|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تحذير المسلمين من خطورة عقوق الوالدين رمضان صالح العجرمي 1- أهمية بر الوالدين. 2- ثمرات بر الوالدين. 3- خطورة عقوق الوالدين. 4- صور من العقوق. 5- أسباب العقوق. الهدف من الخطبة: التذكير بأهمية وفضائل وثمرات بر الوالدين والإحسان إليهما، مع التحذير من خطورة وشؤم كبيرة عقوق الوالدين، وبيان صور من العقوق. مقدمة ومدخل للموضوع: • أيها المسلمون، عباد الله، إن بر الوالدين من أهم المهمات، وأعظم القربات، وأجلِّ الطاعات، وأوجب الواجبات، وأما عقوقهما، فإنه من أكبر الكبائر، وأقبح الجرائم، وأبشع وأخطر المهلكات؛ فتعالَوا معنا نقف مع هذه الوقفات الخمس: أولًا: أهمية بر الوالدين؛ ومما يدل على ذلك: 1- ما نجده في آيات كثيرة أن الله تعالى قد قَرَنَ بين عبادته والإحسان إليهما؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]، ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الأنعام: 151]، ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]. 2- وأخذ الله تعالى الميثاق على بني إسرائيل؛ فهو ليس مختصًّا بهذه الأمة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83]، وكان من صفات الأنبياء عليهم السلام أنهم يبرون والديهم؛ كما قال تعالى عن يحيى عليه السلام: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14]، وقال تعالى عن عيسى عليه السلام: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32]. 3- وقرن الله تعالى شكره بشكرهما؛ كما قال تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، ورُوي عن ابن عباس: "فمن شكر الله، ولم يشكر الوالدين، لم يُقبَل منه". 4- وبر الوالدين والإحسان إليهما هو وصية الله تعالى لأهل الإيمان، بل لجميع جنس الإنسان؛ كما قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8]، وقال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ﴾ [لقمان: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ﴾ [الأحقاف: 15]. 5- ولعِظَمِ برِّ الوالدين والإحسان إليهما؛ فإنه مقدَّم على الجهاد في سبيل الله؛ كما في صحيح مسلم: ((أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهِدْ)). 6- ولعظم برهما؛ فقد أمر الله تعالى ببرهما حتى ولو كانا كافرَيْنِ؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]. 7- ولعظم حقهما؛ فإن الولد وماله لأبيه؛ فعن جابر رضي الله عنه: ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي مالًا وولدًا، وإن أبي يريد أن يحتاج مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك))؛ نقل الشوكاني رحمه الله القول عن العلماء: "إن اللام في الحديث لام الإباحة لا لام التمليك، فإن مال الولد له وزكاته عليه، وهو موروث عنه، والمقصود منه أنه يجوز له الأكل منه، سواء أذِن الولد، أو لم يأذن، ويجوز له أيضًا أن يتصرف به كما يتصرف بماله، ما دام محتاجًا، ولم يكن ذلك على وجه السَّرَفِ والسَّفَهِ". 8- ولعظم حقهما؛ فإنهما أحق الناس بالصحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، مَن أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك)). 9- ولعظم برهما؛ فإنه لا يتوقف حتى بعد موتهما؛ فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه، قال: ((قال رجل من الأنصار: يا رسول الله، هل بقِيَ من برِّ أبويَّ شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما))، وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أبر البر أن يَصِلَ الرجل ودَّ أبيه)). 10- ولعظم برهما؛ تأمل كيف قص الله تعالى معاناتهما؛ ولذلك فإن الولد لن يستطيع مكافأة الوالدين مهما عمل؛ كما قال الله تعالى: ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْن ﴾ [لقمان: 14]، وقال تعالى: ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15]، وكذلك الوالد، فكم تعِب، وكدَّ، وسهِر، وسافر، وعمِل من أجل أن يأكل أولاده أحسن الطعام، ويلبسوا أحسن الثياب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الولد: ((الولد مَحْزَنَةٌ، مَجْبَنَةٌ، مَجْهَلَةٌ، مَبْخَلَةٌ))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه، والطبراني، وهذا لفظه]؛ ومعنى مجبنة: أي: سبب لجعل هذا الأب يجبن عن كثير من الأمور كالجهاد، يتخوف لِما له من الأولاد، ومعنى مبخلة: أي: يبخل من أجل الأولاد، ومعنى مجهلة: لكونه يحمل على ترك الرحلة في طلب العلم، والجد في تحصيله؛ لاهتمامه بتحصيل المال لأولاده، ومعنى محزنة: لأنه يحمل أبويه على كثرة الحزن؛ لكونه إن مرِض حزِنا، وإن طلب شيئًا لا قدرة لهما عليه، حزنا. وهذا الحديث وإن كان في ذم الاشتغال بالولد، ولكنه يبين مشاعر الأب التي لا يعرفها إلا من كان له أولاد؛ فمهما عمِل الولد من عملٍ، فلن يستطيع مكافأة والديه، إلا في حالة واحدة؛ وهي ليست موجودة؛ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَجْزِي ولد والدًا، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه))؛ ولذلك اهتم السلف وعظموا حق الوالدين أيما تعظيم واهتمام: • فهذا حيوة بن شُريح كان يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه: قم يا حيوة، فألْقِ الشعير للدجاج، فيترك حلقته، ويذهب لفعل ما أمرته أمه به. • وقد بلغ من بر الفضل بن يحيى بأبيه أنهما كانا في السجن، وكان يحيى لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فمنعهما السجَّان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فلما نام يحيى، قام الفضل إلى وعاء وملأه ماءً، ثم أدناه من المصباح، ولم يزل قائمًا والوعاء في يده حتى أصبح. ثانيًا: ثمرات بر الوالدين: 1- إن بر الوالدين من أفضل وأحب الأعمال إلى الله تعالى؛ ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: ((سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)). 2- ومن ثمرات بر الوالدين أنه من أسباب رضا الله تعالى على العبد؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين))؛ [رواه الترمذي وصححه]. 3- ومن الثمرات أيضًا أنه منجاة من مصائب الدنيا، وسبب لتفريج الكربات؛ ففي خبر الثلاثة أصحاب الغار؛ فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران))؛ [الحديث]، ثم قال: ((اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاءَ وجهك، ففرِّج عنا ما نحن فيه، ففرَّج الله لهم)). 4- ومنها أنه من أسباب دخول الجنة، بل هما من أبواب الجنة؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فحافظ على الباب، أو ضيِّع))؛ [رواه الترمذي]، ولما ماتت أم إياس بن معاوية، بكى فقيل له: ما يبكيك؟ قال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة، وأُغلق أحدهما. 5- ولذلك فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من أدرك والديه، أو أحدهما، ولم يدخلاه الجنة؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رَغِمَ أنف، ثم رَغِمَ أنف مَن أدرك أبويه عند الكبر؛ أحدهما، أو كليهما، فلم يدخل الجنة)). نسأل الله العظيم أن يرزقنا البر بآبائنا وأمهاتنا. الخطبة الثانية مع الوقفة الثالثة: خطورة عقوق الوالدين: 1- إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر؛ ولذا قرنه الله تعالى مع الشرك به؛ كما في الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين)).2- وعقوق الوالدين مما حرمه الله تعالى؛ ففي الحديث الصحيح: ((إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعًا وهاتِ، وكره لكم قيلَ وقالَ، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)). 3- ومنها أن عاقَّ والديه متعرض لسخط الله تعالى عليه؛ كما في الحديث الصحيح: ((رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)). 4- ومنها أن عاق والديه متعرض لتعجيل عقوبته في الدنيا قبل الآخرة؛ كما في الحديث: ((كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا البغي وعقوق الوالدين، أو قطيعة الرحم، يُعجَّل لصاحبها في الدنيا قبل الموت)). 5- ومنها أن عاق والديه متعرض لإجابة دعوات والديه عليه؛ ففي مسند الإمام أحمد من حديث أبى هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده)). 6- ومنها أن عاق والديه لا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة، ومحروم من دخول الجنة؛ فقد روى النسائي وصححه الألباني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنَّان بما أعطى)). رابعًا: صور من العقوق: • قال العلماء: كل ما يتأذى ويتألم بسببه الوالدين نفسيًّا أو بدنيًّا، صغيرًا كان أو كبيرًا، فهو من العقوق؛ ومنها: • شتم الوالدين أو سبهما، وهو منتشر بين الشباب، سواء أكان مباشرًا، أو غير مباشر؛ كمن يسب أبَ الرجل، فيسب أباه، والعياذ بالله. • التأفف من أوامرهما، والعبوس، وتقطيب الجبين أمامهما. • عدم الإصغاء لحديثهما. • مناداته باسمه مجردًا، والمشي أمامه، والجلوس قبله. • إبكاء الوالدين وتحزينهما بالقول والفعل. • الانشغال عنهما وعدم خدمتهما. • رفع الصوت عليهما والأمر عليهما. • انتقاد الطعام الذي تقدمه الأم؛ وهذا فيه محذوران: عيب الطعام، وهذا منهي عنه، وكذا سوء الأدب مع الأم. خامسًا: أسباب الوقوع في كبيرة عقوق الوالدين: 1- الجهل بثمرات بر الوالدين والإحسان إليهما، وخطورة هذه الكبيرة الخطيرة؛ وهي عقوق الوالدين. 2- سوء التربية؛ فعندما تربى جيل هذا الزمان على الأفلام والمسلسلات، فلا تسأل عن العقوق والتمرد. 3- عقوق الوالدين لوالديهم؛ وتأمل هذه القصة الواقعية وخلاصتها: أن أحد الأزواج كان له والد شيخ كبير، ومع مرور الأيام، تضجرت زوجته من والده الشيخ الكبير؛ فوضعوه في حجرة خارج البيت، وكانت تضع له الطعام في أطباق بلاستيك، وبعد موت الوالد لم يستفق الابن العاق، إلا مع رؤيته لابنه الصغير، وهو يمسك بالطبق البلاستيك، ويقول: يا أبي، سأحتفظ به لأضع لك فيه الطعام عندما تكبر. 4- التفرقة بين الأولاد؛ فإنه يُورِث الضغينة والحقد بين الأولاد. 5- الزوجة غير الصالحة، لا سيما مع سلم التنازلات. 6- وقد يكون بسبب قلة إعانة بعض الوالدين على البر؛ ومع ذلك فليس مبررًا للعقوق. نسأل الله العظيم أن يرزقنا البر بآبائنا وأمهاتنا، وأن يغفر لهم، ويرحمهم، كما ربَّونا صغارًا. ملحوظة: 1- الموضوع قابل للزيادة والتعديل بحسب الوقت، خطبة أو درسًا. 2- صور وأسباب العقوق، اكتفيت بالعناصر فقط، فيمكن المرور عليها سريعًا لعدم الإطالة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |