|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() معاني أسماء الله: الشافي، الطبيب الحنَّان، المنَّان، القابض، الباسط، المسعِّر سعد محسن الشمري جاء هذا الاسم الكريم "الشافي" في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بيَمِينِهِ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا"[1]. الله سبحانه هو الشافي: الذي يشفي من أمراض الشبهات والغل والحسد ونحوها، ومن أمراض البدن وعلله، فإذا أصاب العبدَ مرضٌ من الأمراض فيوقن أن لا شافي له إلا الله، ولا يبرئه من الأمراض إلا الله، قال الخليل إبراهيم كما أخبر الله عنه عن ربه: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]. ومن رحمته سبحانه أن أرشد عباده إلى التداوي وهو لا يتنافى مع التوكل على الله، بل من تمام التوكُّل على الله بذل الأسباب المشروعة والمباحة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنْزَلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنْزَلَ له شِفاءً"[2]. وأما اسمه سبحانه "الطبيب" فقد جاء من حديث أبي رمثة رضي الله عنه: انطلَقتُ معَ أبي وأَنا غلامٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: فقالَ لَهُ أبي: إنِّي رجلٌ طبيبٌ، فأرني هذِهِ السَّلْعةَ الَّتي بظَهْرِكَ، قالَ: وما تَصنعُ بِها؟ قالَ: أقطَعُها، قالَ: لَستَ بطبيبٍ، ولَكِنَّكَ رَفيقٌ، طَبيبُها الَّذي وَضعَها. وقالَ غيرُهُ: الَّذي خَلقَها[3]. والطبيب الشافي لأمراض الأبدان والقلوب، وهو سبحانه العالم بالآلام والأمراض، وهو العالم بالدواء وأسباب الشفاء، وهو القادر على الشفاء دون الدواء. الله سبحانه الحنَّان المنَّان جاء في حديث أنس رضي الله عنه: أنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: "لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دُعيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئلَ بِهِ أعطى"[4].وفي رواية: "اللهمَّ إني أسألُك بأن لك الحمدَ، لا إله إلا أنتَ الحنانُ المنانُ، بديعُ السماواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيوم". الله سبحانه "الحنَّان": الرحيم العطوف بعباده واسع الرحمة والكرم، وهو سبحانه "المنَّان": الذي يمنُّ على عباده بإحسانه وكرمه وإنعامه، والمنَّان كثير العطاء وعظيم المواهب. منَّ على أهل الإيمان من العلم النافع والعمل الصالح ما به انشراحُ صدورهم، وصلاح أحوالهم، حتى يصيروا إلى جنة الله العالية فيقولوا كما أخبر الله عنهم: قال تعالى:﴿ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 26 - 28]. الله سبحانه القابض، الباسط، المسعِّر قال الله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾[البقرة: 245].وأمَّا في السُّنَّة فقد جاء في حديث أنس رضي الله عنه قال: "غلا السِّعْرُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليْهِ وسلَّمَ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد غلا السِّعْرُ فسَعِّر لنا، فقالَ: إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ، إنِّي لأرجو أن ألقى ربِّي وليسَ أحدٌ يطلُبُني بمظلمةٍ في دمٍ ولا مالٍ"[5]. الله سبحانه القابض: الذي يُقتِّر ويضيِّق على من يشاء من عباده، وهو سبحانه الباسط الذي يوسِّع على من يشاء من عباده، وقبضه وبسطه إنما هو لحكمة، قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾[الشورى: 27]، وهذان الاسمان من الأسماء التي تدل على الكمال المطلق بمجموع الوصفين. وأما المسعِّر فهو الذي بيده تدبير الأشياء التي تُباع على ما اقتضته مشيئته وحكمته، وهذه السلع التي تباع برُخصٍ أو بغلاء ٍكل ذلك بتقدير العزيز العليم. [1] رواه البخاري 131، ومسلم، 1722. [2] رواه ابن ماجه، 3438. [3] رواه أحمد في مسنده 12 /67، قال أحمد شاكر: إسناده صحيح. [4] صحيح أبي داود، 1342. [5] رواه أبو داود، 3451.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |