محمد بن القاسم الأنباري في كتابه الأضداد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 682 - عددالزوار : 140441 )           »          حياة القلوب - قلوب الصائمين انموذجا**** يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 49 )           »          حقوق العمالة وواجباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طهر قلبك من الحسد! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البرنامج التأصيلي العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 10181 )           »          من يحمي المجتمع من عدوى الإعلانات؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مُثُــــل علـيـا في السلـوك الإداري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مساجد غزة الأثرية.. معالم حضارية تقاوم محاولات طمس هويتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1394 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-12-2022, 03:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,623
الدولة : Egypt
افتراضي محمد بن القاسم الأنباري في كتابه الأضداد

محمد بن القاسم الأنباري في كتابه الأضداد



معمر العاني





المقدمة:
خالص الحمد وجزيله لله، كما يليق بجمال وجهه وعظيم سلطانه، على ما أنعم ويسّر وأتمّ، وأفضل الصلاة والسلام على النبي الحبيب، كما يليق بمقامه الشريف وشخصه الكريم؛ لما فتح لنا من أبواب العلم والعرفان، وهدانا إلى منابع البحث والتدبر والبيان.

أما بعد:

فإن اللغة العربية أكثر اللغات بلاغة وفصاحة، وأجملها لفظاً، وأغزرها بالمعاني الأخاذة الدقيقة والصور الجميلة الرقيقة، وهي في الوقت نفسه مليئة بالمعاني القوية المحكمة، ولهذا اختارها الله -سبحانه وتعالى- لتكون لغة القرآن العظيم، ولسان النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي ذلك أمارة واضحة على ما لها من منزلة وما فيها من سمات لا توجد في سواها من اللغات.

لذلك قام علماء اللغة بالبحث والدراسة، والاستقصاء لكنوز هذه اللغة، والغوص في أعماقها، يدفعهم حسُّهم الديني وإيمانُهم بضرورة الحفاظ على هذا التراث العظيم.


وإن الألفاظ المؤتلفة المختلفة المعاني لَتمثل -مع ما صدر لها من شروح ودار حولها من مناقشات- جزءاً مهماً من تراثنا اللغوي والأدبي، غير أن موقف اللغويين حيال هذه الألفاظ كان ولا يزال خلافياً غير مستقر، كما أن الكتب التي تناولت هذه الألفاظ تختلف في منهجيتها ودراستها لهذه الظاهرة، مما جعل هذه الألفاظ جديرة بالبحث والدراسة والاستقصاء.


ومن بين الكتب التي عالجت هذه الألفاظ التي أطلق عليها الأضداد، كتاب ابن الأنباري الذي يعد من أفضل كتب الأضداد وأوسعها، مما جعلني أختار هذا الكتاب للبحث والدراسة، وعند قراءتي للكتاب رأيت أن أقسم البحث إلى ثلاثة فصول، وقبلها مهّدت للحديث بتعريف الأضداد وآراء اللغويين في هذه الظاهرة، ثم شرعت في الفصل الأول في بيان حياة ابن الأنباري وثقافته، وكتابه، وأهم كتب الأضداد المصنفة.


واشتمل الفصل الثاني على سبب نشوء الأضداد، والأنواع التي ذكرها من الأضداد، والمنهجية التي سار عليها في شروطه، وتتبعت المآخذ التي أخذت على هذا الكتاب.


أما فصل الختام –الفصل الثالث– فتضمن نظرة عميقة للقضايا اللغوية الصرفية والنحوية والبلاغية التي أتى عليها في كتابه لدعم آرائه وتدقيق أحكامه، ثم عرَّجت على أهم شواهد الكتاب ومصادره التي اعتمدها في تقرير معاني الأضداد أو إنكارها.


وفي نهاية المطاف أتيت بجملة من النتائج التي ظهرت لي خلال مسيرة البحث في هذا الكتاب.


التمهيد:

1- تعريف الأضداد:
الضد لغة: كل شيء ضادَّ شيئاً ليغلبه، والسواد ضد البياض، والموت ضد الحياة، والليل ضد النهار، إذا جاء هذا ذهب ذلك، قال ابن سيده: ضد الشيء وضديده وضديدته: خلافه، قال ابن السكيت: حكى لنا أبو عمرو الضد: مثل الشيء، والضد خلافه[1].

وأما اصطلاحاً: فلم يتفق دارسو العربية على تعريف واحد لمفهوم التضاد، ولعل أول من أشار إلى مفهوم الأضداد هو سيبويه (180هـ) حين قسم الألفاظ والمعاني فقال: "اعلم أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظين والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين، فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين نحو جلس وذهب، واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو ذهب وانطلق، واتفاق اللفظين والمعنى مختلف قولك: وجدتُ عليه من الموجِدة، ووجدت إذا أردتَ وجدانَ الضالة، وأشباه هذا كثير"[2].


وأخذ قطرب (206هـ) الوجهَ الثالث من تقسيم سيبويه الخاص بالمشترك اللفظي، فقال: "فيكون اللفظ الواحد على معنيين فصاعداً، ومن هذا اللفظ الذي يجيء على معنيين فصاعداً ما يكون متضاداً في الشيء وضده"[3]. وهو بذلك يطلق مصطلح الأضداد على ما اتفق لفظه واختلف معناه.


ثم حدّد ابن الأنباري (328هـ) مفهوم الضدية التي أطلقها قطرب فقال: "الحروف التي توقعها العربُ على المعاني المتضادَّة، فيكون الحرف منها مؤدياً عن معنيين مختلفين"[4].


وأتى أبو الطيب اللغوي (351هـ) في كتابه الأضداد، بتحديد معنى الضدية فقال: "والأضداد جمع ضد، وضد كل شيء ما نافاه، نحو البياض والسواد، والسخاء والبخل، والشجاعة والجبن، وليس كل ما خالف الشيء ضداً له، ألا ترى أن القوة والجهل مختلفان وليسا ضدين، وإنما ضد القوة الضعف، وضد الجهل العلم، فالاختلاف أعم من التضاد، إذ كان كل متضادين مختلفين وليسا متضادين"[5].


ويرى عدد من الباحثين المحدثين أن: التضاد فرع من فروع الاشتراك، ولكن قد تختلف دلالتا اللفظ المشترك اختلافاً يبلغ الغاية حتى تكون إحداهما نقيض الأخرى[6].


2- آراء العلماء في الأضداد:

اختلف العلماء في توجيه هذه الظاهرة؛ ففريق يراها حُلة تزهو بها العربية على أخواتها من اللغات، تمدها بمزيد من الامتياز والثراء، وفريق آخر يراها مطعناً على العربية يسلبها بهاء الفصاحة، ويخلع عليها أثواب الغموض.

والحقيقة أن هذه الآراء المتضاربة جاءت في سبيل الوصول إلى قرار حاسم يحدد طبيعة هذه الظاهرة، وليس من المناسب هنا ذكر هذه الآراء؛ لأن المقام لا يسمح بذلك، لا سيّما وأن الكثير من اللغويين والباحثين قد تعرض لهذه الآراء ودوّنها في مؤلفه[7].


ويمكننا أن نوجز آراء الفريقين تماشياً مع مقتضيات هذا البحث، وذلك بذكر الأعلام الذين أيدوا هذه الظاهرة أو أنكروها.


فكل من ألّف في الأضداد يمكن عدّه من المؤيدين لهذه الظاهرة، ومنهم قطرب، وأبو حاتم السجستاني (244هـ)، وابن السكيت (248هـ)، وابن الأنباري، وأبو الطيب اللغوي، وابن الدهان (569هـ)، والصاغاني (650هـ).


ويعدّ محمد بن القاسم الأنباري -الذي خصصنا هذا البحث لتناول كتابه الأضداد- من المؤيدين لهذه الظاهرة؛ فهو يرى أن وقوع الضدّ في كلام العرب أمر جائز؛ لأن سياق الكلام يحدد المراد منه، وفي ذلك يقول: "كلام العرب يصحح بعضُه بعضاً، ويرتبط أوله بآخره، ولا يُعرف معنى الخطاب منه إلا باستيفائه، واستكمال جميع حروفه، فجاز وقوعُ اللفظة على المعنيين المتضادين لأنها يتقدمها ويأتي بعدها ما يدل على خصوصية أحد المعنيين دون الآخر، ولا يراد بها في حال التكلم والإخبار إلا معنى واحد"[8].


وأقر ابن سيده (458هـ) في المخصص بوجود الأضداد، فأورد دليلين أحدهما: سماعي والآخر قياسي[9].


أما المحدثون المؤيدون للأضداد فهم كُثر، وقد أوردهم محمد حسين آل ياسين في دراسته للأضداد[10]. ومن المحدثين المتحمسين لهذه الظاهرة توفيق محمد شاهين، إذ عدَّ الأضداد من وسائل تنمية اللغة[11]، في حين ذهب الرافعي مذهباً وسطاً، وعدّ وجود عدد منها في زمن اختلطت فيه اللغات مع بعضها[12]. وهذا ما نجده عند منصور فهمي، وإبراهيم السامرائي الذي درس الشواهد التي جاءت بها الكتب المشتملة على الأضداد وأنكر منها مائة وخمسين لفظة[13].


أما من أنكر هذه الظاهرة، فمنهم ابن درستويه (347هـ) الذي ذكر أن الألفاظ التي تشير إلى معنيين متضادين لابدّ من أن ترد إلى أصلها الذي لا يمكن إلا أن يكون واحداً[14].


وأورد الجواليقي (539هـ) في شرح أدب الكاتب قولاً لثعلب (291هـ) يؤيد ما ذهب إليه ابن دستوريه[15].


ومن المحدثين الذين أنكروا الظاهرة: عبد الفتاح بدوي، إذ عدّها دليلاً على عدم الإبانة، منكراً على ابن الأنباري دفاعه عن الأضداد[16].


ويرى حسين نصار أننا حين "نتبع الأقوال التي أتى بها المنكرون لدعم رأيهم لا نجد فيما بين أيدينا من مراجع غير أقوال قليلة لا تدل على حقيقة موقفهم دلالة كافية"[17].


وبعد هذه الجولة الموجزة في آراء العلماء أرى الأمور الآتية:

1- إن من التعسف بمكان نفي ظاهرة الأضداد جملةً وتفصيلاً؛ فهذا أمر واقع لا مفر منه، ولا أرى فيه عيبًا على لغتنا العربية.
2- إن المتتبع لعدد من الألفاظ التي أوردها أربابُ اللغة وجعلوها من الأضداد يجد الغلو والتكلف في تفسير معانيها، والأولى إخراجُها من الضدية.
3- إن من ألّف في الأضداد كصاحبنا الأنباري، لم يؤلفوها إلا لقناعتهم بهذه الظاهرة، ومن أنكر هذه الظاهرة كثعلب لا يسير على إنكاره في مواضع أخرى، فقد أورد أمثلة على الأضداد في مجالسه[18].



يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 26-12-2022 الساعة 05:01 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 195.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 193.44 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (0.90%)]