|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مِن آداب طالب العلم في التعامل مع الكتاب والسنة أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب الحمد لله، يقول الشافعي رحمه الله في الرسالة: ثم معرفة ما ضَرب فيها من الأمثال الدوالِّ على طاعته، المبيِّنة لاجتناب معصيته، وتركُ الغفلة عن الحظ، والازديادُ من نوافل الفضل. يتناول الإمام الشافعي رحمه الله في "الرسالة" جملة من الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المشتغل بالقرآن والسنة، موضحًا كيفية تعامله مع النصوص الشرعية ليحقق الفهم والتأثر والعمل بما جاء فيها. ويبرز في هذا السياق أهمية الفهم العميق للنصوص وأثره في توجيه النفس وإصلاحها، مؤكدًا على ضرورة ترك الغفلة ومجاهدة النفس عن الهوى والتمسك بنوافل الفضل. يوضح الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب حفظه الله في شرحه على كتاب الرسالة للشافعي أن طالب العلم يحتاج إلى مراحل متعددة في التعامل مع الكتاب والسنة، تبدأ بالقراءة والاستماع وتنتهي بالعمل بما فهم. فهو يشير إلى أهمية "الانفعال" بالنصوص؛ أي: التأثر الحقيقي بها، كما في قول الشافعي رحمه الله: "ثم معرفة ما ضرب فيها من الأمثال الدوالِّ على طاعته، المبيِّنة لاجتناب معصيته". والدلالة هنا تأتي بمعنى الإرشاد الهادف؛ إذ إن تلك الأمثال لا تقتصر على سرد القصص أو المعاني، بل تهدف إلى التأثير في السامع، ليصبح العلم حيًّا في وجدانه، دافعًا إياه للامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه. ![]() ضرورة الفهم العميق: الفهم أسمى من مجرد العلم، وذلك مستفاد من قوله تعالى: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 78، 79]، حيث أكرم الله تعالى سليمان بالفهم، وهذا يبرز أن التفكر والتمعن في النصوص قد يمنح المرء بصيرة خاصة، تتجاوز مجرد الحفظ والمعرفة. ![]() واجبات طالب العلم: من جملة ما يجب على طالب العلم: أن يعرف الإجماع والاختلاف، وأن يعرف لسان العرب الذي به تكَلَّم الله عز وجل في القرآن الكريم، وأن يعرف الناسخ من المنسوخ وما كان في معنى ذلك، وأن يعرف المواضع التي وضع بها النبي صلى الله عليه وسلم من جهتين: من أراد، وما أراد، ثم يعرف الأمثال التي ضربها الله عز وجل في القرآن الدالة على طاعة الله عز وجل والمبينة لنواهيه حتى ينتهيها، ثم ترك الغفلة عن المحرم وعن الحظ والهوى، والازدياد من نوافل الفضل. نعوذ بالله تعالى من حظوظ أنفسنا؛ لأن من أعظم الناس بحظ النفس أهل العلم، وكل واحد منهم يجب أن يجاهد نفسه. ذكر أبو بكر المالكي في "المجالسة وجواهر العلم" (7/ 135/ 3032) قال: «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ الرَّمَادَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |