|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل نستفيد من ذنوبنا ؟ و كيف ! بقلم : يحيى حاج يحيى في الحديث الذي رواه الإمام مسلم ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ والذي نفسي بيده ، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون ، فيغفر لهم ]. يقول الإمام ابن القيم في كتابه [ مفتاح دار السعادة ] : [ إن الحكمة الإلهية اقتضت تركيب الشهوة والغضب في الإنسان ، وهاتان القوتان فيه بمنزلة صفاته الذاتية لا ينفك عنهما ] ولكن المؤمن لا يقف عند الذنب ، ولا يصر عليه ، وقد جعل الله له مخرجا في الاستغفار والتوبة ! و المقصود كما أشار - رحمه الله - أن تركيب الإنسان على هذا الوجه هو غاية في الحكمة ، ولا بد أن يقتضي كل واحد من القوتين أثره ، ولا بد من وقوع الذنب والمخالفات والمعاصي ، لو لم يذنب الإنسان لم يكن إنسانا ، بل يكون ملكا ، فالوقوع في الذنب من موجبات الإنسانية ! و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ كل بني آدم خطّـاء ، و خير الخطائين التوابون ] حديث حسن أخرجه الترمذي و لفظ [ كل ] - كما هو معلوم - يفيد استغراق وشمول ما يضاف إليه ، فأما من اكتنفته العصمة ، وضربت عليه سرادقات الحفظ هم أقل أفراد النوع الإنساني وهم خلاصته ولبه . و لكن كيف يستفاد من الذنب ، - و هو ذنب - بعد وقوعه و بعد الإقلاع عنه ؟ و كيف يكون هذا خيرا في حقه ؟ يوضح الإمام ذلك بفهمه الرائع وطريقته العجيبة ، فيقول : إن الله سبحانه و تعالى إذا أراد بعبده خيراً أنساه رؤية طاعاته ، ورفعها من قلبه ولسانه ، فإذا ابتلي بالذنب جعله نصب عينيه ، ونسي طاعاته ، وجعل همه كله بذنبه ، فلا يزال ذنبه أمامه إن قام أو قعد أو غدا أو راح ، فيكون هذا عين الرحمة في حقه ، كما قال بعض السلف : إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة ، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار ؟! قالوا: كيف ذلك ؟ قال : يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينيه كلما ذكرها بكى وندم و تاب واستغفر وتضرع وأناب إلى الله ، وذلّ له وانكسر ، وعمل لها أعمالا فتكون سبب الرحمة في حقه ! ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمُنُّ بها ويراها ، ويعتد بها على ربه ، وعلى الخلق ، ويتكبر بها ، ويتعجب من الناس ، كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها ؟! فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها ، فتدخله النار ! فعلامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره ، وسيئاته نصب عينيه ، وعلامة الشقاوة أن يجعل حسناته نصب عينيه ، و سيئاته خلف ظهره !! إنْ تغفرِ اللهمّ تغفرْ جَمّا = و أيُّ عبدٍ لكَ ما ألمّا فهل نستفيد من ذنوبنا من هذا المنطلق ؟ والله تعالى وعد الذين آمنوا و تابوا وعملوا الصالحات أن يبدل سيئاتهم حسنات ، وهو الغفور الرحيم!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |