زوجي يهجرني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4509 - عددالزوار : 1299773 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117917 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3638 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2024, 09:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي يهجرني

خطبة: زوجي يهجرني
عدنان بن سلمان الدريويش



إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.


قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]، وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21]، أما بعدُ:
الهَجْرُ هو إهمالُ الشخصِ للطرفِ الآخر، أو تجاهُلُه، أو الامتناع عنه بالكلمة أو بالنظرة، وفي العلاقات الزوجية يتمُّ الهَجْر نتيجةَ تفاقُم مشكلات عديدة بين الزوجين؛ ممَّا يُسبِّب لهما وللأولاد مشكلات نفسية وسلوكية وعاطفية، تجعلهما يشعران بالقَلَق والاكتئاب والتوتُّر والخوف الدائم من نهاية هذا الهجر.


يا عباد الله، والله سبحانه أباحَ للزَّوْج هَجْرَ زوجته في المَضْجَع إن كانت ناشِزًا؛ أي: مُتمَرِّدةً عليه ومُستعليةً على طاعته وقوامته، ولَم تَستَجِب للموعظة، قال تعالى في سورة النساء: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء: 34].


والهَجْر بين الزوجين له أشكال ثلاثة: هجر المضاجعة؛ أي: ترك النوم مع الشريك الآخر في فراش واحد، وهجر الجِمـاع؛ أي: النوم في نفس الفراش؛ ولكن دون جِماع عمدًا من أحدهما، وهجر الكــلام؛ وهو إضافة عدم الكلام إلى عدم الجِماع والمضاجعة.


أيها المسلمون، والهَجْر يقع من الزوج تجاه الزوجة، ويقع من الزوجة تجاه الزوج؛ حيث يَنقَطِع المُتخاصِمان عن أن يُكَلِّمَ أحدهما الآخر، فإن التقيا أعرَضَ هذا وأعرَضَ هذا، فهذا الهجر يُعبِّرُ عن الغَيْظ والعداء؛ حيث يَجِد المغتاظ في نفسه صعوبةً في التَّواصُل والتَّكَلُّم مع مَن أَغاظَه وأَساء إليه، سواء كانت الإساءة حقيقيَّةً أو مُتوهّمةً، هذه المشاعِر تَقِف حائلًا بين الزوجين؛ مما تُفقِدُ صاحبَها الرَّغْبة في التَّحدُّث مع الشريك الآخر.


تقول أُمُّ صلاح: إذا حصلت أدنى مشكلة مِنِّي يبدأ زوجي بعدها مباشرةً في السكوت، ولا يردُّ بكلمةٍ، ويهجرني حتى في إلقاء السلام، ويستمرُّ ليومين أو ثلاثة، وأنا أحاول محادثته، وترضيته، ورجاءه أن يسامحني؛ لأنه عندما يهجرني أكاد أموت، في نظره أنه يُؤدِّبني بهذا الهجر والسكوت؛ ولكن في الحقيقة أنا أمتثل له حتى لا أموت من الهجر؛ لأن هذا جدًّا يُتعِبني.


يا عباد الله، إنَّ اللُّجوء إلى الهَجْر أمْرٌ من طبيعة الإنسان، وقد عُوقِبَ ثلاثةٌ من الصَّحابة الكِرام الَّذين تَخَلَّفُوا عن غزوة تَبوك بِلا عُذرٍ، عُوقِبُوا بالهَجْر من قِبَل المُسلمين في المدينة المُنوَّرة خمسين يومًا ضاقَتْ عليهم فيها الأرض بما رَحُبَتْ، والإسلام لَم يُحَرِّم الهَجْر تحريمًا مُطلقًا؛ إنَّما حَرَّمَ أن يَهْجُر مسلمٌ مسلمًا فوق ثلاثةِ أيَّامٍ، جاء في صحيح البخاري، عن أبي أيوب الأنصاري: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيالٍ، يَلْتَقِيانِ: فيُعْرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ".


والسؤال هنا: هل للهجر آثار سلبية على نفسيَّة الزوجين والأولاد؛ وللإجابة عن هذا السؤال أقول: إن هناك آثارًا سلبيةً منها:
الشعور بالقَلَق والإحباط والتوتُّر والخوف من المستقبل.


حصول نوبات عنيفة من الغضب والعصبية والصراخ، وقد يصل إلى الضرب تجاه الأولاد أو بين الزوجين بسبب الهَجْر، ويكون ذلك لأدنى سببٍ يحدث في الأُسْرة.


الانطواء والميل إلى الوحدة عن المجتمع الخارجي؛ خوفًا من السؤال أو التعيير، فتجد الزوجة تترك مناسباتها الاجتماعية، والأولاد يمتنعون عن اللعب والضحك مع زملائهم.


الهروب من البيت، وهنا يبدأ الزوج بكثرة السهر، والانشغال بأعماله وعلاقاته حتى يبتعد عن الأسرة، والزوجة تذهب إلى بيت أهلها وتترك أسرتها، والأولاد كُلٌّ مشغولٌ بنفسه وأصدقائه وهواياته حتى تصبح الأسرة مُفَكَّكة عاطفيًّا وجسديًّا.


نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، أقول قولِي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.


قال صلى الله عليه وسلم: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ"؛ رواه مسلم.


يا عباد الله، ولعلاج مثل هذه المشكلة نفسيًّا وتربويًّا أنصح الزوجين بالتالي:
أولًا: على الزوجين الشعور بالمسؤولية، والحفاظ على كيان الأسرة والأولاد، قبل تشتُّتها وضياعها.


ثانيًا: عند حدوث المشكلة يجب الابتعاد عن الطرف الآخر حتى تهدأ النفوس، ثم علاج المشكلة بهدوء مع تقديم التنازُل والعَفْو والتسامُح.


ثالثًا: الهَجْر ليس علاجًا في حد ذاته؛ وإنما وسيلة للعلاج، فإذا وجدت أن في استمراره وبالًا ومصيبةً على الأسرة، فإنه من الحكمة التراجُع والتسامُح.


رابعًا: استشارة المتخصصين والمُصْلِحين الصالحين من داخل الأسرة وخارجها للمساعدة في حل المشكلة قبل تفاقُمها.


خامسًا: الابتعاد عن مُسبِّبات التوتُّر؛ كالانتقاد والاستهزاء أو رفع الصوت أو الحرمان أو الضرب أو غيرها.


سادسًا: تذكُّر أنكما بَشَر، والخطأ وارد من الجميع؛ لذا من الحكمة الصبر وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار المُدمِّر للحياة الزوجية.


أخيرًا: لنا في رسول الله أسوة حسنة، فهو قد غضب من زوجاته غير مرة، وقد فَعَلْنَ ما أثار غضبه مرات؛ ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يهجر إحداهن أبدًا على فعلٍ أغضبه، إلا بأمر من الله في موقف التوسِعة في النفقة.


هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.


اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأعلِ بفضلكَ كلمةَ الحق والدين، اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وَفِّقْه لِمَا تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفِّقْه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد، ولما فيه الخير للإسلام والمسلمين، اللهم ارزقهما البطانة الصالحة، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.


اللهم احفظ على هذه البلاد عقيدتها، وقيادتها، وأمنها، ورخاءها واستقرارها، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم اجعلها دائمًا حائزة للخيرات والبركات، سالمة من الشرور والآفات، اللهم اصرف عَنَّا شر الأشرار وكيد الفجار، وشرَّ طوارق الليل والنهار، رُدَّ عَنَّا كيدَ الكائدين، وعدوانَ المعتدين، ومكرَ الماكرين، وحقدَ الحاقدينَ، وحسدَ الحاسدينَ، حسبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ.


اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشدًا، يُعز فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء.


اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف ذات بينهم، وأصلح قلوبهم وأعمالهم، واجمعهم يا حي يا قيوم على العطاء والسُّنة، يا ذا العطاء والفضل والمنة.


اللهم انصر جنودنا، ورجال أمننا، المرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهم تقبَّل شهداءهم، اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وردَّهم سالمين غانمين.


﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201]، ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 127]، ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم، والمسلمين والمسلمات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 180 - 182].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.81 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]