|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات مهمة مع الأيمان (الحلف) وشهادة الزور الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فقد لحظت كثرة التساهل بالحلف بالله تعالى أو بغيره أو بالطلاق، ولخطورتها كلها كانت هذه الوقفات؛ للتحذير من مغبة هذه الأيمان، وأسأل الله أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم: الوقفة الأولى: الحلف بغير الله تعالى خطير جدًّا؛ فقد يكون شركًا أكبر أو شركًا أصغر، بحسب التعظيم للمحلوف به؛ كمن يحلف بالنبي أو بحياة فلان أو بالآباء؛ للحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))؛ [رواه أحمد، والترمذي، والحاكم بإسناد صحيح]، وللحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب، وهو يسير في ركب، يحلف بأبيه، فقال: ألَا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت))؛ [متفق عليه]. الوقفة الثانية: حتى الحلف بالله ينبغي التقلُّل منه؛ لأن الإكثار منه استهانة بالمحلوف به؛ الله سبحانه، ونقص في التوحيد؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]. الوقفة الثالثة: يظن البعض أن كثرة الحلف مرجلة، وأنها دلالة على الصدق والاهتمام، بينما في الحقيقة أن كثرة الحلف تفقد ثقة الناس في الحالف، فلا يُصدقونه. الوقفة الرابعة: الحالف لأجل شهادة الزور ارتكب كبيرة واستهانة بالله تعالى، وظَلَم وعرَّض نفسه لدعوة المظلومين؛ للحديث التالي عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن فقال: اتَّقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))؛ [متفق عليه]، وشهادة الزور من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب؛ يقول الله سبحانه: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت))؛ [متفق عليه]. الوقفة الخامسة: الحلف في البيع والشراء منهيٌّ عنه، سواء أكان صادقًا أو كاذبًا، لكن الكاذب جرمه قبيح جدًّا، فيعرض نفسه للظلم ولدعوة المظلومين، والأخطر منها ما ورد في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، لما قالها النبي صلى الله عليه وسلم مرة واثنتين وثلاث، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المُسبل، والمنَّان، والمُنفق سلعته بالحلف الكاذب))؛ ولذا فليحذر من هذا الوعيد الشديد، هؤلاء الذين يدَّعون كذبًا أن البضاعة أصلية، أو أن قيمتها بكذا، أو يعددون ميزات كاذبة لبضائعهم. الوقفة السادسة: يعظم البعض الحلف بالطلاق أكثر من تعظيمهم الحلف بالله سبحانه، فإن كان الحالف أو المحلوف له يعظمون الحلف بالطلاق أكثر من تعظيمهم الحلف بالله، فهذا قدح خطير في العقيدة. الوقفة السابعة: الحياة الزوجية ليست ألعوبة في يد الرجل حتى يتلاعب بها في الطلاق، فيهدد زوجته إن فعلت شيئًا ما بالحلف بالطلاق، أو يقول لضيوفه: عليَّ الطلاق أن تدخلوا بيتي، وتأكلوا ذبيحتي؛ لأن الطلاق قد يقع بحسب نية الحالف به، فإن كان ولا بد حالفًا، فليحلف بالله سبحانه، أو باسم من أسمائه الحسنى أو صفاته العلا؛ للحديث السابق؛ وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان حالفًا، فليحلف بالله أو ليصمت))؛ [متفق عليه]. الوقفة الثامنة: إن كان ضيوفك لا يقدرون دعوتك، إلا بحلفك بالطلاق، فهؤلاء لا يستحقون الإكرام. الوقفة التاسعة: من حلف على يمين، ورأى غيرها خيرًا، فليعمل بالحديثين التاليين: عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها، فأتِ الذي هو خير، وكفِّر عن يمينك))؛ [متفق عليه]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير))؛ [رواه مسلم]. الوقفة العاشرة: يظن البعض أن كفَّارة اليمين الصيام فقط، بينما الصيام هو آخر الكفَّارات في حال عدم إحدى الكفارات الأخرى الواردة في قوله سبحانه: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 89]. الوقفة الحادية عشرة: أسباب التساهل بالأيمان وشهادة الزور بأنواعها هي: ١- ضعف الإيمان والخوف من الله تعالى. ٢- ضعف العلم الشرعي. ٣- حب الخيلاء والمدح. ٤- الطمع المالي. ٥- حب منفعة الغير ولو بالظلم. أما أسباب التخلص منها؛ فهي: ١- تقوية تعظيم الله وتعظيم حرماته في القلب. ٢- الدعاء. ٣- المجاهدة للتخلص منها. ٤- تذكر الموت والجنة والنار، وعقوبات الظلم الشنيعة. ٥- تذكر خطورة التعرض لدعوة المظلومين؛ للحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن، فقال: ((اتَّقِ دعوة المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب))؛ [رواه البخاري ومسلم]. حفظكم الله، ووفقكم لتعظيم الله سبحانه، وأعاذكم من الاستهانة بالأيمان وبشهادة الزور. وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |