أول جمعة في رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شعائر وبشائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بين الحاج والمقيم كلاهما على أجر عظيم.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          لا حرج على من اتبع السنة في الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحج: غاياته وإعجازاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الحج ويوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خطبة مختصرة عن أيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لماذا قد نشعر بضيق الدين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 3421 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-03-2023, 12:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,068
الدولة : Egypt
افتراضي أول جمعة في رمضان

أول جمعة في رمضان

للشيخ عبيد الطوياوي


الحمد لله الذي وفق العاملين لطاعته ، فوجدوا سعيهم مشكورا ، وحقق آمال الآملين برحمته ، فمنحهم عطاء موفورا ، الواحد الأحد ، والفرد الصمد ، الذي من قصد غيره ضل ، و من اعتز بغيره ذل , ( إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) ، أحمده حمدا يليق بكريم وجهه ، وعظيم سلطانه ، وأشكره على نعمه وآلائه ، ( جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ) .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شرك له ، ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ) .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، بعثه ( شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد ، فيا عباد الله :
اتقوا الله تعالى ، بفعل أوامره ، والبعد عما نهى عنه ، فهو القائل في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) جعلني الله وإياكم من عباده المتقين .
أيها الأخوة المؤمنون :
لقد من الله تعالى ، علينا بإدراك شهر رمضان ، شهر الصيام والقيام والإحسان ، شهر المكانة والفضل والقرآن ، ففي الحديث الصحيح ، يقول النبي r : (( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَّانِ ، فَلَمْ يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ ، وَنَادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ )) .
فإدراك شهر رمضان ـ أيها الأخوة ـ نعمة عظيمة ، لأن فيه تخفّ وطأةُ الشهوات على النفس ، والواقع أكبر برهان ، ها نحن ـ أيها الأخوة ـ في إقبال على طاعة الله تعالى ، فمنا من يسأل العفو عن زلته ، ومنا من يسأل التوفيق لطاعته ، ومنا من يستعيذ بالله من عقوبته ، ومنا من يرجو من الله تعالى جميل مثوبته ، ومنا من شغله ذكر الله تعالى عن مسألته .
ولكي ندرك نعمة إدراك رمضان نتأمل ما رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : كَانَ رَجُلَانِ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ r ، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً . قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ، فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ r ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ ! وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً ! صَلاةَ السَّنَةِ )) فتأملوا أيها الأخوة ، بماذا سبق هذا الصحابي أخاه الذي مات شهيدا قبله ؟ أدركها بصلاته وصيامه .
فإدراكنا لشهر رمضان ـ أيها الأخوة ـ نعمة والله نُغبط عليها ، كثير هم الذين حرموا هذه النعمة ، وحيل بينهم وبينها ، أنتم معشر الأخوة ، في هذه الشهر ، ما بين صيام وقيام ، وصدقة وقراءة قرآن إن أحسنتم ؛ ولكن هناك من يتمنى ، أن يتهيأ له مثل هذه الأعمال الصالحة العظيمة ، ولكنه لا يستطيع ، لا يستطيع إما لمرض ، وإما لضلال وفساد وانحراف ، وإما وافاه الأجل ، فمات قبل أن يدرك شهر رمضان .
أيها الأخوة المؤمنون :
إن لهذا الشهر العظيم ، فوائد وثمار ونتائج لا تحصى ولا تعد ، قد تفوت على الكسالى ، وأهل الغفلة واللعب ، الذين يضيع شهرهم في نوم النهار ، وذرع الأسواق في الليل ، والقضاء على ما يتبقى منه باللهو واللعب ومتابعة ما لا ينبغي وما لا يليق بشهر كرمضان .
من فوائد رمضان وثماره ، أن صيامه وقاية من النار ، ففي الحديث الصحيح عَنْ جَابِرٍ t أن النَّبِيِّ r قَالَ : (( إِنَّمَا الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنْ النَّارِ )) وكذلك ـ أيها الأخوة ـ في الصيام وقاية وجنة من الشهوات ، التي قد تغلب الإنسان ، ويضعف أمامها في غير رمضان ، يقول النبي r ، في الحديث الصحيح : (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ )) .
بل ـ أيها الأخوة ـ الصيام والقيام ، من الأعمال التي تشفع لصاحبها يوم القيامة ، ففي الحديث الصحيح ، يقول النبي r : (( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ ، يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ فَيُشَفَّعَان )) .
فلنحمد الله تعالى ـ أيها الأخوة ـ على إدراك شهر رمضان ، ولنعمل على استغلال هذه الفرصة التي تفضل الله تعالى بها علينا ، والتي يتمناها من حرم نعمة إدراك شهر رمضان .
اسأل الله لي ولكم علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وعملا صالحا خالصا ، إنه سميع مجيب .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ، فإنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلى إحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيرا .
أيها الأخوة المؤمنون :
يقول عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ) فما رمضان إلا أيام معدودات ، ولكن للنفس مع هذه الأيام حيل شيطانية ، فإنها تبرر للصائم ، أو لبعض الصائمين ، بأن يقضي وقته بما لا ينفع أحيانا ، فتجعله مثلا يكثر من النوم ، أو يصير شغله الشاغل الطعام والشراب ، فإذا أصبح صار همه فطوره ، وإذا أمسى صار همه سحوره ، أو يكثر من مخالطة الناس في الأسواق ، وهذه الأمور ـ أيها الأخوة ـ من مفسدات القلب والعياذ بالله ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وأما مفسدات القلب الخمسة فهي التي أشار إليها من كثرة الخلطة والتمنى والتعلق بغير الله والشبع والمنام ، فهذه الخمسة من أكثر مفسدات القلب .
فا الله الله أيها الأخوة ، احفظوا أوقاتكم وخير ما تحفظ به الأوقات كتاب الله تعالى ، فشهر رمضان هو شهر القرآن.
أيها الأخوة المؤمنون :
ومما لا شك فيه ، أن كل واحد منا يتمنى لو يصوم يوما ويكتب له عند الله أياما ، فعلى من أراد ذلك صادقا جادا ، فعليه أن يبذل من ماله ، أو يبذل من طعامه وشرابه ، فالرسول r يقول : (( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا )) فكلما فطرت صائما كتب لك يوما كصيامه .
اسأل الله العظيم ـ رب العرش العظيم ، أن يوفقنا لهداه ، وأن يجعل عملنا في رضاه ، وأن يجنبنا ما يسخطه ويأباه ، إنه سميع مجيب .
اللهم إنا نسألك عز الإسلام ونصر المسلمين ، وذل الشرك والمشركين ، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين ، اللهم عليك باليهود المعتدين ، وبالنصارى الحاقدين ، وبكل من عادى عبادك المؤمنين .
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين ، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين .اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك وتقاك واتبع رضاك يارب العالمين .
اللهم عجل بفرج إخواننا السنة في بلاد الشام ، اللهم عجل بفرجهم ، وكن عونا لهم ، اللهم عليك بأعداء سنة نبيك محمد r ، اللهم لا ترفع لهم راية ، ولا تحقق لهم غاية ، واجعلهم لغيرهم عبرة وآية ، يارب العالمين .
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ).
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على وافر نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]