل ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ﴾ [القصص: 77]، والعبد الموفق يحذر أن يفتنه المال سواء بطرق جمعه أو كنزه ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 28].



عباد الله: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم زاهداً بفعله وبقوله؛ فعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بالسوقِ، داخلًا من بعضِ العاليةِ، والناسُ كنفتهُ (أي ناحيته) فمرَّ بجديٍ أسكَّ ميتٍ (وهو صغير الأذن أو مقطوع الأذن) فتناولَه فأخذ بأذنِه، ثم قال: "أيكم يحبُّ أنَّ هذا لهُ بدرهمٍ؟" فقالوا: ما نحبُّ أنَّهُ لنا بشيٍء. وما نصنعُ بهِ؟ قال: "أتحبون أنَّهُ لكم؟" قالوا: واللهِ لو كان حيًّا، كان عيبًا فيهِ، لأنَّهُ أسكُّ. فكيف وهو ميتٌ؟ فقال: "فواللهِ لَلدنيا أهونُ على اللهِ، من هذا عليكم" رواه مسلم.



قال الحق سبحانه: ﴿ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

وممن عرف حقيقة الدنيا بالفعل سعيد بن المسيب، فقد جاءه مندوب الخليفة يخطب ابنته لابن الخليفة، يقول: جاءتك الدنيا يا سعيد بحذافيرها، ابن الخليفة يريد بنتك، أتعلمون ماذا كان جواب سعيد؟ قال: إذا كانت الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، فماذا عسى أن يقص لي الخليفة من هذا الجناح؟! ولم يزوج ابن الخليفة! وزوج ابنته لطالب علم فقير!



سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: كيف يكون الزهد في الدنيا؟ فقال: " الزهد في الدنيا في إيثار الآخرة عليها، وعدم التكلف، يكتفي بالحلال ويكتفي بما يعينه على طاعة الله ولا يتكلف شيئاً يشغله عن الآخرة...".



عباد الرحمن: نعم لأنْ تكون الدنيا بأيدينا لا بقلوبنا.. ونعم المال الصالح للرجل الصالح، لكن الإشكال حين نقدم الدنيا على الآخرة فنأخذ الحرام، قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أبا الحسن صِفْ لنا الدنيا! قال أطيل أم أقصر؟ قالوا بل أقصر. قال: حلالها حساب وحرامها عقاب!



والإشكال: حين نجمع ولا نعطي أو نعطي عطاء يتناسب مع فضله سبحانه علينا!

والإشكال: حين تتعلق قلوبنا بما عند الآخرين فنقع في حسد أو سخط وعدم رضا وفي التنزيل ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131]، والله عليم حكيم ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ [الشورى: 27].



أيها الأحبة: وقد يزهد ذو الجاه والمال الكثير! اشترى ابن الخليفة عمر بن عبد العزيز فصا لخاتمة ثمنه ألف درهم فلما علم عمر بن عبد العزيز بذلك أرسل إليه قائلاً: أما بعد فإني قد وصلني أنك قد اشتريت فصًّا بألف درهم، فبعه وأطعم به ألف جائع، واشترِ مكانه خاتماً من حديد واكتب عليه: رحم الله امرأً عرف قدر نفسه.



وفي وقتنا الحاضر أنفق أحد كبار التجار المليارات وقد رُئي في المشاعر يأكل من بقايا طعام على سفرة أناس قد تكفل بحجهم وهم يأكلون من مائدته!

بارك الله لي ولكم...



الخطبة الثانية

الحمد لله القائل ﴿ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ [لقمان: 33] [فاطر: 5] وصلى الله وسلم على نبيه العابد الباذل الزاهد ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [الأحزاب: 21].



أما بعد: معشر الكرام: فالزهد درجات، ومن أشهر تعريفات الزهد: أنه ترْك ما لا ينفع في الآخرة.



إخوة الإيمان تعالوا إلى جملة من فضائل الزهد:

فمن جمائل الزهد: راحة النفس والقناعة، وفي الحديث الصحيح: "قد أفلحَ من أسلمَ، ورُزِقَ كفافًا، وقنَّعَه اللهُ بما آتاهُ" (مسلم).

ومن فضائل الزهد: الاعتدال وتجنب الإسراف.

ومن إيجابيات الزهد: التواضع والبعد عن احتقار أحد من الخلق.

ومن محاسن الزهد: عدم إرهاق النفس بالديون ومد الرِجْل قدر اللحاف، في البيوت والمراكب والأجهزة وغيرها.

ومن محاسن الزهد: السلامة من المفاخرة والخيلاء.


ومن إيجابيات الزهد: الجود وكثرة الصدقات.

ومن فضائل الزهد: ترك ما لا يعنيك من شؤون الناس!



ومن مزايا الزهد: أن أهله عند ضيق الدنيا ونقص أموالها هم أقل من يضيق بذلك بخلاف الترف الذي نشأنا عليه إلا من شاء الله!



ومن جمائل الزهد: محبة الخالق ومحبة الخلق "ازهَد في الدُّنيا يحبَّكَ اللَّهُ، وازهد فيما عندَ الناسِ يحبَّكَ النَّاسُ".




وختاما: فهنيئًا لمن كانت الدنيا بيده "فهو يُنفِقُ منه آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ"، وهنيئًا لمن لم تكن الدنيا في قلبه، وهنيئًا لمن لم تغرِه الدنيا.

ثم صلوا وسلموا...





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]