من فوائد غض البصر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 593 - عددالزوار : 199518 )           »          منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 491 - عددالزوار : 124848 )           »          المرور بين يدي المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          نصيحة لمن ترك الجمعة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الزيادة في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3093 - عددالزوار : 353351 )           »          تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الصدقات تطفئ غضب الرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السلام النفسي في فريضة الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2025, 01:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,374
الدولة : Egypt
افتراضي من فوائد غض البصر

من فوائد غض البصر

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله





ففي غضِّ البصر منافعُ كثيرة، وفوائدُ عديدة، منها: أنَّه امتثال لأمر الله، الذي هو غايةُ سعادة العبد في دنياه وآخرته، وأنَّه يمنع وصولَ أَثَر السَّهْم المسموم الذي ربَّما كان فيه هلاكه، ومنها أنه يورِث القلْب نورًا وإشراقًا، كما أنَّ إطلاقه يُكسبه ظلمةً تظهر في الوجه والجوارح.

ومن فوائد غض البصر: أنَّه يُخلِّص القلب من ألَم الحسرة، فإنَّ مَن أطلق بصره دامتْ حسرته، وأنه يورث صحةَ الفراسة الصادقة، التي يُميِّز بها بيْن الصادق والكاذب، ويفتح له بابَ العلم والإيمان، والمعرفة بالله وأحكامه.

ومن ذلك: أنَّ غض البصر يورِث القلب ثباتًا وشجاعة، وفي الأثر: أن "الذي يخالف هواه يفرُّ الشيطان مِن ظِلِّه"، ومنها: أنَّه يورِث القلب سرورًا وفرحًا أعظمَ من اللذة الحاصلة بالنظر، وأنَّه يُخلِّص القلب مِن أَسْر الشهوة، فإنَّ الأسير هو أسيرُ هواه وشهوته، وأنَّه يفرِّغ القلْب للتفكُّر في مصالحه، والاشتغال بها، وإطلاق البصر يُشتِّت عليه ذلك، وأنَّ غض البصر يُقوِّي العقل ويَزيده ويثبته، وإطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلاَّ مِن خِفَّة العقل وطيشه، وعدم ملاحظته للعواقب، قال الشاعر:
وَأَعْقَلُ النَّاسِ مَنْ لَمْ يَرْتَكِبْ عَمَلاً حَتَّى يُفَكِّرَ مَا تَجْنِي عَوَاقِبُهُ

وغضُّ البصر يخلِّص القلْب من سُكْر الشهوة، ورقْدة الغفلة، وإطلاق البصر يوجِب استحكامَ الغفلة عن الله، والدار الآخرة.

وفوائد غض البصر وآفات إرساله أكثرُ من أن تُحْصى[1]، والحُرُّ تكفيه الإشارة، وقد قال -تعالى-: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36]، ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، فليس الإنسان بمهمَل ولا مغفول عنه، وإن غفل ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6].

ومن المؤسِف ما يُشاهد في بعض أسواقنا من نساء كاسيات عاريات، فاتنات مفتونات، قد تجردْنَ من الحياء والشيمة والمروءة، بل ومن الإنسانية، فأبرزْنَ الوجه والرأس والعنق، والذراعين والساقين، يخترقْنَ الأسواق يَمنةً ويَسْرة، من غير خَجَل ولا حياء، ويشاهد هناك بعض الشباب المغرورين ينخدعون بهذه المفاتن، فيحدقون بهنَّ الأنظار - إنهنَّ بهذه العادات الممقوتة يُغرين بناتِنا، ويفتنَّ أبناءنا.

إنَّنا نرجو من المسؤولين الكرام أن يتلافوا هذا الخطرَ الفاحش على أبنائنا وبناتنا، وأن يضربوا بيدٍ من حديد على كلِّ مَن يخالف تعاليمَ دِيننا، وتقاليد بلادنا، إنَّ المرأة في هذه البلاد المسلِمة المتمسِّكة بتعاليم دِينها، وتحكيم شريعة الله لم تَزلْ - وما زالت - متحجِّبةً متستِّرة، محتشمةً عفيفة؛ امتثالاً لأمر الله، واقتداء بسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحافظة على أخلاقها وتقاليدها وشرفها، ولذلك ساد الأمنُ في هذه البلاد على النفس والأهل والمال؛ تحقيقًا لوعد الله المؤمنين بذلك ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].

ولعظم نِعمة البصر عوَّض الله مَن ابْتُلي بذَهاب بصره فصَبر الجَنَّةَ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال الله -تعالى-: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضتُه بهما الجنة؛ يريد: عينيه))، فعلى المسلم أن يُفكِّر في نِعم الله عليه، وأن يرعاها حقَّ رعايتها، فيعترَّف بها باطنًا، ويتحدَّث بها ظاهرًا، وأن يستعين بها على ما يحبُّه الله ويرضاه، حتى تستقرَّ وتزداد، ويُثاب عليها في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.

اللهمَّ متعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقواتِنا ما أبقيتنا، اللهمَّ طهِّر قلوبنا من النِّفاق، وأعمالَنا من الرياء، وألْسنتَنا من الكذب، وأعينَنا من الخيانة، إنَّك تعلم خائنةَ الأعين وما تُخفي الصدور، اللهم اجعل حواسَّنا وجوارحنا شاهدةً لنا باكتساب الخيرات، لا شاهدةً علينا بانتهاك المحرَّمات، اللهمَّ اجعلنا مِن الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحْسَنه، ومِن الذين قالوا سمعْنا وأطعنا، ربَّنا تقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا وارحمنا، إنك أنت الغفور الرحيم.

وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

[1] "روضة المحبين"؛ لابن القيم (ص: 90 – 102)، و"الجواب الكافي" (ص: 205 - 208).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.93 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]